زكي السراجي
يعد البحث في المهدي(ع) خاصة في هذه الأيام التي هي أيام مخاض حقيقي تعيشه البشرية من القضايا المهمة لكل شرائح البشرية وطبقاتها ، حتى تلك الشرائح والطبقات التي تظهر نفسها وكأنها غير معنية بهذا الأمر ، أو أنها تعد الفكرة من أساسها فكرة طوباوية لا وجود لها إلا في مخيلة الذين لا هم لهم سوى أنهم يحلمون بصبيحة يوم تولد فيه العدالة الحقيقية على هذه الأرض.
ولست أتحدث في هذا المقال عن عالمية القضية والانشغال بإثباتها ووجودها في أدبيات كل الديانات وعقائدها وضعيها وسماويها ، بل الحديث اليوم ينصب على ما تبثه المؤسسة الدينية الشيعية ومشايخ السنة بما فيهم من يسمون أنفسهم السلفية الذين يعملون بسطوة المال والترغيب والترهيب على اختزال مذاهب السنة فيهم وينصبون أنفسهم متحدثا رسميا باسمهم!!
فهاتان المؤسستان اللتان تمثلان المسلمين اليوم في كل بقاع الأرض تعملان باجتهاد منقطع النظير على تزييف أمر المهدي(ع) ، وكل مؤسسة بطريقتها الخاصة ومنهجها الفكري والعملي الذي تنتهجه! فالمؤسسة السنية (السلفية) خاصة لديهم المهدي(ع) لا يعدو كونه رجلاً (صالحاً) يخرج في آخر الزمان اسمه (محمد بن عبد الله) من عامة المسلمين (على الرغم من أن الأحاديث التي تعج بها صحاح السنة فضلا على الكتب الأخرى المعتبرة لديهم تروي عن رسول الله(ص) تصريحا قطعياً واضحاً محكماً بأن المهدي(ع) خليفة الله ، من عترته (ص) ، من ولد فاطمة(ص) حصراً!!!).
بل إن من كبار مشايخهم في هذا الزمان وهو الألباني يضع المهدي(ع) في دائرة الإبهام حيث يفسر حديث (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) أنه رجل قرشي من ذرية النبي(ص) ويقول الألباني اسمه (محمد بن عبد الله) استنادا إلى رواية عندهم تقول (اسمه يوافق اسمي واسم أبيه اسم أبي ...) فالرواية لا تقول اسمه على اسمي واسم أبيه على اسم أبي بل هذا قول الألباني وليس قول النبي(ص) وهذا تقويل لرسول الله(ص) وليس قوله ، ووصف المهدي بأنه رجل قرشي هو النفس ذاته الذي شاع في منهج المؤسسة السنية التي تأسست في سقيفة بني ساعدة ، فهم عندما يروون حديث الاثني عشر خليفة (يقولون : كلهم من قريش) وهذا النفس الإبهامي التعموي هو الذي جعل عقيدة القوم في أهم مفصل من مفاصلها وهو الحاكمية خاضع لحركة الواقع وتغيراته من دون أن يكون هناك كيفية واضحة يستندون إليها ، وكلام الألباني هذا مثبت في موقعه في قسم الفتاوى الصوتية.
يقول الألباني (إننا ليس علينا انتظار المهدي بل علينا أن نجهز أنفسنا وان نكون كجنود لشخص منتظر قد يكون هو هذا أو قد يكون شخص قبله ـ الله اعلم ـ أما أن نتواكل على خروج المهدي أو نزول عيسى فهذا ليس هو من عقيدة الإسلام!! الله ألهم نبيه أن يخبر أمته بهذه البشائر حتى لا ييأسوا ويقولوا خلاص ما في عزة ولا نجاة ، لا أمامكم ولكن اعملوا ...) ولا أحد يدري كيف ليس علينا انتظار المهدي(ع) وكيف المهدي بشارة؟؟!! أليست البشارات تنتظر؟؟!! وكذلك يصور للناس وكأن أحاديث الرسول(ص) في المهدي(ع) هي من باب السلوى والتخدير تماما كعمل الكنيسة الذي دفع الشيوعيين إلى وصف الدين بـ(أفيون الشعوب) فهؤلاء الذين يمثلون المؤسسات الدينية ـ للأسف ـ استخفوا بالناس وبعقولهم وأيقنوا أن الناس لا تبحث خلفهم ولذلك صاروا يقولون أي كلام يدفعون به السائل تماما مثلما كان حال حكام العرب قبل (الربيع) عندما كانوا يتحدثون من هوى أنفسهم ، ولكن الحكام توفر من يتلقف سقطاتهم ويفضحها على رؤوس الأشهاد أما زعماء المؤسسات الدينية ـ بما أحاطوا أنفسهم به من قدسية زائفة ـ أمنوا من الانتقاد والفضح ، ولكن الحمد لله الذي اسقط براقع القدسية الزائفة بشروق شمس الحقيقة.
يقول الألباني (يصلحه بمعنى أنه لا يكون متهيئا من الناحية النفسية ... أي يصلحه لأن يكون قائدا للأمة ليس معنى ذلك أن يكون فاسقا ثم يصبح صالحا ، وليس أن يكون جاهلا ثم يصبح عالما بين عشية وضحاها ، ولكن يصلحه لقيادة الأمة .) ماذا يفهم القارئ من يقرا توجيه الألباني لمعنى (يصلحه الله في ليلة)؟؟!! لا يفهم شيئا لمعنى الإصلاح ، فالإصلاح أما أن يكون واقعاً في حال شخص الداعي أو في محيطه ، والإصلاح في شخص المهدي(ع) تحصيل حاصل ، إذن فلابد أن يكون الإصلاح في محيط المهدي(ع) وذلك بتوفر أرضية صالحة لقبوله وحمل رسالته (ع) ، فلماذا لا يصرح بذلك هؤلاء ويبينوا للناس بيانا ينقذهم من الضلال بدلا من أن يلبسوا عليهم الأمر فيزيدونهم حيرة وضلالا كما هو الحال اليوم!!
وأيضا لماذا صور الألباني المهدي(ع) بهذا الإبهام وهذه الضبابية التي تكاد تكون ملامحها مختلطة وملتبسة تماما ولا سبيل لمعرفتها؟؟!! الجواب : ليس العيب في الألباني نفسه بل العيب في المنهج الذي ينتهجه ، فالمنهج الذي يعمل عليه منهج لا يقر لخلفاء الله سبحانه بالعصمة (التي تجعلهم أهلا لقيادة العباد وسياسة البلاد) ، وكذلك لا يقر إلى أن هناك خلافة إلهية بعد رسول الله(ص) أصلا بحيث هم ورثوا نهج السقيفة القائل بأن الخلافة بعد رسول الله(ص) خرج التنصيب فيها من يد الله سبحانه وصار في يد الناس ، بحيث صارت يد الناس هي من تهب الحاكمية لمن تشاء وليس على الله جل وعلا غير الرضا والقبول!!!
وعلى هذين المرتكزين الخطيرين يقوم مذهب السنة المختزل بـ(السلفية) اليوم ، أما طوائف السنة الأخرى فليس لديها منهج واضح أو تصور معين يستشف منه معرفتهم بالمهدي ، فكل ما لدى المؤسسات الدينية السنية على اختلاف منهاجها هو صورة شائكة بل وضبابية جدا عن المهدي(ع) وهذا ما يتبين في تخبط علمائهم بالجواب عن المهدي عندما يسأل عوامهم عنه ، بل يكادون في الإجابة عن المهدي(ع) وطريقة معرفته يلتقون بالمؤسسة الشيعية من جهة جعل المهدي عند ظهوره شخصية بمقاييس أسطورية لا وجود لها إلا في مخيلة واصفها.
فالمهدي لدى المؤسسة السنية ليس من الأمور العقائدية ، بل حتى ليس من فروع الدين ، ولا يستبعدون أن يكون واحداً من حكام الخليج ومشايخه اليوم وربما هم اليوم في حصاد الربيع العربي وتساقط الرؤساء مثل أوراق الخريف ـ فهو خريف للرؤساء ربيع بحسب الدوائر المستفيدة منه ـ وبقاء أولئك المشايخ صار لديهم الوهم راسخا بأن واحد من أولئك سيكون مهديهم المنتظر الذي لا يدري بنفسه أنه المهدي ولكن سيجبره الناس ـ الذين لا يعرفونه كذلك ـ على البيعة على أنه المهدي!!!
ولك أن تتصور عزيزي القارئ بيعة لمهدي لا يعرف أنه المهدي من ناس يبايعونه على أنه المهدي وهم لا يعرفون أنه المهدي!! هل هناك استخفاف بالعقول وضحك على الذقون وتخريف وخزعبلات أنكى من هذه التي تسوِّق لها المؤسسات الدينية اليوم؟؟!! سأتوقف عند تصور المؤسسة السنية للمهدي وتسويقها لأوهامها وترهاتها فيه (ع) ، وسيعقبه إن وفق الله سبحانه مقال آخر فيه بيان للتصور الأسطوري للمهدي(ع) في منهج المؤسسة الدينية الشيعية ، سائلا المولى عز وجل أن يجعل بهذه الكلمات البسيطة باعثا للعقول المتنورة إلى البحث الجاد والحقيقي والدقيق في أعظم قضية في تاريخ البشرية منذ آدم(ع) وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يعد البحث في المهدي(ع) خاصة في هذه الأيام التي هي أيام مخاض حقيقي تعيشه البشرية من القضايا المهمة لكل شرائح البشرية وطبقاتها ، حتى تلك الشرائح والطبقات التي تظهر نفسها وكأنها غير معنية بهذا الأمر ، أو أنها تعد الفكرة من أساسها فكرة طوباوية لا وجود لها إلا في مخيلة الذين لا هم لهم سوى أنهم يحلمون بصبيحة يوم تولد فيه العدالة الحقيقية على هذه الأرض.
ولست أتحدث في هذا المقال عن عالمية القضية والانشغال بإثباتها ووجودها في أدبيات كل الديانات وعقائدها وضعيها وسماويها ، بل الحديث اليوم ينصب على ما تبثه المؤسسة الدينية الشيعية ومشايخ السنة بما فيهم من يسمون أنفسهم السلفية الذين يعملون بسطوة المال والترغيب والترهيب على اختزال مذاهب السنة فيهم وينصبون أنفسهم متحدثا رسميا باسمهم!!
فهاتان المؤسستان اللتان تمثلان المسلمين اليوم في كل بقاع الأرض تعملان باجتهاد منقطع النظير على تزييف أمر المهدي(ع) ، وكل مؤسسة بطريقتها الخاصة ومنهجها الفكري والعملي الذي تنتهجه! فالمؤسسة السنية (السلفية) خاصة لديهم المهدي(ع) لا يعدو كونه رجلاً (صالحاً) يخرج في آخر الزمان اسمه (محمد بن عبد الله) من عامة المسلمين (على الرغم من أن الأحاديث التي تعج بها صحاح السنة فضلا على الكتب الأخرى المعتبرة لديهم تروي عن رسول الله(ص) تصريحا قطعياً واضحاً محكماً بأن المهدي(ع) خليفة الله ، من عترته (ص) ، من ولد فاطمة(ص) حصراً!!!).
بل إن من كبار مشايخهم في هذا الزمان وهو الألباني يضع المهدي(ع) في دائرة الإبهام حيث يفسر حديث (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) أنه رجل قرشي من ذرية النبي(ص) ويقول الألباني اسمه (محمد بن عبد الله) استنادا إلى رواية عندهم تقول (اسمه يوافق اسمي واسم أبيه اسم أبي ...) فالرواية لا تقول اسمه على اسمي واسم أبيه على اسم أبي بل هذا قول الألباني وليس قول النبي(ص) وهذا تقويل لرسول الله(ص) وليس قوله ، ووصف المهدي بأنه رجل قرشي هو النفس ذاته الذي شاع في منهج المؤسسة السنية التي تأسست في سقيفة بني ساعدة ، فهم عندما يروون حديث الاثني عشر خليفة (يقولون : كلهم من قريش) وهذا النفس الإبهامي التعموي هو الذي جعل عقيدة القوم في أهم مفصل من مفاصلها وهو الحاكمية خاضع لحركة الواقع وتغيراته من دون أن يكون هناك كيفية واضحة يستندون إليها ، وكلام الألباني هذا مثبت في موقعه في قسم الفتاوى الصوتية.
يقول الألباني (إننا ليس علينا انتظار المهدي بل علينا أن نجهز أنفسنا وان نكون كجنود لشخص منتظر قد يكون هو هذا أو قد يكون شخص قبله ـ الله اعلم ـ أما أن نتواكل على خروج المهدي أو نزول عيسى فهذا ليس هو من عقيدة الإسلام!! الله ألهم نبيه أن يخبر أمته بهذه البشائر حتى لا ييأسوا ويقولوا خلاص ما في عزة ولا نجاة ، لا أمامكم ولكن اعملوا ...) ولا أحد يدري كيف ليس علينا انتظار المهدي(ع) وكيف المهدي بشارة؟؟!! أليست البشارات تنتظر؟؟!! وكذلك يصور للناس وكأن أحاديث الرسول(ص) في المهدي(ع) هي من باب السلوى والتخدير تماما كعمل الكنيسة الذي دفع الشيوعيين إلى وصف الدين بـ(أفيون الشعوب) فهؤلاء الذين يمثلون المؤسسات الدينية ـ للأسف ـ استخفوا بالناس وبعقولهم وأيقنوا أن الناس لا تبحث خلفهم ولذلك صاروا يقولون أي كلام يدفعون به السائل تماما مثلما كان حال حكام العرب قبل (الربيع) عندما كانوا يتحدثون من هوى أنفسهم ، ولكن الحكام توفر من يتلقف سقطاتهم ويفضحها على رؤوس الأشهاد أما زعماء المؤسسات الدينية ـ بما أحاطوا أنفسهم به من قدسية زائفة ـ أمنوا من الانتقاد والفضح ، ولكن الحمد لله الذي اسقط براقع القدسية الزائفة بشروق شمس الحقيقة.
يقول الألباني (يصلحه بمعنى أنه لا يكون متهيئا من الناحية النفسية ... أي يصلحه لأن يكون قائدا للأمة ليس معنى ذلك أن يكون فاسقا ثم يصبح صالحا ، وليس أن يكون جاهلا ثم يصبح عالما بين عشية وضحاها ، ولكن يصلحه لقيادة الأمة .) ماذا يفهم القارئ من يقرا توجيه الألباني لمعنى (يصلحه الله في ليلة)؟؟!! لا يفهم شيئا لمعنى الإصلاح ، فالإصلاح أما أن يكون واقعاً في حال شخص الداعي أو في محيطه ، والإصلاح في شخص المهدي(ع) تحصيل حاصل ، إذن فلابد أن يكون الإصلاح في محيط المهدي(ع) وذلك بتوفر أرضية صالحة لقبوله وحمل رسالته (ع) ، فلماذا لا يصرح بذلك هؤلاء ويبينوا للناس بيانا ينقذهم من الضلال بدلا من أن يلبسوا عليهم الأمر فيزيدونهم حيرة وضلالا كما هو الحال اليوم!!
وأيضا لماذا صور الألباني المهدي(ع) بهذا الإبهام وهذه الضبابية التي تكاد تكون ملامحها مختلطة وملتبسة تماما ولا سبيل لمعرفتها؟؟!! الجواب : ليس العيب في الألباني نفسه بل العيب في المنهج الذي ينتهجه ، فالمنهج الذي يعمل عليه منهج لا يقر لخلفاء الله سبحانه بالعصمة (التي تجعلهم أهلا لقيادة العباد وسياسة البلاد) ، وكذلك لا يقر إلى أن هناك خلافة إلهية بعد رسول الله(ص) أصلا بحيث هم ورثوا نهج السقيفة القائل بأن الخلافة بعد رسول الله(ص) خرج التنصيب فيها من يد الله سبحانه وصار في يد الناس ، بحيث صارت يد الناس هي من تهب الحاكمية لمن تشاء وليس على الله جل وعلا غير الرضا والقبول!!!
وعلى هذين المرتكزين الخطيرين يقوم مذهب السنة المختزل بـ(السلفية) اليوم ، أما طوائف السنة الأخرى فليس لديها منهج واضح أو تصور معين يستشف منه معرفتهم بالمهدي ، فكل ما لدى المؤسسات الدينية السنية على اختلاف منهاجها هو صورة شائكة بل وضبابية جدا عن المهدي(ع) وهذا ما يتبين في تخبط علمائهم بالجواب عن المهدي عندما يسأل عوامهم عنه ، بل يكادون في الإجابة عن المهدي(ع) وطريقة معرفته يلتقون بالمؤسسة الشيعية من جهة جعل المهدي عند ظهوره شخصية بمقاييس أسطورية لا وجود لها إلا في مخيلة واصفها.
فالمهدي لدى المؤسسة السنية ليس من الأمور العقائدية ، بل حتى ليس من فروع الدين ، ولا يستبعدون أن يكون واحداً من حكام الخليج ومشايخه اليوم وربما هم اليوم في حصاد الربيع العربي وتساقط الرؤساء مثل أوراق الخريف ـ فهو خريف للرؤساء ربيع بحسب الدوائر المستفيدة منه ـ وبقاء أولئك المشايخ صار لديهم الوهم راسخا بأن واحد من أولئك سيكون مهديهم المنتظر الذي لا يدري بنفسه أنه المهدي ولكن سيجبره الناس ـ الذين لا يعرفونه كذلك ـ على البيعة على أنه المهدي!!!
ولك أن تتصور عزيزي القارئ بيعة لمهدي لا يعرف أنه المهدي من ناس يبايعونه على أنه المهدي وهم لا يعرفون أنه المهدي!! هل هناك استخفاف بالعقول وضحك على الذقون وتخريف وخزعبلات أنكى من هذه التي تسوِّق لها المؤسسات الدينية اليوم؟؟!! سأتوقف عند تصور المؤسسة السنية للمهدي وتسويقها لأوهامها وترهاتها فيه (ع) ، وسيعقبه إن وفق الله سبحانه مقال آخر فيه بيان للتصور الأسطوري للمهدي(ع) في منهج المؤسسة الدينية الشيعية ، سائلا المولى عز وجل أن يجعل بهذه الكلمات البسيطة باعثا للعقول المتنورة إلى البحث الجاد والحقيقي والدقيق في أعظم قضية في تاريخ البشرية منذ آدم(ع) وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
Comment