كتب الشيخ علاء السالم على صفحته الرسمية
ما هكذا تورد يا سعد الابل !!
ابتداء أقول: إنّ التصدّي لمحاورة الملحدين في عصرنا الراهن أمر مهم جداً؛ خصوصاً بعد انتشار فكرهم في ديار المتدينين فضلاً عن غزوه للعالم أجمع، بعد تنصّل رجال الدين عموماً عن مسؤوليتهم في الدفاع عن دين الله، أو بعد تقديمهم لأجوبة أقل ما يقال عنها إنها مخجلة ولا تصمد أمام الطرح الإلحادي، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد تغطيتها والتستر عليها.
رأيت أخيراً حلقات للسيد كمال الحيدري منشورة على اليوتيوب تحت عنوان "حوار مع الملحدين"، وهو أمر يحسب له بحدود التفكير بالرد عليهم، لكن كان يُفترض بالمتصدّي للرد أن يكون مؤهلاً من الناحية العلمية ولديه اطلاع دقيق ولا بأس به على مقولات الملحدين ونظرياتهم بحسب ما طرحوه هم في كتبهم، فهو الموافق للأمانة العلمية التي يجب أن يتحلّى بها الباحث من جهة، ويمنح حواره ومناقشاته قوة ورصانة من جهة أخرى، وكذلك يمكن توقّع نتائج ذات مردود إيجابي يعود على الدين من جهة ثالثة، وبخلاف ذلك فإنّ "الطين سيزداد بلّة"، كما يقال.
أثناء استماعي للحلقة الخامسة - على سبيل المثال - من حلقات حواره، تفاجئت حقيقة عند سماعي لكلام السيد الحيدري، سأنقله لكم الآن بالمضمون وفق ما جاء في المقطع الفيديوي المرفق:
1. يستند الملحدون في أدلتهم على نفي وجود الله بأزلية المادة.
أقول: إنّ الراي العلمي الآن لكبار علماء الفيزياء النظرية (وهم ملحدون) يقول بأنّ كوننا المادي الذي نعيش فيه – بكل ما فيه – له بداية وليس أزلياً، بل ويحددون تاريخ نشوئه وبدايته أيضاً. نعم، هم ينكرون حاجته إلى علة من خارجه توجده، وهو بالضبط ما أبطله السيد أحمد الحسن في كتاب "وهم الإلحاد" في الفصل السادس تحت عنوان "العدم غير منتج".
2. إنّ التواريخ التي يطلقها علماء التطور هي عادة ما تكون خارج التاريخ الإنساني مثل 10 مليار سنة و33 مليار سنة ...الخ، والسبب - بنظره - هو أنها تواريخ لا يمكن الاستدلال عليها وغير خاضعة للتجربة.
أقول: هذا كلام لا ينبغي أن يصدر من السيد الحيدري نهائياً؛ لأن الملحدين اذا استمعوا له سيقعون على أقفيتهم من الضحك، فأولاً: بالنسبة لعلماء الأحياء التطورية عموماً، فهم يحددون عمراً للأرض قدروه بـ 4.6 مليار سنة تقريباً، وأما الحياة عليها فبدأت بعد هذا التاريخ بزمن طويل ربما يصل إلى مليار عام، وبالنتيجة فبداية الحياة على الارض هو بحدود 3.6 مليار عام تقريباً، باعتبار أنّ الأرض عند تشكّلها كانت عبارة عن قطعة من نار - كما يقول علماء الفيزياء الكونية وفق فحوص دقيقة -، واحتاجت الى مئات ملايين السنين ليبرد سطحها ويتهيأ للحياة، ولا يزال قلبها ساخناً وعبارة عن صهارة تخرج بين الحين والآخر إلى سطح الأرض عبر الفتحات والشقوق على شكل براكين، وهم - أي علماء الاحياء التطورية - غير معنيين - بصفتهم علماء أحياء - بتحديدات علماء الفيزياء الكونية الذين قدروا عمراً للكون بـ 13.7 مليار سنة. وبالنتيجة فالتواريخ التي أطلقها الحيدري على كل حال لم تكن مناسبة أبداً، وربما صدرت منه عن انفعال أفقده الدقة، أو عن عدم اطلاع بالموضوع.
وثانياً: بالنسبة للأرقام التي يطلقها علماء الأحياء التطورية ليست بالعشوائية التي يتصورها السيد الحيدري أو "اشمرها وعلى الله" على حد تعبيره، ولا أنها غير خاضعة للتجربة والتحليل كما يتصور، بل إنها نتيجة فحص وتحليل دقيق جداً يعتمد على النظائر المشعة للعناصر وتحديداً مادة نظير الكربون 14 فهي المادة المثلى في قياس عمر الحفريات، بعد أن تم اكتشافها من قبل الكيميائي والفيزيائي الأمريكي ''ويلارد ليبي فرانك'' وحصل بموجبها علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1960م. ويمكن للسيد الحيدري مطالعة ما يتعلق بكيفية تحديد عمر الكائنات الحية المكتشفة قبل الاستخفاف بها بالطريقة التي صدرت منه.
3. بحسب تصوره أيضاً: أن علماء الأحياء الملحدين يقولون: الإنسان أصله قرد، وكأنّ الله - على حد قوله - عنده عداوة مع الإنسان، ثم يتساءل عن القرد: كيف صار قرداً ؟
أقول: واضح جداً أنّ السيد الحيدري غير مطلع على نظرية التطور أصلاً، ومن المعيب جداً أن يتصدى إنسان – فضلاً عن أن يكون عالماً - للرد على نظرية هو غير فاهم لها، فنظرية التطور لا تقول بهذا أبداً، أي لا تقول إنّ الإنسان أصله قرد، بل تقول إنّ هناك سلفاً مشتركاً ينحدر منه الإنسان وبقية القردة العليا، وإنّ الانفصال بين الإنسان والقرد وغيره ممن يشترك معهم في "السلف المشترك" قد حصل قبل ملايين السنين، ولكل نوع من هذه الأنواع طريقه في مسيرة التطور العامة التي طالت كل الكائنات الحية على هذه الأرض.
وأما مطالبة الحيدري لعلماء التطور بـ"أصل القرد"، الذي طرحه بطريقة التحدي! فهو ممّا يؤسف حقاً، حيث إنّ علماء التطور الآن بوسعهم أن يلبّوا طلبه وزيادة، وقد انتهوا إلى رسم شجرة الخريطة الجينية للكائنات الحية وموقع البشر منها، وكان من ضمن المشتركين في رسمها العالم الأمريكي الشهير فرانسيس كولينز Francis Collins ، وبالمناسبة هو عالم مؤمن بالله سبحانه.
وسأرفق لكم مقطع فيديو لعالم الأحياء التطورية د. دوكنز يوضح فيه الأمر (الذي طرحه السيد الحيدري بشكل مغلوط وأيضاً يجيب على سؤاله التهكمي).
وهذا رابط نفس المقطع مع الترجمة العربية:
* بالمناسبة، ليس السيد الحيدري - كعالم من علماء المسلمين - يجهل نظرية التطور بل حتى علماء الكتاب المقدس، وبإمكانكم الاستماع إلى قول قس مسيحي يحاور دوكنز في الملف المرفق أيضاً.
أخيراً أقول:
إنّ الاعتقاد بصحة نظرية التطور لا يعني بحال نفي وجود الله والخالق سبحانه، بل على العكس تماماً، أما أين أخطأ المنظّرون للإلحاد اليوم كالبرفيسور ريتشارد دوكنز وغيره، فهو ما بيّنه السيد أحمد الحسن في كتاب "وهم الإلحاد" وأثبت فيه أنّ التطور هادف ومن ورائه منظم حكيم مدرك وعالم، وهو الله سبحانه.
للمزيد اقرأ ما يتعلق بنظرية التطور والرد على الملحدين في كتاب "وهم الإلحاد" على الرابط التالي:
حلقات برنامج السيد كمال الحيدري
ما هكذا تورد يا سعد الابل !!
ابتداء أقول: إنّ التصدّي لمحاورة الملحدين في عصرنا الراهن أمر مهم جداً؛ خصوصاً بعد انتشار فكرهم في ديار المتدينين فضلاً عن غزوه للعالم أجمع، بعد تنصّل رجال الدين عموماً عن مسؤوليتهم في الدفاع عن دين الله، أو بعد تقديمهم لأجوبة أقل ما يقال عنها إنها مخجلة ولا تصمد أمام الطرح الإلحادي، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد تغطيتها والتستر عليها.
رأيت أخيراً حلقات للسيد كمال الحيدري منشورة على اليوتيوب تحت عنوان "حوار مع الملحدين"، وهو أمر يحسب له بحدود التفكير بالرد عليهم، لكن كان يُفترض بالمتصدّي للرد أن يكون مؤهلاً من الناحية العلمية ولديه اطلاع دقيق ولا بأس به على مقولات الملحدين ونظرياتهم بحسب ما طرحوه هم في كتبهم، فهو الموافق للأمانة العلمية التي يجب أن يتحلّى بها الباحث من جهة، ويمنح حواره ومناقشاته قوة ورصانة من جهة أخرى، وكذلك يمكن توقّع نتائج ذات مردود إيجابي يعود على الدين من جهة ثالثة، وبخلاف ذلك فإنّ "الطين سيزداد بلّة"، كما يقال.
أثناء استماعي للحلقة الخامسة - على سبيل المثال - من حلقات حواره، تفاجئت حقيقة عند سماعي لكلام السيد الحيدري، سأنقله لكم الآن بالمضمون وفق ما جاء في المقطع الفيديوي المرفق:
1. يستند الملحدون في أدلتهم على نفي وجود الله بأزلية المادة.
أقول: إنّ الراي العلمي الآن لكبار علماء الفيزياء النظرية (وهم ملحدون) يقول بأنّ كوننا المادي الذي نعيش فيه – بكل ما فيه – له بداية وليس أزلياً، بل ويحددون تاريخ نشوئه وبدايته أيضاً. نعم، هم ينكرون حاجته إلى علة من خارجه توجده، وهو بالضبط ما أبطله السيد أحمد الحسن في كتاب "وهم الإلحاد" في الفصل السادس تحت عنوان "العدم غير منتج".
2. إنّ التواريخ التي يطلقها علماء التطور هي عادة ما تكون خارج التاريخ الإنساني مثل 10 مليار سنة و33 مليار سنة ...الخ، والسبب - بنظره - هو أنها تواريخ لا يمكن الاستدلال عليها وغير خاضعة للتجربة.
أقول: هذا كلام لا ينبغي أن يصدر من السيد الحيدري نهائياً؛ لأن الملحدين اذا استمعوا له سيقعون على أقفيتهم من الضحك، فأولاً: بالنسبة لعلماء الأحياء التطورية عموماً، فهم يحددون عمراً للأرض قدروه بـ 4.6 مليار سنة تقريباً، وأما الحياة عليها فبدأت بعد هذا التاريخ بزمن طويل ربما يصل إلى مليار عام، وبالنتيجة فبداية الحياة على الارض هو بحدود 3.6 مليار عام تقريباً، باعتبار أنّ الأرض عند تشكّلها كانت عبارة عن قطعة من نار - كما يقول علماء الفيزياء الكونية وفق فحوص دقيقة -، واحتاجت الى مئات ملايين السنين ليبرد سطحها ويتهيأ للحياة، ولا يزال قلبها ساخناً وعبارة عن صهارة تخرج بين الحين والآخر إلى سطح الأرض عبر الفتحات والشقوق على شكل براكين، وهم - أي علماء الاحياء التطورية - غير معنيين - بصفتهم علماء أحياء - بتحديدات علماء الفيزياء الكونية الذين قدروا عمراً للكون بـ 13.7 مليار سنة. وبالنتيجة فالتواريخ التي أطلقها الحيدري على كل حال لم تكن مناسبة أبداً، وربما صدرت منه عن انفعال أفقده الدقة، أو عن عدم اطلاع بالموضوع.
وثانياً: بالنسبة للأرقام التي يطلقها علماء الأحياء التطورية ليست بالعشوائية التي يتصورها السيد الحيدري أو "اشمرها وعلى الله" على حد تعبيره، ولا أنها غير خاضعة للتجربة والتحليل كما يتصور، بل إنها نتيجة فحص وتحليل دقيق جداً يعتمد على النظائر المشعة للعناصر وتحديداً مادة نظير الكربون 14 فهي المادة المثلى في قياس عمر الحفريات، بعد أن تم اكتشافها من قبل الكيميائي والفيزيائي الأمريكي ''ويلارد ليبي فرانك'' وحصل بموجبها علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1960م. ويمكن للسيد الحيدري مطالعة ما يتعلق بكيفية تحديد عمر الكائنات الحية المكتشفة قبل الاستخفاف بها بالطريقة التي صدرت منه.
3. بحسب تصوره أيضاً: أن علماء الأحياء الملحدين يقولون: الإنسان أصله قرد، وكأنّ الله - على حد قوله - عنده عداوة مع الإنسان، ثم يتساءل عن القرد: كيف صار قرداً ؟
أقول: واضح جداً أنّ السيد الحيدري غير مطلع على نظرية التطور أصلاً، ومن المعيب جداً أن يتصدى إنسان – فضلاً عن أن يكون عالماً - للرد على نظرية هو غير فاهم لها، فنظرية التطور لا تقول بهذا أبداً، أي لا تقول إنّ الإنسان أصله قرد، بل تقول إنّ هناك سلفاً مشتركاً ينحدر منه الإنسان وبقية القردة العليا، وإنّ الانفصال بين الإنسان والقرد وغيره ممن يشترك معهم في "السلف المشترك" قد حصل قبل ملايين السنين، ولكل نوع من هذه الأنواع طريقه في مسيرة التطور العامة التي طالت كل الكائنات الحية على هذه الأرض.
وأما مطالبة الحيدري لعلماء التطور بـ"أصل القرد"، الذي طرحه بطريقة التحدي! فهو ممّا يؤسف حقاً، حيث إنّ علماء التطور الآن بوسعهم أن يلبّوا طلبه وزيادة، وقد انتهوا إلى رسم شجرة الخريطة الجينية للكائنات الحية وموقع البشر منها، وكان من ضمن المشتركين في رسمها العالم الأمريكي الشهير فرانسيس كولينز Francis Collins ، وبالمناسبة هو عالم مؤمن بالله سبحانه.
وسأرفق لكم مقطع فيديو لعالم الأحياء التطورية د. دوكنز يوضح فيه الأمر (الذي طرحه السيد الحيدري بشكل مغلوط وأيضاً يجيب على سؤاله التهكمي).
وهذا رابط نفس المقطع مع الترجمة العربية:
* بالمناسبة، ليس السيد الحيدري - كعالم من علماء المسلمين - يجهل نظرية التطور بل حتى علماء الكتاب المقدس، وبإمكانكم الاستماع إلى قول قس مسيحي يحاور دوكنز في الملف المرفق أيضاً.
أخيراً أقول:
إنّ الاعتقاد بصحة نظرية التطور لا يعني بحال نفي وجود الله والخالق سبحانه، بل على العكس تماماً، أما أين أخطأ المنظّرون للإلحاد اليوم كالبرفيسور ريتشارد دوكنز وغيره، فهو ما بيّنه السيد أحمد الحسن في كتاب "وهم الإلحاد" وأثبت فيه أنّ التطور هادف ومن ورائه منظم حكيم مدرك وعالم، وهو الله سبحانه.
للمزيد اقرأ ما يتعلق بنظرية التطور والرد على الملحدين في كتاب "وهم الإلحاد" على الرابط التالي:
حلقات برنامج السيد كمال الحيدري
Comment