Scott Russell Sanders
كتب سكوت راسل ساندرز مقالا في صحيفة الواشنطن بوست عن كتاب فرانسيس إس. كولنز "لغة الله ..عالم يقدم دليلا للإيمان" الذي يقع في (283) صفحة وصدر عن دار فري برس.
ويبين ساندرز أن كولنز في كتابه يذكر:هانحن الآن تحت الشمس ، كائنات من بين مئات الملايين من الكائنات التي تسكن هذا الكوكب العملاق في الجانب البعيد من الكون. حياتنا بحد ذاتها لغز يحير العقول، واسم الله (جل جلاله) هو الكلمة التي أسأنا إليها أكثر وأحدثت صراعا أكبر من بين الكلمات التي نستخدمها لتغطية جهلنا، والتي يتفوه بها الدجالون والمشعوذون. كما أنه لم تفقها كلمة أخرى في الاستخدام لمصدر إلهام للإبداع ومحفز للأعمال الخيرية أو لحب الآخرين.
ويتساءل فرانسيس كولنز في كتاب "لغة الله": لذا فما الذي نتحدث عنه عندما نتكلم عن الله؟.
ويقدم كولنز العالم المتخصص في علم الوراثة، الإجابة على هذا السؤال في ضوء معرفته العلمية وإيمانه. فمن خلال إيجاده لنفسه تناسقا مرضيا وخصبا بين الرؤى العلمية والروحانية، فإنه يسعى لإقناع الآخرين بأن الإيمان بالله خيار عقلاني صرف، وأن مبادئ هي في الواقع مكملة لمبادئ العلم.
وكون كولنز باحثاً ساعد في اكتشاف الأسس الوراثية الخاصة بالتليف المراري وأمراض أخرى، وكونه مدير مشروع الجنيوم البشري فإنه يقدم أدلة قوية داعمة للجانب العلمي من حجته. أما بالنسبة للجانب الروحاني، فقد عمد إلى الثقات في العلم الديني مثل أوجستين هيبو، توماس أوكويناس، وسي.إس. لويس. بهدف التوجه في خطابه إلى المتطرفين في كلا الجانبين (العلم والإيمان). ففي أحد الجانبين يقع العلماء الذين يصرون على أن العالم هو في مجمله مادة ولاشيء غيرها، وعلى الجانب الآخر المفسرون الحرفيون لكتاب سفر التكوين الذين يرفضون الاكتشافات العلمية للقرنين الأخيرين. وبالرغم من أن هدف كولنز عظيم القدر، إلا أن أسلوبه مبسط وكلامه واضح ويتطابق مع كونه شخصاً يهمه مشاركة آرائه حول طبيعة الأشياء مع الآخرين أكثر من اعتزازه بنفسه.
ويكتب كولنز عن شبابه ما يكفي ليعرفنا أنه نشأ في أسرة لا تهتم بالدين، وأصبح يتبع مذهب الذين لا يدرون ما إذا كان الله موجوداً أو غير موجود. وعندما تخرج في الكلية بعد دراسة الكيمياء أصبح ملحدا. وأنه فقط قد غير هذا التوجه عندما التحق بكلية الطب، وبدأ بالتدريج يقبل بوجود الله ، ما جعله يتجه إلى الإيمان يقوده البحث العقلي أكثر من الطوق الروحاني.
ويؤكد ساندرز أن العقل قد أقنع كولنز بأن الكون لا يمكن أن يكون قد خلق نفسه بنفسه، وأن البشر يملكون حساً حدسياً للتفريق بين الخطأ والصواب، الذي يسميه كما يقول إيمانويل كانط "القانون الأخلاقي"، وأن البشر يشعرون بالانقياد إلى كل ما هو مقدس. وتوصل إلى أن سبب هذا الانقياد وجود القانون الأخلاقي. كما وجد أمثلة أخرى تدل على الخلق في القدرة الخفية الموجودة في الرياضيات لرسم العالم وفي الخاصيات المادية العديدة..من عدم التوازن بين المادة والمادة المضادة في نظرية الفرقعة الكبيرة إلى القوة الكامنة داخل نواة الذرة، وهو ما يبدو أنه قد تم ضبطه لتشكيل عالم يمكن أن يحدث أشكالا بالغة التعقيد من الحياة. فالرب الذي يؤمن به كولنز لا يحرك الأحداث ويشاهد فقط بل يتدخل في سير الأحداث.
ويوضح ساندرز أن السؤال الذي يقول "لماذا يسمح الله بالمعاناة للأبرياء؟" كان سؤالاً محيراً لكولنز ولم يتظاهر بحله، رغم تأمله فيه وبحثه فيه متبعا طريقة سي.إس. لويس التي تقوم على أنه قد نكون بحاجة إلى المعاناة لنتعلم. وأن الكتاب يمضي بعرض الأبحاث الوراثية والدفاع الروحاني عن نظرية النشوء. وأن كولنز يرى أن مقصد الله من خلق الكون قد يكون إيجاد أتباع له هم بنو البشر.
Reason to Believe