بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
ان الاختبار الذي مر به بنو اسرائيل عند ظهور عيسى كان من اشد الاختبارات حيث ان عيسى (عليه السلام) بعث لقوم يعبدون الله ويستنون بشريعة موسى (عليه السلام) وان كان ذلك ظاهريا دون تطبيق حقيقي فيذكر لنا التاريخ عن تلك الفترة
( اشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا وترعرع فظهر وله تسع سنين فقام في الناس خطيبا فحمد الله واثنى عليه وذكرهم بأيام الله عز وجل ، واخبرهم ان محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل وان العاقبة للمتقين ، ووعدهم الفرج بقيام المسيح بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول ، فلما ولد المسيح أخفى الله ولادته وغيب الله شخصه ، لان مريم لما حملته انتبذت به مكانا قصيا ، ثم ان زكريا وخالتها اقبلا يقصان أمرها حتى هجما عليها وقد وضعت ما في بطنها وهي تقول (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً). فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها وإظهار حجتها ، فلما ظهر اشتدت البلوى والطلب على بني إسرائيل واكب الجبابرة والطواغيت عليهم حتى كان من أمر المسيح ما قد اخبر الله تعالى به ) . إلزام الناصب ج1 ص259 . إكمال الدين ص159 .
وواجهت دعوة عيسى (ع) اكبر تيار وهو التيار العلمائي ، حيث واجه عيسى (ع) علماء بني إسرائيل الذين انحرفوا عن شريعة موسى (ع) ، والذين يقولون ما لا يفعلون ، والذين عاشوا حياة الترف والبذخ على حساب الفقراء والمساكين الذين يئنون من وطأة الجوع والفقر والفاقة .
فواجه هؤلاء العلماء غير العاملين دعوة عيسى (ع) بأشد المواجهة وعلى رأسهم زعيم بني إسرائيل الديني (حنانيا)، علما بأنهم كانوا موعودين به وكانوا يعرفونه بالآيات البينات ، وتبعهم على ذلك اكثر بني إسرائيل ، وكان اكبر توجه عيسى (ع) نحو فضح هؤلاء العلماء المنحرفين وكشف حقيقتهم أمام الناس والحيلولة دون إتباع الناس لهم فكان عيسى (ع) يشنع على ترف علماء بني إسرائيل بقوله (( خادمي يداي ودابتي رجلاي وفراشي الأرض ووسادي الحجر ودفئي في الشتاء مشارق الأرض وسراجي بالليل القمر وأدامي الجوع وشعاري ولباسي الصوف وفاكهتي وريحانتي ما انبتت الأرض للوحوش والانعام ابيتُ وليس لي شيء واصبح وليس لي شيء وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني )) . إرشاد القلوب للديلمي ، قصص الأنبياء للجزائري .
وقال أيضاً ذماً لعلماء بني إسرائيل ( اتركوهم ، هم عميان قادة عميان اذا كان الأعمى يقوده الأعمى سقطا معا في حفرة ) .
وقال أيضاً (( معلمو الشريعة والفريسيون على كرسي موسى جالسون فافعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به ولكن لا تعملوا مثل أعمالهم لانهم يقولون ما لا يفعلون … الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراءون تغلقون ملكوت السماوات في اوجه الناس فلا انتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون ، الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراءون تأكلون بيوت الأرامل وانتم تظهرون أنكم تطيلون الصلاة سينالكم اشد العقاب الويل لكم أيها القادة العميان …)) .
وبالنتيجة فإن الفاشلين في الانتظار لعيسى (ع) هم العلماء غير العاملين واتباعهم من تلاميذهم ومن عامة الناس إضافة إلى طاغية ذلك الزمان بيلاطس الحاكم الجائر …
اما فشل الامة في استقبال النبي ( محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم )
فكل الأنبياء والمرسلين قد بشروا برسالة النبي الخاتم محمد (ص) قال تعالى ( يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيل) (الأعراف: 157) .
قال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ ) (الفتح: 29) .
وكان اليهود والنصارى منتظرين للرسول محمد (ص) ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة:89) . وقال تعالى ( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) ؟ (البقرة: 146)
قال الإمام العسكري (ع) ( وذم الله اليهود فقال ( ولما جاءهم ) يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم وإخوانهم من اليهود ، جاءهم ( كتاب من عند الله ) القرآن ( مصدق ) ذلك الكتاب ( لما معهم ) من التوراة التي بُين فيها إن محمداً الأمي من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده علي ولي الله ( وكانوا ) يعني هؤلاء اليهود ( من قبل ) ظهور محمد بالرسالة ( يستفتحون ) يسألون الله الفتح والظفر ( على الذين كفروا ) من أعدائهم والمناوئين لهم فكان الله يفتح لهم وينصرهم ، قال الله عز وجل ( فلما جاءهم )جاء هؤلاء اليهود ( ما عرفوا ) من نعت محمد وصفته ( كفروا به ) جحدوا بنبوته حسداً له وبغياً عليه ، قال الله عز وجل ( فلعنة الله على الكافرين ) …) تفسير البرهان ص 126 .
·عن إسحاق ابن عمار قال سالت أبا عبد الله (ع) عن قوله تبارك وتعالى ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة: 89) قال : كان قوم (في) ما بين محمد وعيسى (ع) وكانوا يتوعدون أهل الأصنام بالنبي (ص) ويقولون :ليخرجن نبي وليكسرن أصنامكم وليفعلن بكم ، ما يفعلن ، فلما خرج رسول الله كفروا به ) تفسير البرهان ج1 ص128 .
· عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (ع) قال ( أما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى يقول الله عز وجل ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُم ) (البقرة: 146) يعرفون محمداً والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم ( الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) (البقرة:147) فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الإيمان وسكن أبدانهم ثلاث أرواح روح القوة وروح الشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى الأنعام فقال ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَام) (الفرقان: 44) لأن الدابة انما تحمل بروح القوة وتعلف بروح الشهوة وتسير بروح البدن ) تفسير البرهان ج1 ص161.
وسكن اليهود مع الأوس والخزرج في المدينة المنورة لأنهم يعلمون ان النبي الخاتم محمد (ص) سوف يهاجر الى هذا المكان ولكن عندما بعث محمد (ص) وجاءهم بما لا تهوى أنفسهم كفروا به وكذبوه واتهموه بالسحر والشعر والكذب وغيرها من التهم التي اعتاد الناس إلصاقها بالأنبياء والرسل قال تعالى ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (البقرة: 87) . فالمنتظرون لمحمد (ص) هم اليهود وعلماؤهم والنصارى وعلماؤهم والأحناف وعلماؤهم ، ولكنهم فشلوا في انتظارهم له ولم يؤمن به إلا القليل منهم ، وعانى الرسول الأكرم (ص) اشد المعاناة من الذين كفروا حتى انهم كانوا يرمونه بالحجارة وينهالون عليه ضربا حتى يخر مغشيا عليه من نزف الدماء وشدة الضرب . ولكن شاء الله لدينه ان يبدأ بمحمد وعلي وخديجة ثم ينتشر ويملأ الخافقين .
قال تعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ؟ (التوبة:32) .
علي الانصاري
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 35/سنة 2 في 22/03/2011 – 16ربيع الثاني1432هـ ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
ان الاختبار الذي مر به بنو اسرائيل عند ظهور عيسى كان من اشد الاختبارات حيث ان عيسى (عليه السلام) بعث لقوم يعبدون الله ويستنون بشريعة موسى (عليه السلام) وان كان ذلك ظاهريا دون تطبيق حقيقي فيذكر لنا التاريخ عن تلك الفترة
( اشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا وترعرع فظهر وله تسع سنين فقام في الناس خطيبا فحمد الله واثنى عليه وذكرهم بأيام الله عز وجل ، واخبرهم ان محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل وان العاقبة للمتقين ، ووعدهم الفرج بقيام المسيح بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول ، فلما ولد المسيح أخفى الله ولادته وغيب الله شخصه ، لان مريم لما حملته انتبذت به مكانا قصيا ، ثم ان زكريا وخالتها اقبلا يقصان أمرها حتى هجما عليها وقد وضعت ما في بطنها وهي تقول (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً). فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها وإظهار حجتها ، فلما ظهر اشتدت البلوى والطلب على بني إسرائيل واكب الجبابرة والطواغيت عليهم حتى كان من أمر المسيح ما قد اخبر الله تعالى به ) . إلزام الناصب ج1 ص259 . إكمال الدين ص159 .
وواجهت دعوة عيسى (ع) اكبر تيار وهو التيار العلمائي ، حيث واجه عيسى (ع) علماء بني إسرائيل الذين انحرفوا عن شريعة موسى (ع) ، والذين يقولون ما لا يفعلون ، والذين عاشوا حياة الترف والبذخ على حساب الفقراء والمساكين الذين يئنون من وطأة الجوع والفقر والفاقة .
فواجه هؤلاء العلماء غير العاملين دعوة عيسى (ع) بأشد المواجهة وعلى رأسهم زعيم بني إسرائيل الديني (حنانيا)، علما بأنهم كانوا موعودين به وكانوا يعرفونه بالآيات البينات ، وتبعهم على ذلك اكثر بني إسرائيل ، وكان اكبر توجه عيسى (ع) نحو فضح هؤلاء العلماء المنحرفين وكشف حقيقتهم أمام الناس والحيلولة دون إتباع الناس لهم فكان عيسى (ع) يشنع على ترف علماء بني إسرائيل بقوله (( خادمي يداي ودابتي رجلاي وفراشي الأرض ووسادي الحجر ودفئي في الشتاء مشارق الأرض وسراجي بالليل القمر وأدامي الجوع وشعاري ولباسي الصوف وفاكهتي وريحانتي ما انبتت الأرض للوحوش والانعام ابيتُ وليس لي شيء واصبح وليس لي شيء وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني )) . إرشاد القلوب للديلمي ، قصص الأنبياء للجزائري .
وقال أيضاً ذماً لعلماء بني إسرائيل ( اتركوهم ، هم عميان قادة عميان اذا كان الأعمى يقوده الأعمى سقطا معا في حفرة ) .
وقال أيضاً (( معلمو الشريعة والفريسيون على كرسي موسى جالسون فافعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به ولكن لا تعملوا مثل أعمالهم لانهم يقولون ما لا يفعلون … الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراءون تغلقون ملكوت السماوات في اوجه الناس فلا انتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون ، الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراءون تأكلون بيوت الأرامل وانتم تظهرون أنكم تطيلون الصلاة سينالكم اشد العقاب الويل لكم أيها القادة العميان …)) .
وبالنتيجة فإن الفاشلين في الانتظار لعيسى (ع) هم العلماء غير العاملين واتباعهم من تلاميذهم ومن عامة الناس إضافة إلى طاغية ذلك الزمان بيلاطس الحاكم الجائر …
اما فشل الامة في استقبال النبي ( محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم )
فكل الأنبياء والمرسلين قد بشروا برسالة النبي الخاتم محمد (ص) قال تعالى ( يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيل) (الأعراف: 157) .
قال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ ) (الفتح: 29) .
وكان اليهود والنصارى منتظرين للرسول محمد (ص) ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة:89) . وقال تعالى ( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) ؟ (البقرة: 146)
قال الإمام العسكري (ع) ( وذم الله اليهود فقال ( ولما جاءهم ) يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم وإخوانهم من اليهود ، جاءهم ( كتاب من عند الله ) القرآن ( مصدق ) ذلك الكتاب ( لما معهم ) من التوراة التي بُين فيها إن محمداً الأمي من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده علي ولي الله ( وكانوا ) يعني هؤلاء اليهود ( من قبل ) ظهور محمد بالرسالة ( يستفتحون ) يسألون الله الفتح والظفر ( على الذين كفروا ) من أعدائهم والمناوئين لهم فكان الله يفتح لهم وينصرهم ، قال الله عز وجل ( فلما جاءهم )جاء هؤلاء اليهود ( ما عرفوا ) من نعت محمد وصفته ( كفروا به ) جحدوا بنبوته حسداً له وبغياً عليه ، قال الله عز وجل ( فلعنة الله على الكافرين ) …) تفسير البرهان ص 126 .
·عن إسحاق ابن عمار قال سالت أبا عبد الله (ع) عن قوله تبارك وتعالى ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (البقرة: 89) قال : كان قوم (في) ما بين محمد وعيسى (ع) وكانوا يتوعدون أهل الأصنام بالنبي (ص) ويقولون :ليخرجن نبي وليكسرن أصنامكم وليفعلن بكم ، ما يفعلن ، فلما خرج رسول الله كفروا به ) تفسير البرهان ج1 ص128 .
· عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (ع) قال ( أما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى يقول الله عز وجل ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُم ) (البقرة: 146) يعرفون محمداً والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم ( الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) (البقرة:147) فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الإيمان وسكن أبدانهم ثلاث أرواح روح القوة وروح الشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى الأنعام فقال ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَام) (الفرقان: 44) لأن الدابة انما تحمل بروح القوة وتعلف بروح الشهوة وتسير بروح البدن ) تفسير البرهان ج1 ص161.
وسكن اليهود مع الأوس والخزرج في المدينة المنورة لأنهم يعلمون ان النبي الخاتم محمد (ص) سوف يهاجر الى هذا المكان ولكن عندما بعث محمد (ص) وجاءهم بما لا تهوى أنفسهم كفروا به وكذبوه واتهموه بالسحر والشعر والكذب وغيرها من التهم التي اعتاد الناس إلصاقها بالأنبياء والرسل قال تعالى ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (البقرة: 87) . فالمنتظرون لمحمد (ص) هم اليهود وعلماؤهم والنصارى وعلماؤهم والأحناف وعلماؤهم ، ولكنهم فشلوا في انتظارهم له ولم يؤمن به إلا القليل منهم ، وعانى الرسول الأكرم (ص) اشد المعاناة من الذين كفروا حتى انهم كانوا يرمونه بالحجارة وينهالون عليه ضربا حتى يخر مغشيا عليه من نزف الدماء وشدة الضرب . ولكن شاء الله لدينه ان يبدأ بمحمد وعلي وخديجة ثم ينتشر ويملأ الخافقين .
قال تعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ؟ (التوبة:32) .
علي الانصاري
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 35/سنة 2 في 22/03/2011 – 16ربيع الثاني1432هـ ق)