بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاِْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ،اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
اخوتي المؤمنين ... اخواتي المؤمنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد بينا في الجزء الحادي عشر من سلسلة الغيبة والظهور المحاور التي تحدد شخصية الامام الحجة محمد بن الحسن وشخصية الامام المهدي الاول ع والعمليات والشخصيات الرئيسية لعملية الظهور المقدس
وكنا قبلها تناولنا في الاجزاء التي سبقت غيبات الانبياء والاوصياء وحددنا شخصية الامام الحجة محمد بن الحسن ع وشخصية المهدي الاول ع قائم آل محمد ع مشفوعة بالادلة والبراهين وبروايات آل البيت ع وهنا سؤال يتبادر هل تجري سنن الانبياء والصديقين على قائم آل محمد ع اي هل هناك غيبة لقائم آل محمد وهو وصي ورسول الامام الحجة محمد بن الحسن ع؟
15. باب في غيبة القائم ع
روى عبد الله بن محمد بن خالد الكوفي عن منذر بن محمد بن قابوس عن نصر بن السندي عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة عن الاصبغ بن نباتة و رواه سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الاصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته ينكت في الارض فقلت له يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكرا تنكت في الارض أرغبة منك فيها قال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا قط و لكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملاها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا يكون له حيرة و غيبة تضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون قلت يا مولاي فكم تكون الحيرة و الغيبة قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت و إن هذا الامر لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق و أنى لك بهذا الامر يا أصبغ أولئك خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة قال قلت ثم ما يكون بعد ذلك قال ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات الغيبة للطوسي ص : 166
وتعليق على ذلك: قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين وهذا مخالف لغيبة الامام الحجة محمد بن الحسن ع لان غيبته الصغرى دامت سبعين عاماً على اكثر تقدير وغيبته الكبرى مستمرة من عام 329 هجرية ولحد الآن، فمن ياترى المقصود بهذه الرواية؟ اليس الجواب واضحاً
حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا القاسم بن العلاء قال حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال حدثني علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أنه قال فينا نزلت هذه الآية ( وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ) و فينا نزلت هذه الآية (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) و الإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب ع إلى يوم القيامة و أن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى أما الأولى فستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين و أما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه و صحت معرفته و لم يجد في نفسه حرجا مما قضينا و سلم لنا أهل البيت . الغيبة للطوسي
و روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال في القائم شبه من يوسف قلت و ما هو قال الحيرة و الغيبة الغيبة للطوسي ص : 164
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال حدثنا محمد بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري و سعدان بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسين بن عبد الملك و محمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا حدثنا الحسن بن محبوب الزراد عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ع يقول إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف ابن أمة سوداء يصلح الله عز و جل له أمره في ليلة واحدة يريد بالشبه من يوسف الغيبة. الغيبة للنعماني
وتعليق على ذلك: ان نرجس عليها السلام رومية ولم تكن الأمة السوداء فمن هذه الأمة السوداء ع وام من؟
وروى سعد بن عبدالله الاشعري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا ينكت في الارض فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الارض؟ أرغبة منك فيها؟. فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي، الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. الغيبة للطوسي
و روى سعد بن عبد الله عن أبي محمد الحسن بن عيسى العلوي قال حدثني أبي عيسى بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن جعفر عن أبيه علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال قال لي يا بني إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة فالله الله في أديانكم فإنه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة يغيبها حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به يا بني إنما هي محنة من الله امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم و أجدادكم دينا أصح من هذا الدين لاتبعوه قال أبو الحسن فقلت له يا سيدي من الخامس من ولد السابع قال يا بني عقولكم تصغر عن هذا و أحلامكم تضيق عن حمله و لكن إن تعيشوا تدركوه الغيبة للطوسي
وتعليق على ذلك: اذا فهم القصد من الغيبة هو غيبة الامام الحجة محمد بن الحسن ع فيا ترى لماذا عقولنا تصغر عن فهم ذلك واحلامنا تضيق عن حمله وكلنا نؤمن بان الامام الحجة محمد بن الحسن ع غائب ويظهر في نهاية الزمان؟
حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما من موسى فخائف يترقب و أما من يوسف فالسجن و أما من عيسى فيقال له أنه مات و لم يمت و أما من محمد ص فالسيف . كمال الدين واتمام النعمة للشيخ الصدوق
و حدثنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن عبد الله بن جبلة عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فقلت ما سنة موسى قال خائف يترقب قلت و ما سنة عيسى فقال يقال فيه ما قيل في عيسى قلت فما سنة يوسف قال السجن و الغيبة قلت و ما سنة محمد ص قال إذا قام سار بسيرة رسول الله ص إلا أنه يبين آثار محمد و يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا هرجا حتى رضي الله قلت فكيف يعلم رضا الله قال يلقي الله في قلبه الرحمة
تعليق على ذلك: اذا كان الأمام محمد بن الحسن ع غائب هذه سنة كسنة يوسف النبي ع ولكن السجن ماذا يعني؟ كيف يكون لشخص غائب ان يُسجن؟
عن علي بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن أحمد العلوي، عن داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكري ع يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: إنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه.
عن علي بن محمد، عن أبي عبدالله الصالحي قال: سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد ع أن أسأل عن الاسم والمكان، فخرج الجواب: إن دللتهم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلوا عليه.
عن عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عن ابن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول - وسئل عن القائم - فقال: لا يرى جسمه، ولا يسمى اسمه.
عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب عن أبي عبدالله ع قال: صاحب هذا الامر لا يسميه باسمه إلا كافر.
عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:سأل عمر بن الخطاب علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام فقال:أخبرني عن المهدي ما اسمه؟. فقال:أما إسمه فإن حبيبي شهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله. قال:فأخبرني عن صفته؟. قال:هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الاماء الغيبة للطوسي
بعد أن استمعنا على الصفات والفوارق بين شخصية الامام الحجة محمد بن الحسن ع والقائم ع وكذلك ما يجري على القائم ع من سنن الانبياء والاوصياء ع تعالوا بنا نتعرف على شخصية قائم آل محمد ع والتي كان ينهى عن التصريح عنها ولكننا الآن في زمن الظهور المقدس وفيها يمكن ان يُعلن القائم ع عن أسمه وشخصيته ودوره المنتظر في الظهور المقدس والتمهيد للقيام.
قائم آل محمد ع هو الإمام احمد الحسن ع هو اليماني ع وهو اول المهديين اي المهدي الأول ع واول المؤمنين بقضية ابيه الإمام المهدي ع. وهنا رب سؤال يُسأل من هي هذه الشخصية وهل هناك حدود لها يعرف بها صاحبها وهل هو معصوم بحيث لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق؟
والجواب على هذه التساؤلات يبينها قائم آل محمد ع الإمام احمد الحسن ع ويقول:
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله ، يجب اولاً معرفة ان مكة من تهامة ان مكة وتهامة من اليمن فمحمد وآل محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والامام المهدي (ع) يماني والمهديون الأثنا عشر يمانية والمهدي الأول يماني وهذا ماكان يعرفه العلماء العاملون الاوائل رحمهم الله (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم:59 وقد سمى العلامة المجلسي رحمه الله في كتاب البحار كلام اهل البيت (ع) بالحكمة اليمانية راجع مقدمة كتاب البحار ج1 : ص1 بل ورد هذا عن رسول الله (ص)، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع كتاب بحار الأنوار ج 22، 51، 75
اما بالنسبة لحدود شخصية اليماني فقد ورد عن الإمام الباقر ع (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم) الغيبة – محمد ابراهيم النعماني ص 264- وفيها:
اولاً: (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) وهذا يعني ان اليماني صاحب ولاية الهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث ان اعراضهم عنه يدخلهم جهنم وان صلوا وان صاموا الا اذا كان من خلفاء الله في ارضه وهم اصحاب الولاية الالهية من الانبياء والمرسلين والائمة والمهديين.
ثانياً: ( أنه يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم) والدعوة الى الحق و الطريق المستقيم او الصراط المستقيم تعني ان هذا الشخص لا يخطأ فيدخل الناس في باطل او يخرجهم من حق اي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد او الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني اما افتراض اي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم ع بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم ع من ذلك.
النتيجة فيما تقدم في اولاً وثانياً ان اليماني حجة من حجج الله في ارضه ومعصوم منصوص العصمة ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة ان الحجج بعد الرسول محمد ص والائمة الاثني عشر ع وبعدهم المهديين الاثني عشر ولاحجة لله في الارض معصوم غيرهم وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء وقد مضى منهم ع احد عشر امام وبقي الامام المهدي ع والاتنى عشر مهدياً ، واليماني يدعو الى الامام المهدي ع فلا بد ان يكون اليماني اول المهديين لأن الاحد عشر مهدياً بعده هم من ولده ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آل عمران:34 ويأتون متاخرين عن زمن ظهور الأمام المهدي ع بل هم في دولة العدل الالهي والثابت ان اول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الامام المهدي ع وهو اول المؤمنين بالامام المهدي ع في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله ص ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الاول من الاثنى عشر مهدياً.
والمهدي الاول بينت روايات آل البيت ع اسمه وصفاته ومسكنه بالتفصيل فأسمه احمد وكنينته عبد الله اي اسرائيل اي الناس يقولون عنه اسرائيلي قهراً عليهم ورغم انوفهم وقال رسول الله ص (اسمي احمد وانا عبد الله واسمي اسرائيلفما امره فقد امرني وما عناه فقد عناني) تفسير العياشي ج1ص44 ، البرهان ج1 : 95 والبحار 178:7 والمهدي الاول هو اول الثلاث مائة وثلاثة عشر وهو من البصرة وفي خده الايمن اثر وفي رأسه حزاز وجسمه كجسم موسى بن عمران ع وفي ظهره ختم النبوة وفيه وصية رسول الله ص وهو اعلم الخلق بعد الائمة بالقرآن والتوراة والانجيل وعند اول ظهوره يكون شاباً قال رسول الله ص (...ثم ذكر شاباً فقال اذا رايتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي) بشارة الاسلام ص 30 عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين(ع) ، قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته ، لعلي : يا أبا الحسن ، أحضر صحيفة ودواة .فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى (إلى) هذا الموضع .فقال : يا علي: ،إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثني عشر مهدياً .فأنت يا علي أول الإثنا عشر إمام ... وساق الحديث ، إلى أن قال : وليسلمها الحسن إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد فذلك اثني عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كإسمي واسم أبي، وهو عبد الله ،وأحمد، والإسم الثالث: المهدي وهو أول المؤمنين . بحار الانوارج 53 ص147 والغيبة للطوسي ص150 وغاية المرام ج2 ص241 وعن الصادق ع انه قال: ( انا منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع) بحار الانوارج 53 148 البرهان ج3 ص310 والغيبة للطوسي ص 385 وعن الصادق ع انه قال: ( انا منا بعد القائم احد عشر مهدياً من ولد الحسين ع) بحار الانوارج 53 ص145 وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الاول وليس الامام المهدي ع لان الامام المهدي ع بعده اثنا عشر مهدياً، وقال الباقر ع في وصف المهدي الاول (...فقال ع الا وان اولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال...) بشارة الاسلام ص 148 وعن الصادق ع في خبر طويل سمى به اصحاب القائم ع : (...ومن البصرة...احمد...) بشارة الاسلام ص 181 وعن الباقر ع انه قال : ( للقائم اسمان اسمى يخفى واسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد واما الذي يعلن فمحمد) كمال الدين ج2 ص 653 باب 57 واحمد هو اسم المهدي الأول ومحمد اسم الامام المهدي ع كما تبين من وصية رسول الله ص ، وعن الباقر ع قال : ( ان لله تعالى كنز بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر الفاً من بخراسان شعارهم : (احمد احمد) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء ، كاني انظر اليه عابر الفرات. فاذا سمعتم بذلك فسارعوا اليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الانوار المضيئة ص 343 واحمد هو اسم المهدي الأول، وفي كتاب الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 27 : ( قال امير الغضب ليس من ذي ولا من ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله انس ولا جان بايعوا فلاناً بأسمه ليس من ذي ولا من ذهو ولكنه خليفة يماني) وفي الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 80: ( فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه فبينا هم كذلك سمعوا صوتاً ما قاله انس ولا جان بايعوا فلاناً بأسمه ليس من ذي ولا من ذه ولكنه خليفة يماني) وروى الشيخ علي الكوراني في كتابه معجم احاديث الامام المهدي ع ج 1 ص 299 ( مالمهدي الا من قريش، وما الخلافة الا فيهم غير ان له اصلاً ونسباً من اليمن) وبما ان المهدي الاول من ذرية الامام المهدي ع فلا بد ان يكون مقطوع النسب لأن ذرية الامام المهدي ع مجهولون ولكن نسبه الىن معلوم ، وهذه الصفات هي صفات اليماني المنصور وصفات المهدي الاول لانه شخص واحد كما تبين مما سبق.
وان اردت المزيد فأقول ان اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية الى الامام المهدي ، والمهدي الاول ايضاً موجود في زمن الظهور المقدس واول مؤمن بالامام المهدي ع في بداية ظهوره وقبل قيامه، فلا بد ان يكون احدهما حجة على الآخر وبما ان الائمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الاول منهم فهو حجة على اليماني اذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الاول هو قائد التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم ان يكون المهدي الاول هو اليماني واليماني هو المهدي الاول ، وبهذا يكون اليماني (اسمه احمد ومن البصرة وفي خده الايمن اثر وفي بداية ظهوره يكون شاباً وفي راسه حزاز واعلم الناس بالقرآن وبالتوراة والانجيل بعد الائمة ومقطوع النسب ولكن نسبه الآن معروف ويلقب بالمهدي وهو امام مفترض الطاعة من الله ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار ويدعو الى الحق والى طريق مستقيم ويدعو الى الامام المهدي ع و.....و....وكل ماورد من اوصاف المهدي الاول في روايات محمد وآل محمد ع فراجع الروايات في كتاب غيبة النعماني وغيبة الطوسي واكمال الدين والبحار ج 52 وج 53، وغيرها من كتب الحديث.
ويبقى ان كل اتباع اليماني من الثلاث مائة والثلاثة عشر اصحاب الامام ع هم يمانيون باعتبار انتسابهم لقائدهم اليماني ، ومنهم يماني صنعاء ويماني العراق. (كَلَّا وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُنَشَّرَةً كَلَّا ۖ بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) المدثر:32-56. والقمر الوصي والليل دولة الظالمين والصبح فجر الامام المهدي ع وبداية ظهوره بوصيه كبداية شروق الشمس لانه هو الشمس ، ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) المدثر:35 اي القيامة الصغرى والوقعات الالهية الكبرى ثلاث وهي القيامة الصغرى والرجعة والقيامة الكبرى، (نَذِيرًا لِلْبَشَرِ) المدثر:36 اي منذر وهو الوصي والمهدي الاول (اليماني) يرسله الامام المهدي ع بشيراً ونذيراً بين يدي عذاب شديد ليتقدم منشاء ان يتقدم ويتأخر من شاء ان يتأخر عن ركب الامام المهدي ع ، (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) المدثر:38 وهذا واضح فكل انسان يحاسب على عمله (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) المدثر:39 وهؤلاء مستثنون من الحساب وهم المقربون وهم اصحاب اليماني الثلاث مائة وثلاثة عشر اصحاب الامام المهدي ع يدخلون الجنة بغير حساب ، قال تعالى ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) الواقعة 89:88 ، (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) المدثر:40-43 اي لم نك من الموالين لولي الله وخليفته ووصي الامام المهدي ع والمهدي الاول (اليماني الموعود) ، فاليماني ( لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار) فحسبي الله ونعم الوكيل لقد ابتلي امير المؤمنين علي ع بمعاوية بن هند لع وجاءه بقوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، وقد ابتليت اليوم كما ابتلي علي بن ابي طالب ع ولكن بسبعين معاوية لع ويتبعهم قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، والله المستعان على مايصفون.
والله ما ابقى رسول الله ص وابائي الائمة ع شيء من أمري الا بينوه فوصفوني بدقة وسموني وبينوا مسكني فلم يبقى لبس في امري ولا شبهة في حالي بعد هذا البيان وأمري ابين من الشمس في رابعة النهار واني اول المهديين واليماني الموعود.
اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ اَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ الدّاعِيَ اِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، اِسْتَخْلِفْهُ في الاَْرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، اَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ اَمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اَللّـهُمَّ اَعِزَّهُ وَاَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاْفتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، اَللّـهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِن الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اَللّـهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَكَثِّرْبِهِ قِلَّتَنا، وَاَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا، وَاَغْنِ بِهِ عائِلَنا، وَاَقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا، وَاجْبُرْبِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وَبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا، وَفُكَّ بِهِ اَسْرَنا، وَاَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَاَنْجِزْ بِهِ مَواعيدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَاَعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ آمالَنا، وَاَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، يا خَيْرَ الْمَسْؤولينَ وَاَوْسَعَ الْمُعْطينَ، اِشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَاَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقِّ بِاِذْنِكَ، اِنَّكَ تَهْدي مَنْ تَشاءُ اِلى صِراط مُسْتَقيم، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنا اِلـهَ الْحَقِّ آمينَ
وبهذا اخواني المؤمنون اخواتي المؤمنات انتهت بعو الله وتوفيقه سلسلة الغيبة والظهور وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الأئمة والمهديين وسلم تسليما
المصادر:
1. كتاب كمال الدين واتمام النعمة للشيخ الصدوق
2. معجم الملاحم والفتن للده سرخي
3. كتاب الغيبة للشيخ الطوسي
4. كتاب الغيبة للشيخ النعماني
5. كتاب الكافي للكليني
6. كتاب بحار الانوار للمجلسي
7. كتاب موسوعة الامام المهدي ع للسيد محمد محمد صادق الصدر
8. كتاب شرح الحق
9. بيان قائم آل محمد ع السيد احمد الحسن اليماني الموعود
10. كتاب دابة الارض وطالع المشرق للاستاذ احمد حطاب
11. كتاب وسائل الشيعة
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاِْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ،اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
اخوتي المؤمنين ... اخواتي المؤمنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد بينا في الجزء الحادي عشر من سلسلة الغيبة والظهور المحاور التي تحدد شخصية الامام الحجة محمد بن الحسن وشخصية الامام المهدي الاول ع والعمليات والشخصيات الرئيسية لعملية الظهور المقدس
وكنا قبلها تناولنا في الاجزاء التي سبقت غيبات الانبياء والاوصياء وحددنا شخصية الامام الحجة محمد بن الحسن ع وشخصية المهدي الاول ع قائم آل محمد ع مشفوعة بالادلة والبراهين وبروايات آل البيت ع وهنا سؤال يتبادر هل تجري سنن الانبياء والصديقين على قائم آل محمد ع اي هل هناك غيبة لقائم آل محمد وهو وصي ورسول الامام الحجة محمد بن الحسن ع؟
15. باب في غيبة القائم ع
روى عبد الله بن محمد بن خالد الكوفي عن منذر بن محمد بن قابوس عن نصر بن السندي عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة عن الاصبغ بن نباتة و رواه سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الاصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته ينكت في الارض فقلت له يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكرا تنكت في الارض أرغبة منك فيها قال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا قط و لكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملاها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا يكون له حيرة و غيبة تضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون قلت يا مولاي فكم تكون الحيرة و الغيبة قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت و إن هذا الامر لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق و أنى لك بهذا الامر يا أصبغ أولئك خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة قال قلت ثم ما يكون بعد ذلك قال ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات الغيبة للطوسي ص : 166
وتعليق على ذلك: قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين وهذا مخالف لغيبة الامام الحجة محمد بن الحسن ع لان غيبته الصغرى دامت سبعين عاماً على اكثر تقدير وغيبته الكبرى مستمرة من عام 329 هجرية ولحد الآن، فمن ياترى المقصود بهذه الرواية؟ اليس الجواب واضحاً
حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا القاسم بن العلاء قال حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال حدثني علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أنه قال فينا نزلت هذه الآية ( وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ) و فينا نزلت هذه الآية (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) و الإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب ع إلى يوم القيامة و أن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى أما الأولى فستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين و أما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه و صحت معرفته و لم يجد في نفسه حرجا مما قضينا و سلم لنا أهل البيت . الغيبة للطوسي
و روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال في القائم شبه من يوسف قلت و ما هو قال الحيرة و الغيبة الغيبة للطوسي ص : 164
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال حدثنا محمد بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري و سعدان بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسين بن عبد الملك و محمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا حدثنا الحسن بن محبوب الزراد عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ع يقول إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف ابن أمة سوداء يصلح الله عز و جل له أمره في ليلة واحدة يريد بالشبه من يوسف الغيبة. الغيبة للنعماني
وتعليق على ذلك: ان نرجس عليها السلام رومية ولم تكن الأمة السوداء فمن هذه الأمة السوداء ع وام من؟
وروى سعد بن عبدالله الاشعري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا ينكت في الارض فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الارض؟ أرغبة منك فيها؟. فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي، الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. الغيبة للطوسي
و روى سعد بن عبد الله عن أبي محمد الحسن بن عيسى العلوي قال حدثني أبي عيسى بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن جعفر عن أبيه علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال قال لي يا بني إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة فالله الله في أديانكم فإنه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة يغيبها حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به يا بني إنما هي محنة من الله امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم و أجدادكم دينا أصح من هذا الدين لاتبعوه قال أبو الحسن فقلت له يا سيدي من الخامس من ولد السابع قال يا بني عقولكم تصغر عن هذا و أحلامكم تضيق عن حمله و لكن إن تعيشوا تدركوه الغيبة للطوسي
وتعليق على ذلك: اذا فهم القصد من الغيبة هو غيبة الامام الحجة محمد بن الحسن ع فيا ترى لماذا عقولنا تصغر عن فهم ذلك واحلامنا تضيق عن حمله وكلنا نؤمن بان الامام الحجة محمد بن الحسن ع غائب ويظهر في نهاية الزمان؟
حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما من موسى فخائف يترقب و أما من يوسف فالسجن و أما من عيسى فيقال له أنه مات و لم يمت و أما من محمد ص فالسيف . كمال الدين واتمام النعمة للشيخ الصدوق
و حدثنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن عبد الله بن جبلة عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين فقلت ما سنة موسى قال خائف يترقب قلت و ما سنة عيسى فقال يقال فيه ما قيل في عيسى قلت فما سنة يوسف قال السجن و الغيبة قلت و ما سنة محمد ص قال إذا قام سار بسيرة رسول الله ص إلا أنه يبين آثار محمد و يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا هرجا حتى رضي الله قلت فكيف يعلم رضا الله قال يلقي الله في قلبه الرحمة
تعليق على ذلك: اذا كان الأمام محمد بن الحسن ع غائب هذه سنة كسنة يوسف النبي ع ولكن السجن ماذا يعني؟ كيف يكون لشخص غائب ان يُسجن؟
عن علي بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن أحمد العلوي، عن داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكري ع يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: إنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه.
عن علي بن محمد، عن أبي عبدالله الصالحي قال: سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد ع أن أسأل عن الاسم والمكان، فخرج الجواب: إن دللتهم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلوا عليه.
عن عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عن ابن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول - وسئل عن القائم - فقال: لا يرى جسمه، ولا يسمى اسمه.
عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب عن أبي عبدالله ع قال: صاحب هذا الامر لا يسميه باسمه إلا كافر.
عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:سأل عمر بن الخطاب علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام فقال:أخبرني عن المهدي ما اسمه؟. فقال:أما إسمه فإن حبيبي شهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله. قال:فأخبرني عن صفته؟. قال:هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الاماء الغيبة للطوسي
بعد أن استمعنا على الصفات والفوارق بين شخصية الامام الحجة محمد بن الحسن ع والقائم ع وكذلك ما يجري على القائم ع من سنن الانبياء والاوصياء ع تعالوا بنا نتعرف على شخصية قائم آل محمد ع والتي كان ينهى عن التصريح عنها ولكننا الآن في زمن الظهور المقدس وفيها يمكن ان يُعلن القائم ع عن أسمه وشخصيته ودوره المنتظر في الظهور المقدس والتمهيد للقيام.
قائم آل محمد ع هو الإمام احمد الحسن ع هو اليماني ع وهو اول المهديين اي المهدي الأول ع واول المؤمنين بقضية ابيه الإمام المهدي ع. وهنا رب سؤال يُسأل من هي هذه الشخصية وهل هناك حدود لها يعرف بها صاحبها وهل هو معصوم بحيث لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق؟
والجواب على هذه التساؤلات يبينها قائم آل محمد ع الإمام احمد الحسن ع ويقول:
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله ، يجب اولاً معرفة ان مكة من تهامة ان مكة وتهامة من اليمن فمحمد وآل محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والامام المهدي (ع) يماني والمهديون الأثنا عشر يمانية والمهدي الأول يماني وهذا ماكان يعرفه العلماء العاملون الاوائل رحمهم الله (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم:59 وقد سمى العلامة المجلسي رحمه الله في كتاب البحار كلام اهل البيت (ع) بالحكمة اليمانية راجع مقدمة كتاب البحار ج1 : ص1 بل ورد هذا عن رسول الله (ص)، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع كتاب بحار الأنوار ج 22، 51، 75
اما بالنسبة لحدود شخصية اليماني فقد ورد عن الإمام الباقر ع (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم) الغيبة – محمد ابراهيم النعماني ص 264- وفيها:
اولاً: (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) وهذا يعني ان اليماني صاحب ولاية الهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث ان اعراضهم عنه يدخلهم جهنم وان صلوا وان صاموا الا اذا كان من خلفاء الله في ارضه وهم اصحاب الولاية الالهية من الانبياء والمرسلين والائمة والمهديين.
ثانياً: ( أنه يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم) والدعوة الى الحق و الطريق المستقيم او الصراط المستقيم تعني ان هذا الشخص لا يخطأ فيدخل الناس في باطل او يخرجهم من حق اي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد او الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني اما افتراض اي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم ع بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم ع من ذلك.
النتيجة فيما تقدم في اولاً وثانياً ان اليماني حجة من حجج الله في ارضه ومعصوم منصوص العصمة ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة ان الحجج بعد الرسول محمد ص والائمة الاثني عشر ع وبعدهم المهديين الاثني عشر ولاحجة لله في الارض معصوم غيرهم وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء وقد مضى منهم ع احد عشر امام وبقي الامام المهدي ع والاتنى عشر مهدياً ، واليماني يدعو الى الامام المهدي ع فلا بد ان يكون اليماني اول المهديين لأن الاحد عشر مهدياً بعده هم من ولده ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آل عمران:34 ويأتون متاخرين عن زمن ظهور الأمام المهدي ع بل هم في دولة العدل الالهي والثابت ان اول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الامام المهدي ع وهو اول المؤمنين بالامام المهدي ع في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله ص ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الاول من الاثنى عشر مهدياً.
والمهدي الاول بينت روايات آل البيت ع اسمه وصفاته ومسكنه بالتفصيل فأسمه احمد وكنينته عبد الله اي اسرائيل اي الناس يقولون عنه اسرائيلي قهراً عليهم ورغم انوفهم وقال رسول الله ص (اسمي احمد وانا عبد الله واسمي اسرائيلفما امره فقد امرني وما عناه فقد عناني) تفسير العياشي ج1ص44 ، البرهان ج1 : 95 والبحار 178:7 والمهدي الاول هو اول الثلاث مائة وثلاثة عشر وهو من البصرة وفي خده الايمن اثر وفي رأسه حزاز وجسمه كجسم موسى بن عمران ع وفي ظهره ختم النبوة وفيه وصية رسول الله ص وهو اعلم الخلق بعد الائمة بالقرآن والتوراة والانجيل وعند اول ظهوره يكون شاباً قال رسول الله ص (...ثم ذكر شاباً فقال اذا رايتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي) بشارة الاسلام ص 30 عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين(ع) ، قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته ، لعلي : يا أبا الحسن ، أحضر صحيفة ودواة .فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى (إلى) هذا الموضع .فقال : يا علي: ،إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثني عشر مهدياً .فأنت يا علي أول الإثنا عشر إمام ... وساق الحديث ، إلى أن قال : وليسلمها الحسن إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد فذلك اثني عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كإسمي واسم أبي، وهو عبد الله ،وأحمد، والإسم الثالث: المهدي وهو أول المؤمنين . بحار الانوارج 53 ص147 والغيبة للطوسي ص150 وغاية المرام ج2 ص241 وعن الصادق ع انه قال: ( انا منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ع) بحار الانوارج 53 148 البرهان ج3 ص310 والغيبة للطوسي ص 385 وعن الصادق ع انه قال: ( انا منا بعد القائم احد عشر مهدياً من ولد الحسين ع) بحار الانوارج 53 ص145 وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الاول وليس الامام المهدي ع لان الامام المهدي ع بعده اثنا عشر مهدياً، وقال الباقر ع في وصف المهدي الاول (...فقال ع الا وان اولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال...) بشارة الاسلام ص 148 وعن الصادق ع في خبر طويل سمى به اصحاب القائم ع : (...ومن البصرة...احمد...) بشارة الاسلام ص 181 وعن الباقر ع انه قال : ( للقائم اسمان اسمى يخفى واسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد واما الذي يعلن فمحمد) كمال الدين ج2 ص 653 باب 57 واحمد هو اسم المهدي الأول ومحمد اسم الامام المهدي ع كما تبين من وصية رسول الله ص ، وعن الباقر ع قال : ( ان لله تعالى كنز بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر الفاً من بخراسان شعارهم : (احمد احمد) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء ، كاني انظر اليه عابر الفرات. فاذا سمعتم بذلك فسارعوا اليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الانوار المضيئة ص 343 واحمد هو اسم المهدي الأول، وفي كتاب الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 27 : ( قال امير الغضب ليس من ذي ولا من ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله انس ولا جان بايعوا فلاناً بأسمه ليس من ذي ولا من ذهو ولكنه خليفة يماني) وفي الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 80: ( فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه فبينا هم كذلك سمعوا صوتاً ما قاله انس ولا جان بايعوا فلاناً بأسمه ليس من ذي ولا من ذه ولكنه خليفة يماني) وروى الشيخ علي الكوراني في كتابه معجم احاديث الامام المهدي ع ج 1 ص 299 ( مالمهدي الا من قريش، وما الخلافة الا فيهم غير ان له اصلاً ونسباً من اليمن) وبما ان المهدي الاول من ذرية الامام المهدي ع فلا بد ان يكون مقطوع النسب لأن ذرية الامام المهدي ع مجهولون ولكن نسبه الىن معلوم ، وهذه الصفات هي صفات اليماني المنصور وصفات المهدي الاول لانه شخص واحد كما تبين مما سبق.
وان اردت المزيد فأقول ان اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية الى الامام المهدي ، والمهدي الاول ايضاً موجود في زمن الظهور المقدس واول مؤمن بالامام المهدي ع في بداية ظهوره وقبل قيامه، فلا بد ان يكون احدهما حجة على الآخر وبما ان الائمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الاول منهم فهو حجة على اليماني اذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الاول هو قائد التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم ان يكون المهدي الاول هو اليماني واليماني هو المهدي الاول ، وبهذا يكون اليماني (اسمه احمد ومن البصرة وفي خده الايمن اثر وفي بداية ظهوره يكون شاباً وفي راسه حزاز واعلم الناس بالقرآن وبالتوراة والانجيل بعد الائمة ومقطوع النسب ولكن نسبه الآن معروف ويلقب بالمهدي وهو امام مفترض الطاعة من الله ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار ويدعو الى الحق والى طريق مستقيم ويدعو الى الامام المهدي ع و.....و....وكل ماورد من اوصاف المهدي الاول في روايات محمد وآل محمد ع فراجع الروايات في كتاب غيبة النعماني وغيبة الطوسي واكمال الدين والبحار ج 52 وج 53، وغيرها من كتب الحديث.
ويبقى ان كل اتباع اليماني من الثلاث مائة والثلاثة عشر اصحاب الامام ع هم يمانيون باعتبار انتسابهم لقائدهم اليماني ، ومنهم يماني صنعاء ويماني العراق. (كَلَّا وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُنَشَّرَةً كَلَّا ۖ بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) المدثر:32-56. والقمر الوصي والليل دولة الظالمين والصبح فجر الامام المهدي ع وبداية ظهوره بوصيه كبداية شروق الشمس لانه هو الشمس ، ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) المدثر:35 اي القيامة الصغرى والوقعات الالهية الكبرى ثلاث وهي القيامة الصغرى والرجعة والقيامة الكبرى، (نَذِيرًا لِلْبَشَرِ) المدثر:36 اي منذر وهو الوصي والمهدي الاول (اليماني) يرسله الامام المهدي ع بشيراً ونذيراً بين يدي عذاب شديد ليتقدم منشاء ان يتقدم ويتأخر من شاء ان يتأخر عن ركب الامام المهدي ع ، (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) المدثر:38 وهذا واضح فكل انسان يحاسب على عمله (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) المدثر:39 وهؤلاء مستثنون من الحساب وهم المقربون وهم اصحاب اليماني الثلاث مائة وثلاثة عشر اصحاب الامام المهدي ع يدخلون الجنة بغير حساب ، قال تعالى ( فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) الواقعة 89:88 ، (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) المدثر:40-43 اي لم نك من الموالين لولي الله وخليفته ووصي الامام المهدي ع والمهدي الاول (اليماني الموعود) ، فاليماني ( لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار) فحسبي الله ونعم الوكيل لقد ابتلي امير المؤمنين علي ع بمعاوية بن هند لع وجاءه بقوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، وقد ابتليت اليوم كما ابتلي علي بن ابي طالب ع ولكن بسبعين معاوية لع ويتبعهم قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، والله المستعان على مايصفون.
والله ما ابقى رسول الله ص وابائي الائمة ع شيء من أمري الا بينوه فوصفوني بدقة وسموني وبينوا مسكني فلم يبقى لبس في امري ولا شبهة في حالي بعد هذا البيان وأمري ابين من الشمس في رابعة النهار واني اول المهديين واليماني الموعود.
اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ اَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ الدّاعِيَ اِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، اِسْتَخْلِفْهُ في الاَْرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، اَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ اَمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اَللّـهُمَّ اَعِزَّهُ وَاَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاْفتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، اَللّـهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِن الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اَللّـهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَكَثِّرْبِهِ قِلَّتَنا، وَاَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا، وَاَغْنِ بِهِ عائِلَنا، وَاَقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا، وَاجْبُرْبِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وَبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا، وَفُكَّ بِهِ اَسْرَنا، وَاَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَاَنْجِزْ بِهِ مَواعيدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَاَعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ آمالَنا، وَاَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، يا خَيْرَ الْمَسْؤولينَ وَاَوْسَعَ الْمُعْطينَ، اِشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَاَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقِّ بِاِذْنِكَ، اِنَّكَ تَهْدي مَنْ تَشاءُ اِلى صِراط مُسْتَقيم، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنا اِلـهَ الْحَقِّ آمينَ
وبهذا اخواني المؤمنون اخواتي المؤمنات انتهت بعو الله وتوفيقه سلسلة الغيبة والظهور وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الأئمة والمهديين وسلم تسليما
المصادر:
1. كتاب كمال الدين واتمام النعمة للشيخ الصدوق
2. معجم الملاحم والفتن للده سرخي
3. كتاب الغيبة للشيخ الطوسي
4. كتاب الغيبة للشيخ النعماني
5. كتاب الكافي للكليني
6. كتاب بحار الانوار للمجلسي
7. كتاب موسوعة الامام المهدي ع للسيد محمد محمد صادق الصدر
8. كتاب شرح الحق
9. بيان قائم آل محمد ع السيد احمد الحسن اليماني الموعود
10. كتاب دابة الارض وطالع المشرق للاستاذ احمد حطاب
11. كتاب وسائل الشيعة