بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
وردت شخصية السفياني في الروايات بدون الإشارة إلى التسلسل الزمني للأحداث، بل إنها تصف الأحداث مستقلة، وإن وردت شخصية السفياني ضمن تسلسل زمني معين للأحداث ناقضت روايات أخرى لا تعطي نفس ذلك التسلسل كما سيتضح لاحقاً مما لا يتيح فهم كون حركته تابعة لشخص واحد.
ولذلك فإن اعتبار السفياني شخص واحد أمر مستحيل لعدة أمور وردت في الروايات، وهذه بعض جهات الاختلاف التي تؤكد ذلك:
1- التقديم والتأخير عن الظهور المقدس:
أصبح من المسلمات أن السفياني علامة للظهور، وأن ذلك قطعي لا لبس فيه، فهو يسبق ظهور الإمام (عليه السلام)، بل هو من العلامات الحتمية الخمس التي تسبق الإمام (عليه السلام)، فكيف نفسر الروايات التي تذكر تقدم ظهور الإمام (عليه السلام) على السفياني، ومن هذه الروايات:
عن أمير المؤمنين: (المهدي أقبل، جعد، بخده خال، يكون مبدأه من قبل المشرق، وإذا كان ذلك خرج السفياني...) غيبة النعماني: باب 18 ص316.
عن علي ابن الحسين (عليه السلام): (... فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي، ثم يخرج بعد ذلك) غيبة الطوسي: ح 437 ص443 – 444.
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها، فإنّ فيها خليفة اللّه المهدي) معجم أحاديث الإمام المهدي: ج1 ص425، فكيف يكون خليفة الله المهدي ظاهراً في جيش الخراساني وهو سابق أو متوافق مع حركة السفياني، كما في هذه الرواية:
عن أبي جعفر (عليه السلام): (... لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان ذلك طمع الناس فيهم، واختلفت الكلمة، وخرج السفياني، وقال: لا بد لبني فلان أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم، وتشتت أمرهم، حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هنا وهذا من هنا، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً)بحار الأنوار: ج52 ص230.
مما يدل على إن المهدي المقصود في هذه الروايات هو ليس الإمام المهدي (عليه السلام) لتناقض النتيجة المتحصلة من هذه الروايات، مع النتيجة المتحصلة من روايات العلامات الحتمية التي تجعل السفياني سابقاً للمهدي وعلامة له لا لاحقاً له، فإذا سلمنا بأن المهدي الأول هو المقصود بروايات تقدم وجود المهدي على السفياني، فليس غريباً أن يزامنه السفياني، فيكون قتالهما يحمل المعنيين، إذ إن المهدي الأول (اليماني) سيكون ممثلاً للإمام المهدي (عليه السلام)، فمن حارب المهدي الأول سيكون محارباً ومعادياً للإمام المهدي (عليه السلام)، فبالنتيجة تصدق الروايات جميعاً ولا يكون هنالك تعارض في المعنى.
عن أبي عبد الله (عليه السلام): (إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله وقالوا كذب الله، قاتل أبو سفيان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقاتل معاوية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (عليه السلام)، والسفياني يقاتل القائم (عليه السلام)) بحار الأنوار: ج33 ص165.
2- مدة حكم السفياني:
ورد الاختلاف في مدة حكمه، فهي مرة ثمانية أشهر وتسعة، ومرة إثنا عشر شهراً، مما يرجح تعدد السفيانيين تبعاً لذلك:
عن أبي جعفر (عليه السلام): (كم تعدون بقاء السفياني فيكم ؟ قال: فقلت: حمل امرأة تسعة أشهر، قال: ما أعلمكم يا أهل الكوفة)بشارة الإسلام: ص137، بحار الأنوار: ج52 ص216.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (إن السفياني يملك بعد ظهوره الكور الخمسة حمل امرأة، ثم قال: أستغفر الله، حمل جمل، وهو من الأمر المحتوم لابد منه) (حمل جمل إثنا عشر شهراً)بشارة الإسلام: ص173، غيبة الطوسي: ص449.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) عندما سئل عن السفياني، أجاب (عليه السلام): (إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا الفرج. قلت: يملك تسعة أشهر ؟ قال (عليه السلام): لا، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً...) الموسوعة - للسيد الصدر: ج3 ص160.
يتبع
Comment