السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: (.. فهؤلاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، بعدد أهل بدر يجمعهم الله عز وجل بمكة في ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة فيوافوه في صبيحتها إلى المسجد الحرام ولا يتخلف منهم رجل واحد وينتشرون بمكة في أزقتها فيلتمسون منازل يسكنونها فينكرهم أهل مكة، وذلك أنهم لم يعلموا بقافلة قد دخلت من البلدان لحج ولا لعمرة ولا لتجارة، فيقول بعضهم لبعض إنا لنرى في يومنا هذا قوماً لم نكن رأيناهم قبل يومنا، ليسوا من بلد واحد ولا أهل بدو ولا معهم إبل ولا دواب فبينما هم كذلك، وقد دنوا أبوابهم إذ يقبل رجل من بني مخزوم يتخطى رقاب الناس حتى ياتي رئيسهم، فيقول: لقد رأيت في ليلتي هذه رؤيا عجيبة وإني منها خائف وقلبي منها وجل، فيقول له أقصص رؤياك فيقول رأيت كورة نار انقضت من عنان السماء، فلم تزل تهوى، حتى انحطت إلى الكعبة فدارت فيها فإذا هي جراد ذات أجنحة خضر كالملاحف فطافت بالكعبة ما شاء الله، ثم تطايرت شرقاً وغرباً ولا تمر ببلد إلا أحرقته ولا بخضرة إلا حطمته، فاستيقظت وأنا مذعور القلب وجل، فيقولون لقد رأيت هؤلاء فانطلق بنا إلى الثقفي ليعبرها (يفسرها) وهو رجل من ثقيف فيقص عليه الرؤيا فيقول: لقد رأيت عجباً وقد طرقكم في ليلتكم جند من جنود الله لا قوة لكم بهم، فيقولون لقد رأينا في يومنا هذا عجباً، ويحدثونه بأمر القوم ثم ينهضون من عنده، ويهمون بالوثوب عليهم ولقد ملأ الله قلوبهم منهم رعباً وخوفاً فيقول بعضهم لبعض وهم يتآمرون بذلك، لا تعجلوا على القوم إنهم لم يأتوكم بعد بمنكر، ولا ظهروا خلافاً ولعل الرجل منهم يكون في القبيلة من قبائلكم، فإن بدا لكم منهم شيء فأنتم وهم. أما القوم فإنا نراهم متنسكين، وسيماهم حسنة وهم في حرم الله الذي لا يباح من دخله حتى يحدث به حدثا، ولم يحدث القوم حدثاً يجب محاربتهم! فيقول - المخزومي وهو رئيس القوم وعمدتهم - إنا لا نأمن أن يكون ورائهم مادة لهم (أي أعوان وذخيرة) فإذا التأمت إليهم كشف أمرهم وعظم شأنهم فانهضوهم وهم في قلة من عدد وقبضة يد قبل أن تأتيهم المادة، فإن هؤلاء لم يأتوكم مكة وسيكون لهم شأن، وما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقاً فأحلوهم بلدكم وأجلسوا للرأي والأمر الممكن، فيقول قائلهم: إن من كان يأتيكم أمثالهم فلا خوف منهم فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجأون إليه وهم غرباء محلون، فإن أتى جيش لهم نهضتم إلى هؤلاء أولاً وكانوا كشربة ماء الظمآن، فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس، ثم يضرب الله آذانهم وعيونهم بالنوم فلا يجنمعوا بعد غداتهم إلى أن يقوم القائم عليه السلام يلقي بعضهم بعضاً كأنهم بنو أب وأم وإذا اقتربوا، افترقوا عشاء والتقوا غدوة) (23).
ويكون بذلك قد تم في مكة المكرمة لقاء الإمام عليه السلام بأصحابه وحوارييه ووزرائه، بعد أن التقى قبل ذلك بنقبائهم وأفضلهم (اثنى عشـر مـن الأصحاب).
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: (.. فهؤلاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، بعدد أهل بدر يجمعهم الله عز وجل بمكة في ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة فيوافوه في صبيحتها إلى المسجد الحرام ولا يتخلف منهم رجل واحد وينتشرون بمكة في أزقتها فيلتمسون منازل يسكنونها فينكرهم أهل مكة، وذلك أنهم لم يعلموا بقافلة قد دخلت من البلدان لحج ولا لعمرة ولا لتجارة، فيقول بعضهم لبعض إنا لنرى في يومنا هذا قوماً لم نكن رأيناهم قبل يومنا، ليسوا من بلد واحد ولا أهل بدو ولا معهم إبل ولا دواب فبينما هم كذلك، وقد دنوا أبوابهم إذ يقبل رجل من بني مخزوم يتخطى رقاب الناس حتى ياتي رئيسهم، فيقول: لقد رأيت في ليلتي هذه رؤيا عجيبة وإني منها خائف وقلبي منها وجل، فيقول له أقصص رؤياك فيقول رأيت كورة نار انقضت من عنان السماء، فلم تزل تهوى، حتى انحطت إلى الكعبة فدارت فيها فإذا هي جراد ذات أجنحة خضر كالملاحف فطافت بالكعبة ما شاء الله، ثم تطايرت شرقاً وغرباً ولا تمر ببلد إلا أحرقته ولا بخضرة إلا حطمته، فاستيقظت وأنا مذعور القلب وجل، فيقولون لقد رأيت هؤلاء فانطلق بنا إلى الثقفي ليعبرها (يفسرها) وهو رجل من ثقيف فيقص عليه الرؤيا فيقول: لقد رأيت عجباً وقد طرقكم في ليلتكم جند من جنود الله لا قوة لكم بهم، فيقولون لقد رأينا في يومنا هذا عجباً، ويحدثونه بأمر القوم ثم ينهضون من عنده، ويهمون بالوثوب عليهم ولقد ملأ الله قلوبهم منهم رعباً وخوفاً فيقول بعضهم لبعض وهم يتآمرون بذلك، لا تعجلوا على القوم إنهم لم يأتوكم بعد بمنكر، ولا ظهروا خلافاً ولعل الرجل منهم يكون في القبيلة من قبائلكم، فإن بدا لكم منهم شيء فأنتم وهم. أما القوم فإنا نراهم متنسكين، وسيماهم حسنة وهم في حرم الله الذي لا يباح من دخله حتى يحدث به حدثا، ولم يحدث القوم حدثاً يجب محاربتهم! فيقول - المخزومي وهو رئيس القوم وعمدتهم - إنا لا نأمن أن يكون ورائهم مادة لهم (أي أعوان وذخيرة) فإذا التأمت إليهم كشف أمرهم وعظم شأنهم فانهضوهم وهم في قلة من عدد وقبضة يد قبل أن تأتيهم المادة، فإن هؤلاء لم يأتوكم مكة وسيكون لهم شأن، وما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقاً فأحلوهم بلدكم وأجلسوا للرأي والأمر الممكن، فيقول قائلهم: إن من كان يأتيكم أمثالهم فلا خوف منهم فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجأون إليه وهم غرباء محلون، فإن أتى جيش لهم نهضتم إلى هؤلاء أولاً وكانوا كشربة ماء الظمآن، فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس، ثم يضرب الله آذانهم وعيونهم بالنوم فلا يجنمعوا بعد غداتهم إلى أن يقوم القائم عليه السلام يلقي بعضهم بعضاً كأنهم بنو أب وأم وإذا اقتربوا، افترقوا عشاء والتقوا غدوة) (23).
ويكون بذلك قد تم في مكة المكرمة لقاء الإمام عليه السلام بأصحابه وحوارييه ووزرائه، بعد أن التقى قبل ذلك بنقبائهم وأفضلهم (اثنى عشـر مـن الأصحاب).
Comment