بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماً.
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (إن لولد فلان عند مسجدكم - يعني مسجد الكوفة - [B]لوقعة في يوم عروبة، يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإياكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار[/B]) الإرشاد: ج2 ص377.
الرواية تتحدث عن فتنة تكون في دولة بني العباس في آخر الزمان وفي عصر الظهور في يوم جمعة، ويقتل في هذا اليوم أربعة آلاف بين باب الفيل وهو أحد أبواب مسجد الكوفة وبين أصحاب الصابون وهو اسم موضع في الكوفة أو اسم لسوق في الكوفة، والإمام الصادق (عليه السلام) يحذر من اتباع طريق هؤلاء المقتتلين ويرشد إلى اتباع طريق الأنصار وأنه المنجي من هذه الفتنة والاقتتال.
ودرب الأنصار يعني نهج وسيرة وراية وفكر الأنصار، وهذا يدل على أن في ذلك الوقت هناك مجموعة معينة تسمى (الأنصار)، وقوله(عليه السلام): (وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار)، يدل على أن نهج وسيرة وطريق هؤلاء الأنصار هو أهدى الطرق والمناهج الموجودة آنذاك، وبه تكون النجاة من الفتن والضلال.
وهناك رواية أخرى تؤكد هذه الواقعة بالكوفة:
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة في يوم الجمعة، لكأني أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون يستعرضوا الناس: أي يعرضوهم للقتل. وتندر: أي تسقط.) الإرشاد: ج2 ص376.
وإذا عرفنا أن (ولد فلان) هم بنو العباس، يتضح لنا أن درب الأنصار موجود قبل زوال دولة بني العباس؛ لأن الرواية توحي إلى أن هذا الدرب معروف ومشهور ومتبع من بعض الناس، وقد عرفنا مما سبق أن أهدى الرايات في عصر الظهور هي راية اليماني الموعود الذي يحمل راية آل محمد ويدعو إليهم (عليهم السلام)، وقول الإمام (عليه السلام): (أحسنهم حالاً) أكيد غير ناظر إلى الجانب الدنيوي، بل إلى الجانب الديني الأخروي وإلى الهدى والحق، وقد عرفنا أيضاً أن الداعي إلى الهدى والحق والصراط المستقيم هو اليماني الموعود.
بل إذا حملنا هذا الدرب على غير درب اليماني، نصدم بالروايات التي تحذر الناس من اتباع أي راية إلا راية رجل من أهل البيت (عليهم السلام)، فكيف يشير الإمام الصادق (عليه السلام) إلى اتباع هذا الدرب للنجاة من الفتن والضلال ؟!
ثم إن اسم جماعة (الأنصار) مأخوذ من النصرة، والنصرة الحق في ذلك الوقت هي نصرة الإمام المهدي (عليه السلام).. ومنه يتضح أن هذه الجماعة أنصار للإمام المهدي (عليه السلام) أي إن عنوانهم: (أنصار الإمام المهدي) ... وبما أن دربهم (أحسن درب) أي أهدى طريق، فلابد أن يكونوا أتباعا لـ (أهدى الرايات) في ذلك الزمان، الذي (يدعو إلى طريق مستقيم).
عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (... وليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا علي يشنأهم الناس، ولو أحبهم كان خيراً لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك وولدك على الآباء والأمهات والإخوة والأخوات وعلى عشائرهم والقرابات صلوات الله عليهم أفضل الصلوات، أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون) الغيبة - للطوسي: ص136 – 137 ح100.
آخر الزمان هو عصر ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) كما هو معلوم، والرواية أعلاه تبين أن هناك جماعة في آخر الزمان يتولون الإمام علي (عليه السلام)، وهذا إشارة إلى أن الناس سوف تترك ولاية أمير المؤمنين بالقول أو بالفعل، كما أن هناك روايات كثيرة تؤكد ذلك يطول المقام بذكرها.
والناس سوف تبغض تلك الجماعة بسبب ولايتهم لأهل البيت (عليهم السلام)، وهؤلاء الجماعة يتركون الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والعشائر والقرابات من أجل ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، وطبعاً لا يتركونهم إلا إذا خيروا بين ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وبين ولاية أهلهم وعشائرهم وأقربائهم، أي إن هؤلاء الأقرباء هم من سيحاربون عقيدة هذه الجماعة المنتجبة وبالتالي فيجب حينئذ البراءة من أعداء الله تعالى، أو أن الأقرباء والعشائر سيتبرؤون من تلك الجماعة بسبب تمسكهم بولاية أهل البيت (عليهم السلام) في آخر الزمان، كما حصل ذلك في زمن الرسول محمد (صلى الله عليه واله) وفي زمن الأئمة (عليه السلام).
وتلك الجماعة المطهرة بلغ من منزلتها أن الرسول محمد (صلى الله عليه واله) يصلي عليهم بأفضل الصلوات بقوله: (صلوات الله عليهم أفضل الصلوات، أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون).
بل الرواية تشير إلى أن عشائر وقرابات وأهل تلك الجماعة كانوا معهم على دينهم أي موالين؛ لأنهم أولادهم، وليست المسألة من قبيل أن هؤلاء مثلاً كانوا نواصب واستبصروا؛ لأن الرواية تصف كل تلك الجماعة بذلك، وهذا يدل على أن من ينتمون إلى ولاية أهل البيت (عليهم السلام) أي الشيعة سيتعرضون إلى غربلة وتمحيص وبلاء لا ينجو منه إلا أقل القليل، كما نطقت بذلك روايات متواترة، أذكر منها:
عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (إن الإسلام بدء غريباً وسيعود غريباً كما بدء، فطوبى للغرباء) كمال الدين وتمام النعمة: ص201، غيبة النعماني: ص337 باب22 ح4، صحيح مسلم: ج1 ص90 باب أن الإسلام بدأ غريباً...، سنن ابن ماجة: ج2 ص1320.
ونجد سبب الغرابة متعلق بالإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته في آخر الزمان، كما في الرواية الآتية:
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: (إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه واله)، وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) الغيبة - للنعماني: ص336 باب22 ح1.
فأكيد أن الناس ستحارب القائم وأنصاره بسبب الأمر الجديد الذي سيدعون إليه؛ لأن الناس تراه مخالفاً لعقولهم ولموروثهم عن الدين، أو قل أنه مخالف لهواهم ودنياهم.. ولذلك ستحصل البراءة من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأقرباء والعشائر.
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماً.
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (إن لولد فلان عند مسجدكم - يعني مسجد الكوفة - [B]لوقعة في يوم عروبة، يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإياكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار[/B]) الإرشاد: ج2 ص377.
الرواية تتحدث عن فتنة تكون في دولة بني العباس في آخر الزمان وفي عصر الظهور في يوم جمعة، ويقتل في هذا اليوم أربعة آلاف بين باب الفيل وهو أحد أبواب مسجد الكوفة وبين أصحاب الصابون وهو اسم موضع في الكوفة أو اسم لسوق في الكوفة، والإمام الصادق (عليه السلام) يحذر من اتباع طريق هؤلاء المقتتلين ويرشد إلى اتباع طريق الأنصار وأنه المنجي من هذه الفتنة والاقتتال.
ودرب الأنصار يعني نهج وسيرة وراية وفكر الأنصار، وهذا يدل على أن في ذلك الوقت هناك مجموعة معينة تسمى (الأنصار)، وقوله(عليه السلام): (وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار)، يدل على أن نهج وسيرة وطريق هؤلاء الأنصار هو أهدى الطرق والمناهج الموجودة آنذاك، وبه تكون النجاة من الفتن والضلال.
وهناك رواية أخرى تؤكد هذه الواقعة بالكوفة:
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة في يوم الجمعة، لكأني أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون يستعرضوا الناس: أي يعرضوهم للقتل. وتندر: أي تسقط.) الإرشاد: ج2 ص376.
وإذا عرفنا أن (ولد فلان) هم بنو العباس، يتضح لنا أن درب الأنصار موجود قبل زوال دولة بني العباس؛ لأن الرواية توحي إلى أن هذا الدرب معروف ومشهور ومتبع من بعض الناس، وقد عرفنا مما سبق أن أهدى الرايات في عصر الظهور هي راية اليماني الموعود الذي يحمل راية آل محمد ويدعو إليهم (عليهم السلام)، وقول الإمام (عليه السلام): (أحسنهم حالاً) أكيد غير ناظر إلى الجانب الدنيوي، بل إلى الجانب الديني الأخروي وإلى الهدى والحق، وقد عرفنا أيضاً أن الداعي إلى الهدى والحق والصراط المستقيم هو اليماني الموعود.
بل إذا حملنا هذا الدرب على غير درب اليماني، نصدم بالروايات التي تحذر الناس من اتباع أي راية إلا راية رجل من أهل البيت (عليهم السلام)، فكيف يشير الإمام الصادق (عليه السلام) إلى اتباع هذا الدرب للنجاة من الفتن والضلال ؟!
ثم إن اسم جماعة (الأنصار) مأخوذ من النصرة، والنصرة الحق في ذلك الوقت هي نصرة الإمام المهدي (عليه السلام).. ومنه يتضح أن هذه الجماعة أنصار للإمام المهدي (عليه السلام) أي إن عنوانهم: (أنصار الإمام المهدي) ... وبما أن دربهم (أحسن درب) أي أهدى طريق، فلابد أن يكونوا أتباعا لـ (أهدى الرايات) في ذلك الزمان، الذي (يدعو إلى طريق مستقيم).
عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (... وليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا علي يشنأهم الناس، ولو أحبهم كان خيراً لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك وولدك على الآباء والأمهات والإخوة والأخوات وعلى عشائرهم والقرابات صلوات الله عليهم أفضل الصلوات، أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون) الغيبة - للطوسي: ص136 – 137 ح100.
آخر الزمان هو عصر ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) كما هو معلوم، والرواية أعلاه تبين أن هناك جماعة في آخر الزمان يتولون الإمام علي (عليه السلام)، وهذا إشارة إلى أن الناس سوف تترك ولاية أمير المؤمنين بالقول أو بالفعل، كما أن هناك روايات كثيرة تؤكد ذلك يطول المقام بذكرها.
والناس سوف تبغض تلك الجماعة بسبب ولايتهم لأهل البيت (عليهم السلام)، وهؤلاء الجماعة يتركون الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والعشائر والقرابات من أجل ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، وطبعاً لا يتركونهم إلا إذا خيروا بين ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وبين ولاية أهلهم وعشائرهم وأقربائهم، أي إن هؤلاء الأقرباء هم من سيحاربون عقيدة هذه الجماعة المنتجبة وبالتالي فيجب حينئذ البراءة من أعداء الله تعالى، أو أن الأقرباء والعشائر سيتبرؤون من تلك الجماعة بسبب تمسكهم بولاية أهل البيت (عليهم السلام) في آخر الزمان، كما حصل ذلك في زمن الرسول محمد (صلى الله عليه واله) وفي زمن الأئمة (عليه السلام).
وتلك الجماعة المطهرة بلغ من منزلتها أن الرسول محمد (صلى الله عليه واله) يصلي عليهم بأفضل الصلوات بقوله: (صلوات الله عليهم أفضل الصلوات، أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم ويرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون).
بل الرواية تشير إلى أن عشائر وقرابات وأهل تلك الجماعة كانوا معهم على دينهم أي موالين؛ لأنهم أولادهم، وليست المسألة من قبيل أن هؤلاء مثلاً كانوا نواصب واستبصروا؛ لأن الرواية تصف كل تلك الجماعة بذلك، وهذا يدل على أن من ينتمون إلى ولاية أهل البيت (عليهم السلام) أي الشيعة سيتعرضون إلى غربلة وتمحيص وبلاء لا ينجو منه إلا أقل القليل، كما نطقت بذلك روايات متواترة، أذكر منها:
عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (إن الإسلام بدء غريباً وسيعود غريباً كما بدء، فطوبى للغرباء) كمال الدين وتمام النعمة: ص201، غيبة النعماني: ص337 باب22 ح4، صحيح مسلم: ج1 ص90 باب أن الإسلام بدأ غريباً...، سنن ابن ماجة: ج2 ص1320.
ونجد سبب الغرابة متعلق بالإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته في آخر الزمان، كما في الرواية الآتية:
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: (إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه واله)، وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) الغيبة - للنعماني: ص336 باب22 ح1.
فأكيد أن الناس ستحارب القائم وأنصاره بسبب الأمر الجديد الذي سيدعون إليه؛ لأن الناس تراه مخالفاً لعقولهم ولموروثهم عن الدين، أو قل أنه مخالف لهواهم ودنياهم.. ولذلك ستحصل البراءة من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأقرباء والعشائر.
والحمد لله رب العالمين
Comment