الوصى(ع) فى كتب الشيعه والسنه(الحلقه الثامنه)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
بحمد الله وتوفيقه مازلنا فى بحث اثبات وجود وصى الامام المهدى عليهما السلام من كتب الشيعه والسنه واقامة الادله على ذالك وما زال الحديث فى البند الاول من بنود قانون معرفة الحجه الالهيه على الخلق المشرع من الله تعالى قبل خلق ادم (ع) والى يوم القيامه حجة لاتتبدل ولا تختلف ولاتتخلف عن صاحبها الحجه ابدا مهما تغيرت الظروف فبهذا القانون يعرف المكلف من هو الشخص الذى يجب عليه طاعته واتباعه فى زمانه وبذالك يكون الحق تبارك وتعالى قد اقام الحجه على عباده المكلفين حقا ((فلله الحجة البالغه)) فمن عرف هذا القانون وعمل بمقتضاه لن يضل ابدا ومن تركه او اشتبه فيه فقد ضل عن حجة الله واتخذ حجة مزيفه كاذبه مزوره واعتقد انها حجة الله ولن ينفعه ذالك ابدا والقانون باختصار لاننا ذكرناه مطولا قبل ذالك مكون من ثلاثة بنود هى( النص او الوصيه والعلم والحكمه وان يكون له راية البيعة لله او الملك لله او الحاكمية لله) يعنى من تتوفر فيه البنود الثلاثه فهو حجة الله قطعا ووجب على كل مكلف الايمان به والسجود له بمعنى طاعته والانقياد له وامتثال اوامره فمن اختار عبادة الله بطاعة اوليائه وفقه الله الى ما اختار (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) مريم 76 ومن اختار عبادة الله بطاعة اعدائه من ائمة الضلاله فعبادته مردودة عليه وغير مقبولة منه (قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا)مريم 75 والبند الاول الذى نحن بصدد بيان واثبات بالروايات التى تثبت ان اليمانى (ع) احمد الحسن امام مفترض الطاعه وهو مع ابيه صاحب الزمان (ع) حجة الله علينا الان فى زماننا(( فهما (ع) شيء واحد كل لايتجزء و الايمان بهما معا واجب وانكار احدهما انكار للاخر بل انكار لسائر حجج الله)) فمن هذه الروايات
غيبة النعمانى تحقيق فارس حسون كريم ص264 ب 14 ح13 قبل اخر الحديث
عن الباقر (ع) قال: وليس فى الرايات راية اهدى من راية اليمانى هى راية هدى لانه يدعوا الى صاحبكم فاذا خرج اليمانى حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليمانى فانهض اليه فان رايته راية هدى ولايحل لمسلم ان يلتوى عليه فمن فعل ذالك فهو من اهل النار لانه يدعوا الى الحق والى طريق مستقيم.
وبتوضيح بسيط تظهر الحقيقه مع انها ظاهره: هذا اليمانى (ع) رايته اهدى الرايات(اهدى افعل تفضيل يعنى هناك رايات هدى متعدده و لكن اليمانى رايته فيها هدى اكثر من غيرها) ثم يقول الباقر (ع) هى راية هدى(يعنى راية اليمانى انحصر الهدى فيها مطلقا عند ظهوره وكل رايه لم تكن تؤمن باليمانى وتحت سلطانه فهى راية ضلال) فاذا خرج .... حرم بيع السلاح....معناه(من المعلوم عند شيعة اهل البيت (ع) فى وقت انتظار المهدى (ع) ان يحتفظ كل مؤمن بسلاحه الخاص به لنصرة الامام واجابة الداعى فهذا السلاح يحرم على المؤمن بيعه عند ظهور اليمانى (ع) ويحرم على المؤمنين باليمانى بيع السلاح للكفار به ويجوز شراء السلاح من الكفار ويجوز للمؤمن ان يبيع اخاه المؤمن السلاح ان كان زائدا على حاجته) واذا خرج ....فانهض اليه ..(انهض ..فعل امر دال على وجوب النهوض بما تحمل كلمة نهوض من معنى نهوض لمعرفته والتحرى عنه بالبحث فى ادلته والتيقن انه هو اليمانى الموعود ثم نهوض للايمان به والعمل معه والجهاد بين يديه بالكلمه الطيبه والموعظه الحسنه وبالنفس وبالمال والولد والوقت والوظيفه) فان رايته راية راية هدى( والسبب فى هذا الوجوب لفعل كل ما تقدم هو ان اليمانى رايته راية هدى يعنى راية محمد وعلى وفاطمه والحسن والحسين والهم الطاهرين وحيث ان الهدى منحصر فى هذا العالم فى شخص محمد (ص) واله(ع) فراية اليمانى تحمل هذا الهدى كله فمن كان يؤمن بمحمد واله حقا وصدقا وقلبا وقالبا هو الذى سينهض الى اليمانى بما تحمله كلمة النهوض من معنى والعكس صحيح) ولايحل لمسلم ان يلتوى عليه ......( هذا النهى نهى عن الالتواء عليه دال على التحريم اى يحرم على كل مسلم الالتواء على اليمانى اى يحرم عليه انكاره وتكذيبه وعدم الايمان به وعدم مناصرته ...وو..الى اخره ) فمن فعل ذالك فهو من اهل النار( وهذا الحكم الصريح بالنار على الذى يلتوى على اليمانى دال على ان اليمانى حجه ومعصوم فلا يدخل النار احد التوى على غير المعصوم لان غير المعصوم وان كان عالما ليس معه الحق كله فيجب الالتواء عليه فى الباطل وترك طاعته وهذا الالتواء لايدخله النار بل يدخله الجنه ان اعتصم بالحق اما المعصوم فمعه الحق كله لاباطل فيه ابدا فطاعته واجبه مطلقا وعلى كل حال فمن التوى عليه يكون قد التوى على الحق ومن يلتوى على الحق فالى جهنم وبئس القرار ودال على وجوب طاعته طاعة مطلقة ) . لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم (حقا وصدقا يدعو الى الحق والى طريق مستقيم .فلا احد غيره فى عصر ظهور الحجه صاحب الزمان(ع) يدعو الى الحق والى طريق مستقيم . مهما تعددت رايات الادعياء وكثرت فلم يملك واحدا منهم حرفا واحدا من وصية رسول الله (ص) ولا حرفا واحدا من كلام الائمه ولا حرفا واحدا من علم الله ورسوله وال بيته وهو قول الله فى سورة الاحقاف 29-} وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ{29} قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ{30} يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{31} وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضوَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.
فانظر اخى الى ان كتاب الله هو الذى يهدى الى الحق والى طريق مستقيم وداعى الله هو الذى يحمل الكتاب كله لا غيره من الادعياء فثبت ان اليمانى هو داعى الله وهو حامل كتاب الله من ابيه المهدى صاحب الزمان فى زمن الظهور لا غيره فمن يدعوا الى الحق كله والى الصراط المستقيم كله اليس يجب اتباعه والايمان به؟ بلى يجب. والعاقل هو الذى يعرف ذالك لا المغفل الجاهل .
وفى نفس الروايه قبل الاخير بقليل يقول الامام الباقر(ع): لابد من رحى تطحن فاذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبدا عنيفا خاملا اصله يكون النصر معه ......الى اخره. فمن هذا العبد العنيف الخامل اصله الذى يكون النصر معه؟
هو اليمانى الموعود شبيه موسى بن عمران خاملا اصله لانه ياتى على فترة من الائمه ومعروف عند الناس بانه مقطوع النسب وهذه خاصية خاصه باولاد الامام المهدى فى عصر الغيبه.
وحيث اننا تعرضنا لحديث اليمانى (ع) نترك السيد اليمانى (ع) نفسه يتكلم عن نفسه بالحق ويثبت انه اليمانى وان اليمانى هو نفسه المهدى الاول وهما شيء واحد ورايه واحده فليتفضل مشكورا بالصلاة على محمد واله الائمة والمهديين
السيد احمد الحسن اليماني الموعود
س/ السيد احمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) : من هو اليماني وهل هناك حدود لهذه الشخصية يعرف بها صاحبها ؟ وهل هو من اليمن ؟ وهل هو معصوم بحيث لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق وكما ورد في الرواية عن الباقر (ع) (إن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، يجب أولاً معرفة إن مكة من تهامة ، وتهامة من اليمن . فمحمد وال محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والإمام المهدي (ع) يماني والمهديين الإثني عشر يمانية والمهدي الأول يماني ، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية) راجع مقدمة البحار ج1 ص1 بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع بحار الأنوار ج22، 51، 75 .
أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264. وفيها :-
أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين .
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك .
النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً إن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم الأئمة الإثني عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثني عشر ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء
وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنى عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) بل هم في دولة العدل الإلهي والثابت أن أول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً .
والمهدي الأول بينت روايات أهل البيت (ع) اسمه وصفاته ومسكنه بالتفصيل فاسمه احمد وكنيته عبد الله أي إسرائيل أي أن الناس يقولون عنه إسرائيلي قهراً عليهم ورغم أنوفهم وقال رسول الله (ص) ( أسمي أحمد وأنا عبد الله أسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني) . تفسير العياشي ج 1 ص 44 ، البرهان ج 1 : 95 . البحار 7 : 178 . والمهدي الأول هو أول الثلاث مائة وثلاثة عشر وهو من البصرة وفي خده الأيمن اثر وفي رأسه حزاز وجسمه كجسم موسى بن عمران (ع) وفي ظهره ختم النبوة وفيه وصية رسول الله (ص) وهو اعلم الخلق بعد الأئمة بالقرآن والتوراة والإنجيل وعند أول ظهوره يكون شاباً قال رسول الله (ص) ( … ثم ذكر شابا فقال إذا رأيتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي ) بشارة الإسلام ص30 (عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) ((في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) بحار الأنوار ج 53 ص 147 و الغيبة للطوسي ص150 ، غاية المرام ج 2 ص 241 و عن الصادق (ع) انه قال (( إن منا بعد القائم اثنا عشر مهديا من ولد الحسين (ع)) بحار الأنوار ج 53 ص148 البرهان ج3 ص310 الغيبة للطوسي ص385 ، وعن الصادق (ع) قال (إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين (ع) ) بحار ج53 ص145 وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الأول وليس الإمام المهدي (ع) لان الإمام (ع) بعده إثنى عشر مهدياً ، وقال الباقر (ع) في وصف المهدي الأول : ( … ذاك المشرب حمرة ، الغائر العينين المشرف الحاجبين العريض ما بين المنكبين برأسه حزاز و بوجهه أثر رحم الله موسى) غيبة النعماني ص215 ، وعن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل : (( … فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال … )) بشارة الإسلام ص 148 ، وعن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم (ع): (( … ومن البصرة … احمد …)) بشارة الإسلام ص 181 ، وعن الإمام الباقر (ع) انه قال : ( للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد ) . كمال الدين ج2 ص653 ب 57واحمد هو اسم المهدي الأول ومحمد اسم الإمام المهدي (ع) كما تبين من وصية رسول الله (ص)، وعن الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم : ( أحمد أحمد ) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات . فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبوا على الثلج ) منتخب الأنوار المضيئة ص 343 ، واحمد هو اسم المهدي الأول ،وفي كتاب الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 27 قال أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني ) وفي الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 80 : (فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه فبيناهم كذلك إذا سمعوا صوتا ما قال إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني) وروى الشيخ علي الكوراني في كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ج 1 ص 299 (ما المهدي إلا من قريش ، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن) .وبما أن المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون مقطوع النسب لان ذرية الإمام المهدي (ع) مجهولون ،وهذه الصفات هي صفات اليماني المنصور وصفات المهدي الأول لأنه شخص واحد كما تبين مما سبق.
وان أردت المزيد فأقول إن اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية للإمام المهدي ، والمهدي الأول أيضاً موجود في زمن الظهور المقدس وأول مؤمن بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وقبل قيامه ، فلا بد أن يكون أحدهما حجة على الآخر وبما أن الأئمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الأول منهم فهو حجة على اليماني إذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الأول هو قائد ثورة التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم أن يكون المهدي الأول هو اليماني واليماني هو المهدي الأول ، وبهذا يكون اليماني ( اسمه احمد ومن البصرة وفي خده الأيمن اثر وفي بداية ظهوره يكون شاباً وفي رأسه حزاز واعلم الناس بالقران وبالتوراة والإنجيل بعد الأئمة ومقطوع النسب ويلقب بالمهدي وهو إمام مفترض الطاعة من الله ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ويدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ويدعو إلى الإمام المهدي (ع) و …و… وكل ما ورد من أوصاف المهدي الأول في روايات محمد وال محمد (ع) فراجع الروايات في كتاب غيبة النعماني وغيبة الطوسي وإكمال الدين والبحار ج 52 ج53 ، وغيرها من كتب الحديث .
ويبقى إن كل اتباع اليماني من الثلاث مائة والثلاثة عشر أصحاب الإمام (ع) هم يمانيون باعتبار انتسابهم لقائدِهم اليماني ، ومنهم يماني صنعاء ويماني العراق . (كَلاَّ وَ الْقَمَرِ * وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ * إِنَّها لإَِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ * كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ * وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ * فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ *فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً * كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الآْخِرَةَ * كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ * وَ ما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) المدثر ، والقمر الوصي والليل دولة الظالمين والصبح فجر الإمام المهدي (ع) وبداية ظهوره بوصيه كبداية شروق الشمس لأنه هو الشمس ، (إِنَّها لإَِحْدَى الْكُبَرِ ) أي القيامة الصغرى والوقعات الإلهية الكبرى ثلاث هي القيامة الصغرى والرجعة والقيامة الكبرى ،( نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) أي منذر وهو الوصي والمهدي الأول ( اليماني) يرسله الإمام المهدي (ع) بشيراً ونذيرا بين يدي عذاب شديد ليتقدم من شاء أن يتقدم ويتأخر من شاء أن يتأخر عن ركب الإمام المهدي (ع) ، (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) وهذا واضح فكل إنسان يحاسب على عمله ( إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ ) وهؤلاء مستثنون من الحساب وهم المقربون وهم أصحاب اليماني الثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب الإمام المهدي (ع)يدخلون الجنة بغير حساب ، قال تعالى (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) (الواقعة:88-89) ، (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) أي لم نك من الموالين لولي الله وخليفته ووصي الإمام المهدي (ع) والمهدي الأول (اليماني الموعود )، فاليماني (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) فحسبي الله ونعم الوكيل لقد ابتلي أمير المؤمنين علي (ع) بمعاوية بن هند (لع) وجاءه بقوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، وقد ابتليت اليوم كما ابتلي أبي علي بن ابي طالب (ع) ولكن بسبعين معاوية (لع) ويتبعهم قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، والله المستعان على ما يصفون .
والله ما أبقى رسول الله (ص) وآبائي الأئمة (ع) شيء من أمري إلا بينوه ، فوصفوني بدقة وسموني وبينوا مسكني فلم يبقى لبس في أمري ولا شبهة في حالي بعد هذا البيان وأمري أبين من شمس في رابعة النهار وأني أول المهديين واليماني الموعود
دكتور ابراهيم
اميل المراسله:[email protected]
11/3/2009
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
بحمد الله وتوفيقه مازلنا فى بحث اثبات وجود وصى الامام المهدى عليهما السلام من كتب الشيعه والسنه واقامة الادله على ذالك وما زال الحديث فى البند الاول من بنود قانون معرفة الحجه الالهيه على الخلق المشرع من الله تعالى قبل خلق ادم (ع) والى يوم القيامه حجة لاتتبدل ولا تختلف ولاتتخلف عن صاحبها الحجه ابدا مهما تغيرت الظروف فبهذا القانون يعرف المكلف من هو الشخص الذى يجب عليه طاعته واتباعه فى زمانه وبذالك يكون الحق تبارك وتعالى قد اقام الحجه على عباده المكلفين حقا ((فلله الحجة البالغه)) فمن عرف هذا القانون وعمل بمقتضاه لن يضل ابدا ومن تركه او اشتبه فيه فقد ضل عن حجة الله واتخذ حجة مزيفه كاذبه مزوره واعتقد انها حجة الله ولن ينفعه ذالك ابدا والقانون باختصار لاننا ذكرناه مطولا قبل ذالك مكون من ثلاثة بنود هى( النص او الوصيه والعلم والحكمه وان يكون له راية البيعة لله او الملك لله او الحاكمية لله) يعنى من تتوفر فيه البنود الثلاثه فهو حجة الله قطعا ووجب على كل مكلف الايمان به والسجود له بمعنى طاعته والانقياد له وامتثال اوامره فمن اختار عبادة الله بطاعة اوليائه وفقه الله الى ما اختار (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) مريم 76 ومن اختار عبادة الله بطاعة اعدائه من ائمة الضلاله فعبادته مردودة عليه وغير مقبولة منه (قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا)مريم 75 والبند الاول الذى نحن بصدد بيان واثبات بالروايات التى تثبت ان اليمانى (ع) احمد الحسن امام مفترض الطاعه وهو مع ابيه صاحب الزمان (ع) حجة الله علينا الان فى زماننا(( فهما (ع) شيء واحد كل لايتجزء و الايمان بهما معا واجب وانكار احدهما انكار للاخر بل انكار لسائر حجج الله)) فمن هذه الروايات
غيبة النعمانى تحقيق فارس حسون كريم ص264 ب 14 ح13 قبل اخر الحديث
عن الباقر (ع) قال: وليس فى الرايات راية اهدى من راية اليمانى هى راية هدى لانه يدعوا الى صاحبكم فاذا خرج اليمانى حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليمانى فانهض اليه فان رايته راية هدى ولايحل لمسلم ان يلتوى عليه فمن فعل ذالك فهو من اهل النار لانه يدعوا الى الحق والى طريق مستقيم.
وبتوضيح بسيط تظهر الحقيقه مع انها ظاهره: هذا اليمانى (ع) رايته اهدى الرايات(اهدى افعل تفضيل يعنى هناك رايات هدى متعدده و لكن اليمانى رايته فيها هدى اكثر من غيرها) ثم يقول الباقر (ع) هى راية هدى(يعنى راية اليمانى انحصر الهدى فيها مطلقا عند ظهوره وكل رايه لم تكن تؤمن باليمانى وتحت سلطانه فهى راية ضلال) فاذا خرج .... حرم بيع السلاح....معناه(من المعلوم عند شيعة اهل البيت (ع) فى وقت انتظار المهدى (ع) ان يحتفظ كل مؤمن بسلاحه الخاص به لنصرة الامام واجابة الداعى فهذا السلاح يحرم على المؤمن بيعه عند ظهور اليمانى (ع) ويحرم على المؤمنين باليمانى بيع السلاح للكفار به ويجوز شراء السلاح من الكفار ويجوز للمؤمن ان يبيع اخاه المؤمن السلاح ان كان زائدا على حاجته) واذا خرج ....فانهض اليه ..(انهض ..فعل امر دال على وجوب النهوض بما تحمل كلمة نهوض من معنى نهوض لمعرفته والتحرى عنه بالبحث فى ادلته والتيقن انه هو اليمانى الموعود ثم نهوض للايمان به والعمل معه والجهاد بين يديه بالكلمه الطيبه والموعظه الحسنه وبالنفس وبالمال والولد والوقت والوظيفه) فان رايته راية راية هدى( والسبب فى هذا الوجوب لفعل كل ما تقدم هو ان اليمانى رايته راية هدى يعنى راية محمد وعلى وفاطمه والحسن والحسين والهم الطاهرين وحيث ان الهدى منحصر فى هذا العالم فى شخص محمد (ص) واله(ع) فراية اليمانى تحمل هذا الهدى كله فمن كان يؤمن بمحمد واله حقا وصدقا وقلبا وقالبا هو الذى سينهض الى اليمانى بما تحمله كلمة النهوض من معنى والعكس صحيح) ولايحل لمسلم ان يلتوى عليه ......( هذا النهى نهى عن الالتواء عليه دال على التحريم اى يحرم على كل مسلم الالتواء على اليمانى اى يحرم عليه انكاره وتكذيبه وعدم الايمان به وعدم مناصرته ...وو..الى اخره ) فمن فعل ذالك فهو من اهل النار( وهذا الحكم الصريح بالنار على الذى يلتوى على اليمانى دال على ان اليمانى حجه ومعصوم فلا يدخل النار احد التوى على غير المعصوم لان غير المعصوم وان كان عالما ليس معه الحق كله فيجب الالتواء عليه فى الباطل وترك طاعته وهذا الالتواء لايدخله النار بل يدخله الجنه ان اعتصم بالحق اما المعصوم فمعه الحق كله لاباطل فيه ابدا فطاعته واجبه مطلقا وعلى كل حال فمن التوى عليه يكون قد التوى على الحق ومن يلتوى على الحق فالى جهنم وبئس القرار ودال على وجوب طاعته طاعة مطلقة ) . لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم (حقا وصدقا يدعو الى الحق والى طريق مستقيم .فلا احد غيره فى عصر ظهور الحجه صاحب الزمان(ع) يدعو الى الحق والى طريق مستقيم . مهما تعددت رايات الادعياء وكثرت فلم يملك واحدا منهم حرفا واحدا من وصية رسول الله (ص) ولا حرفا واحدا من كلام الائمه ولا حرفا واحدا من علم الله ورسوله وال بيته وهو قول الله فى سورة الاحقاف 29-} وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ{29} قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ{30} يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{31} وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضوَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.
فانظر اخى الى ان كتاب الله هو الذى يهدى الى الحق والى طريق مستقيم وداعى الله هو الذى يحمل الكتاب كله لا غيره من الادعياء فثبت ان اليمانى هو داعى الله وهو حامل كتاب الله من ابيه المهدى صاحب الزمان فى زمن الظهور لا غيره فمن يدعوا الى الحق كله والى الصراط المستقيم كله اليس يجب اتباعه والايمان به؟ بلى يجب. والعاقل هو الذى يعرف ذالك لا المغفل الجاهل .
وفى نفس الروايه قبل الاخير بقليل يقول الامام الباقر(ع): لابد من رحى تطحن فاذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبدا عنيفا خاملا اصله يكون النصر معه ......الى اخره. فمن هذا العبد العنيف الخامل اصله الذى يكون النصر معه؟
هو اليمانى الموعود شبيه موسى بن عمران خاملا اصله لانه ياتى على فترة من الائمه ومعروف عند الناس بانه مقطوع النسب وهذه خاصية خاصه باولاد الامام المهدى فى عصر الغيبه.
وحيث اننا تعرضنا لحديث اليمانى (ع) نترك السيد اليمانى (ع) نفسه يتكلم عن نفسه بالحق ويثبت انه اليمانى وان اليمانى هو نفسه المهدى الاول وهما شيء واحد ورايه واحده فليتفضل مشكورا بالصلاة على محمد واله الائمة والمهديين
السيد احمد الحسن اليماني الموعود
س/ السيد احمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) : من هو اليماني وهل هناك حدود لهذه الشخصية يعرف بها صاحبها ؟ وهل هو من اليمن ؟ وهل هو معصوم بحيث لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق وكما ورد في الرواية عن الباقر (ع) (إن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، يجب أولاً معرفة إن مكة من تهامة ، وتهامة من اليمن . فمحمد وال محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والإمام المهدي (ع) يماني والمهديين الإثني عشر يمانية والمهدي الأول يماني ، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية) راجع مقدمة البحار ج1 ص1 بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع بحار الأنوار ج22، 51، 75 .
أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264. وفيها :-
أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين .
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك .
النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً إن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم الأئمة الإثني عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثني عشر ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء
وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنى عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) بل هم في دولة العدل الإلهي والثابت أن أول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً .
والمهدي الأول بينت روايات أهل البيت (ع) اسمه وصفاته ومسكنه بالتفصيل فاسمه احمد وكنيته عبد الله أي إسرائيل أي أن الناس يقولون عنه إسرائيلي قهراً عليهم ورغم أنوفهم وقال رسول الله (ص) ( أسمي أحمد وأنا عبد الله أسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني) . تفسير العياشي ج 1 ص 44 ، البرهان ج 1 : 95 . البحار 7 : 178 . والمهدي الأول هو أول الثلاث مائة وثلاثة عشر وهو من البصرة وفي خده الأيمن اثر وفي رأسه حزاز وجسمه كجسم موسى بن عمران (ع) وفي ظهره ختم النبوة وفيه وصية رسول الله (ص) وهو اعلم الخلق بعد الأئمة بالقرآن والتوراة والإنجيل وعند أول ظهوره يكون شاباً قال رسول الله (ص) ( … ثم ذكر شابا فقال إذا رأيتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي ) بشارة الإسلام ص30 (عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) ((في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) بحار الأنوار ج 53 ص 147 و الغيبة للطوسي ص150 ، غاية المرام ج 2 ص 241 و عن الصادق (ع) انه قال (( إن منا بعد القائم اثنا عشر مهديا من ولد الحسين (ع)) بحار الأنوار ج 53 ص148 البرهان ج3 ص310 الغيبة للطوسي ص385 ، وعن الصادق (ع) قال (إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين (ع) ) بحار ج53 ص145 وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الأول وليس الإمام المهدي (ع) لان الإمام (ع) بعده إثنى عشر مهدياً ، وقال الباقر (ع) في وصف المهدي الأول : ( … ذاك المشرب حمرة ، الغائر العينين المشرف الحاجبين العريض ما بين المنكبين برأسه حزاز و بوجهه أثر رحم الله موسى) غيبة النعماني ص215 ، وعن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل : (( … فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال … )) بشارة الإسلام ص 148 ، وعن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم (ع): (( … ومن البصرة … احمد …)) بشارة الإسلام ص 181 ، وعن الإمام الباقر (ع) انه قال : ( للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد ) . كمال الدين ج2 ص653 ب 57واحمد هو اسم المهدي الأول ومحمد اسم الإمام المهدي (ع) كما تبين من وصية رسول الله (ص)، وعن الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم : ( أحمد أحمد ) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات . فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبوا على الثلج ) منتخب الأنوار المضيئة ص 343 ، واحمد هو اسم المهدي الأول ،وفي كتاب الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 27 قال أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني ) وفي الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 80 : (فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه فبيناهم كذلك إذا سمعوا صوتا ما قال إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني) وروى الشيخ علي الكوراني في كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ج 1 ص 299 (ما المهدي إلا من قريش ، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن) .وبما أن المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون مقطوع النسب لان ذرية الإمام المهدي (ع) مجهولون ،وهذه الصفات هي صفات اليماني المنصور وصفات المهدي الأول لأنه شخص واحد كما تبين مما سبق.
وان أردت المزيد فأقول إن اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية للإمام المهدي ، والمهدي الأول أيضاً موجود في زمن الظهور المقدس وأول مؤمن بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وقبل قيامه ، فلا بد أن يكون أحدهما حجة على الآخر وبما أن الأئمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الأول منهم فهو حجة على اليماني إذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الأول هو قائد ثورة التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم أن يكون المهدي الأول هو اليماني واليماني هو المهدي الأول ، وبهذا يكون اليماني ( اسمه احمد ومن البصرة وفي خده الأيمن اثر وفي بداية ظهوره يكون شاباً وفي رأسه حزاز واعلم الناس بالقران وبالتوراة والإنجيل بعد الأئمة ومقطوع النسب ويلقب بالمهدي وهو إمام مفترض الطاعة من الله ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ويدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ويدعو إلى الإمام المهدي (ع) و …و… وكل ما ورد من أوصاف المهدي الأول في روايات محمد وال محمد (ع) فراجع الروايات في كتاب غيبة النعماني وغيبة الطوسي وإكمال الدين والبحار ج 52 ج53 ، وغيرها من كتب الحديث .
ويبقى إن كل اتباع اليماني من الثلاث مائة والثلاثة عشر أصحاب الإمام (ع) هم يمانيون باعتبار انتسابهم لقائدِهم اليماني ، ومنهم يماني صنعاء ويماني العراق . (كَلاَّ وَ الْقَمَرِ * وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ * إِنَّها لإَِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ * كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ * وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ * فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ *فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً * كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الآْخِرَةَ * كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ * وَ ما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) المدثر ، والقمر الوصي والليل دولة الظالمين والصبح فجر الإمام المهدي (ع) وبداية ظهوره بوصيه كبداية شروق الشمس لأنه هو الشمس ، (إِنَّها لإَِحْدَى الْكُبَرِ ) أي القيامة الصغرى والوقعات الإلهية الكبرى ثلاث هي القيامة الصغرى والرجعة والقيامة الكبرى ،( نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) أي منذر وهو الوصي والمهدي الأول ( اليماني) يرسله الإمام المهدي (ع) بشيراً ونذيرا بين يدي عذاب شديد ليتقدم من شاء أن يتقدم ويتأخر من شاء أن يتأخر عن ركب الإمام المهدي (ع) ، (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) وهذا واضح فكل إنسان يحاسب على عمله ( إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ ) وهؤلاء مستثنون من الحساب وهم المقربون وهم أصحاب اليماني الثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب الإمام المهدي (ع)يدخلون الجنة بغير حساب ، قال تعالى (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) (الواقعة:88-89) ، (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) أي لم نك من الموالين لولي الله وخليفته ووصي الإمام المهدي (ع) والمهدي الأول (اليماني الموعود )، فاليماني (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) فحسبي الله ونعم الوكيل لقد ابتلي أمير المؤمنين علي (ع) بمعاوية بن هند (لع) وجاءه بقوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، وقد ابتليت اليوم كما ابتلي أبي علي بن ابي طالب (ع) ولكن بسبعين معاوية (لع) ويتبعهم قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، والله المستعان على ما يصفون .
والله ما أبقى رسول الله (ص) وآبائي الأئمة (ع) شيء من أمري إلا بينوه ، فوصفوني بدقة وسموني وبينوا مسكني فلم يبقى لبس في أمري ولا شبهة في حالي بعد هذا البيان وأمري أبين من شمس في رابعة النهار وأني أول المهديين واليماني الموعود
دكتور ابراهيم
اميل المراسله:[email protected]
11/3/2009