[align=center][align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة
بعد ان تناولوا وجبة العشاء وشربوا الشاي،وإذا بواثق ومحمود يقولا لأبيهما:يا أبتاه فلا تنسى موعدنا اليوم،فإنّا ننتظر كلامك بكل شوق ولهفة؛لأننا نجد أنفسنا نفهم روايات أهل البيت(ع) فهماً جديداً ممّا يجعلنا نكون في ذهننا منظومة فكرية متكاملة حول قصّة الامام المهدي(ع)،وكيفية ظهوره،وهذا الفهم الذي تفضلت به لم نجده في كتب كل من تعرّض لموضوع الامام المهدي(ع)،فلقد طالعنا الكتب التي تختص بالبحث حول مسألة الامام (ع) فلم نجد توضيحاً لا خدشة فيه كتوضيحك الذي افدته لنا،أمّا اليوم يا أبتاه وعدتنا ان تفتتح الحديث بالروايات التي تذكر ظهور رجل من قبل المشرق قبيل ظهور الامام المهدي(ع)،وها نحن نستمع إليك وكلنا اُذن صاغية.
الأب: جاءت روايات تؤكد الحقيقة التي ذكرتها لكما في الليلة البارحة،وأذكر لكما ما يحضرني من هذه الروايات:
الرواية الاولى:عن امير المؤمنين عليه السلام(يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس ...).(1).
الرواية الثانية:عن النبي صلى الله عليه وآله( ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لا أحفظه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي).(2).
فلو نظرتما الى الرواية الاولى،لوجدتموها تبيّن اُمور:
الأمر الاول: تبيّن خروج رجل من قبل المشرق قبل الامام المهدي(ع).
الأمر الثاني:ان الرجل الذي يطلع من قبل المشرق يكون من اهل بيت الامام المهدي(ع).
الأمر الثالث:انه يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر.
الأمر الرابع:وهو ملفت للنظر حيث لم يكن هذا الشيء مباحاً لأحد قبله،وهو التمثيل،فقالت الرواية(يقتل ويمثل).
أمّا لو نظرتما الى الرواية الثانية لوجدتما أنها تشير الى اُمور أيضاً:
الأمر الاول: ان الرواية الثانية تؤكد نفس الحقيقة التي أكدتها الرواية الاولى،وهي:أنّ هناك رايات تخرج من قبل المشرق،إلّا ان الفارق الوحيد الذي بينته الرواية الاولى،هو انها كانت ناظرة الى الرجل الذي يقود تلك الرايات،بينما الرواية الثانية بينت الجيش ووضّحت الرايات،هذا إذا نظرنا نظرة سطحية،لكنكما لو دققتما لوجدتما انّ مفاد الرواية الثانية نفس مفاد الاولى،وذلك ببيان قرينتين:
القرينة الاولى: ان راوي الرواية الثانية قد اعترف بأنّ الرسول(ص) قد ذكر شيئاً إلّا انّه لم يحفظه.
القرينة الثانية:انه ذكر بعد ذلك هذه الفقرة(فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي).
فقد قال الراوي(فإذا رأيتموه فبايعوه...) فجاء بضمير المفرد،ممّا يدلل على أن الكلام المحذوف هو بصدد بيان شخص؛ولذا عطف الراوي بلفظ المفرد(رأيتموه)،(فبايعوه)،فإمّا ان يكون المحذوف إسم شخص،وإمّا أن يكون الكلام الثاني رواية ثانية دمجها الراوي مع النص الذي سبقها.لكن القول بأنّ المحذوف هو إسم شخص هو الاولى،وهو الاقرب للصحّة.
الأمر الثاني:أنّ الرواية الثانية حثّت على اتباعه بحيث لابد من اتباعه في أشق الظروف وحتى لو كان حبواً على الثلج،ممّا يدلل على أنّ هذا الرجل الذي يطلع من قبل المشرق له مزيد من الأهمية العالية،وبيعته وطاعته مطلقة في كل الأحوال.
الأمر الثالث:ان الرواية تبين سبب حثّ أهل البيت(ع)،على اتباعه ؛لأنّه خليفة الله المهدي.ومما ينبغي الالتفات إليه ان الرواية في صدد بيان رجل يخرج قبل الامام المهدي (ع) كما هو واضح من خلال الرواية الاولى،وهذا يدل على ان الرجل الذي يخرج قبل الامام المهدي (ع) أسمه المهدي،وهذا ما تؤكده كثير من الروايات التي تذكر حكم المهديين(ع) بعد ابيهم الامام المهدي (ع)،وأنقل لكم بعضاً من هذه الروايات:
الرواية الاولى:عن أبي عبد الله عليه السلام: ان منا بعد القائم عليه السلام اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين عليه السلام.(3).
الرواية الثانية: روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه : عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لاحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي .فإذاحضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً ، ( فإذا حضرته الوفاة ) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين).(4).
فالواضح من الروايتين ان بعد الامام(ع) اثنا عشر مهدياً،كما صرّحت به الرواية الاولى والثانية،ولي عودة أكثر تفصيلاً من هذه الوقفة،فيما بعد.
إلّا أني اُريد القول بوجود رجل يخرج من قبل المشرق قبيل الامام المهدي(ع)،فهل وصلتما معي يا واثق ويامحمود الى هذه الحقيقة؟
واثق: نعم واضح يا أبي.
محمود:احسنت يا أبي.
الأب: بعد ذلك أقول لكما حقيقة أعطفها على ما تقدّم من كلامي بالحلقات السابقة،فأقول:أن طالع المشرق نفسه هو اليماني كما تقدّم،فهل انتما موافقان على هذا البيان؟
واثق ومحمود:وضّح لنا أكثر.
الأب:بما اني ذكرت لكما فيما سبق ان طالع المشرق هو اليماني،فمفاد الروايتين اللتين ذكرتهما في الحلقة الثالثة نفس مفاد الرواية التي تبين طالع المشرق في الحلقة الثانية،وبما ان الروايتين اللتين بينت خروج قوم بالمشرق وحثّت على اتباع صاحب تلك الرايات ولو حبواً على الثلج ذكرت اسماً لصاحب تلك الرايات،فسمته (المهدي) ممّا يعني ان طالع المشرق اسمه (المهدي) واليماني ايضاً الذي اتضح فيما سبق انّه نفسه طالع المشرق ايضاً اسمه (المهدي)،لكن ليس الامام المهدي (ع) بل المقصود هو المهدي الاول الذي يلي الامامة بعد ابيه الامام المهدي (ع).
هل اتضحت الصورة لكما ياولدَي؟
واثق ومحمود: نعم.
واثق:ابتاه انت تريد القول بان اليماني وطالع المشرق والمهدي الاول شخص واحد.
الأب: نعم أحسنت.
الأب: بعد اتضاح هذه الحقيقة لكما نؤخّر تتمّة الحديث الى ليلة غدٍ.
واثق ومحمود:أحسنت يا أبي وجزاك الله الف خير.
الأب: إذن أستودعكما الله والحمد لله رب العالمين،والصلاة على محمد وآله الطاهرين.
******
(1)(كتاب الفتن : 198.شرح إحقاق الحق :29/573 و :582).
(2)(بحار الانوار:51/87،معجم احاديث الامام المهدي (ع):1/425).
(3)( مختصر بصائر الدرجات :49، بحار الأنوار : 53 / 148.وفيه اثني عشر بدل الاثنا عشر، منتخب الأنوار المضيئة : 354).
(4)(الغيبة للشيخ الطوسي:150،مختصر بصائر الدرجات:161،بحار الانوار:36/261،مكاتيب الرسول:2/95،غاية المرام:1/196و242،موسوعة شهادة المعصومين:3/379).
[/align][/align]
الحلقة الثالثة
بعد ان تناولوا وجبة العشاء وشربوا الشاي،وإذا بواثق ومحمود يقولا لأبيهما:يا أبتاه فلا تنسى موعدنا اليوم،فإنّا ننتظر كلامك بكل شوق ولهفة؛لأننا نجد أنفسنا نفهم روايات أهل البيت(ع) فهماً جديداً ممّا يجعلنا نكون في ذهننا منظومة فكرية متكاملة حول قصّة الامام المهدي(ع)،وكيفية ظهوره،وهذا الفهم الذي تفضلت به لم نجده في كتب كل من تعرّض لموضوع الامام المهدي(ع)،فلقد طالعنا الكتب التي تختص بالبحث حول مسألة الامام (ع) فلم نجد توضيحاً لا خدشة فيه كتوضيحك الذي افدته لنا،أمّا اليوم يا أبتاه وعدتنا ان تفتتح الحديث بالروايات التي تذكر ظهور رجل من قبل المشرق قبيل ظهور الامام المهدي(ع)،وها نحن نستمع إليك وكلنا اُذن صاغية.
الأب: جاءت روايات تؤكد الحقيقة التي ذكرتها لكما في الليلة البارحة،وأذكر لكما ما يحضرني من هذه الروايات:
الرواية الاولى:عن امير المؤمنين عليه السلام(يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس ...).(1).
الرواية الثانية:عن النبي صلى الله عليه وآله( ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لا أحفظه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي).(2).
فلو نظرتما الى الرواية الاولى،لوجدتموها تبيّن اُمور:
الأمر الاول: تبيّن خروج رجل من قبل المشرق قبل الامام المهدي(ع).
الأمر الثاني:ان الرجل الذي يطلع من قبل المشرق يكون من اهل بيت الامام المهدي(ع).
الأمر الثالث:انه يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر.
الأمر الرابع:وهو ملفت للنظر حيث لم يكن هذا الشيء مباحاً لأحد قبله،وهو التمثيل،فقالت الرواية(يقتل ويمثل).
أمّا لو نظرتما الى الرواية الثانية لوجدتما أنها تشير الى اُمور أيضاً:
الأمر الاول: ان الرواية الثانية تؤكد نفس الحقيقة التي أكدتها الرواية الاولى،وهي:أنّ هناك رايات تخرج من قبل المشرق،إلّا ان الفارق الوحيد الذي بينته الرواية الاولى،هو انها كانت ناظرة الى الرجل الذي يقود تلك الرايات،بينما الرواية الثانية بينت الجيش ووضّحت الرايات،هذا إذا نظرنا نظرة سطحية،لكنكما لو دققتما لوجدتما انّ مفاد الرواية الثانية نفس مفاد الاولى،وذلك ببيان قرينتين:
القرينة الاولى: ان راوي الرواية الثانية قد اعترف بأنّ الرسول(ص) قد ذكر شيئاً إلّا انّه لم يحفظه.
القرينة الثانية:انه ذكر بعد ذلك هذه الفقرة(فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي).
فقد قال الراوي(فإذا رأيتموه فبايعوه...) فجاء بضمير المفرد،ممّا يدلل على أن الكلام المحذوف هو بصدد بيان شخص؛ولذا عطف الراوي بلفظ المفرد(رأيتموه)،(فبايعوه)،فإمّا ان يكون المحذوف إسم شخص،وإمّا أن يكون الكلام الثاني رواية ثانية دمجها الراوي مع النص الذي سبقها.لكن القول بأنّ المحذوف هو إسم شخص هو الاولى،وهو الاقرب للصحّة.
الأمر الثاني:أنّ الرواية الثانية حثّت على اتباعه بحيث لابد من اتباعه في أشق الظروف وحتى لو كان حبواً على الثلج،ممّا يدلل على أنّ هذا الرجل الذي يطلع من قبل المشرق له مزيد من الأهمية العالية،وبيعته وطاعته مطلقة في كل الأحوال.
الأمر الثالث:ان الرواية تبين سبب حثّ أهل البيت(ع)،على اتباعه ؛لأنّه خليفة الله المهدي.ومما ينبغي الالتفات إليه ان الرواية في صدد بيان رجل يخرج قبل الامام المهدي (ع) كما هو واضح من خلال الرواية الاولى،وهذا يدل على ان الرجل الذي يخرج قبل الامام المهدي (ع) أسمه المهدي،وهذا ما تؤكده كثير من الروايات التي تذكر حكم المهديين(ع) بعد ابيهم الامام المهدي (ع)،وأنقل لكم بعضاً من هذه الروايات:
الرواية الاولى:عن أبي عبد الله عليه السلام: ان منا بعد القائم عليه السلام اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين عليه السلام.(3).
الرواية الثانية: روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه : عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لاحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي .فإذاحضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً ، ( فإذا حضرته الوفاة ) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين).(4).
فالواضح من الروايتين ان بعد الامام(ع) اثنا عشر مهدياً،كما صرّحت به الرواية الاولى والثانية،ولي عودة أكثر تفصيلاً من هذه الوقفة،فيما بعد.
إلّا أني اُريد القول بوجود رجل يخرج من قبل المشرق قبيل الامام المهدي(ع)،فهل وصلتما معي يا واثق ويامحمود الى هذه الحقيقة؟
واثق: نعم واضح يا أبي.
محمود:احسنت يا أبي.
الأب: بعد ذلك أقول لكما حقيقة أعطفها على ما تقدّم من كلامي بالحلقات السابقة،فأقول:أن طالع المشرق نفسه هو اليماني كما تقدّم،فهل انتما موافقان على هذا البيان؟
واثق ومحمود:وضّح لنا أكثر.
الأب:بما اني ذكرت لكما فيما سبق ان طالع المشرق هو اليماني،فمفاد الروايتين اللتين ذكرتهما في الحلقة الثالثة نفس مفاد الرواية التي تبين طالع المشرق في الحلقة الثانية،وبما ان الروايتين اللتين بينت خروج قوم بالمشرق وحثّت على اتباع صاحب تلك الرايات ولو حبواً على الثلج ذكرت اسماً لصاحب تلك الرايات،فسمته (المهدي) ممّا يعني ان طالع المشرق اسمه (المهدي) واليماني ايضاً الذي اتضح فيما سبق انّه نفسه طالع المشرق ايضاً اسمه (المهدي)،لكن ليس الامام المهدي (ع) بل المقصود هو المهدي الاول الذي يلي الامامة بعد ابيه الامام المهدي (ع).
هل اتضحت الصورة لكما ياولدَي؟
واثق ومحمود: نعم.
واثق:ابتاه انت تريد القول بان اليماني وطالع المشرق والمهدي الاول شخص واحد.
الأب: نعم أحسنت.
الأب: بعد اتضاح هذه الحقيقة لكما نؤخّر تتمّة الحديث الى ليلة غدٍ.
واثق ومحمود:أحسنت يا أبي وجزاك الله الف خير.
الأب: إذن أستودعكما الله والحمد لله رب العالمين،والصلاة على محمد وآله الطاهرين.
******
(1)(كتاب الفتن : 198.شرح إحقاق الحق :29/573 و :582).
(2)(بحار الانوار:51/87،معجم احاديث الامام المهدي (ع):1/425).
(3)( مختصر بصائر الدرجات :49، بحار الأنوار : 53 / 148.وفيه اثني عشر بدل الاثنا عشر، منتخب الأنوار المضيئة : 354).
(4)(الغيبة للشيخ الطوسي:150،مختصر بصائر الدرجات:161،بحار الانوار:36/261،مكاتيب الرسول:2/95،غاية المرام:1/196و242،موسوعة شهادة المعصومين:3/379).