"]الموضوع: لماذا لايظهر صاحبكم ويلتقي بالناس
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
يترادف السؤال المتكرر على مسامعنا في كل وقت من المعاندين عندما يتم التبليغ بدعوة اليماني الموعود(ع) لماذا لم يظهر ويلتقي بالناس وقبل أن أجيب على هذا السؤال أود أن أكتب بعض الوقائع التي حصلت لبعض الأنبياء والصالحين في نفس هذا المورد.
وكم من ولي لله تعالى يقطع الأرض بعبادة ربه تعالى والتفرد مع الظالمين بعمله نائياً بذالك عن دار المجرمين وتبعد بدينه عن محل الفاسقين لا يعرف من الخلق له مكانا ولا يدعي إنسان له لقاء ولا معه اجتماع.
وهذا الخضر (ع) موجود قبل زمن موسى (ع) إلى وقتنا هذا بإجماع أهل النقل واتفاق أصحاب السير والأخبار سائحا في ألأرض لا يعرف له أحد مستقرا ولا يدعي له أصحابا إلا ما جاء في القرآن به من قصته مع موسى (ع) وما يذكره بعض الناس من أنه يظهر أحيانا ولا يعرف ويظن من رآه أنه بعض الزهاد فإذا فارق مكانه توهمه المسمى بالخضر وأن يعرف بعينه في الحال ولاظنه بل أعتقد أنه بعض أهل زمانه وقد كان في غيبة موسى بن عمران (ع)عن وطنه وفراره من فرعون ورهطه ما نطق به الكتاب ولم يظهر عليه أحد مدة غيبته عنهم فيعرف له مكانا حتى ناجاه الله عز وجل وبعثه نبيا فدعا إليه وعرفه الولي والعدو أنذاك وكان من قصة يوسف (ع) ماجاءت سورة كاملة بمعناه وتضمنت ذكر استتار خبره عن أبيه وهو نبي الله تعالى يأتيه الوحي منه سبحانه صباحا ومساءا وأمره مطوي عنه وعن أخوته وهم يعاملون ويبايعون ويبتاعون فيه ويلقونه ويشاهدونه فيعرفهم ولا يعرفونه حتى مضت على ذالك السنون وانقضت فيه الأزمان وبلغ من حزن أبيه (ع) لفقده ويأسه من لقائه وظنه خروجه من الدنيا بوفاته ما أنحنا له ظهر وأنهك به جسمه وذهب لبكائه عليه بصره وليس في زماننا الآن مثل ذالك ولا سمعنا بنظيراً له في سواه وكان من يونس (ع) نبي الله مع قومه وفراره عنهم عن تطاول المدة من خلافهم عليه واستخفافهم بحقوقه وغيبته عنهم لذالك عن كل أحد من الناس حتى لم يعلم ببشر من الخلق مستقره ومكانه الأ الله تعالى إذ كان المتولي لحبسه من فوق حوت في قرار بحر وقد أمسك عليه رمقه حتى بقي حيا ثم أخرجه من ذلك إلى تحت الشجرة من يقطين بحيث لم يكن له معرفه بذلك المكان من الأرض ولم يخطر ببال سكناه وهذا أيضا خارج عن عاداتنا وبعيده عن تعارفنا وقد نطق به القرآن وأجمع عليه أهل الإسلام وغيرهم من أهل الملل والأديان وقد جهل الكثيرون أثار حكمة الله عز وجل وأغفلوا مواقع الحق ومنهاج السبيل في مقامات حجج الله تعالى مع أئمة الظلال في دولة الباطل في كل عصر وزمان إذ قد ثبت أن ظهور حجج الله تعالى في مقاماتهم في دول الباطل على سبيل الإمكان والتدبير لأهل الزمان فأن كانت الحال ممكنة في استقامة تدبير الأولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام كان ظهور الحجة كذلك وإن كانت الحال غير ممكنة من استقامة تدبير ألأولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام وكان استتاره مما توجيه الحكمة ويقتضيه التدبير. حجبه الله وستره إلى وقت بلوغ الكتاب أجله. كما وجدنا من ذلك في حجج الله المتقدمة من عصر وفاة أدم (ع) إلى حين زماننا هذا منهم المستخفون ومنهم المستعلنون بذلك جاءت ألأثار ونطق الكتاب وفي الحديث المروي يقول ((حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا احمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسحاق بن جرير عن عبد الحميد بن أبي الديلم قال "قال الصادق جعفر بن محمد (ع) (ياعبد الحميد إن لله رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين).)) وتصديق ذلك من الكتاب قوله تعالى: (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما), وهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا والذي حصل للأنبياء والأوصياء يحصل أيضا للأئمة والمهديين سلام الله عليهم أجمعين حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وذلك أن الأنبياء (ع) هم أصول ألأئمة ومفيضهم والأئمة هم خلفاء الأنبياء وأوصيائهم وأمامنا احمد الحسن (ع)هو خليفة الله في أرضه بعد آبائه الأطهار وله سنن من الأنبياء والمرسلين وفي بداية الأمر كان سلام الله عليه مع الناس ويلتقي بهم ويكلمهم لكنهم لم يعرفوه ولم يعرف بنفسه وكان بذلك تمهيدا للدعوة العالمية الكبرى المكلف بها وكان يسمى في جو الحوزة بالصادق الأمين لكن عندما أعلن دعوته علنا أنكروه ورموه بسهام الحقد والحسد لتشويه صورته أمام الناس وأنكروا وصية رسول الله (ص) وأحاديث أهل البيت (ع) جملةً وتفصيلا وخالفوا كلام الله عندما قال (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فأتاهم يماني أل محمد (ع) بالوصية واحتج بها عليهم ولم يقبلوه وجاءهم بالعلم الذي لم يستطيعوا أن يردوا عليه بحرف واحد ولم يقبلوه وجاءهم بحاكميه الله ورفض حاكمية الشيطان (الشورى والانتخابات) ولم يقبلوه إذا جاءهم بالقانون اللاهي الذي وضعه الله قانون لمعرفة الحجة عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن الوليد عن حماد بن عثمان عن الحارث بن مغيرة النضري قال " قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بما يعرف صاحب هذا الأمر قال: (بالسكينه والوقار والعلم والوصية) بحار الأنوارج25 ص 138/ بصائر الدرجات ص640 وفي طبعه ج2 ص428/ الخصال للصدوق ص200/ الأمامة والتبصرة ج1 ص138.
وتحداهم بالغيب واحتج به عليهم (الرؤيا والكشف والنقر والقرع في القلوب) ولم ينفع معهم وعندما انتشرت الدعوة وأصبح صداها عالميا وفضحهم أمام الملأ سلوا سيوفهم عليه وبذلوا الأموال الطائلة لمحاربته وأصدر بعضهم فتوى يهدر بها دمه ودم أصحابه للقضاء على دعوته المباركة حرصا على مواقعهم الدنيوية وأرادوا المكر لكن يقول الله تعالى لهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) فغيبه الله عنهم وهذه الغيبة ليس مثل ما يتصورون ويتصور البعض بعدم وجوده على الأرض وإنما خفاء شخصه وعنوانه وحجبه الله عن أعداءه لأنهم لا يستحقون ذلك لأن الله أعطاهم النعمة الاهيه بوجود حجة الله بين أظهرهم لكنهم رفضوا هذه النعمة أجمالا بآرائهم وأهوائه الشيطانية ونصبوا العداء لشخصه وعنوانه فأخفاه الله عنهم وروي أن في صاحب الأمر(( (ع) سنة من موسى (ع) قلت: وماهي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة ولمثل ذلك اختفى رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب تارة, وأخرى في الغار, وقعد أمير المؤمنين عليه السلام عن المطالبة بحقه.)) هذا من جانب الخوف من ألأعداء.
والجانب الثاني: امتحان الشيعة وغربلتهم وتمحيصهم ليميز الخبث من الطيب عندما أفتنهم الله بذلك والفتنه من الله وأستدل بهذه الآية قال الله تعالى (الم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) تأكيدا من الله على الفتنه للناس جميعهم لإظهار حقائقهم ليخضعوا للامتحان الثاني في عالم الملك بعد امتحانهم الأول في عالم الذر وروي عن أبي عبد الله (ع) قال: ((لتمحصن والله لتطيرن يمينا وشمالا حتى لا يبقى فيكم إلا كل أمريء أخذ الله ميثاقه, وكتب الأيمان في قلبه وأيده بروح منه)). ونفهم أيضا من كلام الرسول (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) من خلال رواياتهم لابد أن يصبح في شذوذ من شذ, وفتنة من يفتتن, ونكوص ينكص على عقبيه من الشيعة بالبلبلة والتمحيص والتفرق والفتنه والروايات كثيرة بهذا المضمون أخبرنا علي بن احمد, قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي, عن علي بن إسماعيل الأشعري, عن حماد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر اليماني, عن رجل, عن أبي جعفر (ع) قال: ((لتمحصن ياشيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين, وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل من عينه ولا يعلم متى يخرج منها ,وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا, وقد خرج منها, ويمسي على شريعة أمرنا, ويصبح وقد خرج منها)).
وعن علي بن احمد, قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى, عن رجل (لعله أيوب بن نوح بن دراج) عن العباس بن عامر, عن الربيع بن محمد المسلي من بني مسليه, عن مهزم بن أبي بردة الأسدي وغيره, عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: ((والله لتكسرن تكسر الزجاج, وأن الزجاج ليعاد فيعود كما كان, والله لتكسرن تكسر الفخار, وأن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان, ووالله لتغربلن ووالله لتميزن ووالله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الأقل, وصعر كفه)) والروايات كثيرة جدا لا يسع المقام لذكرها فتبينوا يا معشر الشيعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام واحذروا ما حذروكم, وتأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا واتركوا الآراء والأهواء وكلام الرجال لأنكم لو أتبعتم كلام الرحال أوقعكم هذا الأتباع إلى هاوية الجيم وكما قال أمامنا ابو عبد الله جعفر بن محمد (ع): (( من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه, ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول )) فاسئلوا أنفسكم من أي الكفتين أنتم من اهل الكتاب والسنة او من الذين يتبعون الرجال ويستمعون الى كلامهم وأنتم تسألون وتكررون سوائلكم لماذا لم يظهر صاحبكم ويلتقي مع الناس وجوابنا إليكم نقول كان مع الناس وأنتشر خبره على الملأ في أنحاء العالم وذكر أسمه على القنوات الفضائية وجائكم بكل شيء جائكم بالوصية والعلم وحاكميه الله وبالمباهلة وبقسم البراءة والغيب ولم تقبلوه فشاء الله أن يغيبه عن أنظاركم ويحفظه من كيدكم وكيد أسيادكم ومادامت قوى الفساد والشر والانحراف تسعى جاهدة تقيم العثرات وتقطع طريق الرسالة بالحواجز والعقبات, لذا حتمت المشيئة الربانية قيام الحجة الداعي كي يحق الحق ويبسط العدل في مختلف أرجاء المعمورة, محققا أهداف الأنبياء والمرسلين، وكذا أمال المضطهدين والمستضعفين. نعم أنه الأمل المنشود الأمام احمد الحسن (يماني آل محمد) عليه السلام المرسل من قبل أبيه الأمام محمد بن الحسن عليه السلام والامل المنشود لكافة الرسالات الألهية المتلاحقة, وثمرة جميع الأنبياء والأوصياء, أرواحنا لنور مقدمه الفداء.
((اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة, واكحل ناظرنا بنظرة منا اليه, وعجل فرجه,وسهل مخرجه, وأوسع منهجه, واسلك بنا محجته وأنفذ أمره واشدد أزره, واعمر اللهم به بلادك وأحي به عبادك, فأنك قلت وقولك الحق: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) فأظهر اللهم لنا وليك وابن وليك وابن بنت نبيك, المسمى باسم رسولك حتى لايظفر بشيء من الباطل إلامزقه, ويحق الحق ويحققه, واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك, وناصرا لمن لا يجدله ناصرا غيرك, ومجددا لما عطل من أحكام كتابك, ومشيدا لما وردمن أعلام دينك, وسنن نبيك صلى الله عليه وآله وسلم, واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين)).
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
يترادف السؤال المتكرر على مسامعنا في كل وقت من المعاندين عندما يتم التبليغ بدعوة اليماني الموعود(ع) لماذا لم يظهر ويلتقي بالناس وقبل أن أجيب على هذا السؤال أود أن أكتب بعض الوقائع التي حصلت لبعض الأنبياء والصالحين في نفس هذا المورد.
وكم من ولي لله تعالى يقطع الأرض بعبادة ربه تعالى والتفرد مع الظالمين بعمله نائياً بذالك عن دار المجرمين وتبعد بدينه عن محل الفاسقين لا يعرف من الخلق له مكانا ولا يدعي إنسان له لقاء ولا معه اجتماع.
وهذا الخضر (ع) موجود قبل زمن موسى (ع) إلى وقتنا هذا بإجماع أهل النقل واتفاق أصحاب السير والأخبار سائحا في ألأرض لا يعرف له أحد مستقرا ولا يدعي له أصحابا إلا ما جاء في القرآن به من قصته مع موسى (ع) وما يذكره بعض الناس من أنه يظهر أحيانا ولا يعرف ويظن من رآه أنه بعض الزهاد فإذا فارق مكانه توهمه المسمى بالخضر وأن يعرف بعينه في الحال ولاظنه بل أعتقد أنه بعض أهل زمانه وقد كان في غيبة موسى بن عمران (ع)عن وطنه وفراره من فرعون ورهطه ما نطق به الكتاب ولم يظهر عليه أحد مدة غيبته عنهم فيعرف له مكانا حتى ناجاه الله عز وجل وبعثه نبيا فدعا إليه وعرفه الولي والعدو أنذاك وكان من قصة يوسف (ع) ماجاءت سورة كاملة بمعناه وتضمنت ذكر استتار خبره عن أبيه وهو نبي الله تعالى يأتيه الوحي منه سبحانه صباحا ومساءا وأمره مطوي عنه وعن أخوته وهم يعاملون ويبايعون ويبتاعون فيه ويلقونه ويشاهدونه فيعرفهم ولا يعرفونه حتى مضت على ذالك السنون وانقضت فيه الأزمان وبلغ من حزن أبيه (ع) لفقده ويأسه من لقائه وظنه خروجه من الدنيا بوفاته ما أنحنا له ظهر وأنهك به جسمه وذهب لبكائه عليه بصره وليس في زماننا الآن مثل ذالك ولا سمعنا بنظيراً له في سواه وكان من يونس (ع) نبي الله مع قومه وفراره عنهم عن تطاول المدة من خلافهم عليه واستخفافهم بحقوقه وغيبته عنهم لذالك عن كل أحد من الناس حتى لم يعلم ببشر من الخلق مستقره ومكانه الأ الله تعالى إذ كان المتولي لحبسه من فوق حوت في قرار بحر وقد أمسك عليه رمقه حتى بقي حيا ثم أخرجه من ذلك إلى تحت الشجرة من يقطين بحيث لم يكن له معرفه بذلك المكان من الأرض ولم يخطر ببال سكناه وهذا أيضا خارج عن عاداتنا وبعيده عن تعارفنا وقد نطق به القرآن وأجمع عليه أهل الإسلام وغيرهم من أهل الملل والأديان وقد جهل الكثيرون أثار حكمة الله عز وجل وأغفلوا مواقع الحق ومنهاج السبيل في مقامات حجج الله تعالى مع أئمة الظلال في دولة الباطل في كل عصر وزمان إذ قد ثبت أن ظهور حجج الله تعالى في مقاماتهم في دول الباطل على سبيل الإمكان والتدبير لأهل الزمان فأن كانت الحال ممكنة في استقامة تدبير الأولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام كان ظهور الحجة كذلك وإن كانت الحال غير ممكنة من استقامة تدبير ألأولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام وكان استتاره مما توجيه الحكمة ويقتضيه التدبير. حجبه الله وستره إلى وقت بلوغ الكتاب أجله. كما وجدنا من ذلك في حجج الله المتقدمة من عصر وفاة أدم (ع) إلى حين زماننا هذا منهم المستخفون ومنهم المستعلنون بذلك جاءت ألأثار ونطق الكتاب وفي الحديث المروي يقول ((حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا احمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسحاق بن جرير عن عبد الحميد بن أبي الديلم قال "قال الصادق جعفر بن محمد (ع) (ياعبد الحميد إن لله رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين).)) وتصديق ذلك من الكتاب قوله تعالى: (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما), وهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا والذي حصل للأنبياء والأوصياء يحصل أيضا للأئمة والمهديين سلام الله عليهم أجمعين حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وذلك أن الأنبياء (ع) هم أصول ألأئمة ومفيضهم والأئمة هم خلفاء الأنبياء وأوصيائهم وأمامنا احمد الحسن (ع)هو خليفة الله في أرضه بعد آبائه الأطهار وله سنن من الأنبياء والمرسلين وفي بداية الأمر كان سلام الله عليه مع الناس ويلتقي بهم ويكلمهم لكنهم لم يعرفوه ولم يعرف بنفسه وكان بذلك تمهيدا للدعوة العالمية الكبرى المكلف بها وكان يسمى في جو الحوزة بالصادق الأمين لكن عندما أعلن دعوته علنا أنكروه ورموه بسهام الحقد والحسد لتشويه صورته أمام الناس وأنكروا وصية رسول الله (ص) وأحاديث أهل البيت (ع) جملةً وتفصيلا وخالفوا كلام الله عندما قال (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فأتاهم يماني أل محمد (ع) بالوصية واحتج بها عليهم ولم يقبلوه وجاءهم بالعلم الذي لم يستطيعوا أن يردوا عليه بحرف واحد ولم يقبلوه وجاءهم بحاكميه الله ورفض حاكمية الشيطان (الشورى والانتخابات) ولم يقبلوه إذا جاءهم بالقانون اللاهي الذي وضعه الله قانون لمعرفة الحجة عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن الوليد عن حماد بن عثمان عن الحارث بن مغيرة النضري قال " قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بما يعرف صاحب هذا الأمر قال: (بالسكينه والوقار والعلم والوصية) بحار الأنوارج25 ص 138/ بصائر الدرجات ص640 وفي طبعه ج2 ص428/ الخصال للصدوق ص200/ الأمامة والتبصرة ج1 ص138.
وتحداهم بالغيب واحتج به عليهم (الرؤيا والكشف والنقر والقرع في القلوب) ولم ينفع معهم وعندما انتشرت الدعوة وأصبح صداها عالميا وفضحهم أمام الملأ سلوا سيوفهم عليه وبذلوا الأموال الطائلة لمحاربته وأصدر بعضهم فتوى يهدر بها دمه ودم أصحابه للقضاء على دعوته المباركة حرصا على مواقعهم الدنيوية وأرادوا المكر لكن يقول الله تعالى لهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) فغيبه الله عنهم وهذه الغيبة ليس مثل ما يتصورون ويتصور البعض بعدم وجوده على الأرض وإنما خفاء شخصه وعنوانه وحجبه الله عن أعداءه لأنهم لا يستحقون ذلك لأن الله أعطاهم النعمة الاهيه بوجود حجة الله بين أظهرهم لكنهم رفضوا هذه النعمة أجمالا بآرائهم وأهوائه الشيطانية ونصبوا العداء لشخصه وعنوانه فأخفاه الله عنهم وروي أن في صاحب الأمر(( (ع) سنة من موسى (ع) قلت: وماهي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة ولمثل ذلك اختفى رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب تارة, وأخرى في الغار, وقعد أمير المؤمنين عليه السلام عن المطالبة بحقه.)) هذا من جانب الخوف من ألأعداء.
والجانب الثاني: امتحان الشيعة وغربلتهم وتمحيصهم ليميز الخبث من الطيب عندما أفتنهم الله بذلك والفتنه من الله وأستدل بهذه الآية قال الله تعالى (الم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) تأكيدا من الله على الفتنه للناس جميعهم لإظهار حقائقهم ليخضعوا للامتحان الثاني في عالم الملك بعد امتحانهم الأول في عالم الذر وروي عن أبي عبد الله (ع) قال: ((لتمحصن والله لتطيرن يمينا وشمالا حتى لا يبقى فيكم إلا كل أمريء أخذ الله ميثاقه, وكتب الأيمان في قلبه وأيده بروح منه)). ونفهم أيضا من كلام الرسول (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) من خلال رواياتهم لابد أن يصبح في شذوذ من شذ, وفتنة من يفتتن, ونكوص ينكص على عقبيه من الشيعة بالبلبلة والتمحيص والتفرق والفتنه والروايات كثيرة بهذا المضمون أخبرنا علي بن احمد, قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي, عن علي بن إسماعيل الأشعري, عن حماد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر اليماني, عن رجل, عن أبي جعفر (ع) قال: ((لتمحصن ياشيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين, وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل من عينه ولا يعلم متى يخرج منها ,وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا, وقد خرج منها, ويمسي على شريعة أمرنا, ويصبح وقد خرج منها)).
وعن علي بن احمد, قال: أخبرنا عبيدالله بن موسى, عن رجل (لعله أيوب بن نوح بن دراج) عن العباس بن عامر, عن الربيع بن محمد المسلي من بني مسليه, عن مهزم بن أبي بردة الأسدي وغيره, عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: ((والله لتكسرن تكسر الزجاج, وأن الزجاج ليعاد فيعود كما كان, والله لتكسرن تكسر الفخار, وأن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان, ووالله لتغربلن ووالله لتميزن ووالله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الأقل, وصعر كفه)) والروايات كثيرة جدا لا يسع المقام لذكرها فتبينوا يا معشر الشيعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام واحذروا ما حذروكم, وتأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا واتركوا الآراء والأهواء وكلام الرجال لأنكم لو أتبعتم كلام الرحال أوقعكم هذا الأتباع إلى هاوية الجيم وكما قال أمامنا ابو عبد الله جعفر بن محمد (ع): (( من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه, ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول )) فاسئلوا أنفسكم من أي الكفتين أنتم من اهل الكتاب والسنة او من الذين يتبعون الرجال ويستمعون الى كلامهم وأنتم تسألون وتكررون سوائلكم لماذا لم يظهر صاحبكم ويلتقي مع الناس وجوابنا إليكم نقول كان مع الناس وأنتشر خبره على الملأ في أنحاء العالم وذكر أسمه على القنوات الفضائية وجائكم بكل شيء جائكم بالوصية والعلم وحاكميه الله وبالمباهلة وبقسم البراءة والغيب ولم تقبلوه فشاء الله أن يغيبه عن أنظاركم ويحفظه من كيدكم وكيد أسيادكم ومادامت قوى الفساد والشر والانحراف تسعى جاهدة تقيم العثرات وتقطع طريق الرسالة بالحواجز والعقبات, لذا حتمت المشيئة الربانية قيام الحجة الداعي كي يحق الحق ويبسط العدل في مختلف أرجاء المعمورة, محققا أهداف الأنبياء والمرسلين، وكذا أمال المضطهدين والمستضعفين. نعم أنه الأمل المنشود الأمام احمد الحسن (يماني آل محمد) عليه السلام المرسل من قبل أبيه الأمام محمد بن الحسن عليه السلام والامل المنشود لكافة الرسالات الألهية المتلاحقة, وثمرة جميع الأنبياء والأوصياء, أرواحنا لنور مقدمه الفداء.
((اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة, واكحل ناظرنا بنظرة منا اليه, وعجل فرجه,وسهل مخرجه, وأوسع منهجه, واسلك بنا محجته وأنفذ أمره واشدد أزره, واعمر اللهم به بلادك وأحي به عبادك, فأنك قلت وقولك الحق: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) فأظهر اللهم لنا وليك وابن وليك وابن بنت نبيك, المسمى باسم رسولك حتى لايظفر بشيء من الباطل إلامزقه, ويحق الحق ويحققه, واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك, وناصرا لمن لا يجدله ناصرا غيرك, ومجددا لما عطل من أحكام كتابك, ومشيدا لما وردمن أعلام دينك, وسنن نبيك صلى الله عليه وآله وسلم, واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين)).
- والحمد لله رب العالمين وحده وحده وحده.
Comment