بسم الله الرحمن ارحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليماً كثيرا
***روايات تدل على قيام رجل قبل الإمام المهدي ع...وهو نفسه اليماني ع***
الرواية الثانية : - عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت رسول الله (ص) يقول ـ وذكر المهدي- : (( إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها )) غيبة الطوسي ص305 .
وهذا الحديث ينطبق على وصي الإمام المهدي (ع) أول المهديين من ذريته ويتضح انطباقه عند مقارنة هذا الحديث مع وصية رسول الله (ص) في وصف وصي الإمام المهدي (ع) حيث قال : (( ... له ثلاثة أسامي أسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والأسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) . والتطابق بين الروايتين محكم وبيّن ومقصود ومخطط له من قبل الرسول )ص) وليس من باب الصدفة فإن القول بالصدفة ليس من مبادئ الاسلام بل من مبادئ الماديين والملاحدة.
عن جابر الجعفي قال قال لي محمد بن على (ع) : ( يا جابر ان لبني العباس راية ولغيرهم رايات فإياك ثم إياك ـ ثلاثا ـ حتى ترى رجلا من ولد الحسين (ع) يبايع له بين الركن والمقام معه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومغفر رسول الله صلى الله عليه وآله ودرع …) الأصول الستة عشر- عدة محدثين ص 79.
والرجل الحسيني في هذه الرواية لا يمكن أن يكون هو الإمام المهدي (ع (فلو كان المقصود به الإمام المهدي (ع) لحرم اتباع أي راية قبل قيام القائم الحجة ابن الحسن (ع) ،وهذا الفهم يتناقض مع الروايات التي تأمر باتباع اليماني ونصرته ، فيجب أن يكون الرجل الحسيني الذي يبايع له بين الركن والمقام في الرواية السابقة هو اليماني الموعود وصي الإمام المهدي أحمد ، وهو الذي له ثلاثة أسامي : أحمد وعبد الله والمهدي .
وهذا الرجل الحسيني المذكور في الرواية السابقة والمأمور بطاعته فقط والذي يبايع له بين الركن والمقام هو نفسه الرجل الحسيني في الرواية الآتية التي تصفه بأنه المأمور بطاعته فقط من دون سائر الرايات الشاذة التي يحرم اتباعها، وتصفه أيضاً بأنه معه عهد رسول الله (ص) أي وصيته التي أوصى بها عندما حضرته الوفاة .
عن أبي جعفر في خبر طويل قال : ((... إياك وشذاذ من آل محمد فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع) معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين (ع) ثم صار عند محمد بن علي (ع) ويفعل الله ما يشاء فألزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك...)) إلزام الناصب 2/96-97.
ورب قائل يقول: إن هذا يتعارض مع الروايات الكثيرة التي تنص على إن الذي يبايع بين الركن والمقام هو الإمام المهدي وليس أول المهديين من ذريته (الوصي(
فأقول: لايوجد تعارض بين هذه الرواية وسائر الروايات بعد الإلتفات إلى تصور معنيين لبيعة وصي الإمام المهدي (ع) بين الركن والمقام وكلاهما يصح ولا اشكال عليه :-
أولاً :- ولايقول إن بيعة الوصي هي البيعة الوحيدة أو المستقلة بين الركن والمقام فتأمل.
ثانياً:- يوكل الإمام المهدي (ع) وصيه في أخذ البيعة نيابة عنه من الأنصار بين الركن والمقام وفي هذه الحالة تكون البيعة منتسبة للإمام المهدي (ع) لأنها بأمره وتدبيره وتكون منتسبة للوصي لأنه هو المباشر في أخذها للإمام المهدي (ع). وهذا المعنى وارد حتى في القرآن الكريم فتارة ينسب قبض الأرواح الى الله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) وتارة ينسب قبض الأرواح إلى ملك الموت (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) وتارة ثالثة ينسب قبض الأرواح إلى الملائكة (تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ) ولاتعارض في كلام الله تعالى .
فالرواية الآتية تنص على أن هناك مولى للإمام المهدي (ع) يوليه الإمام المهدي (ع) إستلام البيعة من الناس :
عن الباقر (ع) أنه قال في حديث طويل : (( ... ثم قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ماخلا صاحب هذا الأمر فيقول ياهذا ما تصنع فوالله إنك لتجفل الناس أجفال النعم أفبعهد من رسول الله (ص) أم بماذا؟! فيقول المولى الذي ولي البيعة والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول القائم أسكت يافلان أي والله ان معي عهد من رسول الله (ص) هات لي العيبة فيأتيه فيقرأ العهد من رسول الله (ص) فيقول جعلني الله فداك اعطني رأسك اقبله فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا البيعة فيجدد لهم البيعة ... )) بشارة الاسلام ص 227-229 .
فبعد غض النظر عن أمر مهم في هذه الرواية أتركه الى وقته أقول : قد ذكر المولى الذي يتولى البيعة نيابة عن الإمام المهدي (ع) والظاهر أن العهد الذي أخرجه الإمام المهدي (ع) للمعترض هو وصية الرسول (ص) ليلة وفاته لأنها هي الموصوفة بالعهد في أكثر من رواية .
عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: (( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ويقول بعضهم : قتل ويقول بعضهم : ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لايطلع على موضعه أحد من ولده ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره )) غيبة الطوسي ص162.
تفسير عبارة (يلي أمره) بالخادم فهذه من تأويلات المترفين من أصحاب الخدم والقصور والملذات فكل شيء عندهم يتصل بالدنيا وهذا بعيد عن الإمام المهدي )ع) الذي يفترش التراب ويتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب سلام الله عليه وهو ابن أمير المؤمنين (ع) الذي كان يخصف نعله بيده .
ومن خلال الرواية الآتية يتبيّن أن هذا المولى يكون سفيراً بين الإمام المهدي (ع) وبين شيعته:
. عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) أنه قال: (( يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومى بيده إلى ناحية ذي طوى- حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول : كم أنتم هاهنا فيقولون : نحو من أربعين رجلاً فيقول: كيف أنتم ولو رأيتم صاحبكم
فيقولون : والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ثم يأتيهم من القابلة ويقول : أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة فيشيرون إليهم فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها... )) غيبة النعماني ص187 .
ومبحث المولى ربما يحتاج إلى بحث مستقل فنرجئه إلى مناسبات أخرى .
واتضح من كل ماسبق أن قول الرسول (ص): (( يبايع بين الركن والمقام أسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها )) المقصود منه هو وصي الإمام المهدي وأول المهديين من ذريته أحمد وإذا كان كذلك فلابد أن يكون مولوداً أو موجوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع(
الرواية الثالثة:- وعن حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين (ع) : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال : (( يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني إختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك)) غيبة الطوسي ص294 .
وقول الإمام السجاد (ع) في نهاية الرواية : (( فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك )) حار في تفسيره بعض العلماء والباحثين لأنها لا تنطبق على الإمام المهدي (ع) وذلك لأن هذه الرواية تفيد أن الإمام المهدي )ع) يكون موجوداً قبل ظهور السفياني وهذا مخالف للكثير من الروايات المتكاثرة والمتواترة التي تنص على أن السفياني يخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) بخمسةعشر شهراً وعلى أقل تقدير ثمانية أشهر أي إن السفياني علامة من علامات قيام الإمام المهدي أي قبل قيامه (ع) فكيف يكون الإمام المهدي ظاهراً قبل خروج السفياني ثم يختفي عند خروجه ثم يظهر بعد ذلك
والحق ان هذا من الأمور التي حاول الأئمة أخفائها في كلامهم وتمويهها على الناس لتكون دليلاً على إن المقصود بـ (المهدي) في هذه الرواية وأشباهها ليس الإمام الحجة محمد بن الحسن(ع) لأنه يظهر بعد السفياني لا قبله وإنما المقصود بذلك المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)
الرواية الرابعة:- وبعد أن عرفنا أن صفة ((المهدي)) لا تصدق فقط على الإمام محمد بن الحسن (ع) بل تصدق أيضاً على كل واحد من ذريته لأن الرسول (ص) وصفهم بـ (( إثني عشر مهدياً))
عن ثوبان عن النبي (ص) قال( إذا رأيتم الرايات السود من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي )) المهدي المنتظر الموعود باب24 ص67.
وهذا الحديث يعارض عشرات الروايات التي تنص على أن الإمام المهدي (ع) يبدأ قيامه من ام القرى ثم يتجه نحو العراق بينما هذا الحديث وغيره ـ كما يأتي- ينص على أن الإمام المهدي (ع) يأتي مع الرايات السود من خراسان فلا يمكن حمل هذا الحديث إلا على وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين من ذريته الذي يكون موجوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع)
بل هناك رواية صرحت بأن هذا المهدي الذي يأتي مع الرايات السود هو خليفة المهدي عن ثوبان قال : قال رسول الله (ص) : (( يقتل عنذ كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم ثم ذكر شاباًً فقال إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي )) بشارة الأسلام ص 30-31 .
وجاءت هذه الرواية أيضاً بلفظ (( خليفة الله المهدي)) وعلى كلا اللفظين لا تصدق على الإمام المهدي (ع) بل تصدق على وصيه المهدي الأول من ذريته
هو لا يصدق إلا على وصي الإمام المهدي (ع) لأن الإمام المهدي أول خروجه من مكة وليس من خراسان .
عن أبي الطفيل ان علياً (ع) قال له : (( ياعامر إذا سمعت الرايات السود مقبلة من خراسان فكنت في صندوق مقفل عليك فاكسر ذلك القفل وذلك الصندوق حتى تقتل تحتها ( أي تحت الرايات السود ) فإن لم تستطع فتدحرج حتى تقتل تحتها )) المهدي المنتظر الموعود الباب 24 ص77 .
وقد وردت روايات كثيرة تذكر الرايات التي تأتي من المشرق بقيادة المهدي (وصي الإمام) وإن على مقدمة جيش المهدي شعيب بن صالح وإنهم يسلمون الراية للإمام المهدي (ع) ويبايعونه .
عن إبن مسعود قال : بينما نحن عند رسول الله (ص) إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي (ص) . أغرورقت عيناه وتغيّر لونه (قال) فقلت: يارسول الله مانزال نرى في وجهك شيء نكرهه فقال : (( إنا أهل البيت إختار الله لنا الآخرة على الدنيا. وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءاً وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق . معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثاً فيقاتلون فينصرون فيعطون ماسألوه فلا يقبلونها حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملئوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج فإنه المهدي )) الملاحم والفتن الباب 92 .
عن أبي جعفر (ع) قال : (( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي (ع) بمكة بعثت إليه بالبيعة )) المهدي الموعود المنتظر باب 2 ص461 / الملاحم والفتن 1الباب 104 .
وهذه الرواية تصرح بأن الرايات السود تأتي حتى تصل إلى الكوفة ثم يظهر المهدي في مكة فتبعث له بالبيعة وهذا يعني إنها تخرج قبل خروج الإمام المهدي (ع) وهذا يؤكد على أن المهدي الذي يأتي مع الرايات السود هو المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) وليس الإمام المهدي نفسه، هذا بعد أن عرفنا صحة إطلاق صفة ((المهدي)) على كل واحد من ذرية الإمام المهدي (ع)
وعن عمار بن ياسر قال : (( المهدي على لوائه شعيب بن صالح )) الملاحم والفتن الباب 96 .
وهذا يدل على ان جيش المهدي (وصي الإمام) الذي يأتي من خراسان يقوده شعيب بن صالح بأمر من المهدي الأول ( إبن المهدي ووصيه ) .
وعن محمد بن الحنفية قال : (( تخرج من خراسان راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان أخرى سوداء قلانسهم سود وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من تميم يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل بيت المقدس يوطئ للمهدي سلطانه يمد إليه ثلاثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين ان يسلم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً )) الملاحم والفتن الباب92 .
ومعنى هذا إن رايات المهدي الأول (الوصي) بقيادة شعيب بن صالح هي التي تهزم السفياني من العراق حتى تصل إلى بيت المقدس وتسلّم الراية للإمام المهدي (ع) وسيأتي تفصيل ذلك في مستقبل هذا البحث أنشاء الله تعالى .
وتحصّل لدينا من كل ماسبق أن حركة التمهيد الرئيسية يقودها ابن الإمام المهدي (ع) والذي أسماءه أحمد وعبدالله والمهدي بنص وصية رسول الله (ص) وكذلك حديث الرسول (ص) عن بيعته بين الركن والمقام وانه واجب الطاعة على الناس وصاحب البيعة كما سمعت ذلك من أحاديث الرسول (ص) ((فبايعوه)) ((فأتوها ولو حبواً على الثلج )) (( يبايع بين الركن والمقام)) وغيرها الكثير .
ومن المعلوم والثابت في عقيدة أهل البيت (ع) أن البيعة لا تكون إلا للمعصوم لأن البيعة معناها الطاعة وامتثال النصرة ولا يفرض الله طاعة غير المعصوم أبداً كما سيأتي بيانه- ومن المعلوم أيضاً أن الحجج المعصومين الذين أوجب الله طاعتهم على الخلق هم أربعة وعشرون أوصياء الرسول (ص) إلى يوم القيامة ـ كما سبق بيانه ـ وبذلك يكون صاحب الرايات الخراسانية الذي أوجب الرسول (ص) بيعته على الناس معصوماً وبما انه قد ثبت أنه ليس الإمام المهدي (ع) بل ممهد للإمام المهدي (ع) فلا يبقى إلا أن يكون أول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) ووصيه ويمانيه .
الرواية الخامسة :- وأخرج الشيخ الطوسي عن الأصبغ بن نباته قال : (( أتيت أمير المؤمنين (ع) فوجدته ينكث في الأرض فقلت له ياأمير المؤمنين مالي أراك مفكراً تنكت في الأرض أرغبة منك فيها قال : لا والله مارغبت فيها ولا في الدنيا قط ولكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً يكون له حيرة وغيبة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون قلت: يامولاي فكم تكون الحيرة والغيبة قال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت : وإن هذا الأمر لكائن فقال : نعم كما أنه مخلوق وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة قال : قلت : ثم مايكون بعد ذلك قال يفعل الله مايشاء فإن له بداءآت وإرادات وغايات ونهايات)) غيبة الطوسي ص115- 116 .
وهذه الرواية لايمكن إنطباقها على الإمام المهدي (ع) لعدة امور سأذكرها بأختصار
1 ـ قول الإمام علي (ع): (( من ظهر الحادي عشر من ولدي.. )) فالحادي عشر من ولد الإمام علي (ع) هو الإمام المهدي (ع) والذي من ظهره هو ابنه كما هو واضح فلايمكن إنطباق هذه الرواية على الإمام المهدي (ع) بل على ابنه ووصيه أول المهديين وعلى هذا لابد أن يكون مولوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع) وأما من قال : بأن الرواية بلفظ (من ظهري) وليس (من ظهر) فليراجع كتاب (سامري عصر الظهور) ففيه التفصيل الكافي ولا حاجة للاطالة بأعادته هنا .
2 ـ قول الإمام علي (ع) : (( ... له غيبة وحيرة ... )) والظاهر ان لهذا المهدي المذكور في هذه الرواية غيبة واحدة لأن الإمام (ع) عندما سئل عن مدتها أجاب بجواب واحد ولم يذكر مدتين فقال (( ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين )) فهي غيبة واحدة مرددة بين ثلاث إحتمالات أي إنها في لوح المحو والإثبات الخاضع للبداء فلا يمكن تفسير (الحيرة) على إنها الغيبة الثانية ولو كان كذلك لذكر الإمام علي (ع) مدتين ولم يختصر على مدة واحدة .
3 ـ لقد وقّت الإمام علي (ع) غيبة المهدي في هذه الرواية بستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين وفي هذه الحالة لا يمكن إنطباقها على الإمام المهدي (ع) لأن الأئمة (ع) لم يوقتوا وقتاً لغيبة الإمام المهدي (ع) وذكروا في عدة روايات بأنه كذب الوقاتون .
عن عبدالرحمن ابن كثير قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) فدخل عليه مهزم فقال )) جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو فقال: يامهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون )) الكافي 1/415 .
وعن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال سألته عن القائم (ع) فقال: (( كذب الوقاتون إنّا أهل بيت لانوقت )) نفس المصدر السابق .
وعنهم عليهم السلام ( أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين )) نفس المصدرالسابق .
إذن فلابد ان تكون الرواية التي تحدد وتوقت وقت للغيبة المقصود منها غير غيبة الإمام المهدي (ع) بل وصيه وولده المهدي الأول من ذريته (ع)
4ـ والقول الفصل هو ان غيبة الإمام المهدي (ع) تجاوزت مئات السنين وليس ستة أيام ولا ستة أشهر ولا ست سنين فمع القرائن السابقة نقطع بأن هذه الرواية تقصد وصي الإمام المهدي وليس الإمام المهدي نفسه (ع) ، لعدم إنطباق تفاصيل الرواية على الإمام المهدي(ع(
الرواية السادسة:- عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فاخبرني بما أستريح إليه قال : يا أبا محمد ليس ترى امة محمد فرجاً أبداً مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير ( يسير ) بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا . والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً ) بحار الأنوار ج25 ص 269.
فالرجل الأول غير الثاني في هذه الرواية قطعاً وذو الخال والشامتين هو الإمام المهدي (ع) إذن فمن هو الرجل الذي يأتي قبله والذي يظهر عند إنقضاء ملك بني فلان وهم بنو أمية في آخر الزمان وهذا الرجل يصفة أمير المؤمنين (ع) بـ (( رجل منا أهل البيت )) ، وهذه الصفات واضحة الإنطباق على وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين من ذريته والذي يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع) ويكون ممهداً له فهو من أهل البيت لأنه من ذرية الإمام المهدي (ع) ومن أوصياء الرسول (ص) المهديين وفعلاً بدأ السيد أحمد الحسن دعوته آخر أشهر نظام صدام (لعنه الله) وهو الممثل لحكم بني أمية . وقد انتشرت الدعوة بعد النظام وكتب لها الأتساع والنمو وما كان لله ينمو رغماً على أنوف المكذبين الحاسدين.
الرواية السابعة :- أخرج الشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد عن الرضا (ع) : قال : (( كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدى إلى إبن صاحب الوصيات )) الأرشاد ص 250.
وبعد ملاحظة ما ذكرته سابقاً من هذا البحث يتضح أن هذه الرواية تنطبق على وصي الإمام المهدي (ع) الذي يقوم ممهداً لدولة أبيه الإمام المهدي (ع) ولا تنطبق على غيره لأنه هو ابن صاحب الوصيات أي وصايا الأنبياء والأئمة (ع) التي استقرت عند القائم الحجة ابن الحسن (ع) ولذلك وصف في وصية الرسول (ص) بـ ( المستحفظ من آل محمد ) وبرواية الإمام الصادق (ع) : ( الحافظ لما استودع ) أي الحافظ لوصايا الأنبياء والأئمة )ع) فهو وارثهم وذكرت الرواية إن الرايات تهدى إلى ابن صاحب الوصيات أي تبايع ابن ووصي الإمام المهدي (ع) وهذه البيعة أكد عليها الرسول (ع( والأئمة (ع) في عدة روايات نقلت قسماً منها فيما سبق كـ ( فبايعوه فإنه خليفة (الله) المهدي ) و ( فأتوه ولو حبواً على الثلج ) إضافة إلى الروايات التي أوجبت اتبّاع اليماني ونصرته والذي هو نفسه ابن صاحب الوصيات
الرواية العاشرة :- عن أمير المؤمنين (ع) في خطبة طويلة قال : (( .... فإذا كان ذلك ـ أي قرب قيام القائم- فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (صلى الله عليه وآله) فتداويتم من العمى والبكم وكفيتم مؤنة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الاعناق ... )) روضة الكافي ح22 .
وهذه الرواية تشير إلى ظهور ممهد للإمام المهدي (ع) من المشرق ويحث الإمام علي (ع) على اتباع هذا الممهد لأنه يسير بسيرة الرسول (ص)، وإذا كان كذلك فلابد أن يكون أهدى الرايات وإلا لو كانت هناك راية أهدى منه لأمر الإمام علي (ع) باتباعها دون ذلك الرجل (طالع المشرق) وإذا كان هذا الرجل أهدى الرايات فلا يمكن أن يكون غير اليماني الموصوف بأنه أهدى الرايات وأن المتخلف عنه من أهل النار ولابد أيضاً أن يكون اليماني هو وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين من ذريته كما سمعنا وسنسمع من الروايات الدالة على أن وصي الإمام المهدي (ع) يخرج قبل قيامه ممهداً له (ع)
الرواية الحادية عشر :- عن أبي عبدالله (ع) في قول الله تعالى : (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال : قتل علي بن أبي طالب (ع) وطعن الحسن (ع) (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) قال : قتل الحسين (ع) (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا) فإذا جاء نصر دم الحسين (ع)( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) فلا يدعون وتراً لآل محمد إلا قتلوه (وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً) خروج القائم (ع) ... ـ الحديث-) الكافي 8250.
فمن هؤلاء القوم الذين يقومون قبل قيام الإمام المهدي (ع) ويقتلون أعداء آل محمد (السفياني وأتباعه) وهولاء لهم شأن عظيم حيث وصفهم الله تعالى بـ ))عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)) فنسبهم الله تعالى الى نفسه ولا يمكن أن يكون هؤلاء غير اليماني وأصحابه أصحاب (أهدى الرايات) والذين يتولون محاربة السفياني وأمثاله ويسلمون الراية للإمام المهدي (ع) . فاليماني هو الممهد الرئيسي وأهدى الرايات ولذلك فهو أحق بإنطباق تلك الرواية عليه بل لايوجد لها مصداق غيره لأن كل الرايات سواه إن لم تكن كلها باطل ففيها باطل أي أنها ليست حقاً محضاً وحاشا الله تعالى أن ينسب لنفسه راية ضلال بقوله ((عِبَاداً لَّنَا .((
الرواية الثانية عشر :- قال أمير المؤمنين (ع) على منبر الكوفة : (( لابد من وجود رحى تطحن فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال سود ثيابهم أصحاب رايات سود ويل لمن ناواهم …)) غيبة النعماني ص265 .
فإنظر هداك الله إلى قول الإمام علي (ع) في هذه الرواية (بعث الله عليها..)، وبين قول الله تعالى في الرواية السابقة ((بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)) والذي فسره الإمام الصادق (ع) : بأنهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع).
وقوله (ع) : ((عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه ... )) فمن المعلوم أن هذا هو قائد وأمير هؤلاء القوم الممهدين وكذلك لابد أن يكون هو اليماني ولاسيما عند ملاحظة وصف الإمام علي (ع) لأصحابه (( سود الثياب أصحاب رايات سود ويل لمن ناواهم )) فهذه صفات أصحاب اليماني وصي الإمام المهدي (ع) ـ كما سيأتي بيانه-
وقوله (خاملاً أصله) فيه إشارة واضحة إلى أن اليماني منقطع النسب وسيواجه حملة من التشكيك في رجوع نسبه إلى الإمام المهدي (ع) لأن هذا الأمر جديد ومخفي على الناس وغير مألوف لديهم وفعلاً هذا ماواجهه السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) واليماني الموعود عندما أعلن أن نسبه ينتهي إلى الإمام المهدي (ع(
الرواية الثالثة عشر :- وما جاء في دعاء الإمام الرضا (ع) ـ الصحيح ـ للإمام المهدي في عصر الغيبة )) ... اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلـَدِه وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها... إلى ان يقول : اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم ... )) مفاتيح الجنان ص618 جمال الأسبوع لأبن طاووس ص 309 ، مصباح المتهجد للطوسي ص409.
فهنا ميَّز الإمام الرضا (ع) وخصص أحد أولاد الإمام المهدي (ع) عن باقي الذرية والأهل بقوله: (ووَلـَدِه) بفتح الواو واللام وكسر الدال أي بصيغة المفرد لا الجمع بسكون الواو واللام وكسر الدال.
وهذا التخصيص لأحد أولاد الإمام المهدي (ع) عن سائر الذرية يشير إلى أهمية هذا الولد وعظم دوره في دولة العدل الألهي كما نص على ذلك الرسول (ص) في وصيته ووصفه بـ ( أول المقربين (المهديين)) ( أول المؤمنين ) وكما ذكرته باقي الروايات على أنه الممهد الرئيسي للإمام المهدي (ع (
اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليماً كثيرا
***روايات تدل على قيام رجل قبل الإمام المهدي ع...وهو نفسه اليماني ع***
الرواية الثانية : - عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت رسول الله (ص) يقول ـ وذكر المهدي- : (( إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها )) غيبة الطوسي ص305 .
وهذا الحديث ينطبق على وصي الإمام المهدي (ع) أول المهديين من ذريته ويتضح انطباقه عند مقارنة هذا الحديث مع وصية رسول الله (ص) في وصف وصي الإمام المهدي (ع) حيث قال : (( ... له ثلاثة أسامي أسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والأسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) . والتطابق بين الروايتين محكم وبيّن ومقصود ومخطط له من قبل الرسول )ص) وليس من باب الصدفة فإن القول بالصدفة ليس من مبادئ الاسلام بل من مبادئ الماديين والملاحدة.
عن جابر الجعفي قال قال لي محمد بن على (ع) : ( يا جابر ان لبني العباس راية ولغيرهم رايات فإياك ثم إياك ـ ثلاثا ـ حتى ترى رجلا من ولد الحسين (ع) يبايع له بين الركن والمقام معه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومغفر رسول الله صلى الله عليه وآله ودرع …) الأصول الستة عشر- عدة محدثين ص 79.
والرجل الحسيني في هذه الرواية لا يمكن أن يكون هو الإمام المهدي (ع (فلو كان المقصود به الإمام المهدي (ع) لحرم اتباع أي راية قبل قيام القائم الحجة ابن الحسن (ع) ،وهذا الفهم يتناقض مع الروايات التي تأمر باتباع اليماني ونصرته ، فيجب أن يكون الرجل الحسيني الذي يبايع له بين الركن والمقام في الرواية السابقة هو اليماني الموعود وصي الإمام المهدي أحمد ، وهو الذي له ثلاثة أسامي : أحمد وعبد الله والمهدي .
وهذا الرجل الحسيني المذكور في الرواية السابقة والمأمور بطاعته فقط والذي يبايع له بين الركن والمقام هو نفسه الرجل الحسيني في الرواية الآتية التي تصفه بأنه المأمور بطاعته فقط من دون سائر الرايات الشاذة التي يحرم اتباعها، وتصفه أيضاً بأنه معه عهد رسول الله (ص) أي وصيته التي أوصى بها عندما حضرته الوفاة .
عن أبي جعفر في خبر طويل قال : ((... إياك وشذاذ من آل محمد فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع) معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين (ع) ثم صار عند محمد بن علي (ع) ويفعل الله ما يشاء فألزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك...)) إلزام الناصب 2/96-97.
ورب قائل يقول: إن هذا يتعارض مع الروايات الكثيرة التي تنص على إن الذي يبايع بين الركن والمقام هو الإمام المهدي وليس أول المهديين من ذريته (الوصي(
فأقول: لايوجد تعارض بين هذه الرواية وسائر الروايات بعد الإلتفات إلى تصور معنيين لبيعة وصي الإمام المهدي (ع) بين الركن والمقام وكلاهما يصح ولا اشكال عليه :-
أولاً :- ولايقول إن بيعة الوصي هي البيعة الوحيدة أو المستقلة بين الركن والمقام فتأمل.
ثانياً:- يوكل الإمام المهدي (ع) وصيه في أخذ البيعة نيابة عنه من الأنصار بين الركن والمقام وفي هذه الحالة تكون البيعة منتسبة للإمام المهدي (ع) لأنها بأمره وتدبيره وتكون منتسبة للوصي لأنه هو المباشر في أخذها للإمام المهدي (ع). وهذا المعنى وارد حتى في القرآن الكريم فتارة ينسب قبض الأرواح الى الله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) وتارة ينسب قبض الأرواح إلى ملك الموت (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) وتارة ثالثة ينسب قبض الأرواح إلى الملائكة (تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ) ولاتعارض في كلام الله تعالى .
فالرواية الآتية تنص على أن هناك مولى للإمام المهدي (ع) يوليه الإمام المهدي (ع) إستلام البيعة من الناس :
عن الباقر (ع) أنه قال في حديث طويل : (( ... ثم قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ماخلا صاحب هذا الأمر فيقول ياهذا ما تصنع فوالله إنك لتجفل الناس أجفال النعم أفبعهد من رسول الله (ص) أم بماذا؟! فيقول المولى الذي ولي البيعة والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول القائم أسكت يافلان أي والله ان معي عهد من رسول الله (ص) هات لي العيبة فيأتيه فيقرأ العهد من رسول الله (ص) فيقول جعلني الله فداك اعطني رأسك اقبله فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا البيعة فيجدد لهم البيعة ... )) بشارة الاسلام ص 227-229 .
فبعد غض النظر عن أمر مهم في هذه الرواية أتركه الى وقته أقول : قد ذكر المولى الذي يتولى البيعة نيابة عن الإمام المهدي (ع) والظاهر أن العهد الذي أخرجه الإمام المهدي (ع) للمعترض هو وصية الرسول (ص) ليلة وفاته لأنها هي الموصوفة بالعهد في أكثر من رواية .
عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: (( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ويقول بعضهم : قتل ويقول بعضهم : ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لايطلع على موضعه أحد من ولده ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره )) غيبة الطوسي ص162.
تفسير عبارة (يلي أمره) بالخادم فهذه من تأويلات المترفين من أصحاب الخدم والقصور والملذات فكل شيء عندهم يتصل بالدنيا وهذا بعيد عن الإمام المهدي )ع) الذي يفترش التراب ويتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب سلام الله عليه وهو ابن أمير المؤمنين (ع) الذي كان يخصف نعله بيده .
ومن خلال الرواية الآتية يتبيّن أن هذا المولى يكون سفيراً بين الإمام المهدي (ع) وبين شيعته:
. عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) أنه قال: (( يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومى بيده إلى ناحية ذي طوى- حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول : كم أنتم هاهنا فيقولون : نحو من أربعين رجلاً فيقول: كيف أنتم ولو رأيتم صاحبكم
فيقولون : والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ثم يأتيهم من القابلة ويقول : أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة فيشيرون إليهم فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها... )) غيبة النعماني ص187 .
ومبحث المولى ربما يحتاج إلى بحث مستقل فنرجئه إلى مناسبات أخرى .
واتضح من كل ماسبق أن قول الرسول (ص): (( يبايع بين الركن والمقام أسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها )) المقصود منه هو وصي الإمام المهدي وأول المهديين من ذريته أحمد وإذا كان كذلك فلابد أن يكون مولوداً أو موجوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع(
الرواية الثالثة:- وعن حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين (ع) : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال : (( يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني إختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك)) غيبة الطوسي ص294 .
وقول الإمام السجاد (ع) في نهاية الرواية : (( فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك )) حار في تفسيره بعض العلماء والباحثين لأنها لا تنطبق على الإمام المهدي (ع) وذلك لأن هذه الرواية تفيد أن الإمام المهدي )ع) يكون موجوداً قبل ظهور السفياني وهذا مخالف للكثير من الروايات المتكاثرة والمتواترة التي تنص على أن السفياني يخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) بخمسةعشر شهراً وعلى أقل تقدير ثمانية أشهر أي إن السفياني علامة من علامات قيام الإمام المهدي أي قبل قيامه (ع) فكيف يكون الإمام المهدي ظاهراً قبل خروج السفياني ثم يختفي عند خروجه ثم يظهر بعد ذلك
والحق ان هذا من الأمور التي حاول الأئمة أخفائها في كلامهم وتمويهها على الناس لتكون دليلاً على إن المقصود بـ (المهدي) في هذه الرواية وأشباهها ليس الإمام الحجة محمد بن الحسن(ع) لأنه يظهر بعد السفياني لا قبله وإنما المقصود بذلك المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)
الرواية الرابعة:- وبعد أن عرفنا أن صفة ((المهدي)) لا تصدق فقط على الإمام محمد بن الحسن (ع) بل تصدق أيضاً على كل واحد من ذريته لأن الرسول (ص) وصفهم بـ (( إثني عشر مهدياً))
عن ثوبان عن النبي (ص) قال( إذا رأيتم الرايات السود من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي )) المهدي المنتظر الموعود باب24 ص67.
وهذا الحديث يعارض عشرات الروايات التي تنص على أن الإمام المهدي (ع) يبدأ قيامه من ام القرى ثم يتجه نحو العراق بينما هذا الحديث وغيره ـ كما يأتي- ينص على أن الإمام المهدي (ع) يأتي مع الرايات السود من خراسان فلا يمكن حمل هذا الحديث إلا على وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين من ذريته الذي يكون موجوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع)
بل هناك رواية صرحت بأن هذا المهدي الذي يأتي مع الرايات السود هو خليفة المهدي عن ثوبان قال : قال رسول الله (ص) : (( يقتل عنذ كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم ثم ذكر شاباًً فقال إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي )) بشارة الأسلام ص 30-31 .
وجاءت هذه الرواية أيضاً بلفظ (( خليفة الله المهدي)) وعلى كلا اللفظين لا تصدق على الإمام المهدي (ع) بل تصدق على وصيه المهدي الأول من ذريته
هو لا يصدق إلا على وصي الإمام المهدي (ع) لأن الإمام المهدي أول خروجه من مكة وليس من خراسان .
عن أبي الطفيل ان علياً (ع) قال له : (( ياعامر إذا سمعت الرايات السود مقبلة من خراسان فكنت في صندوق مقفل عليك فاكسر ذلك القفل وذلك الصندوق حتى تقتل تحتها ( أي تحت الرايات السود ) فإن لم تستطع فتدحرج حتى تقتل تحتها )) المهدي المنتظر الموعود الباب 24 ص77 .
وقد وردت روايات كثيرة تذكر الرايات التي تأتي من المشرق بقيادة المهدي (وصي الإمام) وإن على مقدمة جيش المهدي شعيب بن صالح وإنهم يسلمون الراية للإمام المهدي (ع) ويبايعونه .
عن إبن مسعود قال : بينما نحن عند رسول الله (ص) إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي (ص) . أغرورقت عيناه وتغيّر لونه (قال) فقلت: يارسول الله مانزال نرى في وجهك شيء نكرهه فقال : (( إنا أهل البيت إختار الله لنا الآخرة على الدنيا. وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءاً وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق . معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثاً فيقاتلون فينصرون فيعطون ماسألوه فلا يقبلونها حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملئوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج فإنه المهدي )) الملاحم والفتن الباب 92 .
عن أبي جعفر (ع) قال : (( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي (ع) بمكة بعثت إليه بالبيعة )) المهدي الموعود المنتظر باب 2 ص461 / الملاحم والفتن 1الباب 104 .
وهذه الرواية تصرح بأن الرايات السود تأتي حتى تصل إلى الكوفة ثم يظهر المهدي في مكة فتبعث له بالبيعة وهذا يعني إنها تخرج قبل خروج الإمام المهدي (ع) وهذا يؤكد على أن المهدي الذي يأتي مع الرايات السود هو المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) وليس الإمام المهدي نفسه، هذا بعد أن عرفنا صحة إطلاق صفة ((المهدي)) على كل واحد من ذرية الإمام المهدي (ع)
وعن عمار بن ياسر قال : (( المهدي على لوائه شعيب بن صالح )) الملاحم والفتن الباب 96 .
وهذا يدل على ان جيش المهدي (وصي الإمام) الذي يأتي من خراسان يقوده شعيب بن صالح بأمر من المهدي الأول ( إبن المهدي ووصيه ) .
وعن محمد بن الحنفية قال : (( تخرج من خراسان راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان أخرى سوداء قلانسهم سود وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من تميم يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل بيت المقدس يوطئ للمهدي سلطانه يمد إليه ثلاثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين ان يسلم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً )) الملاحم والفتن الباب92 .
ومعنى هذا إن رايات المهدي الأول (الوصي) بقيادة شعيب بن صالح هي التي تهزم السفياني من العراق حتى تصل إلى بيت المقدس وتسلّم الراية للإمام المهدي (ع) وسيأتي تفصيل ذلك في مستقبل هذا البحث أنشاء الله تعالى .
وتحصّل لدينا من كل ماسبق أن حركة التمهيد الرئيسية يقودها ابن الإمام المهدي (ع) والذي أسماءه أحمد وعبدالله والمهدي بنص وصية رسول الله (ص) وكذلك حديث الرسول (ص) عن بيعته بين الركن والمقام وانه واجب الطاعة على الناس وصاحب البيعة كما سمعت ذلك من أحاديث الرسول (ص) ((فبايعوه)) ((فأتوها ولو حبواً على الثلج )) (( يبايع بين الركن والمقام)) وغيرها الكثير .
ومن المعلوم والثابت في عقيدة أهل البيت (ع) أن البيعة لا تكون إلا للمعصوم لأن البيعة معناها الطاعة وامتثال النصرة ولا يفرض الله طاعة غير المعصوم أبداً كما سيأتي بيانه- ومن المعلوم أيضاً أن الحجج المعصومين الذين أوجب الله طاعتهم على الخلق هم أربعة وعشرون أوصياء الرسول (ص) إلى يوم القيامة ـ كما سبق بيانه ـ وبذلك يكون صاحب الرايات الخراسانية الذي أوجب الرسول (ص) بيعته على الناس معصوماً وبما انه قد ثبت أنه ليس الإمام المهدي (ع) بل ممهد للإمام المهدي (ع) فلا يبقى إلا أن يكون أول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) ووصيه ويمانيه .
الرواية الخامسة :- وأخرج الشيخ الطوسي عن الأصبغ بن نباته قال : (( أتيت أمير المؤمنين (ع) فوجدته ينكث في الأرض فقلت له ياأمير المؤمنين مالي أراك مفكراً تنكت في الأرض أرغبة منك فيها قال : لا والله مارغبت فيها ولا في الدنيا قط ولكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً يكون له حيرة وغيبة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون قلت: يامولاي فكم تكون الحيرة والغيبة قال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت : وإن هذا الأمر لكائن فقال : نعم كما أنه مخلوق وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة قال : قلت : ثم مايكون بعد ذلك قال يفعل الله مايشاء فإن له بداءآت وإرادات وغايات ونهايات)) غيبة الطوسي ص115- 116 .
وهذه الرواية لايمكن إنطباقها على الإمام المهدي (ع) لعدة امور سأذكرها بأختصار
1 ـ قول الإمام علي (ع): (( من ظهر الحادي عشر من ولدي.. )) فالحادي عشر من ولد الإمام علي (ع) هو الإمام المهدي (ع) والذي من ظهره هو ابنه كما هو واضح فلايمكن إنطباق هذه الرواية على الإمام المهدي (ع) بل على ابنه ووصيه أول المهديين وعلى هذا لابد أن يكون مولوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع) وأما من قال : بأن الرواية بلفظ (من ظهري) وليس (من ظهر) فليراجع كتاب (سامري عصر الظهور) ففيه التفصيل الكافي ولا حاجة للاطالة بأعادته هنا .
2 ـ قول الإمام علي (ع) : (( ... له غيبة وحيرة ... )) والظاهر ان لهذا المهدي المذكور في هذه الرواية غيبة واحدة لأن الإمام (ع) عندما سئل عن مدتها أجاب بجواب واحد ولم يذكر مدتين فقال (( ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين )) فهي غيبة واحدة مرددة بين ثلاث إحتمالات أي إنها في لوح المحو والإثبات الخاضع للبداء فلا يمكن تفسير (الحيرة) على إنها الغيبة الثانية ولو كان كذلك لذكر الإمام علي (ع) مدتين ولم يختصر على مدة واحدة .
3 ـ لقد وقّت الإمام علي (ع) غيبة المهدي في هذه الرواية بستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين وفي هذه الحالة لا يمكن إنطباقها على الإمام المهدي (ع) لأن الأئمة (ع) لم يوقتوا وقتاً لغيبة الإمام المهدي (ع) وذكروا في عدة روايات بأنه كذب الوقاتون .
عن عبدالرحمن ابن كثير قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) فدخل عليه مهزم فقال )) جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو فقال: يامهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون )) الكافي 1/415 .
وعن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال سألته عن القائم (ع) فقال: (( كذب الوقاتون إنّا أهل بيت لانوقت )) نفس المصدر السابق .
وعنهم عليهم السلام ( أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين )) نفس المصدرالسابق .
إذن فلابد ان تكون الرواية التي تحدد وتوقت وقت للغيبة المقصود منها غير غيبة الإمام المهدي (ع) بل وصيه وولده المهدي الأول من ذريته (ع)
4ـ والقول الفصل هو ان غيبة الإمام المهدي (ع) تجاوزت مئات السنين وليس ستة أيام ولا ستة أشهر ولا ست سنين فمع القرائن السابقة نقطع بأن هذه الرواية تقصد وصي الإمام المهدي وليس الإمام المهدي نفسه (ع) ، لعدم إنطباق تفاصيل الرواية على الإمام المهدي(ع(
الرواية السادسة:- عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فاخبرني بما أستريح إليه قال : يا أبا محمد ليس ترى امة محمد فرجاً أبداً مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير ( يسير ) بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا . والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً ) بحار الأنوار ج25 ص 269.
فالرجل الأول غير الثاني في هذه الرواية قطعاً وذو الخال والشامتين هو الإمام المهدي (ع) إذن فمن هو الرجل الذي يأتي قبله والذي يظهر عند إنقضاء ملك بني فلان وهم بنو أمية في آخر الزمان وهذا الرجل يصفة أمير المؤمنين (ع) بـ (( رجل منا أهل البيت )) ، وهذه الصفات واضحة الإنطباق على وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين من ذريته والذي يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع) ويكون ممهداً له فهو من أهل البيت لأنه من ذرية الإمام المهدي (ع) ومن أوصياء الرسول (ص) المهديين وفعلاً بدأ السيد أحمد الحسن دعوته آخر أشهر نظام صدام (لعنه الله) وهو الممثل لحكم بني أمية . وقد انتشرت الدعوة بعد النظام وكتب لها الأتساع والنمو وما كان لله ينمو رغماً على أنوف المكذبين الحاسدين.
الرواية السابعة :- أخرج الشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد عن الرضا (ع) : قال : (( كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدى إلى إبن صاحب الوصيات )) الأرشاد ص 250.
وبعد ملاحظة ما ذكرته سابقاً من هذا البحث يتضح أن هذه الرواية تنطبق على وصي الإمام المهدي (ع) الذي يقوم ممهداً لدولة أبيه الإمام المهدي (ع) ولا تنطبق على غيره لأنه هو ابن صاحب الوصيات أي وصايا الأنبياء والأئمة (ع) التي استقرت عند القائم الحجة ابن الحسن (ع) ولذلك وصف في وصية الرسول (ص) بـ ( المستحفظ من آل محمد ) وبرواية الإمام الصادق (ع) : ( الحافظ لما استودع ) أي الحافظ لوصايا الأنبياء والأئمة )ع) فهو وارثهم وذكرت الرواية إن الرايات تهدى إلى ابن صاحب الوصيات أي تبايع ابن ووصي الإمام المهدي (ع) وهذه البيعة أكد عليها الرسول (ع( والأئمة (ع) في عدة روايات نقلت قسماً منها فيما سبق كـ ( فبايعوه فإنه خليفة (الله) المهدي ) و ( فأتوه ولو حبواً على الثلج ) إضافة إلى الروايات التي أوجبت اتبّاع اليماني ونصرته والذي هو نفسه ابن صاحب الوصيات
الرواية العاشرة :- عن أمير المؤمنين (ع) في خطبة طويلة قال : (( .... فإذا كان ذلك ـ أي قرب قيام القائم- فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (صلى الله عليه وآله) فتداويتم من العمى والبكم وكفيتم مؤنة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الاعناق ... )) روضة الكافي ح22 .
وهذه الرواية تشير إلى ظهور ممهد للإمام المهدي (ع) من المشرق ويحث الإمام علي (ع) على اتباع هذا الممهد لأنه يسير بسيرة الرسول (ص)، وإذا كان كذلك فلابد أن يكون أهدى الرايات وإلا لو كانت هناك راية أهدى منه لأمر الإمام علي (ع) باتباعها دون ذلك الرجل (طالع المشرق) وإذا كان هذا الرجل أهدى الرايات فلا يمكن أن يكون غير اليماني الموصوف بأنه أهدى الرايات وأن المتخلف عنه من أهل النار ولابد أيضاً أن يكون اليماني هو وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين من ذريته كما سمعنا وسنسمع من الروايات الدالة على أن وصي الإمام المهدي (ع) يخرج قبل قيامه ممهداً له (ع)
الرواية الحادية عشر :- عن أبي عبدالله (ع) في قول الله تعالى : (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال : قتل علي بن أبي طالب (ع) وطعن الحسن (ع) (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) قال : قتل الحسين (ع) (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا) فإذا جاء نصر دم الحسين (ع)( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) فلا يدعون وتراً لآل محمد إلا قتلوه (وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً) خروج القائم (ع) ... ـ الحديث-) الكافي 8250.
فمن هؤلاء القوم الذين يقومون قبل قيام الإمام المهدي (ع) ويقتلون أعداء آل محمد (السفياني وأتباعه) وهولاء لهم شأن عظيم حيث وصفهم الله تعالى بـ ))عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)) فنسبهم الله تعالى الى نفسه ولا يمكن أن يكون هؤلاء غير اليماني وأصحابه أصحاب (أهدى الرايات) والذين يتولون محاربة السفياني وأمثاله ويسلمون الراية للإمام المهدي (ع) . فاليماني هو الممهد الرئيسي وأهدى الرايات ولذلك فهو أحق بإنطباق تلك الرواية عليه بل لايوجد لها مصداق غيره لأن كل الرايات سواه إن لم تكن كلها باطل ففيها باطل أي أنها ليست حقاً محضاً وحاشا الله تعالى أن ينسب لنفسه راية ضلال بقوله ((عِبَاداً لَّنَا .((
الرواية الثانية عشر :- قال أمير المؤمنين (ع) على منبر الكوفة : (( لابد من وجود رحى تطحن فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال سود ثيابهم أصحاب رايات سود ويل لمن ناواهم …)) غيبة النعماني ص265 .
فإنظر هداك الله إلى قول الإمام علي (ع) في هذه الرواية (بعث الله عليها..)، وبين قول الله تعالى في الرواية السابقة ((بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)) والذي فسره الإمام الصادق (ع) : بأنهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع).
وقوله (ع) : ((عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه ... )) فمن المعلوم أن هذا هو قائد وأمير هؤلاء القوم الممهدين وكذلك لابد أن يكون هو اليماني ولاسيما عند ملاحظة وصف الإمام علي (ع) لأصحابه (( سود الثياب أصحاب رايات سود ويل لمن ناواهم )) فهذه صفات أصحاب اليماني وصي الإمام المهدي (ع) ـ كما سيأتي بيانه-
وقوله (خاملاً أصله) فيه إشارة واضحة إلى أن اليماني منقطع النسب وسيواجه حملة من التشكيك في رجوع نسبه إلى الإمام المهدي (ع) لأن هذا الأمر جديد ومخفي على الناس وغير مألوف لديهم وفعلاً هذا ماواجهه السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) واليماني الموعود عندما أعلن أن نسبه ينتهي إلى الإمام المهدي (ع(
الرواية الثالثة عشر :- وما جاء في دعاء الإمام الرضا (ع) ـ الصحيح ـ للإمام المهدي في عصر الغيبة )) ... اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلـَدِه وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها... إلى ان يقول : اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم ... )) مفاتيح الجنان ص618 جمال الأسبوع لأبن طاووس ص 309 ، مصباح المتهجد للطوسي ص409.
فهنا ميَّز الإمام الرضا (ع) وخصص أحد أولاد الإمام المهدي (ع) عن باقي الذرية والأهل بقوله: (ووَلـَدِه) بفتح الواو واللام وكسر الدال أي بصيغة المفرد لا الجمع بسكون الواو واللام وكسر الدال.
وهذا التخصيص لأحد أولاد الإمام المهدي (ع) عن سائر الذرية يشير إلى أهمية هذا الولد وعظم دوره في دولة العدل الألهي كما نص على ذلك الرسول (ص) في وصيته ووصفه بـ ( أول المقربين (المهديين)) ( أول المؤمنين ) وكما ذكرته باقي الروايات على أنه الممهد الرئيسي للإمام المهدي (ع (
Comment