الوصي اليماني من المشرق
مساهمة من طرف النهضة الفاطمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
قد توهم البعض أن اليماني يخرج من اليمن معتمداً على بعض الروايات التي تُوهِم بذلك ولا توجد رواية معتمدة واضحة الدلالة تنص على أن اليماني يخرج من اليمن نعم قد يخرج ثائر من اليمن ويوصف بأنه يماني ولكنه ليس اليماني الأصل بل لابد من أن يكون تابعاً ليمين الإمام المهدي (ع) ووصيه (المهدي الأول) ـ كما تبيّن ذلك- ووصف بأنه يماني نسبة إلى قائده اليماني الأول كقولنا لمن تبع الرسول محمد (ص) : (محمدي) كسلمان المحمدي . وقولنا لمن تبع الإمام علي (ع) : (علوي). ولمن يتبع الإمام جعفر الصادق (ع): (جعفري). وكقولنا لمن يتبع السفياني (لع) : (سفياني) . وربما يظهر عدة أشخاص يوصف كل واحد منهم بـ(اليماني) نسبة إلى قائدهم كما أن الرويات ذكرت عدة قوّام يقومون كممهدين ووصفتهم بـ (القائم) نسبة إلى قائدهم القائم الأصل الإمام المهدي (ع) .
فعن أمير المؤمنين (ع) قال في حديث طويل : ( ... إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان ... إلى أن قال : وقام منا قائم بجيلان ... إلى أن قال : ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل وهو من ولدك ياحسين لا إبن مثله ...) غيبة النعماني ص283 .
فقطعاً ان قائم خراسان وقائم جيلان هما غير القائم الثالث (القائم المأمول) ووصفا بهذا الوصف لأنهما يقومان بأمر الإمام المهدي (ع) أويهيئان له النصرة .
وقبل أن نشرع في سرد الروايات التي تدل على خروج اليماني من المشرق لابد أن نشرح ولو بأختصار معنى صفة اليماني ولماذا سمي بهذا الإسم .
أقول :ـ
قد توهم من زعم إن اليماني سمي بهذا الإسم لأنه من بلاد اليمن حصراً بل اليماني سمّي يماني لأنه يمين الإمام المهدي (ع) ولإنتسابه إلى الرسول محمد (ص) والرسول (ص) من تهامة وتهامة تابعة لبلاد اليمن فالرسول (ص) يماني وبهذا يكون محمد وآل محمد (ع) كلهم يمانية وكل من ينتسب إليهم فهو يماني كقولنا لمن ينتسب إلى الإمام علي (ع) علوي ولمن ينتسب إلى الإمام الحسن (ع) حسني والمنتسب للإمام الحسين (ع) حسيني وهكذا .
وقد سمّى الله تعالى الكعبة المشرفة بـ (اليمانية) ففي رواية طويلة في مناجاة الله تعالى لعيسى ابن مريم وعندما وصف له الرسول محمد (ص) قال عنه: (...ياعيسـى دينـه الحنفية وقبلته يمانيـة ...) الكافي 8/103 . وقد سمى عبدالمطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية – راجع البحار ج15 ص309 .
وقد ذكر ذلك المولى محمد صالح المازندراني في شرح الكافي إذ قال : ( ... لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن ... ) شرح أصول الكافي ج11 ص 428.
وقال أيضاً في ج12 ص131 عند شرحه لمناجاة الله تعالى لعيسى (ع) ووصفه لمحمد (ص) : ...( قبلته يمانية ) قال : ( لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال : الكعبة اليمانية كذا في النهاية ..)
ونقل العلامة المجلسي عن الجزري قوله : ( في الحديث الايمان يمان والحكمة يمانية إنما قال ( صلى الله عليه وآله ) ذلك لأن الايمان بدأ من مكة وهي من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال : الكعبة اليمانية ) بحار الأنوار 22 / 137.
وقال الشيخ علي النمازي : ( ... وفي حديث آخر قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن خير الرجال أهل اليمن والإيمان يمان وأنا يماني وأكثر قبائل دخول الجنة يوم القيامة مذحج ) .
بـيــــان:ـ
إنما قال ذلك لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال: الكعبة اليمانية... ) مستدرك سفينة البحارللشيخ علي النمازي ج 10 ص 602.
وقال الحموي في معجم البلدان : ( ... وقال المدائني : تهامة من اليمن وهو ما أصحر منها إلى حد في باديتها ومكة من تهامة وإذا جاوزت وجرة وغمرة والطائف إلى
مكة فقد أتهمت وإذا أتيت المدينة فقد جلست ... ) معجم البلدان 2 / 63.
وقد سمى العلامة المجلسي (ره) ، في البحار كلام أهل البيت (ع) : (بالحكمة اليمانية) – راجع مقدمة البحار ج 11. وكذلك ورد هذا الإسم عن الرسول محمد (ص) وقد ذكر هذا كله السيد أحمد الحسن في أحد بياناته تحت عنوان (السيد أحمد الحسن اليماني الموعود) . وعلى هذا يكون الإمام المهدي (ع) يماني وأوصيائه كلهم يمانية ولاسيما أول المهديين (أحمد) وصي الإمام المهدي (ع) وصاحب أهدى راية قبل قيام القائم (ع) ـ كما تقدم بيانه- وبهذا يتضح أن صفة اليماني لا علاقة لها ببلد اليمن بل هي نسبة إلى الرسول محمد (ص) والكلام طويل في هذه المسألة فمن أراد التفصيل فعليه بكتاب (اليماني حجة الله) للشيخ حيدر الزيادي وهو أحد أصدارات أنصار الإمام المهدي (ع) .
وبعد أن تبيّن سبب تسمية اليماني بهذا الإسم أشرع ببيان أنه يخرج من المشرق وليس من اليمن فأقول :ـ
من تتبع الروايات التي تشرح أحداث ماقبل القيام المقدس للإمام المهدي (ع) يجد أن بلد اليمن خالٍ من تلك الأحداث إلا يسيراً ويجد أن أكثر الأحداث وأهمها تتمركز في العراق وإيران وبلاد الشام وإذا تتبعنا الرويات التي تحدد خروج أهدى راية ممهدة للإمام المهدي (ع) نجدها مرددة بين العراق وإيران (المشرق ) بل بعض الروايات نصت على أن أول أنصار الإمام المهدي (ع) (أول المؤمنين) من العراق ومن البصرة تحديداً كما روي عن أمير المؤمنين (ع) في تعداد أسماء الثلاثمائة والثلاثة عشر: (...ألا ان أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال ...) ولأهمية هذا الممهد وحفاظاً عليه من أعداء آل محمد ولكي لا تنكشف الخطة العسكرية للإمام المهدي (ع) فقد وُصِف هذا الممهد بعدة أوصاف ولم يصرح بإسمه الحقيقي إلا في موارد قليلة كوصية الرسول (ص) : ( فليسلّمها . أي الإمام المهدي - إلى إبنه أول المقربين ( المهديين ) له ثلاثة أسامي أسم كأسمي وأسم أبي وهو عبدالله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين) وكقول الرسول (ص) : ( يبايع بين الركن والمقام أسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها ) وكقول الإمام علي (ع) في الرواية السابقة : ( أولهم من البصرة ) أي أول أنصار الإمام المهدي (ع) وكالرواية التي تذكر إن شعار كنوز الطالقان هو (أحمد أحمد) عند مجيئهم إلى العراق لنصرة الإمام المهدي (ع).
تابع تكملة الموضوع
مساهمة من طرف النهضة الفاطمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
قد توهم البعض أن اليماني يخرج من اليمن معتمداً على بعض الروايات التي تُوهِم بذلك ولا توجد رواية معتمدة واضحة الدلالة تنص على أن اليماني يخرج من اليمن نعم قد يخرج ثائر من اليمن ويوصف بأنه يماني ولكنه ليس اليماني الأصل بل لابد من أن يكون تابعاً ليمين الإمام المهدي (ع) ووصيه (المهدي الأول) ـ كما تبيّن ذلك- ووصف بأنه يماني نسبة إلى قائده اليماني الأول كقولنا لمن تبع الرسول محمد (ص) : (محمدي) كسلمان المحمدي . وقولنا لمن تبع الإمام علي (ع) : (علوي). ولمن يتبع الإمام جعفر الصادق (ع): (جعفري). وكقولنا لمن يتبع السفياني (لع) : (سفياني) . وربما يظهر عدة أشخاص يوصف كل واحد منهم بـ(اليماني) نسبة إلى قائدهم كما أن الرويات ذكرت عدة قوّام يقومون كممهدين ووصفتهم بـ (القائم) نسبة إلى قائدهم القائم الأصل الإمام المهدي (ع) .
فعن أمير المؤمنين (ع) قال في حديث طويل : ( ... إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان ... إلى أن قال : وقام منا قائم بجيلان ... إلى أن قال : ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل وهو من ولدك ياحسين لا إبن مثله ...) غيبة النعماني ص283 .
فقطعاً ان قائم خراسان وقائم جيلان هما غير القائم الثالث (القائم المأمول) ووصفا بهذا الوصف لأنهما يقومان بأمر الإمام المهدي (ع) أويهيئان له النصرة .
وقبل أن نشرع في سرد الروايات التي تدل على خروج اليماني من المشرق لابد أن نشرح ولو بأختصار معنى صفة اليماني ولماذا سمي بهذا الإسم .
أقول :ـ
قد توهم من زعم إن اليماني سمي بهذا الإسم لأنه من بلاد اليمن حصراً بل اليماني سمّي يماني لأنه يمين الإمام المهدي (ع) ولإنتسابه إلى الرسول محمد (ص) والرسول (ص) من تهامة وتهامة تابعة لبلاد اليمن فالرسول (ص) يماني وبهذا يكون محمد وآل محمد (ع) كلهم يمانية وكل من ينتسب إليهم فهو يماني كقولنا لمن ينتسب إلى الإمام علي (ع) علوي ولمن ينتسب إلى الإمام الحسن (ع) حسني والمنتسب للإمام الحسين (ع) حسيني وهكذا .
وقد سمّى الله تعالى الكعبة المشرفة بـ (اليمانية) ففي رواية طويلة في مناجاة الله تعالى لعيسى ابن مريم وعندما وصف له الرسول محمد (ص) قال عنه: (...ياعيسـى دينـه الحنفية وقبلته يمانيـة ...) الكافي 8/103 . وقد سمى عبدالمطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية – راجع البحار ج15 ص309 .
وقد ذكر ذلك المولى محمد صالح المازندراني في شرح الكافي إذ قال : ( ... لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن ... ) شرح أصول الكافي ج11 ص 428.
وقال أيضاً في ج12 ص131 عند شرحه لمناجاة الله تعالى لعيسى (ع) ووصفه لمحمد (ص) : ...( قبلته يمانية ) قال : ( لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال : الكعبة اليمانية كذا في النهاية ..)
ونقل العلامة المجلسي عن الجزري قوله : ( في الحديث الايمان يمان والحكمة يمانية إنما قال ( صلى الله عليه وآله ) ذلك لأن الايمان بدأ من مكة وهي من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال : الكعبة اليمانية ) بحار الأنوار 22 / 137.
وقال الشيخ علي النمازي : ( ... وفي حديث آخر قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن خير الرجال أهل اليمن والإيمان يمان وأنا يماني وأكثر قبائل دخول الجنة يوم القيامة مذحج ) .
بـيــــان:ـ
إنما قال ذلك لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال: الكعبة اليمانية... ) مستدرك سفينة البحارللشيخ علي النمازي ج 10 ص 602.
وقال الحموي في معجم البلدان : ( ... وقال المدائني : تهامة من اليمن وهو ما أصحر منها إلى حد في باديتها ومكة من تهامة وإذا جاوزت وجرة وغمرة والطائف إلى
مكة فقد أتهمت وإذا أتيت المدينة فقد جلست ... ) معجم البلدان 2 / 63.
وقد سمى العلامة المجلسي (ره) ، في البحار كلام أهل البيت (ع) : (بالحكمة اليمانية) – راجع مقدمة البحار ج 11. وكذلك ورد هذا الإسم عن الرسول محمد (ص) وقد ذكر هذا كله السيد أحمد الحسن في أحد بياناته تحت عنوان (السيد أحمد الحسن اليماني الموعود) . وعلى هذا يكون الإمام المهدي (ع) يماني وأوصيائه كلهم يمانية ولاسيما أول المهديين (أحمد) وصي الإمام المهدي (ع) وصاحب أهدى راية قبل قيام القائم (ع) ـ كما تقدم بيانه- وبهذا يتضح أن صفة اليماني لا علاقة لها ببلد اليمن بل هي نسبة إلى الرسول محمد (ص) والكلام طويل في هذه المسألة فمن أراد التفصيل فعليه بكتاب (اليماني حجة الله) للشيخ حيدر الزيادي وهو أحد أصدارات أنصار الإمام المهدي (ع) .
وبعد أن تبيّن سبب تسمية اليماني بهذا الإسم أشرع ببيان أنه يخرج من المشرق وليس من اليمن فأقول :ـ
من تتبع الروايات التي تشرح أحداث ماقبل القيام المقدس للإمام المهدي (ع) يجد أن بلد اليمن خالٍ من تلك الأحداث إلا يسيراً ويجد أن أكثر الأحداث وأهمها تتمركز في العراق وإيران وبلاد الشام وإذا تتبعنا الرويات التي تحدد خروج أهدى راية ممهدة للإمام المهدي (ع) نجدها مرددة بين العراق وإيران (المشرق ) بل بعض الروايات نصت على أن أول أنصار الإمام المهدي (ع) (أول المؤمنين) من العراق ومن البصرة تحديداً كما روي عن أمير المؤمنين (ع) في تعداد أسماء الثلاثمائة والثلاثة عشر: (...ألا ان أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال ...) ولأهمية هذا الممهد وحفاظاً عليه من أعداء آل محمد ولكي لا تنكشف الخطة العسكرية للإمام المهدي (ع) فقد وُصِف هذا الممهد بعدة أوصاف ولم يصرح بإسمه الحقيقي إلا في موارد قليلة كوصية الرسول (ص) : ( فليسلّمها . أي الإمام المهدي - إلى إبنه أول المقربين ( المهديين ) له ثلاثة أسامي أسم كأسمي وأسم أبي وهو عبدالله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين) وكقول الرسول (ص) : ( يبايع بين الركن والمقام أسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها ) وكقول الإمام علي (ع) في الرواية السابقة : ( أولهم من البصرة ) أي أول أنصار الإمام المهدي (ع) وكالرواية التي تذكر إن شعار كنوز الطالقان هو (أحمد أحمد) عند مجيئهم إلى العراق لنصرة الإمام المهدي (ع).
تابع تكملة الموضوع
Comment