جاء في كتاب فاطمة صديقة شهيدة وهو احد اصدارات انصار الامام المهدي عليه السلام، ما يلي:
(لقد عانت فاطمة بنت محمد أقسى الظلامة والاستخفاف ممن تسلّط على رقاب المسلمين بعد أبيها ، فتنكّرت خلافة السقيفة لكل القيم الإنسانية فضلاً عن الإسلامية تجاه أهل بيت النبي ، وراحت تصب ظلمها على أهل بيته وبضعته الوحيدة التي خلّفها في أمته بلا رادع إنساني أو ديني، ولم تنحصر الظلامة بخلافة السقيفة فحسب بل استقطبت الأمة جمعاء إلاّ ما ندر؛ فلذا يقول أمير المؤمنين مخاطباً أبيها الرسول بعد أن وارى جثمانها الطاهر: (وستنبئك ابنتك بتظافر أُمتك على هضمها).
وقالت (عليها السلام) وهي مخاطبة جموع الناس في مسجد أبيها : (يا مَعْشَرَ الْفِتْيةِ وَأَعْضادَ الْمِلَّةِ، وَحَضَنةَ الإِسْلامِ، ما هذِهِ الْغَمِيزَةُ فيِ حَقِّي وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلامتِي. أما كانَ رَسُولُ اللهِ أبيِ يَقُولُ: "ألْمَرءُ يُحْفَظُ في وُلْدِهِ").
فلم تحفظ هذه الأمة كرامة بنت الرسول وسيدة نساء العالمين، حتى فارقت هذه الدنيا في حسرة وكمد يعجز القلم عن وصفهما ويكل اللسان عن بيانهما.
صبت عليّ مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
ولكن كما قالت (عليها السلام): (فنعم الحكم الله والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون،...).
ففارقت الزهراء الدنيا وقلبها يعتصر ألماً من تخاذل الأمة التي تنتسب لأبيها ، وانقلابها على أهل بيت العصمة الذين اصطفاهم الله سبحانه وجعلهم أبواباً له سبحانه.
وهذا الحيف والظلم الذي وقع عليها نجده مسطّراً في التاريخ على الرغم من المحاولات الجادة والمتكررة لحذف وتحريف ما جرى عليها، إلاّ أنّه سبحانه أزاح المستور وكشف حقيقة الظلامة التي وقعت على آل الرسول وبضعته الطاهرة، فقد حفلت مصادر السنة قبل الشيعة في بيان مظلومية الزهراء، وهذا ما سيجده القارئ الكريم في هذا الكتاب الذي يبينّ شيئاً من تلك الظلامة، إذ لا يستطيع الإنسان أن يجمع كل أطراف الظلامة التي جرت عليها، وبسط الكلام فيها في هذه الورقات القليلة.
ولقد سجل تلك المظلومية العظمى مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لما وارى فاطمة (عليها السلام) الثرى فوقف معتصر القلب مجروح الفؤاد شاكياً آلامه لأخيه الذي ربّاه وحبيبه الذي كان له كالظل لصاحبه، والفصيل لأمّه فقال : (السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلا أنّ لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت نفسك بين نحري وصدري، بلى وفي كتاب الله [لي] أنعم القبول، إنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، واهاً واهاً والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سراً وتهضم حقها وتمنع إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السلام والرضوان) (الكافي: ج1 ص459 ).
عبارات تبين عمق اللوعة بشكل جلي وعميق ......
قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله ...
أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج .....
وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً ......
واهاً واهاً والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزية .....
فبعين الله تدفن ابنتك سراً وتهضم حقها وتمنع إرثها .......
** ** **
ولأي الأمور تدفن سرّاً بضعة المصطفى ويعفى ثراها
بنت مَنْ أم مَنْ حليلة مَنْ ويل لمن سن ظلمها وأذاها)
(فاطمة صديقة شهيدة: المقدمة ص5)
(لقد عانت فاطمة بنت محمد أقسى الظلامة والاستخفاف ممن تسلّط على رقاب المسلمين بعد أبيها ، فتنكّرت خلافة السقيفة لكل القيم الإنسانية فضلاً عن الإسلامية تجاه أهل بيت النبي ، وراحت تصب ظلمها على أهل بيته وبضعته الوحيدة التي خلّفها في أمته بلا رادع إنساني أو ديني، ولم تنحصر الظلامة بخلافة السقيفة فحسب بل استقطبت الأمة جمعاء إلاّ ما ندر؛ فلذا يقول أمير المؤمنين مخاطباً أبيها الرسول بعد أن وارى جثمانها الطاهر: (وستنبئك ابنتك بتظافر أُمتك على هضمها).
وقالت (عليها السلام) وهي مخاطبة جموع الناس في مسجد أبيها : (يا مَعْشَرَ الْفِتْيةِ وَأَعْضادَ الْمِلَّةِ، وَحَضَنةَ الإِسْلامِ، ما هذِهِ الْغَمِيزَةُ فيِ حَقِّي وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلامتِي. أما كانَ رَسُولُ اللهِ أبيِ يَقُولُ: "ألْمَرءُ يُحْفَظُ في وُلْدِهِ").
فلم تحفظ هذه الأمة كرامة بنت الرسول وسيدة نساء العالمين، حتى فارقت هذه الدنيا في حسرة وكمد يعجز القلم عن وصفهما ويكل اللسان عن بيانهما.
صبت عليّ مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
ولكن كما قالت (عليها السلام): (فنعم الحكم الله والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون،...).
ففارقت الزهراء الدنيا وقلبها يعتصر ألماً من تخاذل الأمة التي تنتسب لأبيها ، وانقلابها على أهل بيت العصمة الذين اصطفاهم الله سبحانه وجعلهم أبواباً له سبحانه.
وهذا الحيف والظلم الذي وقع عليها نجده مسطّراً في التاريخ على الرغم من المحاولات الجادة والمتكررة لحذف وتحريف ما جرى عليها، إلاّ أنّه سبحانه أزاح المستور وكشف حقيقة الظلامة التي وقعت على آل الرسول وبضعته الطاهرة، فقد حفلت مصادر السنة قبل الشيعة في بيان مظلومية الزهراء، وهذا ما سيجده القارئ الكريم في هذا الكتاب الذي يبينّ شيئاً من تلك الظلامة، إذ لا يستطيع الإنسان أن يجمع كل أطراف الظلامة التي جرت عليها، وبسط الكلام فيها في هذه الورقات القليلة.
ولقد سجل تلك المظلومية العظمى مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لما وارى فاطمة (عليها السلام) الثرى فوقف معتصر القلب مجروح الفؤاد شاكياً آلامه لأخيه الذي ربّاه وحبيبه الذي كان له كالظل لصاحبه، والفصيل لأمّه فقال : (السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلّ يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلا أنّ لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت نفسك بين نحري وصدري، بلى وفي كتاب الله [لي] أنعم القبول، إنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، واهاً واهاً والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سراً وتهضم حقها وتمنع إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السلام والرضوان) (الكافي: ج1 ص459 ).
عبارات تبين عمق اللوعة بشكل جلي وعميق ......
قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله ...
أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج .....
وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً ......
واهاً واهاً والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزية .....
فبعين الله تدفن ابنتك سراً وتهضم حقها وتمنع إرثها .......
** ** **
ولأي الأمور تدفن سرّاً بضعة المصطفى ويعفى ثراها
بنت مَنْ أم مَنْ حليلة مَنْ ويل لمن سن ظلمها وأذاها)
(فاطمة صديقة شهيدة: المقدمة ص5)