بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين,الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في الجج الغامرة يأمن من ركبها ويهلك من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق.
من الطبيعي أن الامم تحتفظ بتأريخها وتعتز برقي اسلافها فنراها حريصة كل الحرص في الحفاظ على ما تبقى منها من آثار دنيوية كالعمران والواقع الجغرافي وغيرها من الامور ولكنهم لا يحتفظون بالمبادئ والقيم والرقي الانساني الذي يعد من أهم ما يميز الحضارات العريقة ويجعلها خالدة بخلود الامتداد الانساني والتطور الاخلاقي المتأصل من جذورها..
وموضوع هذا البحث هوعبارة عن مقارنة معرفية بين شعوب بلاد ما بين النهرين ((بلاد سومر وآكاد)) وأعتتقادهم وأستنادا الى النصوص المنقولة عنهم والرقم الطينية مع ربطها ببحوث علمية تجريبية معاصرة بحقيقة هذه المعارف ومطابقتها مع النص الديني الرسالي الممتد على طول المسيرة الانسانية السمحاء المتمثلة بخلفاء الله ومن أتبعهم وهم خير من مثل هذا المصداق ومن الله التوفيق
سومر وآكاد والاعجاز العلمي
ورد في كتاب اساطير بابل وكنعان لشارل فيرللو ص 28
عرفنا ألان ان البشر خلقوا ليخدموا الآلهة وان هؤلاء يعاقبونهم لأتفه الذنوب فعليهمأن يطيعوا رغبات السماء بكل دقة وان يلبوا نزواتهم, كيف يعلمون أذن كي يحافطوا على هذا الوفاق ويتجنبوا غضب الآلهة؟واذا ما رأوا احلاما –أن الآلهة يوحون ما يخطر لهم بواسطة الاحلام-فكيف يفسرونها بصورة ترضيهم,هذا اذا كان هناك أحلام فكيف اذا لم تكن؟
الجوابلشارل فيرللو):- يعمدون الى الارهاصات والدلالات الطبيعية فهي ترشدهم الى الحقيقة ولذا يجب الانتباه الكلي ليس الى تغيرات القمر فحسب بل الى شكل الغيوم,فكل حركة وكل تنقل من الزاحفة تحت العشب حتى الكواكب السابحة في ميدان النجوم تعطي أشارة لارادة الآلهة سواء أكانت حسنة ام سيئة وهنا يظهر الفن او العلم عبقريته فيميز اذا كانت الارادة خيرة ام لا.
هنا نرى وبوضوح شديد أن شعوب سومر وآكاد كانوا يعرفون ويعلمون بأمور دقيقة في الدين الالهي ,مثل الاعتقاد بالرؤيا وأنا كلام الله والتوسم والاعتقاد بأن الله ممكن أن يكلم الانسان في كل شئ يمر به.
الان ادعوا القارئ الكريم الى الالتفات الى هذه المعتقدات التي كان يدين بها السومريون القدامى كالتوسم والرؤيا ومعنى التوسم هو أن الله يكلم الانسان في كل شئ وهذا ما نراه واضحا في النص اعلاه وكذا من الشرح المرفق للنص السومري السابق.
ولكن لنرى ما هو رأي العلم الحديث لهذه المصاديق المتقدمة وهل حقا يمكن أن يستدل الانسان من خلال التصرفات المحيطة به على ارادة الله وهل هذه الاشارات يمكن أن يكون لها مصاديق علمية بحتة مبنية على التجارب المختبرية؟
سأحاول ان اورد لكم بعض هذه المصاديق العلمية ومن خلالها نستدل على نقطة البحث ان شاء الله.
النباتات : جميعاً نعلم حقيقة أن النباتات تعد كائنات حية فهي تتغذى وتطرح الفضلات وتتكاثرلكن في الوقت الذي أنت تمشي فيه على العشب وتضرب شجيرات بالعصا او تكسر أغصان الأشجار أو تقطف وردة أو غيرها من أعمال.
هل خطرلك يوماً أن النباتات قد تكون كائنات ذكية لها شعور وقدرات إدراكية متطورة ؟
لم يخطر أبداً في بال أي عالم مختص بالنباتات أن يقوم يوماً بفحص مدى الوعي الذي تتميز به النباتات لسبب نظرتهم المختلفة للحياة فلم يحاولوا حتى التفكيربإمكانية تمتع النباتات بالشعور والإدراك الذي هو بنفس مستوى الإنسان إن لم نقل أكثر .
وهناك عبارة يرددها العلماء دوما أن النباتات ليس لها أدمغة فكيف يكون لها عقل !
وفي الحقيقة لا نعرف كيف يكون لها عقل أو أين يوجد لكن أثبتت التجربة وجود هذا العقل مليون بالمئة .
بقيت عقائد كثيرة كـ (عقيدة أرسطو)عن النباتات التي تقول : بأن لها أرواح لكن ليس لها شعور أوأحاسيس وهذه العقيدة بقيت سارية المفعول حتى القرن الثامن عشر إلى أن صّرح كارول فون لين المؤسس الأول لعلم النبات ... بأن النباتات لا تختلف عن الحيوان والإنسان سوى في عدم قدرتها على الحركة.
وأول من تطرق لفكرة أن النباتات عاقلة مابين المجتمع العلمي هو البروفسور الألماني كوستاف افيادور فيتشنروكان ذلك في العام 1848 م حيث نعته حينها الكثيرون بالأحمق، لأنه تجّرأ واقترح بأنه يجب على الناس أن يتحدثون مع نباتاتهم من أجل مساعدتها على النمو، وفي كتابه الذي بعنوانه NANA شرح فتشنر حقيقة إن النباتات قريبة التشابه فكريا بالبشر وأن لها أنظمة عصبية مركزية ولها شعور مرهف لذلك فعلى الناس أن يتواصلوا مع نباتاتهم عن طريق التحدث إليها باستمرار ، وبعد مرور 34 عام على كتاب فتشنرجاء كتاب شارلز دارون كتابه الذي بعنوان " قدرة الحركة عندالنباتات" وذكر فيه أن النباتات لها صفات متقاربة مع الحيوانات وأثبت أن النباتات المتسلقة لديها قدرة على الحركة بحّرية ، وإضافة بالقول إن النباتات تظهر هذه القدرة فقط عندما تجد هذا ضرورياً ويكون ذلك في مصلحتها .
وبعد ذلك بسنوات نشر لوثربوربانك باحث في العلوم الإنسانية كتاب بعنوان "تدجين النباتات الإنسانية" وقال فيه أن النباتات قد لاتفهم الكلمات التي نقولها لكنها تستوعب بشكل تخاطري ما نقوله .
وفي بدايات القرن العشرين جاء البايولوجي النمساوي راوول فرانس وتقدم بفكرة مناقضة تماماً للعقلية السائدة بين علماء الطبيعة قال أن النباتات تستطيع تحريك أجسامها بحّرية وسهولة ورشاقة ومهارة تضاهي أحيانا ً الحيوانات والسبب الذي يجعلنا لا ننتبه لهذه الحركات هو بطئها الشديد فالإنسان مقتنع بأن النباتات لا تتحرك لأنه لا يسخّر الوقت الكافي لمراقبتها أما النباتات المتسلقة مثل شجرة العنب فأنها تبدأ بالزحف بحثاً عن الدعامة فتتوجه نحو أقرب عمود وعند الوصول إليه تبدأ بالالتفاف حوله متسلقة للأعلى وإذا قمت بنقل العمود إلى مكان آخر قريب سوف تلاحظ بعد عدة ساعات إن هذه النبته قد غيرت اتجاهها نحو الموقع الجديد للعمود وتبدأ بالزحف نحوه هل تستطيع رؤية ذلك؟ هل قامت بإدراكه عن طريق خواص أو حواس لازلنا نجهلها ؟
ومنذ مئه عام تقريباً قام العالم الهندي الكبير جادادس شوندرا فوسباختبارات مثيرة على النباتات وأثبت خلال تجاربه حقيقة أن النباتات هي كائنات عاقله فهي تدرك كل ما يجري من حولها وتتأثر بذلك حسب الحاله ، وذهب شوندرا في دراسته أبعد من ذلك حيث دلّت دراسته على العلاقة المنسجمة بين الكائن الحي والجماد وأن الوعي موجود في كل شيء حتى الجماد .
ظاهرة باكستر :-
لم تنل فكرة النباتات العاقلة الكثير من الاهتمام اللازم حيث اٌعتبرت مجرد افتراضات أو حتى خرافات كانت مكانتها عند الناس المتحضرين بمثابة إحدى القصص المثيرة التي يتسلون بها في مجالسهم.
وظل الأمر على هذا الحال حتى جاء الإثبات الدامغ وهذه المرة لم تكن على يد عالم نباتي ولا حيواني أو بايولوجي حتى أنه لم يفقه عن العلوم الطبيعيه شيئاً و قد أكّدت تجربته مايدل على أن النباتات لها عواطف وأفكار وحتى القدرة على قراءة الأفكار ، اسمه "كليب باكستر" هو شرطي متقاعد من مدينة نيويورك الأمريكيه وكان يدير مركز للتدريب على استخدام جهاز البوليغراف جهاز كاشف الكذب يسمونه ونٌشرت أبحاثه لأول مره في مجلة "إنترناشينل دورنل أوف باراسيكولوجي" في العام 1968 م وقد استخدم جهاز البوليوغراف للتواصل مع النباتات واكتشف ردود أفعالها المختلفة التي دّلت على أنها ردود أفعال لا تصدر إلا من مصدر عاقل .
قبل أن نسرد تفاصيل هذا الاكتشاف المثير الذي توصل إليه باكستر يجب علينا أولاً أن نتعرف على جهاز البوليغراف الذي كان وسيلة التواصل مع النبته ، والبوليوغراف هو جهاز يقوم بتسجيل التغيرات الفيزيائية في الجسم مثل ضغط الدم ، ونبضات القلب ، وسرعة التنفس ، والتعرق إلى غيرها .... وهذه التغيرات الفيزيائيه تكون ناتجة عن تغيرات نفسيه في هذا الشخص واُستخدم هذا الجهاز في مراكز الشرطة والمراكز الأمنيه المختلفه وحتى في المؤسسات الخاصة أحياناً .
وتعتمد طريقة عمل البوليغراف على حقيقة تقول إنه عندما يَكذب الإنسان يسبب ذلك ردود فعل عصبية غير إرادية ناتجة من الاضطراب النفسي الذي يصيب الشخص فيسّجل الجهاز التغيرات الذي يسببه هذا الاضطراب كارتفاع دقات القلب ، أو زيادة التنفس ، أو غيرها من ردود أفعال ... .
وهناك قسم معين من هذا الجهاز يمكن أن يَعتمد على ردود الفعل أو التغيرات الحاصلة في الجلد وهذه الطريقه معروفة بـ GSR "قلفانك سكين رسبونس"(يعتمد على التغيرات اللتي تحصل على البشرة ) ويقوم هذا القسم بقياس درجة التعرق في الجلد أي العرق السائل الناقل للتيار الكهربائي ، فالتعرق تزداد نسبته أثناء الكذب فيتحسس الجهاز بتلك الزيادة الطفيفة فيتحرك المؤشر إلى مستوى معين زيادةً في نسبة السائل ويعني زيادة في ناقلية التيار الكهربائي.
فهذا الجهاز لا يعلم الغيب كما يتصوره البعض أنه يقوم بتحديد مستويات معينة من ردود أفعال جسدية فيقارنها الخبير مع الحالات النفسية التي يَعرف دلالاتها مسبقاً ، مثلاً : الكذب يسبب الخوف فيسجل إشارة مرتفعة لمستوى معين فيستدل الخبير من ذلك أن الشخص خائف، وعدم معرفة جواب معين يسبب الإرباك فيؤشر الجهاز على مستوى معين يستدل الخبير أن الشخص مرتبك ، والثقة بالنفس تسبب الهدوء فيسجل الجهاز إشارة محددة ، والشعور بالارتياح يسبب السعادة فيؤشر الجهاز مستوى يدل على تلك الحالة النفسية .
وقد رفضت المحاكم أو أي مؤسسه عدليه أخرى الأخذ بنتائج البوليغراف كشاهد إثبات ضد المتهمين والسبب لايعود إلى وجود عيب في أداء الجهاز أو ثقته بل المشكلة تَكمن عند بعض المجرمين الذين يتصّفون ببرودة وبلادة حسيه مما يجعله من المستحيل على الجهاز تسجيل أي رّدة فعل نفسيه عليهم .
قام باكستر بتجربته الأولى في الثاني من شباط عام 1966 م بمدينة نيويورك بينما كان في مركز التدريب على البوليغراف فروى أحداثها قائلاً : لا أعرف ماهو السبب وراء الفكرة التي خطرت لي فجأه لمعرفة كم من الوقت تستغرقه النبته في عمليه امتصاص المياه من جذورها مروراً بالجذع وصولاً إلى الورقه العلوية ،وقمت بسقي النبته بعد أن وصّلت إحدى الأوراق العلوية عن طريق الأسلاك بجهاز البوليغراف على طريقة الـGSR التي يمكنها استشعار درجة الرطوبة في النبته وكنت مقتنعاً بفكرة أن المياه التي تجري في عروق النبته سوف تصل بعد فترة إلى الورقة العلوية الموصوله بجهاز البوليغراف وعندما تصبح الورقة مشبعة بالماء تزداد رطوبتها ويزيد ذلك من ناقلية التيار الكهربائي فيؤشر الجهاز وأستطيع حينها نعرف مدة انتقال المياه من الجذور إلى الورقة العلوية ، وكانت المفاجأة المثيرة هي إنني في الوقت الذي قمت فيه بسقي النبته راح الجهاز بنفس اللحظة يرسم خطوط بيانيه تؤشر إلى حاله ارتباك مما يدل على ردود فعل نفسية فتساءلت: كيف يمكن لنبته أن تٌعطي هذه النتيجة المشابه لنتائج ردود فعل إنسانية ؟؟
وخطرت لي فكرة تجعلني أتأكد من خلالها إن هذه العملية ليست صدفه فرحت أفكر في وسيلة اقوم بها كتهديد النبته بالخطر لأن هذه الوسيلة تسبب حالة خوف وهذه الحالة تعطي نتيجة دقيقة على مؤشر الجهاز وقد حاولت لمدة ربع ساعة أن أحصل من النبته على حالة خوف عن طريق تغطيس إحدى أوراقها في فنجان قهوة ساخن!! لكن لم يحدث أي تجاوب أو ردة فعل، فخطرت لي فكرة أخرى سوف أقوم بحرق تلك الورقة فرحت أبحث عن علبة الكبريت في مكتبي لكنني لم أجدها وبينما كنت واقفاً على بعد متر ونصف عن النبته أفكر أين وضعت علبه الكبريت لفت نظري جهاز البوليغراف الذي راح يرسم خطوط تُشير إلى حاله هيجان أي رعب في تلك اللحظه ، لا زال المنطق يُسيطر على تفكيري فأول فكرة راودتني هي إن المياه قد وصلت أخيراً إلى الورقة واُشبعت بدرجة عالية من الرطوبة فأدى ذلك إلى تحريك المؤشر ،أو هل يمكن أن تكون النبته قد قرأت أفكاري وعَلمت بأني أنوي حرق ورقتها ؟؟
أردت أن أحسم الأمر فذهبت إلى مكتب السكرتيرة وعدت بعلبه كبريت لكنني وجدت أن مؤشر الجهاز يتحرك بشكل جنوني أعلى مستوى من الانفعال أي في حالة رعب شديدة فعَدلت عن رأيي حينها حيث إنه لا يمكنني قراءة أي نتيجة على أي حال بسبب حركة المؤشر المجنونة لكن عندما وضعت علبة الكبريت جانباً عاد الجهاز إلى حالة هدوء تام .
وفي تلك الأثناء وبينما كنت في حالة حيرة ودهشة دخل شريكي في العمل وأخبرته عن كامل القصه فقام هو بنفس التجربة وكانت النتيجة هي ذاتها ، عندما صمم شريكي على حرق الورقة راح المؤشر يتحرك بشكل جنوني لكن الغريب في الأمر هو إنه عندما كان يتظاهر بأنه سوف يحرق الورقه وفي داخله هو لا ينوي ذلك تبقى ردة فعل النبته طبيعية أي لا يتحرك المؤشر أي أن النبته تستطيع أن تفرق بين من يتظاهر بنيه القيام بفعل ما وبين من يصمم على القيام بذلك الفعل أي إنها تقرأ الأفكار .
أقام باكستر الكثير من التجارب الأخرى وكانت كل تجربه تكشف عن ميزه فكريه جديده في عالم النبات فلاحظ مثلاً أن النبته تتأثر من موت إحدى الكائنات الحية بقربها حتى الخلية المجهرية ويمكن لها أن تتعرف على شخص قام بإيذاء نبته أخرى فعندما يدخل شخص إلى الغرفة التي توجد فيها النبته يبدأ الجهاز بتسجيل انفعالات تدل على الرعب وقد اكتشف باكستر إن نباتاته المنزلية تتجاوب لأفكاره مهما كانت المسافه الفاصلة بينهما .
ففي يوم من الأيام بينما كان عائداً إلى المنزل و لازال بعيداَمسافة عدة كيلومترات قرر إعلام النباتات عن طريق التواصل الفكري أي مجرد التفكير بهم إنه قادم إلى المنزل وعند وصوله بعد فترة المنزل اكتشف إن جهاز البوليغراف قد قام بتسجيل حاله انفعال بنفس اللحظة التي قام فبها بالتواصل الفكري أثناء عودته على الطريق .
وبالرغم من التجارب التي أقام بها باكسترأعيدت الآف المرات من قبل الكثيرين حول العالم وقد عُرضت في عشرات المحطات التلفزيونية مع ذلك كله فإن الفكرة لازالت غير مألوفةلأغلبية الناس .
والمشكله ليست في عدم صُدقية هذه الظاهرة التي لم يتوقعها أي إنسان متحضر وقد شرحنا عدة أسباب لرفض البشر للأفكار الجديدة ، أما المجتمع العلمي فكما عادته دائما ًلم يعترف بها لأسباب كثيرةوأهمها هو: أن هذه الظاهرة قد كشفها رجل ليس له علاقة بالعلم لا من قريب أو بعيد وطبعاً كبرياؤهم لن يسمح لهم بذلك أبداً وفّضلوا إثبات عدم صُدقيتها وحرمان شعوب من الحقيقة على أن يقبلون بهذه الحقيقة التي جعلتهم يظهرون كالأغبياء.
بالإضافة إلى أسباب آديولوجية تفرض نفسها على الساحة فهذه الظاهرة قد أثبتت صٌدقيه بعض الأديان البدائية التي تعتبرها المجتمعات المتحضرة وثنية وتلك الأديان المنتشرة في جزر المحيطات وأدغال الأمازون وأفريقيا واستراليا .... وغيرها ، التي آمنت جميعها بأن النباتات لها أرواح ويمكن مخاطبتها أما نحن كبشر فنرفض بكل بساطة فكرة وجود أي كائن ذكي سوانا على هذه المعمورة بينما تثبت الحقائق والاكتشافات يوماً بعد يوم ما يدل على أننا أكثر الكائنات غباء على الإطلاق .
أقيمت الدراسات في مؤسسات أكاديمية كثيرة حول العالم وجميعها توصلت إلى النتيجة ذاتها أي أن النباتات واعية ومن تلك الأكاديميات سنورد بعض التجارب التي أقامتها جامعة south California وقد استخدموا طريقة الـGSR في التواصل مع النباتات وراحوا يدرسون ردود أفعال النباتات تجاه أفعال مختلفة مثلاً : ردة فعلها أثناء سقيها بالماء ، أو دفنها تحت التراب ، أو محادثتها أو غيرها من الأعمال ... واكتشفوا فيما بعد أن النباتات الموجودة في الجوار أي خارج قاعة الاختبار تظهر ردود أفعال مشابهة للنباتات الموجودة داخل القاعة أي إنه يوجد نوع من التواصل بين النباتات فقرروا إجراء اختبارات إضافية لإثبات صُدقيه ذلك فقاموا بنقل قسم من النباتات الموجودة في قاعة الاختبار إلى قاعة موجودة في بناء آخر بعيدة مئات الأمتار من القاعة الأساسية .... وكانت التجربة بالشكل التالي :-
دخل خمسه أشخاص إلى القاعة الأولى وكلاً منهم مكلف بمهمة مختلفة الأول مثلاً مهمته هي سقي النباتات ، ومهمة الثاني هي تسليط ضوء ساطع عليها ، والثالث كانت مهمته العزف على القيتار ، وهكذا حتى النهاية ..... وكانت ردود فعل تلك النباتات متفاوت حسب اختلاف المهمات التي نفّذها الأشخاص الخمسة ، بينما في القاعة الثانية فلم تسّجل أي ردّه فعل على الإطلاق بعد ذلك ، دخل شخص سادس يحمل مقص وراح يقص بعض الأوراق من النباتات الموجودة في القاعة الأولى وفي تلك اللحظة بالذات راحت النباتات الموجودة في كلاً القاعتين الأولى والثانية تُسجّل ردود فعل عنيفة أي هيجان كبير وفي نفس اليوم دخل الأشخاص الذين نفّذوا مهمات مختلفة في القاعة الأولى إلى القاعة الثانية واحداً تلوا الأخر فلم تُسجّل النباتات أي ردة فعل
، لكن عندما دخل الشخص السادس إلى القاعة راحت الأجهزة تَرسم خطوطاً بيانية عنيفة أي مرعبة مع العلم أن هذا الشخص لم يكن يحمل بيده أي مقص أو شيء يسبب الخوف ويبدو أن النباتات عَرفت أن الشخص ذاتهُ الذي قام بقّص أوراق من النباتات الموجودة في القاعة الأولى .
كيف تعرفت النباتات على الشخص الذي حاول إيذائها رغم تلك المسافة الفاصلة بين المجموعتين المنفصلتين من النبات؟؟
هناك نوع من الأشجار المعروفة في أفريقيا والتي يبدو أن أوراقها هي طعام مفضّل عند الزّرافات لكن الغريب في الأمر هو أن لديها حساسية خاصه تجاه الحيوانات فعندما تقترب منها مجموعة من الزرافات وتبدأ بالتهام أوراقها يتحول طعم الأوراق خلال ربع ساعة إلى طعام مر مثل العلقم فتنفر منها الزرافات وتذهب بعيداً ، لكن الأغرب من ذلك هو أن الأشجار المجاورة التي تتواجد على بعد كيلومتر تقريباً من الشجرة المعنية يتحول طعم أوراقها إلى مر أيضاً فتضطر الحيوانات إلى الانتقال إلى مكان آخر بعيد جداً .
هل هذا تخاطر؟ هل هذا وعي نباتي ؟؟ أم الاثنين معا؟؟
قام "مارسيل بوقل" بنفس التجارب التي نفذها باكستر ولاقت جميعها النجاح فتوصل إلى استنتاج مثير يقول : (إن هناك طاقة حياتيه أي قدرة كونية تحيط بالكائنات الحية وتتقاسمها جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان) .
وقال في كتابه حياة النباتات السرية إن هذه الوحدة الكونية هي التي تؤدي إلى إمكانية وجود حسَاسية متبادلة تجعل هذا التواصل بين النباتات والإنسان ممكنا ً ، وليس هذا فقط بل تُمكّن النباتات أيضاً من حفظ هذه العلاقة في ذاكرتها ، وتستطيع النبته معرفة أي نوع من النمل الذي يَسرق رحيقها فتغلق المنافذ المؤدية للرحيق عندما تشعر بوجود هذا النوع من النمل في الجوار وتتفتح عندما تجد كميه كبيره من الندى على ساقيّها مما يُشكل عقبه في عمليه تسّلق النمله .
أما شجرة الأكاسيا مثلاً فهي تُـكافئ نوع من النمل بالسماح له بتناول رحيقها مقابل خدماته التي تتمثل بالدفاع عنها ضد الحشرات المؤذية وكذلك بعض الحيوانات العاشبه التي تقترب من الشجرة .
وهذه العلاقة الصميمية بين النباتات والكائنات الأخرى التي تعتمد على الخدمات المتبادلة مألوفة في الطبيعه المحيطه بنا ، وجميع الشعوب الفطرية ( البدائية) التي لا زالت تعيش بانسجام تام مع الطبيعة مثل هنود أمريكا الشمالية، وهنود الأمازون، وسكان استراليا الأصليين ، وسكان كالهاري في أفريقيا " البوشمان" وغيرهم من الشعوب الذين في طريقهم إلى الانقراض تقوم تعاليمهم التقليدية على تشجيع أبناءهم على احترامالطبيعة والتواصل معها وربما هذا هو السبب وراء إنهم يحققون معجزات علاجيه أحياناً في طب الأعشاب .
ويقول جون كيهو وهو رحّال قام برحلات عديدة حول العالم ولقاء الشعوب البدائيه لقد وجد الجواب أخيراً لسؤال راوده لسنين طويله وهو في الحقيقة يراود الكثير منا ماهو المصدر الأساسي للطرق والأساليب العلاجية المختلفة بين أطباء الأعشاب الذين توارثوا هذه المهنة عبر العصور ؟؟فإن سألت أحد أطباء الأعشاب التقليديين كيف تعرف أن هذه العشبه أو النبته هي الدواء المناسب لمرضً أو داءً معين ؟؟
يكون جوابهم لا نعلم فلقد توارثنا هذه المعلومات والتقنيات من أسلافنا القدماء جيلٌ بعد جيل حتى وصلت إلينا ، وكل ما نعرفه هو أن هذه الأعشابهي أدويه فعّاله .
بينما كان كونجيهو يَجوب الأدغال الأفريقية مع فرقته الإستكشافيه توجهت إمرأه وهي أحدى أفراد الأٌسرة نحو الأشجار وقطفت أوراقها وراحت تمضغها في فمها لبعض الوقت ثم وضعت الأوراق الممضوغة على عيونها كانت تعاني من مشاكل في العيون فسألها جون: إن كانت تعرف هذه الطريقة من قبل فقالت: إنها لم تعرف شيء عن هذه الشجرة من قبل فصٌدم جون من جوابها حيث يعلم إنه هناك الكثير من الأشجار السامة في تك الغابات، فقال لها مؤنباً : إن هذا الفعل قد يسبب لها الأذى الكبير إن لم تكن تعلم ماذا تفعل !فكان جوابها : لديا إيمان المطلق بهذا العلاج فقد أوحت لي تلك الشجرة ذلك لا أعرف كيف لكنني متأكدة من أنها فعلت ، فطلب جون من دليل الأفريقي أن يتعرف على نوع الشجرة و احتفظ ببعض أوراقها ليدرسها عند عودتهم إلى المٌخيم .
وعند عودتهم قاموا بالبحث في الموسوعة النباتية عن معلومات حول هذه الشجرة ووجدوا إن اسمها العلمي هو " سلفرترمنالايا " وراحوا يقرؤون مواصفاتها وميزاتها وغيرها من معلومات حتى وصلوا إلى ما فاجأهم فيها ، حيث تقول إحدى السطور لهذه الشجرة استخدامات كثيرة بين الشعوب الأفريقية ولأوراقها طعم مُر وكانت الأوراق تُأخذ كدواء للإسهال ويُمكن لها أن تُستخدم كمطهر للعيون ، أما تلك المرأة فقد شٌفيت عيونها في اليوم التالي سبحان الله !هل هي صدفة؟ أم معجزة؟ أم إنها عمليه تواصل طبيعيه مع النباتات والتي تحّدث عنها القدماء ؟ ذلك التواصل الذي نحن حُرمنا منه كَبشر متحضرين بسبب ضجيج الحياة العصرية وأسباب كثيرة منها والسؤال الذي يظهر مباشرة إلى أذهاننا يقول هل يمكن أن نكون قد فقدنا القدرة إلى الأبد أي القدرة على تحسس واستشعار تلك النغمة الخفية في الطبيعه كهمسات النباتات والأشجار من حولنا ؟؟هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه .
وبعد هذا البيان المفصل لاحدى الحقائق وهي أن النباتات ربما تكون كائنات على مستوى من الوعي ويمكنها أن تتواصل مع الانسان وكما قال الله تعالى(({تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }الإسراء44
فلغة التوسم والتواصل موجودة وحقيقة تأريخية قبل أن تكون علمية وكان يدين بها الشعوب القديمة كسومر وآكاد وغيرهم وهم يستدلون بها على مشيئة الله سبحانه وتعالى.
الاديان وتطابقها مع لغة التوسم
ورد في سفر الامثال الجزء الثالث في العهد القديم((مما ناجى موسى ربه توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك,في كل طريق أعرفني,وأنا اقوم سبيلك, لا تحسب نفسك حكيما,أكرمني وأدب نفسك بقولي))
لاحظوا جزاكم الله خير الكلمات الواردة ((في كل طريق أعرفني)) أي أن الطرق المؤدية الى الله كثيرة وأن الله يتكلم مع العبد في كل شئ وهذا ما يتوافق مع النصوص السابقة الواردة في الرقم الطينية السومرية ومع البحوث العلمية المتقدمة.
والنبات يئن ويبكي حقيقة شرعية ومعجزة نبوية.
فالحقيقة العلمية تثبت أن النبات يدمع بظاهرة الادماع (Guttation) في عالم النبات الزهري وللدموع قنوات دمعية , وأجهزة خاصة بها تسمى بالأجهزة الدمعية (Hydathodes) تفتح إلى الخارج بالثغر المائي (Water stoma) وقد ثبت أن نبات القلقاس الهندي Colocacia nympaefolia عريض الأوراق يدمع في الليلة مئة سنتمتر مكعب من الدموع المحملة بالأملاح والأحماض الأمينية وغيرها
أما الجذع الذي بكى فتلك حقيقة علمية إسلامية(1) وليست قصة من قصص الخيال العلمي , فقد قال الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي: حدثنا ابراهيم بن محمد , قال : أخبرني عبد الله ابن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إلى جذع نخلة إذ كان المسجد عريشا, وكان صلى الله علية وآله وسلم يخطب إلى ذلك الجذع ( أي يقف عليه للخطبة).
فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هل لك أن نجعل لك منبراً تقوم عليه يوم الجمعة فتسمع الناس خطبتك ؟!
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعم, فصنع له ثلاث درجات هي اللآتي على المنبر . فلما صنع المنبر ووضع موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوم على ذلك المنبر فيخطب عليه فمر إليه , فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه خار حتى تصدع وانشق , فنزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده صلى الله عليه وآله وسلم ثم رجع إلى المنبر.
فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي ابن كعب, فكان عنده حتى بلى وأكلته الأرضة وعاد رفاتا(2).
وفي رواية اخرى: أن رسول الله صلى الله علية وآله وسلم كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب للناس. فجاءه رومي فقال : ألا أصنع لك شيئاً تقعد عليه كأنك قائم؟
فصنع له منبرا, درجتان ويقعد على الثالثة, فلما قعد نبي الله على المنبر خار (أي الجذع) كخوار الثور- ارتج المسجد لخوره حزناً على رسول الله فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور, فلما التزمه سكت.
ثم قال : (صلى الله عليه وآله وسلم) : والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامه حزنا على رسول الله (3).
وكان الحسن عليه السلام إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : ياعباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقاً إليه لمكانه من الله, فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه وقيل أن جذع النخلة صاحت صياح الصبي, ثم نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضمه إليه يأن أنين الصبي, الذي يسكن : قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها(4).
أضاءة من كتاب رحلة موسى الى مجمع البحرين
﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذ
ْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى
آثَارِهِمَا قَصَصاً﴾:
كان فقدان الحوت عند الصخرة آية من الله سبحانه وتعالى نُبه من خلالها موسى ع إلى أنه تجاوز المطلوب، ولم تكن بالأصل آية عند
موسى ع أي إن موسى لم يكن يعلم أن فقدانه للحوت هو علامته على العبد الصالح وإلا لما طلب من يوشع أن يأتيه بالحوت ليأكله
كطعام، فكيف يمكن أن يعقل أحد أن يأكل موسىu الآية التي تدله على المطلوب وهو يعلم أنها آيته التي توصله إليه وخصوصاً أنه
مأمور من الله بالوصول إلى العبد الصالح وإتباعه، أما قول موسى ع : ﴿قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً﴾ فأراد به
العبد الصالح الذي رأوه عند الصخرة.
والأمر كالتالي فمن له أذنان للسمع فليسمع ومن له قلب للفهم فليفهم: الله سبحانه وتعالى يتكلم في كل شيء ولكن الناس غافلون
ملتفتون إلى أنفسهم وأهوائهم، فليس الطريق الوحيد لكلام الله مع الأنبياء هو الوحي أو إسماعهم ألفاظاً في آذانهم أو معاني في قلوبهم، بل
هناك الطريق الأعظم وهو (ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله معه وقبله وبعده)، فموسى ع عندما وجد أنهما فقدا الحوت عند الصخرة
علم أنها آية من الله سبحانه، وإلا فهما في شدة التعب والجوع ﴿قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً﴾ فلماذا تكون
مشيئة الرب الرؤوف الرحيم هنا أن يفقدا طعامهما؟؟! هنا عرف موسى u ماذا أراد الله أن يخبره وسمع كلام الله في هذا الحدث وهو
أن طعامك الذي جئت في طلبه (العلم) موجود حيث فقدت طعامك المادي (الحوت) ﴿قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا
قَصَصاً﴾، علم موسىع أن العبد الذي مرَ به عند الصخرة هو العبد الصالح الذي جاء يطلبه ليتعلم منه.
وكما كان فقدان الحوت آية ودليلاً على طعام الروح الذي يحمله العبد الصالح، كانت حياة الحوت واتخاذه سبيله في البحر بسرعة وخفاء
والحمد لله رب العالمين
والحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين,الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في الجج الغامرة يأمن من ركبها ويهلك من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق.
من الطبيعي أن الامم تحتفظ بتأريخها وتعتز برقي اسلافها فنراها حريصة كل الحرص في الحفاظ على ما تبقى منها من آثار دنيوية كالعمران والواقع الجغرافي وغيرها من الامور ولكنهم لا يحتفظون بالمبادئ والقيم والرقي الانساني الذي يعد من أهم ما يميز الحضارات العريقة ويجعلها خالدة بخلود الامتداد الانساني والتطور الاخلاقي المتأصل من جذورها..
وموضوع هذا البحث هوعبارة عن مقارنة معرفية بين شعوب بلاد ما بين النهرين ((بلاد سومر وآكاد)) وأعتتقادهم وأستنادا الى النصوص المنقولة عنهم والرقم الطينية مع ربطها ببحوث علمية تجريبية معاصرة بحقيقة هذه المعارف ومطابقتها مع النص الديني الرسالي الممتد على طول المسيرة الانسانية السمحاء المتمثلة بخلفاء الله ومن أتبعهم وهم خير من مثل هذا المصداق ومن الله التوفيق
سومر وآكاد والاعجاز العلمي
ورد في كتاب اساطير بابل وكنعان لشارل فيرللو ص 28
عرفنا ألان ان البشر خلقوا ليخدموا الآلهة وان هؤلاء يعاقبونهم لأتفه الذنوب فعليهمأن يطيعوا رغبات السماء بكل دقة وان يلبوا نزواتهم, كيف يعلمون أذن كي يحافطوا على هذا الوفاق ويتجنبوا غضب الآلهة؟واذا ما رأوا احلاما –أن الآلهة يوحون ما يخطر لهم بواسطة الاحلام-فكيف يفسرونها بصورة ترضيهم,هذا اذا كان هناك أحلام فكيف اذا لم تكن؟
الجوابلشارل فيرللو):- يعمدون الى الارهاصات والدلالات الطبيعية فهي ترشدهم الى الحقيقة ولذا يجب الانتباه الكلي ليس الى تغيرات القمر فحسب بل الى شكل الغيوم,فكل حركة وكل تنقل من الزاحفة تحت العشب حتى الكواكب السابحة في ميدان النجوم تعطي أشارة لارادة الآلهة سواء أكانت حسنة ام سيئة وهنا يظهر الفن او العلم عبقريته فيميز اذا كانت الارادة خيرة ام لا.
هنا نرى وبوضوح شديد أن شعوب سومر وآكاد كانوا يعرفون ويعلمون بأمور دقيقة في الدين الالهي ,مثل الاعتقاد بالرؤيا وأنا كلام الله والتوسم والاعتقاد بأن الله ممكن أن يكلم الانسان في كل شئ يمر به.
الان ادعوا القارئ الكريم الى الالتفات الى هذه المعتقدات التي كان يدين بها السومريون القدامى كالتوسم والرؤيا ومعنى التوسم هو أن الله يكلم الانسان في كل شئ وهذا ما نراه واضحا في النص اعلاه وكذا من الشرح المرفق للنص السومري السابق.
ولكن لنرى ما هو رأي العلم الحديث لهذه المصاديق المتقدمة وهل حقا يمكن أن يستدل الانسان من خلال التصرفات المحيطة به على ارادة الله وهل هذه الاشارات يمكن أن يكون لها مصاديق علمية بحتة مبنية على التجارب المختبرية؟
سأحاول ان اورد لكم بعض هذه المصاديق العلمية ومن خلالها نستدل على نقطة البحث ان شاء الله.
النباتات : جميعاً نعلم حقيقة أن النباتات تعد كائنات حية فهي تتغذى وتطرح الفضلات وتتكاثرلكن في الوقت الذي أنت تمشي فيه على العشب وتضرب شجيرات بالعصا او تكسر أغصان الأشجار أو تقطف وردة أو غيرها من أعمال.
هل خطرلك يوماً أن النباتات قد تكون كائنات ذكية لها شعور وقدرات إدراكية متطورة ؟
لم يخطر أبداً في بال أي عالم مختص بالنباتات أن يقوم يوماً بفحص مدى الوعي الذي تتميز به النباتات لسبب نظرتهم المختلفة للحياة فلم يحاولوا حتى التفكيربإمكانية تمتع النباتات بالشعور والإدراك الذي هو بنفس مستوى الإنسان إن لم نقل أكثر .
وهناك عبارة يرددها العلماء دوما أن النباتات ليس لها أدمغة فكيف يكون لها عقل !
وفي الحقيقة لا نعرف كيف يكون لها عقل أو أين يوجد لكن أثبتت التجربة وجود هذا العقل مليون بالمئة .
بقيت عقائد كثيرة كـ (عقيدة أرسطو)عن النباتات التي تقول : بأن لها أرواح لكن ليس لها شعور أوأحاسيس وهذه العقيدة بقيت سارية المفعول حتى القرن الثامن عشر إلى أن صّرح كارول فون لين المؤسس الأول لعلم النبات ... بأن النباتات لا تختلف عن الحيوان والإنسان سوى في عدم قدرتها على الحركة.
وأول من تطرق لفكرة أن النباتات عاقلة مابين المجتمع العلمي هو البروفسور الألماني كوستاف افيادور فيتشنروكان ذلك في العام 1848 م حيث نعته حينها الكثيرون بالأحمق، لأنه تجّرأ واقترح بأنه يجب على الناس أن يتحدثون مع نباتاتهم من أجل مساعدتها على النمو، وفي كتابه الذي بعنوانه NANA شرح فتشنر حقيقة إن النباتات قريبة التشابه فكريا بالبشر وأن لها أنظمة عصبية مركزية ولها شعور مرهف لذلك فعلى الناس أن يتواصلوا مع نباتاتهم عن طريق التحدث إليها باستمرار ، وبعد مرور 34 عام على كتاب فتشنرجاء كتاب شارلز دارون كتابه الذي بعنوان " قدرة الحركة عندالنباتات" وذكر فيه أن النباتات لها صفات متقاربة مع الحيوانات وأثبت أن النباتات المتسلقة لديها قدرة على الحركة بحّرية ، وإضافة بالقول إن النباتات تظهر هذه القدرة فقط عندما تجد هذا ضرورياً ويكون ذلك في مصلحتها .
وبعد ذلك بسنوات نشر لوثربوربانك باحث في العلوم الإنسانية كتاب بعنوان "تدجين النباتات الإنسانية" وقال فيه أن النباتات قد لاتفهم الكلمات التي نقولها لكنها تستوعب بشكل تخاطري ما نقوله .
وفي بدايات القرن العشرين جاء البايولوجي النمساوي راوول فرانس وتقدم بفكرة مناقضة تماماً للعقلية السائدة بين علماء الطبيعة قال أن النباتات تستطيع تحريك أجسامها بحّرية وسهولة ورشاقة ومهارة تضاهي أحيانا ً الحيوانات والسبب الذي يجعلنا لا ننتبه لهذه الحركات هو بطئها الشديد فالإنسان مقتنع بأن النباتات لا تتحرك لأنه لا يسخّر الوقت الكافي لمراقبتها أما النباتات المتسلقة مثل شجرة العنب فأنها تبدأ بالزحف بحثاً عن الدعامة فتتوجه نحو أقرب عمود وعند الوصول إليه تبدأ بالالتفاف حوله متسلقة للأعلى وإذا قمت بنقل العمود إلى مكان آخر قريب سوف تلاحظ بعد عدة ساعات إن هذه النبته قد غيرت اتجاهها نحو الموقع الجديد للعمود وتبدأ بالزحف نحوه هل تستطيع رؤية ذلك؟ هل قامت بإدراكه عن طريق خواص أو حواس لازلنا نجهلها ؟
ومنذ مئه عام تقريباً قام العالم الهندي الكبير جادادس شوندرا فوسباختبارات مثيرة على النباتات وأثبت خلال تجاربه حقيقة أن النباتات هي كائنات عاقله فهي تدرك كل ما يجري من حولها وتتأثر بذلك حسب الحاله ، وذهب شوندرا في دراسته أبعد من ذلك حيث دلّت دراسته على العلاقة المنسجمة بين الكائن الحي والجماد وأن الوعي موجود في كل شيء حتى الجماد .
ظاهرة باكستر :-
لم تنل فكرة النباتات العاقلة الكثير من الاهتمام اللازم حيث اٌعتبرت مجرد افتراضات أو حتى خرافات كانت مكانتها عند الناس المتحضرين بمثابة إحدى القصص المثيرة التي يتسلون بها في مجالسهم.
وظل الأمر على هذا الحال حتى جاء الإثبات الدامغ وهذه المرة لم تكن على يد عالم نباتي ولا حيواني أو بايولوجي حتى أنه لم يفقه عن العلوم الطبيعيه شيئاً و قد أكّدت تجربته مايدل على أن النباتات لها عواطف وأفكار وحتى القدرة على قراءة الأفكار ، اسمه "كليب باكستر" هو شرطي متقاعد من مدينة نيويورك الأمريكيه وكان يدير مركز للتدريب على استخدام جهاز البوليغراف جهاز كاشف الكذب يسمونه ونٌشرت أبحاثه لأول مره في مجلة "إنترناشينل دورنل أوف باراسيكولوجي" في العام 1968 م وقد استخدم جهاز البوليوغراف للتواصل مع النباتات واكتشف ردود أفعالها المختلفة التي دّلت على أنها ردود أفعال لا تصدر إلا من مصدر عاقل .
قبل أن نسرد تفاصيل هذا الاكتشاف المثير الذي توصل إليه باكستر يجب علينا أولاً أن نتعرف على جهاز البوليغراف الذي كان وسيلة التواصل مع النبته ، والبوليوغراف هو جهاز يقوم بتسجيل التغيرات الفيزيائية في الجسم مثل ضغط الدم ، ونبضات القلب ، وسرعة التنفس ، والتعرق إلى غيرها .... وهذه التغيرات الفيزيائيه تكون ناتجة عن تغيرات نفسيه في هذا الشخص واُستخدم هذا الجهاز في مراكز الشرطة والمراكز الأمنيه المختلفه وحتى في المؤسسات الخاصة أحياناً .
وتعتمد طريقة عمل البوليغراف على حقيقة تقول إنه عندما يَكذب الإنسان يسبب ذلك ردود فعل عصبية غير إرادية ناتجة من الاضطراب النفسي الذي يصيب الشخص فيسّجل الجهاز التغيرات الذي يسببه هذا الاضطراب كارتفاع دقات القلب ، أو زيادة التنفس ، أو غيرها من ردود أفعال ... .
وهناك قسم معين من هذا الجهاز يمكن أن يَعتمد على ردود الفعل أو التغيرات الحاصلة في الجلد وهذه الطريقه معروفة بـ GSR "قلفانك سكين رسبونس"(يعتمد على التغيرات اللتي تحصل على البشرة ) ويقوم هذا القسم بقياس درجة التعرق في الجلد أي العرق السائل الناقل للتيار الكهربائي ، فالتعرق تزداد نسبته أثناء الكذب فيتحسس الجهاز بتلك الزيادة الطفيفة فيتحرك المؤشر إلى مستوى معين زيادةً في نسبة السائل ويعني زيادة في ناقلية التيار الكهربائي.
فهذا الجهاز لا يعلم الغيب كما يتصوره البعض أنه يقوم بتحديد مستويات معينة من ردود أفعال جسدية فيقارنها الخبير مع الحالات النفسية التي يَعرف دلالاتها مسبقاً ، مثلاً : الكذب يسبب الخوف فيسجل إشارة مرتفعة لمستوى معين فيستدل الخبير من ذلك أن الشخص خائف، وعدم معرفة جواب معين يسبب الإرباك فيؤشر الجهاز على مستوى معين يستدل الخبير أن الشخص مرتبك ، والثقة بالنفس تسبب الهدوء فيسجل الجهاز إشارة محددة ، والشعور بالارتياح يسبب السعادة فيؤشر الجهاز مستوى يدل على تلك الحالة النفسية .
وقد رفضت المحاكم أو أي مؤسسه عدليه أخرى الأخذ بنتائج البوليغراف كشاهد إثبات ضد المتهمين والسبب لايعود إلى وجود عيب في أداء الجهاز أو ثقته بل المشكلة تَكمن عند بعض المجرمين الذين يتصّفون ببرودة وبلادة حسيه مما يجعله من المستحيل على الجهاز تسجيل أي رّدة فعل نفسيه عليهم .
قام باكستر بتجربته الأولى في الثاني من شباط عام 1966 م بمدينة نيويورك بينما كان في مركز التدريب على البوليغراف فروى أحداثها قائلاً : لا أعرف ماهو السبب وراء الفكرة التي خطرت لي فجأه لمعرفة كم من الوقت تستغرقه النبته في عمليه امتصاص المياه من جذورها مروراً بالجذع وصولاً إلى الورقه العلوية ،وقمت بسقي النبته بعد أن وصّلت إحدى الأوراق العلوية عن طريق الأسلاك بجهاز البوليغراف على طريقة الـGSR التي يمكنها استشعار درجة الرطوبة في النبته وكنت مقتنعاً بفكرة أن المياه التي تجري في عروق النبته سوف تصل بعد فترة إلى الورقة العلوية الموصوله بجهاز البوليغراف وعندما تصبح الورقة مشبعة بالماء تزداد رطوبتها ويزيد ذلك من ناقلية التيار الكهربائي فيؤشر الجهاز وأستطيع حينها نعرف مدة انتقال المياه من الجذور إلى الورقة العلوية ، وكانت المفاجأة المثيرة هي إنني في الوقت الذي قمت فيه بسقي النبته راح الجهاز بنفس اللحظة يرسم خطوط بيانيه تؤشر إلى حاله ارتباك مما يدل على ردود فعل نفسية فتساءلت: كيف يمكن لنبته أن تٌعطي هذه النتيجة المشابه لنتائج ردود فعل إنسانية ؟؟
وخطرت لي فكرة تجعلني أتأكد من خلالها إن هذه العملية ليست صدفه فرحت أفكر في وسيلة اقوم بها كتهديد النبته بالخطر لأن هذه الوسيلة تسبب حالة خوف وهذه الحالة تعطي نتيجة دقيقة على مؤشر الجهاز وقد حاولت لمدة ربع ساعة أن أحصل من النبته على حالة خوف عن طريق تغطيس إحدى أوراقها في فنجان قهوة ساخن!! لكن لم يحدث أي تجاوب أو ردة فعل، فخطرت لي فكرة أخرى سوف أقوم بحرق تلك الورقة فرحت أبحث عن علبة الكبريت في مكتبي لكنني لم أجدها وبينما كنت واقفاً على بعد متر ونصف عن النبته أفكر أين وضعت علبه الكبريت لفت نظري جهاز البوليغراف الذي راح يرسم خطوط تُشير إلى حاله هيجان أي رعب في تلك اللحظه ، لا زال المنطق يُسيطر على تفكيري فأول فكرة راودتني هي إن المياه قد وصلت أخيراً إلى الورقة واُشبعت بدرجة عالية من الرطوبة فأدى ذلك إلى تحريك المؤشر ،أو هل يمكن أن تكون النبته قد قرأت أفكاري وعَلمت بأني أنوي حرق ورقتها ؟؟
أردت أن أحسم الأمر فذهبت إلى مكتب السكرتيرة وعدت بعلبه كبريت لكنني وجدت أن مؤشر الجهاز يتحرك بشكل جنوني أعلى مستوى من الانفعال أي في حالة رعب شديدة فعَدلت عن رأيي حينها حيث إنه لا يمكنني قراءة أي نتيجة على أي حال بسبب حركة المؤشر المجنونة لكن عندما وضعت علبة الكبريت جانباً عاد الجهاز إلى حالة هدوء تام .
وفي تلك الأثناء وبينما كنت في حالة حيرة ودهشة دخل شريكي في العمل وأخبرته عن كامل القصه فقام هو بنفس التجربة وكانت النتيجة هي ذاتها ، عندما صمم شريكي على حرق الورقة راح المؤشر يتحرك بشكل جنوني لكن الغريب في الأمر هو إنه عندما كان يتظاهر بأنه سوف يحرق الورقه وفي داخله هو لا ينوي ذلك تبقى ردة فعل النبته طبيعية أي لا يتحرك المؤشر أي أن النبته تستطيع أن تفرق بين من يتظاهر بنيه القيام بفعل ما وبين من يصمم على القيام بذلك الفعل أي إنها تقرأ الأفكار .
أقام باكستر الكثير من التجارب الأخرى وكانت كل تجربه تكشف عن ميزه فكريه جديده في عالم النبات فلاحظ مثلاً أن النبته تتأثر من موت إحدى الكائنات الحية بقربها حتى الخلية المجهرية ويمكن لها أن تتعرف على شخص قام بإيذاء نبته أخرى فعندما يدخل شخص إلى الغرفة التي توجد فيها النبته يبدأ الجهاز بتسجيل انفعالات تدل على الرعب وقد اكتشف باكستر إن نباتاته المنزلية تتجاوب لأفكاره مهما كانت المسافه الفاصلة بينهما .
ففي يوم من الأيام بينما كان عائداً إلى المنزل و لازال بعيداَمسافة عدة كيلومترات قرر إعلام النباتات عن طريق التواصل الفكري أي مجرد التفكير بهم إنه قادم إلى المنزل وعند وصوله بعد فترة المنزل اكتشف إن جهاز البوليغراف قد قام بتسجيل حاله انفعال بنفس اللحظة التي قام فبها بالتواصل الفكري أثناء عودته على الطريق .
وبالرغم من التجارب التي أقام بها باكسترأعيدت الآف المرات من قبل الكثيرين حول العالم وقد عُرضت في عشرات المحطات التلفزيونية مع ذلك كله فإن الفكرة لازالت غير مألوفةلأغلبية الناس .
والمشكله ليست في عدم صُدقية هذه الظاهرة التي لم يتوقعها أي إنسان متحضر وقد شرحنا عدة أسباب لرفض البشر للأفكار الجديدة ، أما المجتمع العلمي فكما عادته دائما ًلم يعترف بها لأسباب كثيرةوأهمها هو: أن هذه الظاهرة قد كشفها رجل ليس له علاقة بالعلم لا من قريب أو بعيد وطبعاً كبرياؤهم لن يسمح لهم بذلك أبداً وفّضلوا إثبات عدم صُدقيتها وحرمان شعوب من الحقيقة على أن يقبلون بهذه الحقيقة التي جعلتهم يظهرون كالأغبياء.
بالإضافة إلى أسباب آديولوجية تفرض نفسها على الساحة فهذه الظاهرة قد أثبتت صٌدقيه بعض الأديان البدائية التي تعتبرها المجتمعات المتحضرة وثنية وتلك الأديان المنتشرة في جزر المحيطات وأدغال الأمازون وأفريقيا واستراليا .... وغيرها ، التي آمنت جميعها بأن النباتات لها أرواح ويمكن مخاطبتها أما نحن كبشر فنرفض بكل بساطة فكرة وجود أي كائن ذكي سوانا على هذه المعمورة بينما تثبت الحقائق والاكتشافات يوماً بعد يوم ما يدل على أننا أكثر الكائنات غباء على الإطلاق .
أقيمت الدراسات في مؤسسات أكاديمية كثيرة حول العالم وجميعها توصلت إلى النتيجة ذاتها أي أن النباتات واعية ومن تلك الأكاديميات سنورد بعض التجارب التي أقامتها جامعة south California وقد استخدموا طريقة الـGSR في التواصل مع النباتات وراحوا يدرسون ردود أفعال النباتات تجاه أفعال مختلفة مثلاً : ردة فعلها أثناء سقيها بالماء ، أو دفنها تحت التراب ، أو محادثتها أو غيرها من الأعمال ... واكتشفوا فيما بعد أن النباتات الموجودة في الجوار أي خارج قاعة الاختبار تظهر ردود أفعال مشابهة للنباتات الموجودة داخل القاعة أي إنه يوجد نوع من التواصل بين النباتات فقرروا إجراء اختبارات إضافية لإثبات صُدقيه ذلك فقاموا بنقل قسم من النباتات الموجودة في قاعة الاختبار إلى قاعة موجودة في بناء آخر بعيدة مئات الأمتار من القاعة الأساسية .... وكانت التجربة بالشكل التالي :-
دخل خمسه أشخاص إلى القاعة الأولى وكلاً منهم مكلف بمهمة مختلفة الأول مثلاً مهمته هي سقي النباتات ، ومهمة الثاني هي تسليط ضوء ساطع عليها ، والثالث كانت مهمته العزف على القيتار ، وهكذا حتى النهاية ..... وكانت ردود فعل تلك النباتات متفاوت حسب اختلاف المهمات التي نفّذها الأشخاص الخمسة ، بينما في القاعة الثانية فلم تسّجل أي ردّه فعل على الإطلاق بعد ذلك ، دخل شخص سادس يحمل مقص وراح يقص بعض الأوراق من النباتات الموجودة في القاعة الأولى وفي تلك اللحظة بالذات راحت النباتات الموجودة في كلاً القاعتين الأولى والثانية تُسجّل ردود فعل عنيفة أي هيجان كبير وفي نفس اليوم دخل الأشخاص الذين نفّذوا مهمات مختلفة في القاعة الأولى إلى القاعة الثانية واحداً تلوا الأخر فلم تُسجّل النباتات أي ردة فعل
، لكن عندما دخل الشخص السادس إلى القاعة راحت الأجهزة تَرسم خطوطاً بيانية عنيفة أي مرعبة مع العلم أن هذا الشخص لم يكن يحمل بيده أي مقص أو شيء يسبب الخوف ويبدو أن النباتات عَرفت أن الشخص ذاتهُ الذي قام بقّص أوراق من النباتات الموجودة في القاعة الأولى .
كيف تعرفت النباتات على الشخص الذي حاول إيذائها رغم تلك المسافة الفاصلة بين المجموعتين المنفصلتين من النبات؟؟
هناك نوع من الأشجار المعروفة في أفريقيا والتي يبدو أن أوراقها هي طعام مفضّل عند الزّرافات لكن الغريب في الأمر هو أن لديها حساسية خاصه تجاه الحيوانات فعندما تقترب منها مجموعة من الزرافات وتبدأ بالتهام أوراقها يتحول طعم الأوراق خلال ربع ساعة إلى طعام مر مثل العلقم فتنفر منها الزرافات وتذهب بعيداً ، لكن الأغرب من ذلك هو أن الأشجار المجاورة التي تتواجد على بعد كيلومتر تقريباً من الشجرة المعنية يتحول طعم أوراقها إلى مر أيضاً فتضطر الحيوانات إلى الانتقال إلى مكان آخر بعيد جداً .
هل هذا تخاطر؟ هل هذا وعي نباتي ؟؟ أم الاثنين معا؟؟
قام "مارسيل بوقل" بنفس التجارب التي نفذها باكستر ولاقت جميعها النجاح فتوصل إلى استنتاج مثير يقول : (إن هناك طاقة حياتيه أي قدرة كونية تحيط بالكائنات الحية وتتقاسمها جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان) .
وقال في كتابه حياة النباتات السرية إن هذه الوحدة الكونية هي التي تؤدي إلى إمكانية وجود حسَاسية متبادلة تجعل هذا التواصل بين النباتات والإنسان ممكنا ً ، وليس هذا فقط بل تُمكّن النباتات أيضاً من حفظ هذه العلاقة في ذاكرتها ، وتستطيع النبته معرفة أي نوع من النمل الذي يَسرق رحيقها فتغلق المنافذ المؤدية للرحيق عندما تشعر بوجود هذا النوع من النمل في الجوار وتتفتح عندما تجد كميه كبيره من الندى على ساقيّها مما يُشكل عقبه في عمليه تسّلق النمله .
أما شجرة الأكاسيا مثلاً فهي تُـكافئ نوع من النمل بالسماح له بتناول رحيقها مقابل خدماته التي تتمثل بالدفاع عنها ضد الحشرات المؤذية وكذلك بعض الحيوانات العاشبه التي تقترب من الشجرة .
وهذه العلاقة الصميمية بين النباتات والكائنات الأخرى التي تعتمد على الخدمات المتبادلة مألوفة في الطبيعه المحيطه بنا ، وجميع الشعوب الفطرية ( البدائية) التي لا زالت تعيش بانسجام تام مع الطبيعة مثل هنود أمريكا الشمالية، وهنود الأمازون، وسكان استراليا الأصليين ، وسكان كالهاري في أفريقيا " البوشمان" وغيرهم من الشعوب الذين في طريقهم إلى الانقراض تقوم تعاليمهم التقليدية على تشجيع أبناءهم على احترامالطبيعة والتواصل معها وربما هذا هو السبب وراء إنهم يحققون معجزات علاجيه أحياناً في طب الأعشاب .
ويقول جون كيهو وهو رحّال قام برحلات عديدة حول العالم ولقاء الشعوب البدائيه لقد وجد الجواب أخيراً لسؤال راوده لسنين طويله وهو في الحقيقة يراود الكثير منا ماهو المصدر الأساسي للطرق والأساليب العلاجية المختلفة بين أطباء الأعشاب الذين توارثوا هذه المهنة عبر العصور ؟؟فإن سألت أحد أطباء الأعشاب التقليديين كيف تعرف أن هذه العشبه أو النبته هي الدواء المناسب لمرضً أو داءً معين ؟؟
يكون جوابهم لا نعلم فلقد توارثنا هذه المعلومات والتقنيات من أسلافنا القدماء جيلٌ بعد جيل حتى وصلت إلينا ، وكل ما نعرفه هو أن هذه الأعشابهي أدويه فعّاله .
بينما كان كونجيهو يَجوب الأدغال الأفريقية مع فرقته الإستكشافيه توجهت إمرأه وهي أحدى أفراد الأٌسرة نحو الأشجار وقطفت أوراقها وراحت تمضغها في فمها لبعض الوقت ثم وضعت الأوراق الممضوغة على عيونها كانت تعاني من مشاكل في العيون فسألها جون: إن كانت تعرف هذه الطريقة من قبل فقالت: إنها لم تعرف شيء عن هذه الشجرة من قبل فصٌدم جون من جوابها حيث يعلم إنه هناك الكثير من الأشجار السامة في تك الغابات، فقال لها مؤنباً : إن هذا الفعل قد يسبب لها الأذى الكبير إن لم تكن تعلم ماذا تفعل !فكان جوابها : لديا إيمان المطلق بهذا العلاج فقد أوحت لي تلك الشجرة ذلك لا أعرف كيف لكنني متأكدة من أنها فعلت ، فطلب جون من دليل الأفريقي أن يتعرف على نوع الشجرة و احتفظ ببعض أوراقها ليدرسها عند عودتهم إلى المٌخيم .
وعند عودتهم قاموا بالبحث في الموسوعة النباتية عن معلومات حول هذه الشجرة ووجدوا إن اسمها العلمي هو " سلفرترمنالايا " وراحوا يقرؤون مواصفاتها وميزاتها وغيرها من معلومات حتى وصلوا إلى ما فاجأهم فيها ، حيث تقول إحدى السطور لهذه الشجرة استخدامات كثيرة بين الشعوب الأفريقية ولأوراقها طعم مُر وكانت الأوراق تُأخذ كدواء للإسهال ويُمكن لها أن تُستخدم كمطهر للعيون ، أما تلك المرأة فقد شٌفيت عيونها في اليوم التالي سبحان الله !هل هي صدفة؟ أم معجزة؟ أم إنها عمليه تواصل طبيعيه مع النباتات والتي تحّدث عنها القدماء ؟ ذلك التواصل الذي نحن حُرمنا منه كَبشر متحضرين بسبب ضجيج الحياة العصرية وأسباب كثيرة منها والسؤال الذي يظهر مباشرة إلى أذهاننا يقول هل يمكن أن نكون قد فقدنا القدرة إلى الأبد أي القدرة على تحسس واستشعار تلك النغمة الخفية في الطبيعه كهمسات النباتات والأشجار من حولنا ؟؟هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه .
وبعد هذا البيان المفصل لاحدى الحقائق وهي أن النباتات ربما تكون كائنات على مستوى من الوعي ويمكنها أن تتواصل مع الانسان وكما قال الله تعالى(({تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }الإسراء44
فلغة التوسم والتواصل موجودة وحقيقة تأريخية قبل أن تكون علمية وكان يدين بها الشعوب القديمة كسومر وآكاد وغيرهم وهم يستدلون بها على مشيئة الله سبحانه وتعالى.
الاديان وتطابقها مع لغة التوسم
ورد في سفر الامثال الجزء الثالث في العهد القديم((مما ناجى موسى ربه توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك,في كل طريق أعرفني,وأنا اقوم سبيلك, لا تحسب نفسك حكيما,أكرمني وأدب نفسك بقولي))
لاحظوا جزاكم الله خير الكلمات الواردة ((في كل طريق أعرفني)) أي أن الطرق المؤدية الى الله كثيرة وأن الله يتكلم مع العبد في كل شئ وهذا ما يتوافق مع النصوص السابقة الواردة في الرقم الطينية السومرية ومع البحوث العلمية المتقدمة.
والنبات يئن ويبكي حقيقة شرعية ومعجزة نبوية.
فالحقيقة العلمية تثبت أن النبات يدمع بظاهرة الادماع (Guttation) في عالم النبات الزهري وللدموع قنوات دمعية , وأجهزة خاصة بها تسمى بالأجهزة الدمعية (Hydathodes) تفتح إلى الخارج بالثغر المائي (Water stoma) وقد ثبت أن نبات القلقاس الهندي Colocacia nympaefolia عريض الأوراق يدمع في الليلة مئة سنتمتر مكعب من الدموع المحملة بالأملاح والأحماض الأمينية وغيرها
أما الجذع الذي بكى فتلك حقيقة علمية إسلامية(1) وليست قصة من قصص الخيال العلمي , فقد قال الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي: حدثنا ابراهيم بن محمد , قال : أخبرني عبد الله ابن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إلى جذع نخلة إذ كان المسجد عريشا, وكان صلى الله علية وآله وسلم يخطب إلى ذلك الجذع ( أي يقف عليه للخطبة).
فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هل لك أن نجعل لك منبراً تقوم عليه يوم الجمعة فتسمع الناس خطبتك ؟!
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعم, فصنع له ثلاث درجات هي اللآتي على المنبر . فلما صنع المنبر ووضع موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقوم على ذلك المنبر فيخطب عليه فمر إليه , فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه خار حتى تصدع وانشق , فنزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده صلى الله عليه وآله وسلم ثم رجع إلى المنبر.
فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي ابن كعب, فكان عنده حتى بلى وأكلته الأرضة وعاد رفاتا(2).
وفي رواية اخرى: أن رسول الله صلى الله علية وآله وسلم كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب للناس. فجاءه رومي فقال : ألا أصنع لك شيئاً تقعد عليه كأنك قائم؟
فصنع له منبرا, درجتان ويقعد على الثالثة, فلما قعد نبي الله على المنبر خار (أي الجذع) كخوار الثور- ارتج المسجد لخوره حزناً على رسول الله فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور, فلما التزمه سكت.
ثم قال : (صلى الله عليه وآله وسلم) : والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامه حزنا على رسول الله (3).
وكان الحسن عليه السلام إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : ياعباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقاً إليه لمكانه من الله, فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه وقيل أن جذع النخلة صاحت صياح الصبي, ثم نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضمه إليه يأن أنين الصبي, الذي يسكن : قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها(4).
أضاءة من كتاب رحلة موسى الى مجمع البحرين
﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذ
ْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى
آثَارِهِمَا قَصَصاً﴾:
كان فقدان الحوت عند الصخرة آية من الله سبحانه وتعالى نُبه من خلالها موسى ع إلى أنه تجاوز المطلوب، ولم تكن بالأصل آية عند
موسى ع أي إن موسى لم يكن يعلم أن فقدانه للحوت هو علامته على العبد الصالح وإلا لما طلب من يوشع أن يأتيه بالحوت ليأكله
كطعام، فكيف يمكن أن يعقل أحد أن يأكل موسىu الآية التي تدله على المطلوب وهو يعلم أنها آيته التي توصله إليه وخصوصاً أنه
مأمور من الله بالوصول إلى العبد الصالح وإتباعه، أما قول موسى ع : ﴿قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً﴾ فأراد به
العبد الصالح الذي رأوه عند الصخرة.
والأمر كالتالي فمن له أذنان للسمع فليسمع ومن له قلب للفهم فليفهم: الله سبحانه وتعالى يتكلم في كل شيء ولكن الناس غافلون
ملتفتون إلى أنفسهم وأهوائهم، فليس الطريق الوحيد لكلام الله مع الأنبياء هو الوحي أو إسماعهم ألفاظاً في آذانهم أو معاني في قلوبهم، بل
هناك الطريق الأعظم وهو (ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله معه وقبله وبعده)، فموسى ع عندما وجد أنهما فقدا الحوت عند الصخرة
علم أنها آية من الله سبحانه، وإلا فهما في شدة التعب والجوع ﴿قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً﴾ فلماذا تكون
مشيئة الرب الرؤوف الرحيم هنا أن يفقدا طعامهما؟؟! هنا عرف موسى u ماذا أراد الله أن يخبره وسمع كلام الله في هذا الحدث وهو
أن طعامك الذي جئت في طلبه (العلم) موجود حيث فقدت طعامك المادي (الحوت) ﴿قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا
قَصَصاً﴾، علم موسىع أن العبد الذي مرَ به عند الصخرة هو العبد الصالح الذي جاء يطلبه ليتعلم منه.
وكما كان فقدان الحوت آية ودليلاً على طعام الروح الذي يحمله العبد الصالح، كانت حياة الحوت واتخاذه سبيله في البحر بسرعة وخفاء
والحمد لله رب العالمين
Comment