بسم الله الرحمن الرحیم
إثبات تواتر روایة الوصية تعریف الحدیث المتواتر :
الشهيد الثاني في (الدراية ص 12) قال: (هو ما بلغت رواته في الكثرة مبلغا أحالت العادة تواطؤهم على الكذب).
إن الوصیة المقدسة التی یستدل بها السید أحمد الحسن علیه السلام متواترةٌ معنیً فإن التواتر نوعین
1 . تواتر لفظی
2 . تواتر معنوی
قال أبو الفضل حافظيان البابلي : ( [أنواع التواتر في الخبر] والتواتر قد يكون في معنى من المعاني فقط كما إذا تعددت الألفاظ مع اتحاد المعنى مطلقا أو في الجملة، ويسمى بالتواتر المعنوي، وقد مثلوا لذلك بشجاعة علي (عليه السلام) وجود حاتم. فقد روي عنه أنه (عليه السلام) فعل في غزوة بدر كذا، وفي أحد كذا، وفي خيبر كذا وهكذا، وكذلك عن حاتم أنه أعطى فلانا كذا، وفلانا كذا وهكذا؛ فإن كل واحد من الحكايات الأول يستلزم شجاعته (عليه السلام) وكل واحد من الحكايات الأخر يتضمن جود حاتم. وقد يكون التواتر في معنى وفي اللفظ أيضا (قيل: وهذا لا يكاد يعرفه المحدثون في الأحاديث؛ لقلته وهو كالقرآن وظهور النبي والقبلة والصلاة و أعداد الركعات والحج ومقادير نصب الزكوات، " منه ) ). رسائل في دراية الحديث- ج ٢ - الصفحة ٥٣٦
ونوع التواتر الموجود فی الوصیة هو التواتر المعنوی ، فقد وردت روایات کثیرة تؤید معنی ما ورد فی الوصیة من وجود أئمة بعد الإمام المهدی ع علیهم السلام وهی کثیرة نذکر بعضاً منها :
الوصیة عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال : ( قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام ... وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول ... فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماما ً ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين الغيبة للطوسي صفحة 151 طبعة مؤسسة المعارف الاسلامية وايضا ص107و108
عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه ذكر المهدي عليه السلام ، وما يجريه الله عز وجل من الخيرات والفتح على يديه . فقيل له : يا رسول الله كل هذا يجمعه الله له ؟ قال : نعم . وما لم يكن منه في حياته وأيامه هو كائن في أيام الأئمة من بعده من ذريته ) البشارة النبوية بالامام المهدي . . وحتمية ظهوره عليه السلام * - مركز المصطفى (ص) - ص شرح الاخبار ج 2 ص 39
عن الإمام الصادق (ع) قال:إن منا بعد القائم (ع) اثنى عشر مهديا من ولد الحسين ع.مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 48.
وما جاء في دعاء الإمام الرضا (ع) ـ الصحيح ـ للإمام المهدي في عصر الغيبة (( ... اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلـَدِه وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها... إلى ان يقول : اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم ... )) مفاتيح الجنان ص618 جمال الأسبوع لأبن طاووس ص 309 ، مصباح المتهجد للطوسي ص409
وفي الدعاء الوارد عن الحسن العسكري (ع) بمناسبة ولادة الإمام الحسين (ع) قال فيه : (( ... وسيد الأسرة ( الحسين ) الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله ان الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويكونوا خير أنصار )) المصباح للكفعمي ص543 / مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 826 مفاتيح الجنان ص 270.
عن عبد الله بن عمر عن رسول الله (ص) أنه قال : ابشروا فيوشك أيام الجبارين أن تنقطع ، ثم يكون بعدهم الجابر الذي يجبر الله به امة محمد ص ، المهدي ، ثم المنصور ، ثم عدد أئمة مهديين. شرح الأخبار للنعمان المغربي ج 3 ص400
و صرح بعض العلماء المحققين بصحة وإعتبار رواية الوصية منهم الشيخ الطوسي (رحمه الله ) حيث استدل بها على إمامة الأئمة ووصفها بالصحة ضمناً مع الروايات التي نقلها عن طرق الخاصة إذ قال: ( أما الذي يدل على صحتها فإن الشيعة يروونها على وجه التواتر خلفاً عن سلف وطريقة تصحيح ذلك موجودة في كتب الإمامية في النصوص على أمير المؤمنين (ع) والطريقة واحدة ) غيبة الطوسي ص111.
هذا و الکثیر غیرها من الروایات التی أشارت الی وجود أئمة بعد الإمام المهدی ع قد یطول المقام لو أردنا نقلها کلها و هی موجودة فی کتب الأنصار فمن أراد المزید منها فلیراجع کتاب جامع الأدلة للدکتور أبومحمد الأنصاری وفقه الله.
قد یسئل البعض ممن یعاندون الحق عن سند هذه الروایات المتواترة. فنقول لهم : إن الروایات المتواترة لا ینضر فی سندها لأنها إذا ثبت تواترها فیثبت بذلک قطعیة صدورها و لا لزوم لنا أن نبحث فی السند و الذی إذا أثبتنا صحته یثبت بذلک الضن بالصدور ، فهذا السائل إنما یعلن بسؤاله أنه جاهل بعلم درایة الحدیث فقد قال الشيخ محمد باقر الإيرواني : (لا يلزم في الخبر المتواتر أن يكون المخبر من الثقات، فإن اشتراط الوثاقة في المخبر يلزم في الخبر غير المتواتر، كما إذا جاءنا شخص واحد أو اثنان أو ثلاثة وأخبرونا بقضية، هنا يشترط أن يكون المخبر - لأجل أن يكون هذا الخبر حجة - عادلا، أما لو كانت القضية أخبر بها مائة أو مائتان أو ثلاثمائة، يعني العدد كان يشكل التواتر فليس من الضروري عدالة المخبر؟ فالعدالة والوثاقة هي شرط في الخبر غير المتواتر. وأرجو أن لا يحصل خلط في هذه القضية بين الخبر المتواتر وبين الخبر غير المتواتر، إذ البعض يتصور أن مسألة الوثاقة ومسألة عدالة الراوي يلزم تطبيقهما حتى في الخبر المتواتر، هذا غير صحيح، بل الذي نشترط فيه العدالة والوثاقة هو الخبر غير المتواتر. لماذا لا نشترط في الخبر المتواتر العدالة والوثاقة؟ النكتة هي: أن الخبر المتواتر حسب الفرض يفيد العلم، لكثرة المخبرين، وبعد ما أفاد العلم لا معنى لاشتراط الوثاقة والعدالة، إذ المفروض أن العلم حصل، وليس بعد العلم شئ يقصد، فلا معنى إذن لاشتراط الوثاقة والعدالة في باب الخبر المتواتر، وهذه قضية بديهية وواضحة في سوق العلم. وعلى أساس هذه القضية ليس من الحق وليس من الصواب أن نأتي إلى الروايات الدالة على ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) أو أي قضية ترتبط بالإمام المهدي سلام الله عليه ونقول: هذه الرواية ضعيفة السند، الرواة مجاهيل، هذا مجهول أو ذاك مجهول، هذه الرواية الأولى إذن نطرحها،الرواية الثانية الراوي فيها مجهول إذن نطرحها، والثالثة كذلك، الرابعة هكذا و ... هذا ليس بصحيح) المصدر : کتاب : الإمام المهدي (ع) بين التواتر وحساب الإحتمال - الصفحة ١٨
وینقل السید حسن الصدرعن اشریف المرتضی : (ولذا قال السيد المرتضى في (التبانيات) : ... (التواتر المعنوي) والمتواتر معنى أكثر من أن يحصى، كشجاعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، والشجاعة الحسينية (4)، وكرم حاتم، وأمثال ذلك. ثم اعلم أن الخبر المتسامع وكذا المتظافر يشاركان الخبر المتواتر في إفادة العلم، ويفترقان عنه من بعض الوجوه كما حرر في الأصول وليست الثلاثة من مباحث علم الاسناد والدراية، لأنها لا يبحث عن رجالها، ويجب العمل بها مطلقا .) نهاية الدراية - السيد حسن الصدر - الصفحة ١٠١)( و قال أبو الفضل حافظيان البابلي : أن المتواتر والمتسامع والمتظافر ليست من مباحث علم الإسناد وعلم أصول الحديث؛ لأنها مما لا يبحث عن رجالها أصلا ومطلقا، بل إنها مما يجب العمل به من غير بحث ولا تأمل . رسائل في دراية الحديث - ج ٢ - ص ٨٤
والحمد لله رب العالمین
أحد أنصار طالقان
إثبات تواتر روایة الوصية تعریف الحدیث المتواتر :
الشهيد الثاني في (الدراية ص 12) قال: (هو ما بلغت رواته في الكثرة مبلغا أحالت العادة تواطؤهم على الكذب).
إن الوصیة المقدسة التی یستدل بها السید أحمد الحسن علیه السلام متواترةٌ معنیً فإن التواتر نوعین
1 . تواتر لفظی
2 . تواتر معنوی
قال أبو الفضل حافظيان البابلي : ( [أنواع التواتر في الخبر] والتواتر قد يكون في معنى من المعاني فقط كما إذا تعددت الألفاظ مع اتحاد المعنى مطلقا أو في الجملة، ويسمى بالتواتر المعنوي، وقد مثلوا لذلك بشجاعة علي (عليه السلام) وجود حاتم. فقد روي عنه أنه (عليه السلام) فعل في غزوة بدر كذا، وفي أحد كذا، وفي خيبر كذا وهكذا، وكذلك عن حاتم أنه أعطى فلانا كذا، وفلانا كذا وهكذا؛ فإن كل واحد من الحكايات الأول يستلزم شجاعته (عليه السلام) وكل واحد من الحكايات الأخر يتضمن جود حاتم. وقد يكون التواتر في معنى وفي اللفظ أيضا (قيل: وهذا لا يكاد يعرفه المحدثون في الأحاديث؛ لقلته وهو كالقرآن وظهور النبي والقبلة والصلاة و أعداد الركعات والحج ومقادير نصب الزكوات، " منه ) ). رسائل في دراية الحديث- ج ٢ - الصفحة ٥٣٦
ونوع التواتر الموجود فی الوصیة هو التواتر المعنوی ، فقد وردت روایات کثیرة تؤید معنی ما ورد فی الوصیة من وجود أئمة بعد الإمام المهدی ع علیهم السلام وهی کثیرة نذکر بعضاً منها :
الوصیة عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال : ( قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام ... وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول ... فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماما ً ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين الغيبة للطوسي صفحة 151 طبعة مؤسسة المعارف الاسلامية وايضا ص107و108
عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه ذكر المهدي عليه السلام ، وما يجريه الله عز وجل من الخيرات والفتح على يديه . فقيل له : يا رسول الله كل هذا يجمعه الله له ؟ قال : نعم . وما لم يكن منه في حياته وأيامه هو كائن في أيام الأئمة من بعده من ذريته ) البشارة النبوية بالامام المهدي . . وحتمية ظهوره عليه السلام * - مركز المصطفى (ص) - ص شرح الاخبار ج 2 ص 39
عن الإمام الصادق (ع) قال:إن منا بعد القائم (ع) اثنى عشر مهديا من ولد الحسين ع.مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 48.
وما جاء في دعاء الإمام الرضا (ع) ـ الصحيح ـ للإمام المهدي في عصر الغيبة (( ... اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلـَدِه وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها... إلى ان يقول : اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم ... )) مفاتيح الجنان ص618 جمال الأسبوع لأبن طاووس ص 309 ، مصباح المتهجد للطوسي ص409
وفي الدعاء الوارد عن الحسن العسكري (ع) بمناسبة ولادة الإمام الحسين (ع) قال فيه : (( ... وسيد الأسرة ( الحسين ) الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله ان الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويكونوا خير أنصار )) المصباح للكفعمي ص543 / مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 826 مفاتيح الجنان ص 270.
عن عبد الله بن عمر عن رسول الله (ص) أنه قال : ابشروا فيوشك أيام الجبارين أن تنقطع ، ثم يكون بعدهم الجابر الذي يجبر الله به امة محمد ص ، المهدي ، ثم المنصور ، ثم عدد أئمة مهديين. شرح الأخبار للنعمان المغربي ج 3 ص400
و صرح بعض العلماء المحققين بصحة وإعتبار رواية الوصية منهم الشيخ الطوسي (رحمه الله ) حيث استدل بها على إمامة الأئمة ووصفها بالصحة ضمناً مع الروايات التي نقلها عن طرق الخاصة إذ قال: ( أما الذي يدل على صحتها فإن الشيعة يروونها على وجه التواتر خلفاً عن سلف وطريقة تصحيح ذلك موجودة في كتب الإمامية في النصوص على أمير المؤمنين (ع) والطريقة واحدة ) غيبة الطوسي ص111.
هذا و الکثیر غیرها من الروایات التی أشارت الی وجود أئمة بعد الإمام المهدی ع قد یطول المقام لو أردنا نقلها کلها و هی موجودة فی کتب الأنصار فمن أراد المزید منها فلیراجع کتاب جامع الأدلة للدکتور أبومحمد الأنصاری وفقه الله.
قد یسئل البعض ممن یعاندون الحق عن سند هذه الروایات المتواترة. فنقول لهم : إن الروایات المتواترة لا ینضر فی سندها لأنها إذا ثبت تواترها فیثبت بذلک قطعیة صدورها و لا لزوم لنا أن نبحث فی السند و الذی إذا أثبتنا صحته یثبت بذلک الضن بالصدور ، فهذا السائل إنما یعلن بسؤاله أنه جاهل بعلم درایة الحدیث فقد قال الشيخ محمد باقر الإيرواني : (لا يلزم في الخبر المتواتر أن يكون المخبر من الثقات، فإن اشتراط الوثاقة في المخبر يلزم في الخبر غير المتواتر، كما إذا جاءنا شخص واحد أو اثنان أو ثلاثة وأخبرونا بقضية، هنا يشترط أن يكون المخبر - لأجل أن يكون هذا الخبر حجة - عادلا، أما لو كانت القضية أخبر بها مائة أو مائتان أو ثلاثمائة، يعني العدد كان يشكل التواتر فليس من الضروري عدالة المخبر؟ فالعدالة والوثاقة هي شرط في الخبر غير المتواتر. وأرجو أن لا يحصل خلط في هذه القضية بين الخبر المتواتر وبين الخبر غير المتواتر، إذ البعض يتصور أن مسألة الوثاقة ومسألة عدالة الراوي يلزم تطبيقهما حتى في الخبر المتواتر، هذا غير صحيح، بل الذي نشترط فيه العدالة والوثاقة هو الخبر غير المتواتر. لماذا لا نشترط في الخبر المتواتر العدالة والوثاقة؟ النكتة هي: أن الخبر المتواتر حسب الفرض يفيد العلم، لكثرة المخبرين، وبعد ما أفاد العلم لا معنى لاشتراط الوثاقة والعدالة، إذ المفروض أن العلم حصل، وليس بعد العلم شئ يقصد، فلا معنى إذن لاشتراط الوثاقة والعدالة في باب الخبر المتواتر، وهذه قضية بديهية وواضحة في سوق العلم. وعلى أساس هذه القضية ليس من الحق وليس من الصواب أن نأتي إلى الروايات الدالة على ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) أو أي قضية ترتبط بالإمام المهدي سلام الله عليه ونقول: هذه الرواية ضعيفة السند، الرواة مجاهيل، هذا مجهول أو ذاك مجهول، هذه الرواية الأولى إذن نطرحها،الرواية الثانية الراوي فيها مجهول إذن نطرحها، والثالثة كذلك، الرابعة هكذا و ... هذا ليس بصحيح) المصدر : کتاب : الإمام المهدي (ع) بين التواتر وحساب الإحتمال - الصفحة ١٨
وینقل السید حسن الصدرعن اشریف المرتضی : (ولذا قال السيد المرتضى في (التبانيات) : ... (التواتر المعنوي) والمتواتر معنى أكثر من أن يحصى، كشجاعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، والشجاعة الحسينية (4)، وكرم حاتم، وأمثال ذلك. ثم اعلم أن الخبر المتسامع وكذا المتظافر يشاركان الخبر المتواتر في إفادة العلم، ويفترقان عنه من بعض الوجوه كما حرر في الأصول وليست الثلاثة من مباحث علم الاسناد والدراية، لأنها لا يبحث عن رجالها، ويجب العمل بها مطلقا .) نهاية الدراية - السيد حسن الصدر - الصفحة ١٠١)( و قال أبو الفضل حافظيان البابلي : أن المتواتر والمتسامع والمتظافر ليست من مباحث علم الإسناد وعلم أصول الحديث؛ لأنها مما لا يبحث عن رجالها أصلا ومطلقا، بل إنها مما يجب العمل به من غير بحث ولا تأمل . رسائل في دراية الحديث - ج ٢ - ص ٨٤
والحمد لله رب العالمین
أحد أنصار طالقان
Comment