بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
عن الامام احمد الحسن ع في البداء
وَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ [ الأعراف 143 .
ولم يكن سبحانه وتعالى يجهل أن الميقات أربعين ليلة ، ولم يكن سبحانه وتعالى يكذب على موسى سبحانه وتعالى علوا كبيرا ، وإنما واعده ثلاثين ليلة ، وكانت العشر التمام للأربعين معتمدة على أمر أخر لم يحدث بعد ، كدعاء أو صدقة أو أي عمل يقوم به موسى (ع) . أو تقصير من جماعة بني إسرائيل يعاقبون عليه بغياب موسى (ع) عشر ليالي إضافية ، ففي علم الله سبحانه أن موسى سيغيب أربعين ليلة ، لكن في لوح المحو والإثبات أن موسى سيغيب ثلاثين ليلة ، فان حصل الأمر الفلاني من موسى (ع) أو بني إسرائيل فانه سيتمها أربعين ليلة قال تعالى :
(يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) الرعد:39 .
وهذا يشبه دعاء أيٌ منّا ليدفع الله عنه البلاء ، أو يرزقه من رحمته ما يشاء . فلو كانت الأمور لا تتبدل لبطل الدعاء ولأمسى لغوا لا نفع فيه ، لكن الله سبحانه قدر المقادير ويداه مبسوطتان يوسع على من يشاء ، ويقتر كيفما يشاء ، وهو احكم الحاكمين ، وهذا هو البداء الحق المبين في الذكر الحكيم ، الذي أنكره الجاهلون وقالوا أن الله فرغ من كل شيء . وجعلوا يداه مغلولتان يظاهون قول اليهود . هذا وهناك من علماء السنة من يثبت البداء كابن الجوزية في كتابه الجواب الكافي في فصل الدعاء وهو وان لم يصرح باللفظ فقد اثبت المعنى سواء بالروايات عن النبي (ص) أو بمناقشته لفائدة الدعاء . (العجل ج1)
كلام من أم الكتاب ( كتاب المحكمات )وهو اللوح الذي لا يحصل لما كتب فيه بداء أو تبديل وهو علم ما كان أو يكون الى يوم القيامة دونما أي تبديل وهو علم الغيب الذي لا يطلع عليه الله سبحانه أحد ألا الأنبياء والمرسلين والأئمة فهو سبحانه يطلعهم على بعضه بحسب ما تقتضيه مصلحة تبليغ الرسالة أو القيام بمهام الإمامة (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً* لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)
كلام من لوح المحو والإثبات (كتاب المتشابهات )وهو أيضاً علم ما كان أو يكون ولكن على وجوه كثيرة واحتمالات عديدة لنفس الواقعة أحدها سيقع وهو الموجود في أم الكتاب أما البقية فلا تحصل لسبب ما ربما يكون حدث معين يمنع وقوعها وللمثال (( نقول فلان عمره 50 سنه مكتوب له في هذا اليوم عند الصباح أن يموت بلدغة عقرب ولكنه إذا تصدق سيدفع عنه هذا الشر ويعيش عشر سنوات أخرى وبعد مضي العشر سنوات إذا بر والديه فانه سيمد عمره خمس سنوات أخرى ))فهنا في لوح المحو والإثبات احتمالات كثيرة لحياة الإنسان فهذا الشخص في المثال ربما لن يعيش بعد أن يلدغه العقرب وربما يتصدق قبل اللدغة فيعيش عشر سنوات أخرى وربما بعد العشر سنوات يموت وربما يبر والديه فيعيش خمس سنوات أخرى . ولولا هذا التقدير الإلهي لبطل العمل والدعاء قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد 22) أما في أم الكتاب فمكتوب لهذا الشخص شيء واحد فقط من هذه الأشياء لا يحتمل التغيير فمثلا مكتوب (فلان يعيش 65 سنه )أو مكتوب فلان يعيش 60سنه أو 50 سنه واحد من هذه الاحتمالات هو الموجود في لوح أم الكتاب فقط أذن فلوح المحو والإثبات هو لوح المتشابهات ولكن من يعرف تفاصيل هذه المتشابهات كالأئمة عليهم السلام تصبح لديه محكمات فلا يوجد متشابهة بالنسبة للمعصومين (ع)فالقرآن كله محكم بالنسبة لهم كما لا يوجد محكم بالنسبة لغيرهم إلا من أخذ عنهم (ع) فالقرآن بالنسبة لغير المعصومين كله متشابه لان غير المعصوم لا يميز المحكم من المتشابه فيه ومن أين لغيرهم التمييز، والصادق (ع) يحتج على أبي حنيفة أنه لا يعلم المحكم من المتشابه إلا الأئمة(ع) ثم إن الناس لايعرفون من القرآن إلا الألفاظ وهي قشور وشيء من المعنى يحصلونه إما من الوهم والعوالم السفلية فهو باطل وأما من الملكوت وحقائق الأشياء فيه وهي من لوح المحو والإثبات
والقول الحق كما قال امامنا احمد الحسن ع في البداء وكما درسناه عن معنى البداء واقوال محمد وال محمد ع فيه
مامعنى البداء: البداء في الإنسان أي ظهور الامر له بعد خفائه عليه. وسبب خفاء الأمر عليه هو جهله ثم علمه وهذا يؤدي به الى ان يبدل رأيه نتيجة ظهور الامر الخافي عنه سابقاً.
هذا المعنى لا يجوز نسبته الى الله سبحانه والقول باتصافه به، لأنه متضمن للجهل وهو منفي عنه تعالى الله عن ذلك علوأ كبيراً.
لذا قال الامام الصادق (ع): ( من زعم ان الله بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم )، وقوله (ع): ( من زعم أن الله بدا له في شيء ولم يعلمه أمس فأبرأ منه ).
البداء الذي أكدته الآيات والروايات هو ان تكون هناك عدة مقادير في لوح المحو والإثبات وهذه المقادير مرتبطة بأعمال صالحة كالدعاء والصدقة وصلة الرحم وما شابه، ولتلك الاعمال تأثير في تحديد تقدير معين من بين تلك التقديرات والخيارات المتعددة، وبالنهاية يتحقق ما هو مثبت في (ام الكتاب)، ولكن حيث انه خافٍ على الانسان فسيكون ذلك باعثا للعبد للجد والسعي وعمل الخير. وهذا مدعاة لتنمية فضيلة الرجاء في قلبه. هذا من جهة و لتنمية فضيلة الخوف منه سبحانه، اذ ليس بوسعه – بعد ايمانه بالبداء بمعناه الحق - ان يركن لعمل عمله ويقول ان عاقبته قد ختمت بخير وهو لا زال في دنيا الامتحان، اذ تضمن لوح المحو والاثبات لعدة تقديرات يجعل من قلبه خائفا ومتعلقا بربه الى نهاية المطاف.
لذا ورد عن ائمة الهدى (ع): ( ما عبد الله بشيء مثل البداء ). فلولاه لبطل الدعاء (مخ العبادة) وفعل الخيرات.
اما البداء وما صرحه السنه والجماعه مثل المناوي ما يلي: ( "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره " قال الحكيم: زيادة العمر في هذا ونحوه على وجهين أحدهما البركة فالقصير من العمر إذا احتشى من أعمال البر أربى على كثير. الثاني أنه تعالى قدر الآجال والأرزاق والحظوظ بين أهلها ثم أثبت ذلك في أم الكتاب الذي عنده لا يطلع عليه أحد، فما في أم الكتاب لا زيادة فيه ولا نقص وما في صحف الملائكة يمحو منه ما يشاء ويثبت ما يشاء بالإحداث التي تكون من أهلها في الأرض ) فيض القدير: ج6 ص123.
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
عن الامام احمد الحسن ع في البداء
وَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ [ الأعراف 143 .
ولم يكن سبحانه وتعالى يجهل أن الميقات أربعين ليلة ، ولم يكن سبحانه وتعالى يكذب على موسى سبحانه وتعالى علوا كبيرا ، وإنما واعده ثلاثين ليلة ، وكانت العشر التمام للأربعين معتمدة على أمر أخر لم يحدث بعد ، كدعاء أو صدقة أو أي عمل يقوم به موسى (ع) . أو تقصير من جماعة بني إسرائيل يعاقبون عليه بغياب موسى (ع) عشر ليالي إضافية ، ففي علم الله سبحانه أن موسى سيغيب أربعين ليلة ، لكن في لوح المحو والإثبات أن موسى سيغيب ثلاثين ليلة ، فان حصل الأمر الفلاني من موسى (ع) أو بني إسرائيل فانه سيتمها أربعين ليلة قال تعالى :
(يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) الرعد:39 .
وهذا يشبه دعاء أيٌ منّا ليدفع الله عنه البلاء ، أو يرزقه من رحمته ما يشاء . فلو كانت الأمور لا تتبدل لبطل الدعاء ولأمسى لغوا لا نفع فيه ، لكن الله سبحانه قدر المقادير ويداه مبسوطتان يوسع على من يشاء ، ويقتر كيفما يشاء ، وهو احكم الحاكمين ، وهذا هو البداء الحق المبين في الذكر الحكيم ، الذي أنكره الجاهلون وقالوا أن الله فرغ من كل شيء . وجعلوا يداه مغلولتان يظاهون قول اليهود . هذا وهناك من علماء السنة من يثبت البداء كابن الجوزية في كتابه الجواب الكافي في فصل الدعاء وهو وان لم يصرح باللفظ فقد اثبت المعنى سواء بالروايات عن النبي (ص) أو بمناقشته لفائدة الدعاء . (العجل ج1)
********************************************************************** ******
كلام من أم الكتاب ( كتاب المحكمات )وهو اللوح الذي لا يحصل لما كتب فيه بداء أو تبديل وهو علم ما كان أو يكون الى يوم القيامة دونما أي تبديل وهو علم الغيب الذي لا يطلع عليه الله سبحانه أحد ألا الأنبياء والمرسلين والأئمة فهو سبحانه يطلعهم على بعضه بحسب ما تقتضيه مصلحة تبليغ الرسالة أو القيام بمهام الإمامة (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً* لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)
كلام من لوح المحو والإثبات (كتاب المتشابهات )وهو أيضاً علم ما كان أو يكون ولكن على وجوه كثيرة واحتمالات عديدة لنفس الواقعة أحدها سيقع وهو الموجود في أم الكتاب أما البقية فلا تحصل لسبب ما ربما يكون حدث معين يمنع وقوعها وللمثال (( نقول فلان عمره 50 سنه مكتوب له في هذا اليوم عند الصباح أن يموت بلدغة عقرب ولكنه إذا تصدق سيدفع عنه هذا الشر ويعيش عشر سنوات أخرى وبعد مضي العشر سنوات إذا بر والديه فانه سيمد عمره خمس سنوات أخرى ))فهنا في لوح المحو والإثبات احتمالات كثيرة لحياة الإنسان فهذا الشخص في المثال ربما لن يعيش بعد أن يلدغه العقرب وربما يتصدق قبل اللدغة فيعيش عشر سنوات أخرى وربما بعد العشر سنوات يموت وربما يبر والديه فيعيش خمس سنوات أخرى . ولولا هذا التقدير الإلهي لبطل العمل والدعاء قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد 22) أما في أم الكتاب فمكتوب لهذا الشخص شيء واحد فقط من هذه الأشياء لا يحتمل التغيير فمثلا مكتوب (فلان يعيش 65 سنه )أو مكتوب فلان يعيش 60سنه أو 50 سنه واحد من هذه الاحتمالات هو الموجود في لوح أم الكتاب فقط أذن فلوح المحو والإثبات هو لوح المتشابهات ولكن من يعرف تفاصيل هذه المتشابهات كالأئمة عليهم السلام تصبح لديه محكمات فلا يوجد متشابهة بالنسبة للمعصومين (ع)فالقرآن كله محكم بالنسبة لهم كما لا يوجد محكم بالنسبة لغيرهم إلا من أخذ عنهم (ع) فالقرآن بالنسبة لغير المعصومين كله متشابه لان غير المعصوم لا يميز المحكم من المتشابه فيه ومن أين لغيرهم التمييز، والصادق (ع) يحتج على أبي حنيفة أنه لا يعلم المحكم من المتشابه إلا الأئمة(ع) ثم إن الناس لايعرفون من القرآن إلا الألفاظ وهي قشور وشيء من المعنى يحصلونه إما من الوهم والعوالم السفلية فهو باطل وأما من الملكوت وحقائق الأشياء فيه وهي من لوح المحو والإثبات
والقول الحق كما قال امامنا احمد الحسن ع في البداء وكما درسناه عن معنى البداء واقوال محمد وال محمد ع فيه
مامعنى البداء: البداء في الإنسان أي ظهور الامر له بعد خفائه عليه. وسبب خفاء الأمر عليه هو جهله ثم علمه وهذا يؤدي به الى ان يبدل رأيه نتيجة ظهور الامر الخافي عنه سابقاً.
هذا المعنى لا يجوز نسبته الى الله سبحانه والقول باتصافه به، لأنه متضمن للجهل وهو منفي عنه تعالى الله عن ذلك علوأ كبيراً.
لذا قال الامام الصادق (ع): ( من زعم ان الله بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم )، وقوله (ع): ( من زعم أن الله بدا له في شيء ولم يعلمه أمس فأبرأ منه ).
البداء الذي أكدته الآيات والروايات هو ان تكون هناك عدة مقادير في لوح المحو والإثبات وهذه المقادير مرتبطة بأعمال صالحة كالدعاء والصدقة وصلة الرحم وما شابه، ولتلك الاعمال تأثير في تحديد تقدير معين من بين تلك التقديرات والخيارات المتعددة، وبالنهاية يتحقق ما هو مثبت في (ام الكتاب)، ولكن حيث انه خافٍ على الانسان فسيكون ذلك باعثا للعبد للجد والسعي وعمل الخير. وهذا مدعاة لتنمية فضيلة الرجاء في قلبه. هذا من جهة و لتنمية فضيلة الخوف منه سبحانه، اذ ليس بوسعه – بعد ايمانه بالبداء بمعناه الحق - ان يركن لعمل عمله ويقول ان عاقبته قد ختمت بخير وهو لا زال في دنيا الامتحان، اذ تضمن لوح المحو والاثبات لعدة تقديرات يجعل من قلبه خائفا ومتعلقا بربه الى نهاية المطاف.
لذا ورد عن ائمة الهدى (ع): ( ما عبد الله بشيء مثل البداء ). فلولاه لبطل الدعاء (مخ العبادة) وفعل الخيرات.
اما البداء وما صرحه السنه والجماعه مثل المناوي ما يلي: ( "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره " قال الحكيم: زيادة العمر في هذا ونحوه على وجهين أحدهما البركة فالقصير من العمر إذا احتشى من أعمال البر أربى على كثير. الثاني أنه تعالى قدر الآجال والأرزاق والحظوظ بين أهلها ثم أثبت ذلك في أم الكتاب الذي عنده لا يطلع عليه أحد، فما في أم الكتاب لا زيادة فيه ولا نقص وما في صحف الملائكة يمحو منه ما يشاء ويثبت ما يشاء بالإحداث التي تكون من أهلها في الأرض ) فيض القدير: ج6 ص123.
والحمد لله رب العالمين
Comment