أضاءة خامسة المنصور اليماني وزير المهدي(عليه السلام) وخليفته

[الكاظمي]

أضاءة خامسة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

المنصور اليماني وزير المهدي(عليه السلام) وخليفته

المنصور شخصية ألهية ومن الشخصيات المقدسة من آل محمد (عليهم السلام) وقد ذُكرت في مصادر السنة والشيعة ، ولكن سبحان الله ظلت هذه الشخصية مجهولة عند الكاتب والقارئ على حد سواء ، وعدم قدرة الباحث على تعينها وتسميتها هذا فضلا على إن الكثيرين كانوا يمرون عليها مرور الكرام دون الألتفات اليها، وذلك لأنهم كانوا يعتقدون بالأمامة المحصورة باثني عشر شخصية بعد رسول الله (ص) فقط ، وأيضا لأن هذه الشخصية هي محل ابتلآء الأمة وأمتحانيها في آخر الزمان فقد أخفاها الله ليحتج بها صاحبها علينا بعد أن يقيم الدليل عليها ويميز دعوته الحق بين الدعوات الكاذبة.
ـ عن مالك الجهني قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام) إنا نصف صاحب هذا الامر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس فقال: لا والله لا يكون ذلك أبدا، حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه).
الغيبة ـ للنعماني ، 337.
ولنطّلع على الروايات التي جاءت في مصادر الفريقين التي أشارت الى هذه الشخصية .
ـ عن أبي سعيد ، قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (( منا القائم ، ومنا المنصور ، ومنا السفاح ، ومنا المهدي ، فأما القائم فتأتيه الخلافة لم يهرق فيها محجمة من دم ، وأما المنصور فلا تُرد له راية ، وأما السفاح فهو يسفح المال والدم ، وأما المهدي فيملا الارض عدلا كما ملئت ظلما )).
معجم احاديث الامام المهدي ـ للكوراني ، ج1ص186. نقلا عن تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
ـ عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( منا السفاح والمنصور والمهدي )).
معجم أحاديث الامام المهدي ـ للكوراني ج1 ، ص186. نقلا عن تاريخ بغداد .
ـ عن عبد الله بن عمر عن رسول الله (ص): (ابشروا فيوشك أيام الجبارين أن تنقطع ، ثم يكون بعدهم الجابر الذي يجبر الله به امة محمد (ص) ، المهدي ، ثم المنصور ، ثم عدد أئمة مهديين)
شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأخيار ج3 ص400
والنبي (صل الله عليه وآله) في الروايات أعلاه يخبر أمته ويبشرها بشخصية المنصور والتي تأتي بعد القائم محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) ، وقوله صلوات الله عليه (فلا ترد له راية) اي ان المنصور يخوض حروب ومعارك كثيرة لا يخرج منها جميعا الا منتصراً ولهذا السبب سمي عليه السلام بالمنصور.
ـ وعن عبد الله بن العباس قال: لنا أهل البيت سبع خصال مامنهن خصلة في الناس: (منا النبي، ومنا الوصي خير هذه الامة بعده علي بن أبي طالب ، ومنا حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء، ومنا جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، ومنا سبطا هذه الامة وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، ومنا قائم آل محمد الذي أكرم الله به نبيه، ومنا المنصور). بحار الأنوار ـ للمجلسي ـ ج37 ، ص48.
وعبد الله بن عباس يؤكد في كلامه اعلاه قول النبي (صل الله عليه وآله) على وجود شخصية المنصور والتي هي محل افتخار اهل بيت النبي على سائر الناس. وعبد الله بن عباس قد صرح باسم المنصور كثيراً أمام أصحاب رسول الله (ص) بما سمعه من رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم).
ـ عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه كان إذا سمعهم يقولون : يكون في هذه الامة إثنا عشر خليفة ، قال : ما أحمقكم . إن بعد الاثني عشر ثلاثة منا : السفاح ،والمنصور ، والمهدي ، يسلمها إلى الدجال " قال أبوأسامة " تأويل هذا عندنا أن ولد المهدي يكونون بعده إلى خروج الدجال "
معجم احاديث المهدي ـ الكوراني ج1ص186. نقلا عن عيون الاخبار لأبن قتيبة
ـ عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: " منا ثلاثة ، منا المنصور ، ومنا السفاح ، ومنا المهدي " .معجم أحاديث المهدي ـ الكوراني. نقلا عن تاريخ بغداد.
والامام محمد الباقر (عليه السلام) في كلامه مع جابر الجعفي يبين شأن شخص المنصور ومكانته ومهمته في أستعراضه له حركة السفياني :
ـ عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (ع) قال: (يظهر السفياني و من معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد ص و شيعتهم ...و يبعث بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا و يهرب المهدي والمنصور منها و يؤخذ آل محمد صغيرهم و كبيرهم لا يترك منهم أحد إلا حبس و يخرج الجيش في طلب الرجلين و يخرج المهدي منها على سنة موسى خائِفاً يَتَرَقَّبُ حتى يقدم مكة و يقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء و هو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر فيقوم القائم بين الركن و المقام فيصلي و ينصرف و معه وزيره – ثم يخطب فيهم-ثم يخرج من مكة هو و من معه الثلاثمائة و بضعة عشر يبايعونه بين الركن و المقام معه عهد نبي الله ص و رايته و سلاحه و وزيره معه فينادي المنادي بمكة باسمه و أمره من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلهم اسمه اسم نبي ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ص و رايته و سلاحه و النفس الزكية من ولد الحسين فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت).
تفسير العياشي ـ ج1 ص65 .ألزام الناصب في اثبات الحجة الغائب ـ ج2 ص101 .
ونفهم من كلام الامام الباقر (عليه السلام) على إن المنصور هو من شخصيات الظهور المقدس ووزير الامام المهدي (عليه السلام) ورفيق دربه في ايام الظهور وفي املاء الارض عدلاَ وقسطا .
وتوجد روايات أخرى تشير الى وجود هذا الوزير للامام المهدي (عليه السلام).
ـ قال الامام الصادق (عليه السلام)كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة و حوله أصحابه ثلاث مائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر و هم أصحاب الألوية و هم حكام الله في أرضه على خلقه حتى يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله(ص) فيجفلون عنه إجفال الغنم فلا يبقى منهم إلا الوزير و أحد عشر نقيبا كما بقوا مع موسى بن عمران(ع) فيجولون في الأرض فلا يجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه و الله إني لأعرف الكلام الذي يقول لهم فيكفرون به). كمالالدين وتمام النعمة ـ للصدوق ـ ص672.
ـ وقال السيد المرعشي (وقد ذكر العلماء أن أول ظهوره شابا من المدينة ، ثم يخاف على نفسه من القتل فيفر إلى مكة مختفيا ، ثم إلى الطائف ، ثم يرجع إلى مكة فيرونه بالمطاف عند الركن فيقهرونه على المبايعة بالإمامة ، ثم يتوجه للمدينة ومعه المؤمنون فيبعث إليه السفياني جيشا عظيما فيخسف الله بهم الأرض ، ثم يسير إلى جهة الكوفة ثم يعود منهزما من جيش السفياني ، ثم يخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي فيستخلص من السفياني ما أخذ ).شرح إحقاق الحق - ج 13 - هامش ص 369
والوزير في اللغة العربية هو استقاقه من الوَزَرِ والوَزَرُ الجبلُ الذي يعتصم به ليُنْجى من الهلاك وكذلك وَزِيرُ الخليفة معناه الذي يعتمد على رأْيه في أُموره ويلتجئ إِليه وقيل قيل لوزير السلطان وَزِيرٌ لأَنه يَزِرُ عن السلطان أَثْقال ما أُسند إِليه من تدبير المملكة. لسان العرب
فالمهدي (عليه السلام) سوف يعتمد عند ظهوره على وزيره المنصور الذي يشركه في أمره ويلتجئ اليه عند الشدائد ويكون خير عون ونصير للأمام المهدي (عليه السلام) كما كان هارون لموسى (عليهم السلام) بنص القرآن.
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (31) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)).سورة طه
وقوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا (35)) سورة الفرقان.
وهارون (عليه السلام) مثلما كانت مهمته أن يكون وزيرا لموسى في حياته ووجوده فأن مهمته تقتضي أن يكون خليفته في غيبته وبعد مماته.
(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142))سورة الاعراف.
وهكذا الحال لكل من كان وزيراً في حياة رسول او نبي او أمام ان يكون خليفته وولي أمره من بعده بمنطق القرآن ومفهومه ، أي أن المعصوم وزيره وخليفته لا يكون الا معصوما.
وها هو رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) يسأل ربه أن يجعل علي أمير المؤمنين وزيرا له كما كان هارون وزيرا لموسى (عليهم السلام) جميعا.
ـ عن ابن عباس قال: أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبيدي ونحن بمكة، وصلى أربع ركعات ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن نبيك موسى بن عمران سألك فقال: " رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري " الآية، وأنا محمد نبيك أسألك، رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، قال ابن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد قد اوتيت ما سألت. بحار الأنوار ـ للمجلسي ، ج34 ص146.
ـ عن أسماء بنت عميس قالت : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإزاء ثبير وهو يقول : أشرق ثبير أشرق ثبير اللهم إني أسألك ما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري وأن تيسرلي أمري وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي علي أخي اشددبه أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا.بحار الأنوار ـ للمجلسي،ج38،ص143.
ـ وقول رسول الله (صل الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ). بحار الأنوار ـ للمجلسي ، ج2 ص226.
فإذا كان عليّ(عليه السلام) منه صلوات الله عليه بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره، كما كان هارون وزير موسى، وهو أيضا خليفته، كما كان هارون خليفة موسى(عليه السلام) .
وهكذا يتضح من كل ما بيناه أعلاه ان المنصور مثلما هو وزيراً للمهدي (عليه السلام) في حياته فهو خليفته وولي أمره من بعده بلا شك، لان اهل البيت (عليهم السلام) لا يتكلمون الا بمنطق القرآن ومفهومه، ولا يمكن ان يعدون كلامهم كلام جدهم رسول الله (ص) .
وجآت روايات في كتب الفريقين تأكد على وجود خليفة للأمام المهدي (عليه السلام) :
ـ خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحيرة فقال : ( لتصلن هذه بهذه وأومئ بيده إلى الكوفة والحيرة حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير وليُبنينّ بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله تعالى فرجه لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم ، وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً ، قلت : يا أمير المؤمنين ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ ؟ ! ! قال : تبنى له أربع مساجد مسجد الكوفة أصغرها وهذا ومسجدان في طرفي الكوفة من هذا الجانب وهذا الجانب وأومى بيده نحو البصريين والغريين ).
تهذيب الأحكام ـ للطوسي ج3 ص254 ، بحار الأنوار ،ج52 ، ص375

ـ أحمد في مسنده ، حدثنا وكيع ، عن شريك ، عن علي بن زيد ، عن أبي قلابة ، عن ثوبان ، قال رسول (ص) : ( أذا رأيتم السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج ، فأن فيها خليفة المهدي ). ميزان الأعتدال ـ للذهبي ـ ج3 ص 128 .

ـ عن ثوبان ، قال قال رسول الله (ص) : يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ولد خليفة ، ولا يصير ألى واحد منهم ، ثم يجيئ خليفة الله المهدي ، وفي رواية : فأذا رأيتموهم فبايعوهم ولو حبوا على الثلج ، فأنه خليفة المهدي ).أمتاع الأسماع ـ للمقريزي ـ ج12 ص296 .

ـ عن رسول الله (ص) : ( يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا تصير الى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم، ثم ذكر شاباً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي ). بشارة الإسلام: 30.
ـ قال العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في كتاب نهاية الأرب (ج14 ص173 ط القاهرة) :ـ (...فينزل المهدي (القسطنطينية) على بابها ، ولها سبع أسوار فيكبر سبع تكبيرات فينهدم كل سور منها بتكبيرة . ويدخلها المهدي ويقتل خلقا كثيرا ويقتل ملك الروم ، ثم يرفع السيف ، ويأخذ المسلمون من الغنائم ما لا يحصى ، حتى أن الرجل ليأخذ من الجواهر ما يعجز عن حمله . فبينما هم كذلك أذ يأتيهم الخبر من خليفة المهدي بخروج الدجال وأجتماع الناس عليه...) شرح أحقاق الحق للسيد المرعشي ج13 ص369 .
وبعد كل ما قدمناه من الروايات التي تثبت بكل وضوح على وجود خليفة للمهدي (عليه السلام)، نأتي الآن لنبين المصداق لمنصب خلافة المهدي الذي هو منصوص عليه بأسمه (أحمد) وبلقبه (المهدي) من قبل رسول الله (صل الله عليه وآله) كما نص على الأئمة والخلفاء من بعده بأسمائهم وألقابهم في وصيته لأمته في ليلة وفاته :
ـ عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام يا أبا الحسن أحضر صحيفة وداوة . فاملارسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشرإماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه : عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ،والصديق الاكبر ،والفاروق الاعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلاتصح هذه الاسماء لاحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فأذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ، ( فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : إسم كإسمي وإسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، وهو أول المؤمنين). الغيبة ـ للطوسي ص150.
الحمد لله الذي جعل خليفة المهدي (المنصور) مذكور في وصية جده رسول الله (ص) في ليلة وفاته، أي يكون هو صاحب الوصية الذي يعرف بها بأنه أمام منصوص مفترض الطاعة.
ـ عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأذن لي فسمعته يقول في كلام له يا من خصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا وجعلنا ورثة الانبياء عليهم السلام ). بحار الانوار ج26 ص112.
ـ وعن الحارث بن المغيرة النضري قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : بما يعرف صاحب هذا الامر ؟قال : (بالسكينة والوقار والعلم والوصية) . الأمامة والتبصرة ـ لأبن بابويه القمي ، ص183.
أذن خليفة المهدي (عليه السلام) الملقب بالمنصور أسمه أحمد كما نص عليه رسول الله في وصيته ليلة وفاته (له ثلاثة أسامي : إسم كإسمي وإسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، وهو أول المؤمنين). وبما أن احمد مذكور اسمه في الوصية اذن هو منصوص عليه والمنصوص عليه لابد ان يكون إماما ومعصوما.
ـ عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال الامام منا لا يكون إلا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، فلذلك لا يكون إلا منصوصا ).
بحار الأنوار ـ للمجلسي ، ج25 ص194.
وأحمد (عليه السلام) هو وزير المهدي وخليفته وهو منصوص العصمة وخليفة من خلفاء الله في أرضه ولا اجد كل هذا يتجسد الا في شخصية اليماني (عليه السلام) الذي ذكره الامام ابو جعفر الباقر (عليه السلام) في حديثه :
ـ (...وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هى راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليمانى فانهض إليه ، فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) الغيبة ـ للنعماني ، 264.
وأذا ما توقفنا قليلا عند كلام الأمام الباقر (عليه السلام) وتمعنّا به نرى بكل وضوح أن اليماني (عليه السلام) أمام مفترض الطاعة كأبآئه (عليهم السلام) , وأنقل هنا من كلام للأمام أحمد الحسن (عليه السلام) حول اليماني في جوابه لأحد السائلين:
أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني : (صاحب ولاية إلهية) ، فلا يكون شخص حجة على الناس ، بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم ، وإن صلوا وصاموا ، إلا إذا كان من : (خلفاء الله في أرضه) ، وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين .
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق ، والطريق المستقيم ، أو الصراط المستقيم تعني : ( أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق ) ، أي انه : (معصوم منصوص العصمة) ، وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني ، أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة ، فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك .
كتاب المتشابهات ـ للأمام أحمد الحسن .
وبعد كل هذا البيان نستخلص من كلام محمد وآل محمد (عليهم السلام) بأن المنصور واليماني وأحمد والمهدي هو شخص واحد وان تعددت الألقاب ، فأذا قلنا بتعدد الشخوص في عصر الظهور قلنا بتعدد الحجج والأئمّة وخلفاء الله في أرضه وبتعدد خلفاء المهدي (عليه السلام) وهذا خلاف ما بيناه من كتاب الله وما جآء عن أهل البيت (عليهم السلام).
ـ عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق (عليه السلام): (هل يكون إمامان في وقت ؟ قال: لا إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه، والآخر ناطقا إماما لصاحبه، وأما أن يكون إمامين ناطقين في وقت واحد فلا). بحار الأنوار ـ ج25 ص106.
أذن لابد أن يكون أحمد (عليه السلام) هو الشخص الوحيد صاحب هذه الألقاب وهو وزير الامام محمد بن الحسن العسكري في حياته وخليفته بعد مماته.
ـ عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن لصاحب هذا الامر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولده، ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره) بحار الانوار ج52 ص153.الغيبة ـ الشيخ الطوسي، ص162.

والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

خادم الأئمة والمهديين : الكاظمي

[ثورة اليماني]

رد: أضاءة خامسة المنصور اليماني وزير المهدي(عليه السلام) وخليفته

جزاك الله لكل خير اخي ووفقك الله لخدمة الائمه والمهديين عليهم السلام