كيف يمكن ان يكون اليماني من البصرة ؟
يجب أولاً معرفة إن مكة من تهامة ، وتهامة من اليمن .
فمحمد وال محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والإمام المهدي (ع) يماني والمهديين الإثني عشر يمانية والمهدي الأول يماني.
وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية) راجع مقدمة البحار ج1 ص1
بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع بحار الأنوار ج22، 51، 75 .
..................
وعن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل : (( ... فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال ... )) بشارة الإسلام ص 148 ، وعن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم (ع): (( ... ومن البصرة ... احمد ...)) بشارة الإسلام ص 181
فمحمد وال محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والإمام المهدي (ع) يماني والمهديين الإثني عشر يمانية والمهدي الأول يماني.
وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية) راجع مقدمة البحار ج1 ص1
بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع بحار الأنوار ج22، 51، 75 .
..................
وعن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل : (( ... فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال ... )) بشارة الإسلام ص 148 ، وعن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم (ع): (( ... ومن البصرة ... احمد ...)) بشارة الإسلام ص 181
صرّح الشيخ محمد السند، والشيخ علي الكوراني، بان قولهم ان اليماني من اليمن هو بحسب المدلول اللغوي وليس الروائي :
حيث قال الأول: (كما إن هناك علامة أخرى تشير إليها الرواية وهي كون خروجه من بلاد اليمن، وهو وجه تسميته باليماني) ([1]).
وقال الثاني: (أمّا في منطقة الخليج فمن الطبيعي أن يكون لليمانيين الدور الأساسي فيها مضافاً إلى الحجاز، وإن لم تذكر ذلك الروايات) ([2]).
وقوله: (وإن لم تذكر ذلك الروايات) أي لم تصرّح الروايات بكون اليماني من اليمن. نعم فهم كونه من اليمن من خلال المدلول اللغوي لمفردة اليماني.
فمن هنا تكون نسبة اليماني إلى اليمن بدلالة المدلول اللغوي، فلابد أن نرى هل يمكن للمدلول اللغوي للفظ اليماني أن يحدد ذلك ؟
قال الدكتور أبو محمد الأنصاري في كتابه جامع أدلة الدعوة اليمانية في مقام الجواب عن هذه الشبهة: (أقول: إنّ النسبة من لفظ اليماني يمكن أن تعود إلى اليمن، ويمكن أن تعود إلى اليُمن (بمعنى البركة)، ويمكن كذلك أن تعود إلى اليمين، كأن يكون شخص في يده اليمنى ما يميزها أو يكون يمين الإمام المهدي (ع) كما كان علي يمين رسول الله (ص)، ويمكن كذلك أن تعود إلى معنى أنه صاحب يد بيضاء أو كريمة، فالكريم يسمى صاحب الأيادي البيضاء، والعطاء باليمين، بل إنّ البعض ربما يتشائم ممن يعطي بشماله، ويمكن أيضاً أن يكون وجه التسمية خافياً علينا. فالاحتمالات كثيرة ولا يوجد ما يرجح أحدها على سواه) ([3]).
فبما إنّ المدلول اللغوي مردد بين احتمالات ثلاثة - على الأقل - فلا يمكن تقديم أحدها على الآخر إلاّ بقرينة تعين المراد، وهي مفقودة، حيث لم يرد في الروايات كون اليماني من اليمن كما صرحا هما بذلك، ولما احتاجا للمعنى اللغوي، إذ من المعلوم أنهم يقدمون المعنى الشرعي على المعنى اللغوي.
ولذا ذهب الشيخ جلال الدين الصغير إلى نفي كون اليماني من اليمن، يقول: (وفي العموم فإنّ الروايات الصحيحة والموثوقة والمعتبرة لا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى كون الرجل من اليمن، بل إنّ منشأ الوهم الذي جعل البعض ينسب الرجل إلى اليمن هو إمّا روايات عامية أو روايات ضعيفة سنداً ومضطربة متناً، أو روايات لا نستطيع الاعتماد عليها لمجهولية مصدرها)([4]).
ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ الأئمة (ع) أرادوا إخفاء شخصية اليماني (ع)، فلا يمكن حمل لفظ اليماني على كونه من اليمن؛ وذلك لمعرفتنا بأنّ أهل البيت (ع)، أرادوا إخفاء هذه الشخصية، وعليه فلا يمكن للعرف أن يحدد المراد من لفظ اليماني بحسب ما يفهم منه عرفاً؛ لأنّ أهل البيت (ع) يطلقونه ويريدون معنى غير المعنى العرفي الذي ذكرته.
هذا لو سلمت معك بأنّ لفظ اليماني إذا أُطلق يتبادر للذهن كونه الساكن في اليمن.
وهذا ما لا أوافقك عليه؛ لانّ الكثير يُنسبون إلى مناطق هم لم يروها ولم يسكنوها، وينسبون إليها تبعاً لنسبة أبيهم لها، كما نشاهده في صهيب الرومي وبلال الحبشي، علماً أن صهيب وبلال عاشا وماتا في جزيرة العرب، وكما نجد اليوم فلاناً يلقب بالخوئي بسبب رجوع أصله إلى تلك المنطقة لا أنّه من ساكنيها بالفعل، بل هو ساكن في العراق.
خصوصاً وفي الروايات ما يدلل على ذلك فتأمل معي في هذين الشاهدين:
الأول: جاء في كتاب الفتن لابن حماد المروزي: عن شريح بن عبيد، عن كعب، قال: (ما المهدي إلاّ من قريش وما الخلافة إلاّ فيهم غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن) ([5]).
فهذا يدل بصراحة على رجوع نسب اليماني إلى اليمن لا أنّه من ساكني تلك البلاد.
الثاني: جاء في كتاب الملاحم للسيد ابن طاووس: (أمير جيش الغضب ليس من ذي ولا ذهو، لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان: بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) ([6]).
وهذا الشاهد يدل على أنّ الصيحة ستكون باسم أمير جيش الغضب، كما سنبين عند كلامنا في الصيحة أنها تكون باسم القائم (ع) فيكون القائم هو أمير جيش الغضب وصاحب الرايات المشرقية الممهدة للإمام المهدي (ع)، ولقد تقدم في القسم الأول من حوارنا تحديد جهة المشرق وكونها إيران والعراق وليس اليمن.
الثالث: وقد ورد في لسان العرب لأبن منظور: (وفي صفة المهدي: قرشي يمان ليس من ذي ولا ذو أي ليس نسبه نسب أذواء اليمن، وهم ملوك حمير، منهم ذو يزن وذو رعين، وقوله: قرشي يمان أي قرشي النسب يماني المنشأ) ([7]).
فلا يوجد ما يدل على كون اليماني من ساكني أرض اليمن بالتحديد الفعلي ولا بالتحديد السابق الذي يعد مكة من اليمن.
وهناك من يقول ان هناك روايات تحدد ان كون اليماني من اليمن!! ويحتج بالرواية :
عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) يقول: (القائم منا منصور بالرعب، مؤيد بالنصر تطوي له الأرض وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله (عز وجل) به دينه على الدين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلاّ قد عمر، و ينزل روح الله عيسى بن مريم (ع) فيصلي خلفه، قال: قلت: يا ابن رسول الله، متى يخرج قائمكم ؟ قال: إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردت شهادات العدول، واستخف الناس بالدماء وارتكان الزنا وأكل الربا، واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم، وخروج السفياني من الشام، واليماني من اليمن ([8])، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمد (ع) بين الركن والمقام، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ...) ([9]).
ــ الأمر الأول: إنّ الشيخ الصدوق نقل رواية قبل الرواية المتقدمة وبنفس السند، إلاّ أنها لم يأت فيها عبارة (من اليمن)، بل هي إضافه من قبل المحقق ؛ ولذا جعلها بين قوسين، والرواية هي:
عن محمد بن مسلم الثقفي الطحان، قال: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد (ع)، فقال لي مبتدئاً: (يا محمد بن مسلم، إن في القائم من آل محمد (ع) شبهاً من خمسة من الرسل: يونس بن متى، ويوسف بن يعقوب، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم.
فأمّا شبهه من يونس بن متى: فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن، و أمّا شبهه من يوسف بن يعقوب (عليهما السلام): فالغيبة من خاصته وعامته، واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب (عليهما السلام) مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله و شيعته.
وأما شبهه من موسى (ع) فدوام خوفه، وطول غيبته، وخفاء ولادته، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله (عز وجل) في ظهوره ونصره وأيده على عدوه.
وأما شبهه من عيسى (ع) فاختلاف من اختلف فيه، حتى قالت طائفة منهم: ما ولد، وقالت طائفة: مات، وقالت طائفة: قتل وصلب.
وأما شبهه من جده المصطفى (ص) فخروجه بالسيف، وقتله أعداء الله وأعداء رسوله (ص) ، والجبارين والطواغيت، وأنه ينصر بالسيف والرعب، وأنه لا ترد له راية. وإن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني (من اليمن) وصيحة من السماء في شهر رمضان، ومناد ينادي من السماء باسمه واسم أبيه) ([10]).
فجاءت عبارة (من اليمن) في هذه الرواية بين قوسين للإشارة على أنّها أضيفت من قبل المحقق، والمحقق إنّما اعتمد على بعض النسخ التي جاءت فيها هذه الإضافة - أن لم يقال بأنّ الإضافة منه، للإرتكاز الذي عنده، وهو دلالة لفظ اليماني على أنه يخرج من اليمن -، ويحتمل جدّاً أن تكون من بعض النسّاخ، خصوصاً مع تصريح الرواية بكون السفياني من الشام، فكأن النسّاخ فهموا سقطاً بقرينة تحديد السفياني من الشام فيتعين تحديد اليماني من اليمن بحسب الارتكاز المتقدم، فأضافوا عبارة من اليمن.
ومن المعلوم في التحقيق أنهم يحاولون التوفيق بين النسخ، فيضيفون بعض الأمور التي عثروا عليها في نسخ أخرى للنسخة التي هم بصدد تحقيقها، وليس هم بصدد الكشف عن النسخة الأصلية التي هي بخط المؤلف، فلو وجدوا نسخة أخرى ولو لم تكن بخط المؤلف وفيها زيادة ما لأضافوها كما هو معلوم.
ومن هنا نقف موقف الشاك في هذه العبارة - أعني (من اليمن) - التي أضيفت فهل هي موجودة في النسخة التي بخط المؤلف، أم أنّها أضيفت من قبل النسّاخ ؟!
ومع ورود هذا الاحتمال لا يسعنا الاطمئنان بثبوت هذه العبارة في نسخة المؤلف.
ومما يقوي عدم وجود العبارة هو ما يأتي في الأمر الثاني:
الأمر الثاني: إنّ أبا الفتح الأربلي صاحب كتاب كشف الغمة، والشيخ الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى والعلامة المجلسي وغيرهم نقلوا الرواية ولم يرد فيها لفظ (من اليمن)، وقد نقلها المجلسي عن كمال الدين.
قال في كشف الغمة: عن محمد بن مسلم، قال: دخلت على أبي جعفر (ع) وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد فقال مبتدياً: (يا محمد بن مسلم، إنّ في القائم من آل محمد شبهاً من خمسة من الرسل يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
فأمّا شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن، وأمّا شبهه من يوسف فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه عن إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي (ع) مع قرب المسافة بينهما وأما شبهه من موسى (ع) فهو دوام خوفه وطول غيبته وخفاء مولده على عدوه وحيرة شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن يأذن الله في ظهوره وأيده على عدوه وأما شبهه من عيسى (ع) فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة ما ولد وطائفة قالت مات وطائفة قالت صلب، وأمّا شبهه من جده محمد (ص) فتجريده السيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وانه ينصر بالسيف والرعب وانه لا ترد له راية وان من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه) ([11]).
ومن هنا يقوى احتمال إضافة لفظ (من اليمن) في زمن متأخر عن هؤلاء الأعلام.
الأمر الثالث: إنّ الروايات التي تبين أحداث الظهور المبارك، تذكر قوماً من المشرق وتصرح الروايات بأنّ أصحاب هذه الرايات المشرقية السوداء يؤدون الطاعة إلى المهدي (ع)، كما وتأمر الروايات الناس بالمسارعة إليهم ولو حبواً على الثلج، وتصرح أنّ في هذه الرايات خليفة الله المهدي (ع). وقد تقدم عندنا أنّ هذه الرايات تكون ممهدة للإمام المهدي (ع) فكيف يكون المهدي فيها ؟
امر آخر (اضافة) : كيف يعقل ان اليماني من اليمن فاليمن زيدية لايؤمنون بالمهدي محمد بن الحسن (ع) ومعارك اليماني مع السفياني في العراق فلو تنازلنا عن مناقشة اشكالات عبور جيش كبير من اليمن الى العراق وعدم ذكر هذا العبور في الروايات فكيف الغيوا دور الشيعة في نصرة المهدي وجعلوا كل انصاره وعماد جيشه من الزيدية وطعنوا بمذهب اهل البيت وبكل من يؤمن بالامام المهدي ؟؟؟؟
الحوار القصصي الجزء الثالث للشيخ عبد العالي المنصوري بتصرف
======
الهوامش
[1]- فقه علائم الظهور: ص28.
[2]- عصر الظهور: ص113.
[3]- جامع الأدلة: ص94، من إصدارات أنصار الإمام المهدي (ع).
[4]- بحث لجلال الدين الصغير منشور في موقع براثا بعنوان (اليماني أهدى الرايات).
-[5] كتاب الفتن: ص231.
-[6]الملاحم والفتن لابن طاووس: ص80.
-[7]لسان العرب: ج15 ص452. ومثله في بحار الأنوار: ج21 ص374، الفايق في غريب الحديث: ج1 ص407.
[8]- أقول: جاءت هذه الرواية في إعلام الورى للطبرسي، بدون عبارة (من اليمن) أصلاً، فجاءت هكذا: (... وخرج السفياني من الشام واليماني وخسف في البيداء ...) إعلام الورى باعلام الهدى: ص 448 ، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة الاعلمي، بيروت – لبنان – الطبعة الأولى، سنة 1424 هـ - 2004 م، وكذلك في إعلام الورى في برنامج النور موافق للطبعة اللبنانية ..، بينما في طبعة إيران لإعلام الورى قد أثبتوا (من اليمن) وبدون قوسين !
وكذلك في الرواية الأخرى التي جاءت فيها عبارة (من اليمن) بين قوسين، ففي إعلام الورى العبارة لا توجد أصلاً حتى بين قوسين، بل الموجود هكذا فقط: (... ومن علامات خروجه خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني وصيحة من السماء ...) إعلام الورى: ص417.
ويمكن للقارئ الكريم مراجعة كتاب إعلام الورى الطبعة اللبنانية وهو مطبوع موجود.
وذكر هذه الرواية السيد المرعشي في إحقاق الحق: ج13 ص342 نقلاً عن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي هكذا (... وخرج السفياني من الشام واليمن وخسف خسف بالبيداء ...)، فلم يرد في هذه الرواية لفظ اليماني أصلاً بل ورد مكانه (اليمن).
والرواية بلفظ (واليمن) غير بعيدة الصحة وخصوصاً إذا علمنا بأنّ السفياني متعدد، وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) بأنّ هناك سفياني من الشام وسفياني من هجر، فقال (ع): (بعد التحميد العظيم والثناء على الرسول الكريم، سلوني، سلوني في العشر الأواخر من شهر رمضان قبل أن تفقدوني) ثم ذكر الحوادث بعده، وقتل الحسين صلوات الله عليه، وقتل زيد ابن علي رضوان الله عليه، وإحراقه وتذريته في الرياح، ثم بكى (ع) وذكر زوال ملك بني أمية وملك بني العباس ثم ذكر ما يحدث بعدهم من الفتن، وقال: (أولها السفياني وآخرها السفياني)، فقيل له: وما السفياني والسفياني ؟ فقال: (السفياني صاحب هجر، والسفياني صاحب الشام) الملاحم والفتن: ص271.
وهجر أيضاً بلدة في اليمن، كما جاء في معجم البلدان: ج5 ص393: (... والهجر: بلد باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة من جهة اليمن ...).
وأيضاً ذكر ذلك السمعاني في الأنساب: ج5 ص627: (الهجري: بفتح الهاء والجيم وكسر الراء في آخرها. هذه النسبة إلى هجر، وهي بلدة من بلاد اليمن من أقصاها وقلال هجر معروفة ...).
فقد تكون الرواية ناظرة إلى سفيانياً آخر يخرج من اليمن، فتوهم النساخ أو غيرهم بأنها قد تكون مصحفة وأن أصلها (واليماني من اليمن) فاثبتوه.
فإن قيل: بأنّ لفظ (من اليمن) لعله تصحيف والصحيح في أصل كتاب الفصول المهمة هو (واليماني من اليمن) ؟
أقول: نعم هذا الاحتمال وارد، ولكني عثرت على نسخة مصورة لطبعة بيروت – دار الاضواء – الطبعة الثانية: 1409 هـ - 1988 م ، والرواية فيها كما نقلها السيد المرعشي، هكذا: (... وخرج السفياني من الشام واليمن وخسف بالبيداء بين مكة والمدينة ...) الفصول المهمة: ص292. بينما في طبعة قم – دار الحديث – الطبعة الثانية لسنة 1422هـ، تحقيق سامي الغريري، نجد الرواية بلفظ (واليماني من اليمن) وهذا عجيب !
وعلى أي حال فبعد ما تقدم أقل ما يقال بأن متن الرواية مشكوك فيه وبهذا لا يمكن الاحتجاج به.
-[9] كمال الدين وتمام النعمة: ص330.رواه بهذا السند: حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا القاسم بن العلاء، قال: حدثني إسماعيل بن علي القزويني، قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن مسلم الثقفي.
-[10] كمال الدين وتمام النعمة: ص327. رواها بهذا السند: حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب (الكليني) قال: حدثنا القاسم بن العلاء، قال: حدثنا إسماعيل بن علي القزويني، قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن مسلم الثقفي الطحان.
-[11] كشف الغمة: ج3 ص329، إعلام الورى: ج2 ص233، بحار الأنوار: ج51 ص217.
Comment