الرد الثالث على صاحب مقال ( فتنة احمد الحسن ):
حول وثاقة ابي الجارود
بقلم : الشيخ ابو ابراهيم الانصاري
7 – رمضان الخير – 1430 هـ ق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما
فبعد ان اعيته الحيل في الدفاع عن مقدمته الخاوية ، هرع الى فتح موضوع جديد وباسلوب الاستغفال للناس ، واسلوب استجداء العاطفة والانتباه ، فتراه ذكر عنوان مقالته ( احمد اليماني يقتل العلماء برواية الشيطان الاعمى ) ، وكان الاجدر به ان يعترف بخطأه ويستغفر ربه ويعتذر للقراء الذين كذب عليهم او دلس بصورة مخجلة ، فان الاعتراف بالخطأ فضيلة والاصرار عليه رذيلة ، كما لا يخفى.
وعلى أي حال سوف يتضح للقراء المنصفين مدى شدة الورطة التي وضع نفسه فيها مرة اخرى ، ومدى الجهل او التدليس الذي اعتمدة مرة اخرى ايضا وبدون تحفظ ، سائرا على نهجه المعتاد وهو اسلوب ( الاستحمار ) ، وايضا سوف يتضح للقراء مدى جهل الكاتب في موضوع الدراية وعلم الرجال في حين انه يظن انه بارع بهما ، وهذا مما يضحك الثكلى ... وسأبرهن على ذلك ان شاء الله تعالى.
فالاخ صاحب المقال تدور مقالته الاخيرة حول ( ابو الجارود ) وانه ضعيف عند علماء الرجل ، وانه موصوف بالسرحوب والشيطان ، وانه زيدي جارودي فكيف يعتمد على ما يرويه !
أقول:
الكلام في نقاط:
النقطة الاولى:
التفريق بين انحراف الراوي عقائديا وبين وثاقته في النقل والرواية:
ان المشهور المنصور بين المتقدمين والمتأخرين ، هو وجوب العمل باخبار الفطحية والجارودية والواقفية والناووسية وغيرهم ، اذا كانوا مأمونين وثقاة في النقل، وكما روي عن الائمة (ع) : ( خذوا بما رووا واتركوا ما رأوا ) ، أي خذوا برواياتهم واتركوا مذاهبهم المنحرفة، وهذا امر ثابت وبديهي عند من جاس خلال الديار وتأمل وتمعن في الاخبار.
فكون زياد بن المنذر ( ابو الجارود ) منحرفا عقائديا شيء والبحث عن كونه ثقة في النقل ام لا شيء اخر ... وهذا هو التدليس الذي مارسه صاحب المقال ... عندما احدث جلبة لا داعي لها اصلا !!!
فالروايات كثيرة تدل على ان ابا الجارود زيدي ومنحرف عقائديا ، ولكن الكلام هو هل انه ثقة ام لا ؟ فان ثبت انه ثقة في النقل فهو معتمد الرواية ، ولنا روايته وعليه انحرافه، ومن أنس بمطالعة الكتب الاربعة كالكافي ، يجده مملوءا بروايات الفطحية والواقفية والزيدية ... الخ، فهل ان الشيخ الكليني ( رحمه الله ) قد تساهل في النصيحة للناس عندما ملئ كتابه بروايات المنحرفين ، في حين انه صرح في مقدمة الكافي بانه بالغ في الحرص على اخراج ما صح عن الصادقين (ع) ، وكذلك الحال في الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي ( رحمهم الله تعالى ) ، بل نجد الشيخ الصدوق في كتابه ( من لا يحضره الفقيه ) قد اعتمد وروى عن وهب بن وهب ابي البختري ، وهذا موصوف بأنه قاضي عامي كاذب بل نص الفضل بن شاذان بأنه من اكذب البرية !! في حين تجد ان الشيخ الصدوق في مقدمة كتابه قد بالغ في التأكيد على ان كتابه هذا مستخرج من الكتب المعتمدة التي اليها المرجع وعليها المعول وانه يجزم بصحتها فيما بينه وبين الله تعالى .
فهل نترك ما تعلمنا من اهل البيت (ع) وما تعلمنا من علمائنا العاملين المتقدمين ، ونستسلم خاضعين لفلسفة ( ابو تقى ) التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل هي من المضحكات ، وشر البلية ما يضحك !!!
النقطة الثانية:
ومن العجيب ان صاحب المقال قد بالغ في توصيف ( ابو الجارود ) بانه سرحوب ، ولم يسأل نفسه هل هذا الاسم ثابت للرجل برواية صحيحة السند ام لا ؟ فنحن من باب الالزام ، نسأل صاحب المقام عن ذلك ، لانه يعتمد منهج الاعتماد على السند ويبالغ فيه.
وسوف اذكر الخبر ولنرى هل هو صحيح السند ام لا:
قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ج 8 ص 333 – 335:
( وقال الكشي: أبو الجارود زياد بن المنذر الأعمى ، السرحوب :
حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا وتنسب إليه السرحوبية من الزيدية سماه بذلك أبو جعفر عليه السلام ، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى ، يسكن البحر ، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب " .
أقول : أما انه كان زيديا فالظاهر أن لا إشكال فيه ، وأما تسميته بسرحوب ، عن أبي جعفر عليه السلام ، فهي رواية مرسلة من الكشي لا يعتمد عليها بل إنها غير قابلة للتصديق ، فإن زيادا لم يتغير في زمان الباقر عليه السلام وإنما تغير بعد خروج زيد ، وكان خروجه بعد وفاة أبي جعفر عليه السلام بسبع سنين . فكيف يمكن صدور هذه التسمية من أبي جعفر عليه السلام ) انتهى.
والان .. يا ابا تقى .. تأتي لتحتج علينا بأننا نحتج او نتكلم برواية ضعيفة راويها شخص يدعى ( سرحوب ) ، وتريد ان تثبت ذلك برواية ضعيفة ؟ !!!
انا حقيقة لا اريد الدفاع عن زياد بن المنذر ابي الجارود ... ولكن فقط اريد ان اوقف الناس على مدى التخبط والتناقض الذي يخوض فيه صاحب المقال ... نسأل الله له الهداية .
وسوف يأتي بأن السيد الخوئي سيحكم بضعف كل الروايات الذامة لابي الجارود ، اذن فيا اصحاب السند : لابد ان لا تعتمدوا على تلك الروايات لانها ضعيفة السند ... ام ان المسألة: ما راقكم فهو صحيح وان ضعف رواته ، وما سائكم فهو ضعيف وان صح رواته ؟!!!
بل ان الخوئي رجح او احتمل ان يكون ابو الجارود قد رجع الى الحق وعدل عن الزيدية، واليكم نص كلام المحقق الخوئي ( رحمه الله ):
( ... أقول : إذا صح سند الروايتين ولم يناقش فيها بعدم ثبوت وثاقة أحمد بن محمد بن يحيى والحسين بن أحمد بن إدريس ، لم يكن بد من الالتزام برجوع أبي الجارود ، من الزيدية إلى الحق ، وذلك فإن رواية الحسن بن محبوب المتولد قريبا من وفاة الصادق عليه السلام عنه ، لا محالة تكون بعد تغيره وبعد اعتناقه مذهب الزيدية بكثير ، فإذا روى أن الأوصياء اثنا عشر ، آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم علي عليهم السلام ، كان هذا رجوعا منه إلى الحق ، والله العالم ) معجم رجال الحديث ج 8 ص 336.
النقطة الثالثة:
في مناقشة باقي الروايات التي تذم زياد بن المنذر ابا الجارود:
ليعلم القراء بأن الان في طور الزام صاحب المقال بما يلتزم به ، وقد تعمدت ان اذكر رأي السيد الخوئي ( رحمه الله ) لانه من اكبر المحققين عندهم وشهرته لا تنكر، فلنأتي الى باقي الروايات الذامة ولنستمع الى ما يقوله السيد الخوئي ( رحمه الله ) فيها:
قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ج 8 ص 333 – 335:
( ثم قال الكشي : " إسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني محمد بن جمهور ، قال : حدثني موسى بن يسار ( عن ) الوشا عن أبي بصير ، قال : كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله عز وجل ان كان قلب قلب أبي الجارود ، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي ؟ ! .
علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد ابن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي أسامة ، قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أما فعل أبو الجارود ؟ أما والله لا يموت إلا تائها .
علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن أبي القاسم الكوفي ، عن الحسين بن محمد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، قال : ذكر أبو عبد الله عليه السلام كثير النوا وسالم بن أبي حفصة ، وأبا الجارود ، فقال : كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله ، قال : قلت جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون ؟ قال : كذابون يأتوننا فيخبرون أنهم يصدقوننا ، وليس كذلك ويسمعون حديثنا ، فيكذبون به .
حدثني محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد الكشيان ، قالا : حدثنا محمد بن زياد ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الله المزخرف ، عن أبي سليمان الحمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته : يا أبا الجارود ، كان والله أبي إمام أهل الأرض حيث مات لا يجهله إلا ضال ، ثم رأيته في العام المقبل ، قال له مثل ذلك ، قال : فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة ، فقلت له : أليس قد سمعت ما قال أبو عبد الله عليه السلام مرتين ؟ قال : إنما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام ! " .
أقول : هذه الروايات كلها ضعيفة ، على أنها لا تدل على ضعف الرجل وعدم وثاقته إلا الرواية الثالثة منها ، لكن في سندها علي بن محمد وهو ابن فيروزان ولم يوثق ، ومحمد بن أحمد وهو محمد بن أحمد بن الوليد وهو مجهول ، والحسين بن محمد ابن عمران مهمل ، إذن كيف يمكن الاعتماد على هذه الروايات في تضعيف الرجل ، فالظاهر أنه ثقة ، لا لأجل أن له أصلا ولا لرواية الاجلاء عنه لما عرفت غير مرة من أن ذلك لا يكفي لاثبات الوثاقة ، بل لشهادة الشيخ المفيد ، في الرسالة العددية بأنه من الاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والاحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم . ولشهادة علي بن إبراهيم في تفسيره بوثاقة كل من وقع في إسناده ).
والان اخوتي القراء أرأيتم بأني محق في قولي بأن صاحب المقال اما انه جاهل واما انه يتعمد الكذب والتدليس واستغفال الناس ؟
فكيف لمن يعتمد على الاسانيد ان يستدل بأسانيد ضعيفة ، وها هو السيد الخوئي ( رحمه الله ) يصرح بأن هذه الروايات ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها في تضعيف ابي الجارود ؟!
النقطة الرابعة:
في نقل توثيقات العلماء لزياد بن المنذر ابي الجارود:
1 – الشيخ المفيد في رسالته العددية ، عده من ضمن الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والاحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم، حيث قال:
( ..... فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمد بن علي ، وأبي عبد الله جعفر بن محمد [ وأبي الحسن موسى بن جعفر ، وأبي الحسن علي بن موسى ، وأبي جعفر محمد بن علي ، وأبي الحسن علي بن محمد ، وأبي محمد الحسن بن علي بن محمد صلوات الله عليهم ، والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذم واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدونة ، والمصنفات المشهورة ... ) جوابات أهل الموصل - الشيخ المفيد - ص 25 - 30.
وعد منهم ابا الجارود وروايته، وقد تقدم استدلال المحقق الخوئي بكلام الشيخ المفيد على وثاقة ابي الجارود، وكذلك استدل بذلك الميرزا النوري وغيره.
2 – الميرزا النوري ( رحمه الله ) في خاتمة المستدرك حيث قال:
( واما أبو الجارود فالكلام فيه طويل ، والذي يقتضيه النظر بعد التأمل فيما ورد فيما قالوا فيه أنه كان ثقة في النقل مقبول الرواية معتمدا في الحديث اماميا في أوله وزيديا في آخره ، اما الأول فيدل عليه وجوه :
أ - إنه صاحب أصل كما في الفهرست.
ب - عده المفيد في الرسالة العددية من الاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة . . . إلى آخره
ج - رواية كثير من الأجلة عنه وفيهم من أصحاب الاجماع ...... الخ.
د - ما في كتاب ابن الغضائري الطعان على ما نقله عنه العلامة في الخلاصة ، والتفريشي في النقد : حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيدية ، وأصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه بكر ابن محمد الارجني. وظاهره اعتبار رواياته واخراج ما رواه ابن سنان عنه لاتهامه عندهم بزعمه ، فإن ثبت عدم اتهامه بل جلالته كما مر فلا محذور ، ومن نظر إلى تفسير الجليل علي بن إبراهيم القمي واكثاره من النقل عن تفسيره يعلم شدة اعتماده عليه ، بل وغيره كما لا يخفى على من راجع الكافي وغيره ) خاتمة المستدرك ج 5 - ص 412 وما بعدها.
3 – السيد الخوئي ( رحمة الله ) وقد تقدم جزمه بوثاقة ابي الجارود في النقطة الثالثة فلا داعي للاعادة.
4 – الشيخ علي النمازي الشاهرودي ( رحمه الله ) في مستدركات علم رجال الحديث ج 3 - ص 454 – 455، برقم 5874 ، قال:
( زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الأعمى ، سرحوب الخراساني : من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام . رأس الزيدية وإليه تنسب الجارودية . تقدم في جرد . وله كتاب التفسير ، رواه عن أبي جعفر عليه السلام . وله أصل . وروى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عنه كثيرا " وظاهره اعتماده عليه ، بل وثاقته عنده ، لشهادته في أوائل التفسير بأنه يذكر فيه ما انتهت من أخبار المشائخ والثقات . وأبو الجارود هذا من صواحب الأصول التي اعتمد عليها الصدوق وحكم بصحتها واستخرج منها أحاديث كتابه الفقيه ).
فهل يبقى بعد ما تقدم مجال للتشكيك بوثاقة ابي الجارود – ولو من باب الالزام – وهل آن الاوان لابي تقى ان يرعوي عن محاربة دعوة ال محمد (ع) وعلى الاقل يكتفي بالحياد ويسعى الى البحث عسى ان يهديه الله تعالى الى خير الدنيا والاخرة ، فعن امير المؤمنين (ع) انه قال:
( فلا تقولوا ما لا تعرفون فان أكثر الحق فيما تنكرون ... ) وسائل الشيعة (آل البيت) ج 27 - ص 160.
النقطة الخامسة:
قد وردت روايات عديدة تحدد الموقف من الروايات المنقولة بواسطة المنحرفين والفاسقين بل والكاذبين، ونرى التشديد والانكار على من يرد هكذا روايات بحجة ان روايتها منحرفين او فاسقين او معروفين بالكذب، واليكم اخوتي القراء بعض هذه الروايات وبدون تعليق:
عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول: ( والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم للذي ( الذي ) إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله إشمأز منه وجحده وكفَّر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا اسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا ) الكافي ج 2 ص 223.
وعن سفيان بن السمط قال قلت لابي عبد الله (ع) جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه فقال أبو عبد الله (ع) يقول لك اني قلت الليل انه نهار والنهار انه ليل قلت لا قال فان قال لك هذا اني قلته فلا تكذب به فانك انما تكذبني ) مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 76 وفي طبعة أخرى ص 234 / البحار ج2 ص211.
وعن حمزة بن بزيع عن علي السناني ( السائي ) عن أبي الحسن (ع) انه كتب إليه في رسالة: ( ... ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب الينا هذا باطل وان كنت تعرفه خلافه فانك لا تدري لم قلنا وعلى أي وجه وصفة ) بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار ص 558/ الكافي ج8 ص25/ البحار ج2 ص209.
وعن أبي بصير، عن أبي جعفر (ع) أو عن أبي عبد الله (ع) قال: ( لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئي ولا قدري ولا حروري ينسبه إلينا فانكم لا تدرون لعله شئ من الحق فيكذب الله فوق عرشه ) المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقى ج 1 ص 230/ علل الشرائع ج2 ص395.
وعن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : وحدثني حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به ؟ قال : ( إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فالذي جاء كم به أولى به ) الكافي ج 1 ص 69.
وعن أبي إبراهيم عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ألا هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه متكئ ؟ قالوا : يا رسول الله ومن الذي يكذبك ؟ قال : الذي يبلغه الحديث فيقول : ما قال هذا رسول الله قط . فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث لا يوافق الحق فلم أقله ، ولن أقول إلا الحق ) بحار الأنوار ج 2 - ص 188.
عن ابي جعفر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلوات الله عليهم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد عليهم السلام ، وإنما الهالك أن يحدث بشئ منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا شيئا والإنكار هو الكفر ) بحار الأنوار ج 2 ص 189.
وعن النبي صلى الله عليه وآله: ( من رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم القيامة، فإذا بلغكم عني حديث لم تعرفوه، فقولوا: الله أعلم ) بحار الأنوار ج 2 ص 212.
والروايات في هذا الموضوع كثيرة جدا يضيق المجال بذكرها وفي ما تقدم كفاية وزيادة ان شاء الله.
وفي الختام اقول:
قد جرب الكثير ان يردوا على هذه القضية المباركة ، وقد رجعوا خائبين لم يكسبوا الا الفشل والاندحال وانكشاف جهلهم كنار على علم ، ليس لان من يرد عليهم صاحب علم ونحرير في النقاش والمناظرة ، بل السبب الرئيس لان هذه دعوة الله تعالى ومؤيدة ومسددة ، فمن بارزها بالمحاربة انما يبارز الله جل جلاله، والله هو الجبار القهار القوي العزيز.
قال الله تعالى: { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } التوبة 32.
وقال تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } الإسراء 8 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما
Comment