إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ألفكر ألأسلاميّ بين آلعقل ألمرجعيّ ألتّقليديّ و ألمُتحرّك!؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    ألفكر ألأسلاميّ بين آلعقل ألمرجعيّ ألتّقليديّ و ألمُتحرّك!؟

    د. عزيز الخزرجي

    يَهدِف ألأسلام إلى:
    أوّلاً / بناء ألنّفس و مساعدتها لسلوك طريق ألتّكامل لتحقيق ألسّعادة، و هو وإنْ كانَ مطلوباً داخل ألسّاحة ألإسلاميّة؛ إلاّ أنّهُ طريقٌ طويلٌ و يُكرّس في حال ألأدمان آلنّظري دون آلعمل؛ رُوح ألأنانيّة عند آلسّالكين.

    ثانياً / بناء ألمُجتمع من خلال زرع ألوعيّ ألسّياسيّ في أوساطه، و يتمثّل بتعليم ألنّاس ما ينبغيُ لهم معرفتهُ عند إخْتيارهم حاكم ألمُستقبل ألذي يستأمنوهُ على مُعاناتهم و أموالهم وأعراضهم و... دينهم، إنْ كانوا يَحتاطون لدينهم ألذي إرتضاهُ لَهُمُ ربّهم.

    إنظُر إلى ما يَقولهُ ألمُفضّل بن عمر :[... فإنّي سمعتُ أبا عبد الله عليه ألسّلام يقول : «إفترق آلنّاس فينا على ثلاث فرق: فرقةٌ أحبّونا إنتظار قائمنا ليُصيبوا من دنيانا، فقالوا و حفظوا كلامنا و قصَّروا عن فعلنا، فسَيُحْشِرَهُم اللهُ إلى النار. و فرقة أحبّونا و سَمِعُوا كلامنا و لم يُقصّروا عن فِعْلنا، لِيَسْتَأكلوا آلنّاس بنا .. سيملأ اللهُ بُطُونَهُم ناراً يُسلّط عليهم ألجّوع و آلعطش. و فرقة أحبّونا و حفظوا قولنا و أطاعوا أمرنا و لم يُخالفوا فعلنا فأولئك مِنّا و نحن منهم]!

    ما تظن يا عزيزي (مرجعيّتنا ألرّوزه خونيّة ألتّقليديّة) مِنْ أيّة فرقةٍ مِنَ آلفرق ألثّلاث هُم .. تأمل جيّداً بقول ألأمام ألصّادق(ع) أنّه يَتَكَلّم داخل آلسّاحة ألشّيعية و لم يَتجاوزها إلى غيرها من آلسّاحات ألأخرى و آلتي تُدمي ألقلوب ألصّادقة أوضاعها!؟
    على الله يَضْحَكُون؟ أمْ على أنفسهم يَلعبون؟

    ألحديث ألّذي نقلتُه لكم هو نشيدي أليوميّ و آلذي يُؤسس للمُنطلقات ألعقليّة ألأسلاميّة ألصّحيحة، ينقلهُ إبن شعبة ألحــرّاني في آخر كتابه[تحف ألعقول] تحت عنوان: [وصيّة "ألمُفضل بن عمر" لجماعة ألشّيعة]، ذلك آلكتاب ألّذي لم أفارقه مُنذ ذلك آلحين, و فيه حديثٌ خطيرٌ آخر يَرويه إبن شعبة عن ألإمام ألصّادق(ع) و بنفس ألكتاب في آلقسم ألمُخصص لأحاديثه(ع)، وهو حديثٌ عجيب فيه علوماً كثيرة, و هوصف المحبة لأهل البيت و التوحيد و الإسلام و الكفر و الفسق؛

    دخل عليه رجل فقال عليه ألسّلام مِمّن ألرّجل؟ فقال من مُحبّيكم و مواليكم، فقال له جعفر(ع): [لا يُحبّ اللهَ عبدٌ حتّى يتولّاه، و لا يتولّاه حتى يُوجب له آلجّنة]. ثمّ قال له: [من أيّ مُحبّينا أنت؟ فسكتَ آلرّجل, فقال له سدير(1): و كمْ مُحبّوكم يا بن رسول الله؟ فقال: [على ثلاث طبقات: طبقة أحبّونا في آلسّر و لم يُحبّونا في آلعلانيّة، و طبقة يُحبّونا في آلسّر و العلانيّة هم ألنّمط الأعلى، شربوا من العذب الفرات وعلموا بأوائل ألكتاب(2), و فصل ألخطاب و سبب ألأسباب، فهم آلنّمط ألأعلى، و آلفقر و آلفاقة و أنواع ألبلاء أسرع إليهم من ركض ألخيل، مسَّتهمُ آلبأساء و آلضّراء و زُلزلوا و فُتنوا، فمن بين مجروح و مذبوح مُتفرّقين في كلّ بلاد قاصية، بهم يشفي الله ألسّقيم و يُغني ألعديم، و بهم تُنصرون، و بهم تُمطرون، و بهم تُرزقون، وهُم ألأقلّون عَدَدَاً، ألأعظمونَ عند الله قدراً و خطراً, وآلطبقة ألثّانية؛ ألنّمط ألأسفل أحبّونا في آلعلانيّة و ساروا بسيرة ألملوك، فألسنتهم معنا و سيوفهم علينا. و آلطّبقة آلثّالثة؛ ألنّمط ألأسود أحبّونا في آلسّر و لم يُحبّونا في آلعلانيّة، و لَعَمْري لو كانوا أحبّونا في آلسّر دون ألعلانيّة، فهُمُ ألصّوّامون بآلّليل .. ترى أثر ألرّهبانية في وجوههم .. أهل سِلمٍ و إنقياد].

    قال آلرّجل: فأنا مِنْ مُحبيّكم في آلسّر و آلعلانيّة. قال جعفر(ع): [إنّ لِمُحبّينا في آلسّر و آلعلانيّة علاماتٌ يُعْرَفونَ بها]! قال آلرّجل: و ما تلك آلعلامات؟ قال(ع): [تلك خـِلالٌ أوّلها أنّهم عَرفوا آلتّوحيد حقّ معرفته و أحكموا علم توحيده. و آلإيمان بعد ذلك بما هو و ما صفتهُ، ثم عَلِمُوا حُدود ألإيمان و حقائقهُ و شروطهُ و تأويلهُ] ... إلخ هذا آلبيان ألخطير. أرجو مُتابعة مطالعتهِ في كتاب تحف العقول. و لا سيّما ألطّبعة آلّتي نشرتها آلمكتبة ألرّضويّة وهي ألطبعة آلسّادسة 1417هـ /1996مـ

    هذا و نسألكم ألدعاء، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه: [وَ أَمَّا آلسَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ] (3).

    د. عزيز الخزرجي
    ________________________________________
    (1) سدير؛ كشريف ؛ إبن حكيم بن صهيب الصيرفي من أصحاب ألسّجاد و الباقر و الصادق عليهم السلام, إماميٌّ ممدوح مُحبّ لأهل البيت عليهم السلام، و قد دعا آلصّادق عليه السلام له و لعبد السّلام بن عبد الرحمن و كانا في آلسّجن فخلي سبيلهما.
    (2) أقول : أوائل ألكتاب يعني تأويله، لأنّ معنى ألتّأويل أيلولة ألشّيء إلى أوله.
    (3) ألضّحى / 10.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎