هل يجوز التقليد في العقيدة ؟
اليوم يمتحن الناس بقضية الإمام المهدي عليه السلام بإرسال رسول منه هو وصيه ويمانيه السيد احمد الحسن عليه السلام ويعمد اغلب الناس عند السماع بهذا الاسم او بهذه الدعوة الى الفقهاء او رجال الدين للسؤال عنها وعن صدقها وأدلتها ولعله أكثر الاسألة التي تطرح على المعتقدين بهذا المعتقد وهم أنصار الإمام المهدي عليه السلام هو هذا السؤال : ماذا قال عنه رجال الدين؟
قال تعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) البقرة170
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) لقمان21
وهذا تقليد واضح أمام العقيدة التي اتى بها الأنبياء وخلفاء الله سبحانه وهذا الاحتجاج المستمر من المخالفين لدعوات الله سبحانه وهو إتباع الإباء او الملأ ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ﴾ ومعروف ان الملأ هم كبار القوم وفقهائهم ويبقى الضعيف او الفقير تحت سيطرة هؤلاء الملأ وتابع لهم لانه يردد ما يقولونه له دون تفكر ودون تدبر فتجد ان انبياء الله ورسله عانوا من هؤلاء الذين يقلدون في العقيدة ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ وعندما يتوجه الناس لسؤالهم فيكون الرد هكذا (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ) او يكون الرد بخدعة اكبر ويوهمون الناس انهم اصحاب العلم ويعرفون كل شيء فيكون جوابهم (فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ) وكانهم لم يسمعوا بشارات الأنبياء والرسل بموسى عليه السلام قائم بني إسرائيل عليه السلام
واليوم هل يتكرر الأمر من جديد !! هل يقلد الناس في أمر عقيدتهم !!
في هذا الموضوع سوف نتناول أقول رجال الدين بخصوص التقليد في العقيدة ومما لا يخفى على احد إن قضية الإمامة او خلافة الله سبحانه هي قضية عقائدية والسيد احمد الحسن عليه السلام يقول انه خليفة الله ومنصب من الله عز وجل ووصي الامام المهدي عليه السلام و أول المهديين الحجج كما ورد في وصية رسول الله صل الله عليه واله, فهل يحق فيها التقليد ؟
يقول السيد الطباطبائي صاحب كتاب( الميزان) في التقليد في العقيدة :
(نعم هذا الرجوع إلى المجتهد مغايرٌ للتقليد في أصول العقائد، وهو الممنوع عنه بنص الآية الكريمة (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (الإسراء: من الآية36) الشيعة في الإسلام /55
ويشدد الشيخ المظفر بأمر التقليد في العقيدة فيقول:
(فلا يصح - والحال هذه - أن يهمل الإنسان نفسه في الأمور الاعتقادية أو يتكل على تقليد المربين أو أي أشخاص آخرين، بل يجب عليه بحسب الفطرة العقلية المؤيدة بالنصوص القرآنية أن يفحص ويتأمل ويتدبر في أصول اعتقاداته المسماة بأصول الدين التي أهمها التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد.
ومن قلد آباءه أو نحوهم في اعتقاد هذه الأصول فقد ارتكب شططا وزاغ عن الصراط المستقيم ولا يكون معذوراً أبداً) عقائد الإمامية للشيخ المظفر.
ويقول اليزدي في كتابه العروة الوثقى ج 1 - ص 57:
(محل التقليد ومورده هو الأحكام الفرعية العملية، فلا يجري في أصول الدين ...)
ولم يعلق احد على هذه الجملة من الفقهاء الذين علقوا على كتاب العروة الوثقى.
السيد الگلپايگاني في هداية العباد (ج 1 - ص 3 – 4):
(أما أصول الدين أو عقائد الاسلام فلا يجوز فيها التقليد، بل لا بد أن يصل إليها المسلم بنفسه، باستعمال عقله وتفكيره واطلاعه).
الشهيد السيد محمد باقر الصدر في الفتاوى الواضحة (ص 8):
(والحرام حرمته في أصول الدين فلم تسمح للمكلف بان يقلد في العقائد الدينية الأساسية وذلك لان المطلوب شرعا في أصول الدين ان يحصل العلم واليقين للمكلف بربه ونبيه ومعاده ودينه وامامه ودعت الشريعة كل انسان إلى أن يتحمل بنفسه مسؤولية عقائده الدينية الأساسية بدلا عن أن يقلد فيها ويحمل غيره مسؤوليتها ، وقد عنف القرآن الكريم بأشكال مختلفة أولئك الذين يبنون عقائدهم الدينية ومواقفهم الأساسية من الدين قبولا ورفضا على التقليد للآخرين بدافع الحرص على طريقة الآباء مثلا والتعصب لهم أو بدافع الكسل عن البحث والهروب من تحمل المسؤولية.
السيد محمد سعيد الحكيم في (حواريات فقهية - ص 47)
(. . . هذه أمور لا يجوز التقليد فيها ، فهي من أصول الدين ، ولا يجوز التقليد في أصول الدين . بل يجب أن يعتقد كل مسلم بها اعتقادا جازما لا شك فيه ....) .
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في ( رسالة توضيح المسائل م 1 ) :
(لا يجوز لأي مسلم أن يقلّد في أصول الدين بل عليه أن يعلم بها ويعتقدها عن دليل وبرهان حسب فهمه وقدرته).
السيد محمد الشيرازي في (منتخب المسائل الإسلامية م 1):
(يجب أن يكون اعتقاد المسلم بـ(أصول الدين) عن دليل وبرهان، ولا يجوز له أن يقلد فيها، بمعنى أن يقبل كلام أحد فيها دونما دليل).
الشيخ يوسف الصانعي في (مصباح المقلدين م1):
(على المسلم تحصيل اليقين باصول الدين).
الشيخ المنتظري في (الأحكام الشرعية م1):
(يجب على المسلم أن يحصل على اليقين في أصول الدين ، ولا يصح منه أن يقلد فيها) .
الميرزا عبدالرسول الأحقاقي الحائري في (أحكام الشريعة م5):
(لا يجوز التقليد في أصول الدين . بل يجب الاعتقاد بها بالدلائل والبراهين العلقية ولو إجمالاً).
بل ان السيد المرتضى يرى كفر من يقلد في العقائد:
يقول تحت عنوان: (حكم معتقد الحق تقليدا):
(..... إعلم أن معتقد الحق على سبيل التقليد غير عارف بالله تعالى ، ولا بما أوجب عليه من المعرفة به . فهو كافر لإضاعته المعرفة الواجبة . ولا فرق في إضاعته الواجب عليه من المعرفة ، بين أن يكون جاهلا معتقد الحق ، وبين أن يكون شاكا غير معتقد لشئ ، أو بين أن يكون مقلدا . لأن خروجه من المعرفة على الوجوه كلها حاصل في إطاعته لها ثابتة ، وهو كافر . لأن الاخلال . بمعرفة الله ومعرفة من يجب العلم به لا يكون إلا كفرا . وقد بينا في كتابنا الموسوم ب ( الذخيرة ) كيف الطريق إلى كفر من ضيع المعارف كلها ، وسلكنا فيها غير الطرق التي سلكها المعتزلة . فإذا ثبت كفر من ضيع المعارف ، فلا شبهة في أنه فاسق ، لأن كل كفر فسق وإن لم يكن كل فسق كفرا . فأما العمل بالعبادات الشرعية ، فليس يجوز أن يكلفها إلا من يصح منه أن يأتي بها على الوجه الذي وجب عليه . وقد علمنا أن من قلد فاعتقد الحق تقليدا من غير نظر يفضي به إلى المعرفة ، قد فرط فيما وجب عليه من المعرفة ، وعري من العلم لتفريطه فيه ، فهو ملزم معاقب على تضييعه وتفريطه ، وهو مخاطب بهذه العبادات في ابتداء الوقت الذي لو نظر وعرف ما يلزمه من المعارف ، كان فيه عالما بوجوب هذه العبادات عليه وصح منه أداؤها على الوجه الذي وجبت. رسائل المرتضى - الشريف المرتضى - ج 2 - ص 316 - 317
يقول الشيخ الطوسي في كتابه رسالة الاعتقادات ص 103:
(اذا سألك سائل وقال لك : ما الايمان ؟ فقل هو التصديق بالله و بالرسول وبما جاء به الرسول و الائمة عليهم السلام وكل ذلك بالدليل , لا بالتقليد, وهو مركب من خمسة أركان,من عرفها فهو مؤمن ومن جهلها كان كافرا وهي : التوحيد , والعدل , والنبوة والامامة , والمعاد .)
الوحيد البهبهاني في الفوائد الحائرية ص 456-457:
(وبالجملة عدم جواز التقليد دليله في غاية المتانة والوضوح، كما عرفت مما ذكر هنا، وما ذكرنا في الفوائد.
ومن هذا يظهر عدم جواز الاعتماد على الظن في أصول الدين من غير جهة التقليد أيضا. فما يعرف من بعض العلماء - من أن الاعتماد على أخبار الآحاد أو ظواهر الآيات، ومن جماعة من الصوفية من الاستناد إلى التخمينيات والخيالات والشعريات - ظاهر الفساد، بل غالب المفاسد في أصول الدين من الاتكال على الظن والتخمين ومتابعتهما كما لا يخفى على من له أدنى تأمل) .
اصبح واضحا بحرمة وعدم جواز التقليد في العقيدة ولابد للانسان ان يسعى الى الدليل بنفسه لا ان يقلد احدا في امر العقيدة وهذا ما نصح به السيد احمد الحسن عليه السلام وكانت نصيحته الى الناس كافة فيقول :
(أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم أقرئوا, ابحثوا, دققوا, تعلموا, واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم اخرتكم فتندموا غدا حيث لا ينفعكم الندم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) هذه نصيحتي لكم فو الله إنها نصيحة مشفق عليكم رحيم بكم فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب, تفكروا و تبينوا على أي خط وعلى أي منهج كان الحسين عليه السلام وعلى أي خط وعلى أي منهج كان أعدائه الذين قاتلوا الحسين عليه السلام).
فيا ايها المسلم الشيعي اقرء ابحث تعلم واعرف الحقيقة بنفسك ولا ترمي امر عقيدتك برقبة احد فأنت المسؤل عنها اليوم وغدا يوم لا ينفع الندم إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وهذه ادلة يماني ال محمد عليه السلام بين يديك وهذا القانون الالهي الذي يُعرف به حجة الله وخليفته منذ الزمن الاول والى يومنا هذا وتبعا الى اخر يوم في الحياة الدنيا, فوتوا الفرصة على الشيطان الذي اخذ عهدا ان يضل الناس عن الهداية وعدم طاعة خلفاء الله عز وجل.
نسال الله الهداية للجميع والحمد لله رب العالمين
اليوم يمتحن الناس بقضية الإمام المهدي عليه السلام بإرسال رسول منه هو وصيه ويمانيه السيد احمد الحسن عليه السلام ويعمد اغلب الناس عند السماع بهذا الاسم او بهذه الدعوة الى الفقهاء او رجال الدين للسؤال عنها وعن صدقها وأدلتها ولعله أكثر الاسألة التي تطرح على المعتقدين بهذا المعتقد وهم أنصار الإمام المهدي عليه السلام هو هذا السؤال : ماذا قال عنه رجال الدين؟
قال تعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) البقرة170
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) لقمان21
وهذا تقليد واضح أمام العقيدة التي اتى بها الأنبياء وخلفاء الله سبحانه وهذا الاحتجاج المستمر من المخالفين لدعوات الله سبحانه وهو إتباع الإباء او الملأ ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ﴾ ومعروف ان الملأ هم كبار القوم وفقهائهم ويبقى الضعيف او الفقير تحت سيطرة هؤلاء الملأ وتابع لهم لانه يردد ما يقولونه له دون تفكر ودون تدبر فتجد ان انبياء الله ورسله عانوا من هؤلاء الذين يقلدون في العقيدة ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ وعندما يتوجه الناس لسؤالهم فيكون الرد هكذا (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ) او يكون الرد بخدعة اكبر ويوهمون الناس انهم اصحاب العلم ويعرفون كل شيء فيكون جوابهم (فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ) وكانهم لم يسمعوا بشارات الأنبياء والرسل بموسى عليه السلام قائم بني إسرائيل عليه السلام
واليوم هل يتكرر الأمر من جديد !! هل يقلد الناس في أمر عقيدتهم !!
في هذا الموضوع سوف نتناول أقول رجال الدين بخصوص التقليد في العقيدة ومما لا يخفى على احد إن قضية الإمامة او خلافة الله سبحانه هي قضية عقائدية والسيد احمد الحسن عليه السلام يقول انه خليفة الله ومنصب من الله عز وجل ووصي الامام المهدي عليه السلام و أول المهديين الحجج كما ورد في وصية رسول الله صل الله عليه واله, فهل يحق فيها التقليد ؟
يقول السيد الطباطبائي صاحب كتاب( الميزان) في التقليد في العقيدة :
(نعم هذا الرجوع إلى المجتهد مغايرٌ للتقليد في أصول العقائد، وهو الممنوع عنه بنص الآية الكريمة (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (الإسراء: من الآية36) الشيعة في الإسلام /55
ويشدد الشيخ المظفر بأمر التقليد في العقيدة فيقول:
(فلا يصح - والحال هذه - أن يهمل الإنسان نفسه في الأمور الاعتقادية أو يتكل على تقليد المربين أو أي أشخاص آخرين، بل يجب عليه بحسب الفطرة العقلية المؤيدة بالنصوص القرآنية أن يفحص ويتأمل ويتدبر في أصول اعتقاداته المسماة بأصول الدين التي أهمها التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد.
ومن قلد آباءه أو نحوهم في اعتقاد هذه الأصول فقد ارتكب شططا وزاغ عن الصراط المستقيم ولا يكون معذوراً أبداً) عقائد الإمامية للشيخ المظفر.
ويقول اليزدي في كتابه العروة الوثقى ج 1 - ص 57:
(محل التقليد ومورده هو الأحكام الفرعية العملية، فلا يجري في أصول الدين ...)
ولم يعلق احد على هذه الجملة من الفقهاء الذين علقوا على كتاب العروة الوثقى.
السيد الگلپايگاني في هداية العباد (ج 1 - ص 3 – 4):
(أما أصول الدين أو عقائد الاسلام فلا يجوز فيها التقليد، بل لا بد أن يصل إليها المسلم بنفسه، باستعمال عقله وتفكيره واطلاعه).
الشهيد السيد محمد باقر الصدر في الفتاوى الواضحة (ص 8):
(والحرام حرمته في أصول الدين فلم تسمح للمكلف بان يقلد في العقائد الدينية الأساسية وذلك لان المطلوب شرعا في أصول الدين ان يحصل العلم واليقين للمكلف بربه ونبيه ومعاده ودينه وامامه ودعت الشريعة كل انسان إلى أن يتحمل بنفسه مسؤولية عقائده الدينية الأساسية بدلا عن أن يقلد فيها ويحمل غيره مسؤوليتها ، وقد عنف القرآن الكريم بأشكال مختلفة أولئك الذين يبنون عقائدهم الدينية ومواقفهم الأساسية من الدين قبولا ورفضا على التقليد للآخرين بدافع الحرص على طريقة الآباء مثلا والتعصب لهم أو بدافع الكسل عن البحث والهروب من تحمل المسؤولية.
السيد محمد سعيد الحكيم في (حواريات فقهية - ص 47)
(. . . هذه أمور لا يجوز التقليد فيها ، فهي من أصول الدين ، ولا يجوز التقليد في أصول الدين . بل يجب أن يعتقد كل مسلم بها اعتقادا جازما لا شك فيه ....) .
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في ( رسالة توضيح المسائل م 1 ) :
(لا يجوز لأي مسلم أن يقلّد في أصول الدين بل عليه أن يعلم بها ويعتقدها عن دليل وبرهان حسب فهمه وقدرته).
السيد محمد الشيرازي في (منتخب المسائل الإسلامية م 1):
(يجب أن يكون اعتقاد المسلم بـ(أصول الدين) عن دليل وبرهان، ولا يجوز له أن يقلد فيها، بمعنى أن يقبل كلام أحد فيها دونما دليل).
الشيخ يوسف الصانعي في (مصباح المقلدين م1):
(على المسلم تحصيل اليقين باصول الدين).
الشيخ المنتظري في (الأحكام الشرعية م1):
(يجب على المسلم أن يحصل على اليقين في أصول الدين ، ولا يصح منه أن يقلد فيها) .
الميرزا عبدالرسول الأحقاقي الحائري في (أحكام الشريعة م5):
(لا يجوز التقليد في أصول الدين . بل يجب الاعتقاد بها بالدلائل والبراهين العلقية ولو إجمالاً).
بل ان السيد المرتضى يرى كفر من يقلد في العقائد:
يقول تحت عنوان: (حكم معتقد الحق تقليدا):
(..... إعلم أن معتقد الحق على سبيل التقليد غير عارف بالله تعالى ، ولا بما أوجب عليه من المعرفة به . فهو كافر لإضاعته المعرفة الواجبة . ولا فرق في إضاعته الواجب عليه من المعرفة ، بين أن يكون جاهلا معتقد الحق ، وبين أن يكون شاكا غير معتقد لشئ ، أو بين أن يكون مقلدا . لأن خروجه من المعرفة على الوجوه كلها حاصل في إطاعته لها ثابتة ، وهو كافر . لأن الاخلال . بمعرفة الله ومعرفة من يجب العلم به لا يكون إلا كفرا . وقد بينا في كتابنا الموسوم ب ( الذخيرة ) كيف الطريق إلى كفر من ضيع المعارف كلها ، وسلكنا فيها غير الطرق التي سلكها المعتزلة . فإذا ثبت كفر من ضيع المعارف ، فلا شبهة في أنه فاسق ، لأن كل كفر فسق وإن لم يكن كل فسق كفرا . فأما العمل بالعبادات الشرعية ، فليس يجوز أن يكلفها إلا من يصح منه أن يأتي بها على الوجه الذي وجب عليه . وقد علمنا أن من قلد فاعتقد الحق تقليدا من غير نظر يفضي به إلى المعرفة ، قد فرط فيما وجب عليه من المعرفة ، وعري من العلم لتفريطه فيه ، فهو ملزم معاقب على تضييعه وتفريطه ، وهو مخاطب بهذه العبادات في ابتداء الوقت الذي لو نظر وعرف ما يلزمه من المعارف ، كان فيه عالما بوجوب هذه العبادات عليه وصح منه أداؤها على الوجه الذي وجبت. رسائل المرتضى - الشريف المرتضى - ج 2 - ص 316 - 317
يقول الشيخ الطوسي في كتابه رسالة الاعتقادات ص 103:
(اذا سألك سائل وقال لك : ما الايمان ؟ فقل هو التصديق بالله و بالرسول وبما جاء به الرسول و الائمة عليهم السلام وكل ذلك بالدليل , لا بالتقليد, وهو مركب من خمسة أركان,من عرفها فهو مؤمن ومن جهلها كان كافرا وهي : التوحيد , والعدل , والنبوة والامامة , والمعاد .)
الوحيد البهبهاني في الفوائد الحائرية ص 456-457:
(وبالجملة عدم جواز التقليد دليله في غاية المتانة والوضوح، كما عرفت مما ذكر هنا، وما ذكرنا في الفوائد.
ومن هذا يظهر عدم جواز الاعتماد على الظن في أصول الدين من غير جهة التقليد أيضا. فما يعرف من بعض العلماء - من أن الاعتماد على أخبار الآحاد أو ظواهر الآيات، ومن جماعة من الصوفية من الاستناد إلى التخمينيات والخيالات والشعريات - ظاهر الفساد، بل غالب المفاسد في أصول الدين من الاتكال على الظن والتخمين ومتابعتهما كما لا يخفى على من له أدنى تأمل) .
اصبح واضحا بحرمة وعدم جواز التقليد في العقيدة ولابد للانسان ان يسعى الى الدليل بنفسه لا ان يقلد احدا في امر العقيدة وهذا ما نصح به السيد احمد الحسن عليه السلام وكانت نصيحته الى الناس كافة فيقول :
(أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم أقرئوا, ابحثوا, دققوا, تعلموا, واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم اخرتكم فتندموا غدا حيث لا ينفعكم الندم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) هذه نصيحتي لكم فو الله إنها نصيحة مشفق عليكم رحيم بكم فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب, تفكروا و تبينوا على أي خط وعلى أي منهج كان الحسين عليه السلام وعلى أي خط وعلى أي منهج كان أعدائه الذين قاتلوا الحسين عليه السلام).
فيا ايها المسلم الشيعي اقرء ابحث تعلم واعرف الحقيقة بنفسك ولا ترمي امر عقيدتك برقبة احد فأنت المسؤل عنها اليوم وغدا يوم لا ينفع الندم إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وهذه ادلة يماني ال محمد عليه السلام بين يديك وهذا القانون الالهي الذي يُعرف به حجة الله وخليفته منذ الزمن الاول والى يومنا هذا وتبعا الى اخر يوم في الحياة الدنيا, فوتوا الفرصة على الشيطان الذي اخذ عهدا ان يضل الناس عن الهداية وعدم طاعة خلفاء الله عز وجل.
نسال الله الهداية للجميع والحمد لله رب العالمين
Comment