إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

في النهي عن تكذيب الروايات وردّها

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    في النهي عن تكذيب الروايات وردّها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    من الأمور التي أكد عليها آل محمد ص، بشتى الألفاظ مسألة تكذيب الأحاديث الواردة عنهم(ع).
    عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حمزة بن بزيع، عن علي السائي، عن أبي الحسن (ع) أنه كتب إليه في رسالة: (ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا هذا باطل وإن كنت تعرف خلافه، فإنك لا تدري لم قلنا، وعلى أي وجه وصفة) (1).
    وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (ع) قال: سمعته يقول: (أما والله إنّ أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالا وامقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يعقله ولم يقبله قلبه، اشمأز منه وجحده، وكفر بمن دان به، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج، و إلينا أسند، فيكون بذلك خارجا من ولايتنا) (2)
    وعن سفيان بن السمط، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): جعلت فداك، إنّ الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر، فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه، قال: فقال أبو عبد الله (ع): ( أليس عني يحدثكم؟) قال: قلت: بلى، قال: (فيقول لليل: إنه نهار، وللنهار: إنه ليل؟) قال: فقلت له: لا، قال: فقال: ( رده إلينا ، فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا) (3).
    قال النبي ص: (من رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم القيامة، فإذا بلغكم عني حديث لم تعرفوا فقولوا: الله أعلم) (4).
    والسر في ذلك ـــ كما بينوه (ع) ـــ بأنّ لكلامهم سبعين وجهاً.
    روى الصفار في بصائر الدرجات: حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أيوب أخي أديم عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله (ع).، قال: (قال إني أتكلم على سبعين وجهاً لي من كلها المخرج) (5).
    وروى أيضاً: حدثنا عبد الله عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي حمزة قال دخلت انا وأبو بصير على أبي عبد الله (ع) فبينا نحن قعود إذن تكلم أبو عبد الله (ع) بحرف فقلت أنا في نفسي هذا مما أحمله إلى الشيعة هذا والله حديث لم اسمع مثله قط قال فنظر في وجهي ثم قال: (إني لأتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجهاً إن شئت أخذت كذا وان شئت أخذت كذا) (6).
    وروى أيضاً: حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال: (إنّا لنتكلم بالكلمة بها سبعون وجها لنا من كلها المخرج) (7)
    حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن أبي عبد الله (ع): (قال أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا إنّ كلامنا لينصرف على سبعين وجهاً) (8).
    وغيرها من الروايات التي تبين هذه الحقيقة.
    وبطبيعة الحال لا يستطيع الإنسان مهما بلغ أن يعرف جميع تلك الوجوه، إذ لو أمكن لأحد الوصول إلى كل هذه الوجوه لما احتجنا إلى العترة الطاهرة، وبالتالي يلزم لغوية كلام النبي (ص) ـــ وحاشاه ــــ، لأنه جعل الهداية بالتمسك بالقرآن والعترة، وجعلهما العاصمين من الضلال، فلو يمكن الوصول لأحد بدون العترة لما وجدت ضرورة لجعل العترة الثقل الثاني.
    ومن هنا خصهم الله بعلم القرآن وتأويله وتفسيره، وغير ذلك.
    قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) (9)
    عن أبي جعفر (ع): (نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله) (10)
    وعن أبي عبد الله (ع) قال: (الراسخون في العلم أمير المؤمنين (ع) والأئمة من ولده بعده (ع) ) (11).
    وعن أبي جعفر في قوله: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (12)، قال: (هم الأئمة المعصومون (ع)) (13).
    عن هرول بن حمزة، عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال: هم الأئمة خاصة ) (14)
    عن شعيب بن أنس، عن بعض أصحاب أبي عبد الله (ع) قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) إذ دخل عليه غلام كندة فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها فعرفت الغلام والمسألة فقدمت الكوفة فدخلت على أبي حنيفة، فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله (ع)، فقمت إليه فقلت: ويلك يا أبا حنيفة إني كنت العام حاجاً فأتيت أبا عبد الله (ع) مسلماً عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها فأفتاه بخلاف ما أفتيته. فقال: وما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه، أنا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم، وجعفر بن محمد صحفي، فقلت في نفسي: والله لأحجن ولو حبواً قال: فكنت في طلب حجة فجاءتني حجة فحججت فأتيت أبا عبد الله (ع) فحكيت له الكلام فضحك ثم قال: عليه لعنة الله أمّا في قوله: إني رجل صحفي فقد صدق، قرأت صحف إبراهيم وموسى، فقلت له: ومن له بمثل تلك الصحف؟ قال: فما لبثت أن طرق الباب طارق وكان عنده جماعة من أصحابه فقال للغلام: انظر من ذا؟ فرجع الغلام فقال: أبو حنيفة. قال: أدخله فدخل فسلم على أبي عبد الله (ع) فرد (ع)، ثم قال: أصلحك الله أتأذن لي في القعود فأقبل على أصحابه يحدثهم ولم يلتفت إليه. ثم قال الثانية والثالثة فلم يلتفت إليه، فجلس أبو حنيفة من غير إذنه فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال: أين أبو حنيفة؟ فقال هو ذا أصلحك الله، فقال: أنت فقيه أهل العراق. قال: نعم. قال: فبما تفتيهم؟ قال بكتاب الله وسنة نبيه قال: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم، قال: يا أبا حنيفة ولقد إدعيت علماً، ويلك ما جعل الله ذلك إلاّ عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلاّ عند الخاص من ذرية نبينا (ص)، وما ورثك الله من كتابه حرفاً، فإن كنت كما تقول ـــ ولست كما تقول ــــ فأخبرني عن قول الله تعالى: سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين. أين ذلك من الأرض؟ قال: أحسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد الله (ع) إلى أصحابه فقال: تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يأمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا: نعم. قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله تعالى: من دخله كان آمنا. أين ذلك من الأرض؟ قال: الكعبة. قال: أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟ قال: فسكت، ثم قال: يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ فقال: أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي. قال: يا أبا حنيفة إنّ أول من قاس إبليس الملعون، قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فسكت أبو حنيفة. فقال: يا أبا حنيفة أيّما أرجس البول أو الجنابة؟ فقال: البول. فقال: الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول، فسكت: فقال: يا أبا حنيفة أيهما أفضل الصلاة أم الصوم؟ قال الصلاة. فقال: فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها؟ فسكت ….) الحديث (15).
    وجعل الله عز وجل القرآن والعترة لا يفترقان، لتوقف أحدهما على الآخر، كما جعل في كل زمان حجة لله على الخلق وتهديهم إلى صراط الله المستقيم.
    روى الكليني: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قالإنّ الله أجل و أعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل) (16).
    وروى أيضاً: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أسامة. وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أسامة وهشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق، عمن يثق به من أصحاب أمير المؤمنين (ع) أن أمير المؤمنين (ع) قال: (اللهم إنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك) (17).
    ولكن الذين في قلوبهم مرض حسدوا آل محمد (ص) بسبب اختصاصهم بالعلم الإلهي وجعلهم ميزاناً يوزن به الخلق، فمنهم الفاروق في كل زمان يفرق بين الحق والباطل، ويميز الخبيث من الطيب، يقول يماني آل محمد (ص) في جواب سؤال وجه إليه: (إذا وجدتم حب علي في قلوبكم فاحمدوا الله على أوائل النعم وهي طيب المولد، وما كان ولن يكون علي(ع) مجرد اسم أو شخص جاء إلى هذه الدنيا وعاش بين أهلها قبل أكثر من ألف عام، بل كان ولا يزال وسيبقى علي (ع) حقاً قارع الباطل، علي (ع) هو المصداق الأمثل لقوله تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (18). فطوبى لمن وجدوا حب علي (ع) في قلوبهم فنهضوا يحملون الحق المر الثقيل ويقارعون الباطل ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ثم لا يبالون بكثرة عدوهم وعدته، فإنّ أثخنتهم الجراح في طريق ذات الشوكة حمدوا الله سبحانه وهم يتمثلون قوله: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (19) فطوبى لمن نذروا أنفسهم لله في سبيل الله فكانوا مع أنبياء الله ورسله (ع)…).
    ومن هنا أدخلت الرجال آراءها في حكمتهم اليمانية التي خصهم الله بها، فكانت النتيجة تحريف الدين وإبعاد الناس عن أئمتهم (ع)، وجعلوا جل اهتمامهم بعلوم لا تؤدي بهم إلاّ لمحاربة كلمات حجج الله وهجرانها، مما جعل الدين عندهم اسماً والقرآن عندهم رسماً.
    يقول أمير المؤمنين (ع): (يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من القرآن إلاّ رسمه ومن الإسلام إلاّ اسمه. مساجدهم يومئذٍ عامرة من البنى خراب من الهدى. سكانها وعمارها شر أهل الأرض، منهم تخرج الفتنة وإليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها. ويسوقون من تأخر عنها إليها يقول الله تعالى: فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة أترك الحليم فيها حيران) (20).
    وفي هذا الواقع المرير منّ الله على البشر بمنقذ موعود ينتشلهم مما هم فيه من الضياع والحيرة، وإعادتهم إلى فطرتهم، إلاّ أنّ هذه الأمة وقفت ـــ ويا للأسف ـــ كما وقف أسلافها من قبل، وتنكّرت كما تنكّروا، بل قد فاقت هذه الأمة أسلافها من قبل، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
    الهوامش
    1- بصائر الدرجات:ص558،بحار الأنوار:ج2/ص186.
    2- بصائر الدرجات:ص557،بحار الأنوار:ج2/ص186.
    3- بصائر الدرجات:ص557، بحار الأنوار:ج2/ص187.
    4- منية المريد: ص372، بحار الأنوار:ج2/ص212.
    5- بصائر الدرجات : ص 349.
    6- بصائر الدرجات : ص 349.
    7- بصائر الدرجات : ص 349.
    8- بصائر الدرجات : ص 349.
    9- آل عمران:7.
    10- وسائل الشيعة طبعة آل البيت: ج27/ص179.
    11- الكافي : ج1/ص315.
    12- النساء:83.
    13- وسائل الشيعة طبعة آل البيت: ج27/ص200.
    14- وسائل الشيعة طبعة آل البيت: ج27/ص180.
    15- بحار الأنوار: ج2/ ص292.
    16- الكافي : ج 1/ص 178.
    17- الكافي : ج 1/ ص 178.
    18- الانبياء:18.
    19- النساء:104.
    20- نهج البلاغة بشرح محمد عبده:ج 4/ص 87.
    …………………………………………………………………………………………………….
    ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 15 – السنة الثانية – بتاريخ 2-11-2010 م – 25 ذو القعدة 1431 هـ.ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎