بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
سيد ساوضح لك قضية السفياني فتفكر بها ومن الله التوفيق
الروايات التي تناولت قضية السفياني تشابهت إلى حد كبير بحيث خفيت على الناس كثير من الحقائق بسبب غموض أو فقدان بعض حلقات السلسلة وهذه حكمة الله تعالى لكي يعرف صاحب الحق عندما يأتي بهذه الحلقات المفقودة أو يوضح ويُحكم ما تشابه في هذه القضية والحقائق المخفية في هذه القضية كثيرة ومهمة جداً جداً وسوف أغض النظر عن أكثرها وأرجئها إلى وقتها فإن لكل شيء وقت وأهل فإذا حان وقته وحظر أهله يأذن أهله ببيانه وتوضيحه . وسأُبين الآن مسألة واحدة مهمة جداً وهي :
إنه قد بيّنت بعض الروايات أن جيش السفياني الذي يأتي إلى العراق لا يأتي بصحبة السفياني نفسه، وإنما بصحبة أحد قادة جيش السفياني وسُمي هذا القائد بـ (السفياني) نسبة إلى قائده الأصل (سفياني الشام) وإن الذي يتولى محاربة جيش السفياني في العراق هو المهدي الأول سواء بنفسه أو عن طريق قادة جيشه (اليمانية) ويطلق اسم اليماني على كل واحد من هولاء نسبة إلى قائدهم اليماني الأول وصي الإمام المهدي (ع) كما تقدم تفصيل هذا الموضوع . ومتوهم من يزعم ان الإمام المهدي (ع) هو الذي يحارب سفياني العراق ويهزمه بنفسه لأن الإمام المهدي (ع) في هذا الوقت لم يعلن ظهوره في مكة المكرمة وبعد ظهوره وقيامه في مكة يتوجه إلى الشام لمحاربة السفياني الأصل والإنتصار عليه كما ذكرت ذلك عدة روايات سنأتي على ذكر بعضها ولتوضيح هذا الأمر أكثر لابد من بيان نقطتين مهمتين:-
النقطة الاولى :-
عند وصول جيش السفياني إلى العراق تكون يومئذ دولة بني العباس قائمة ولكنها ضعيفة قد نخرتها الفرقة والفتن ويصاحب وصول السفياني للعراق خروج وقيام الخراساني واليماني وقدومهما أيضاً للعراق ويسبقهم السفياني إلى الكوفة فيسبيها ويقتل أهلها ثم يدركه جيش اليماني بقيادة شعيب بن صالح - كما تقدم بيانه - فيستنقذ السبايا منه ويهزمه حتى يوصله إلى بيت المقدس ومعنى ذلك أن جيش السفياني ينهزم من العراق قبل قيام الإمام المهدي (ع) .
عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : أصلحك الله إنهم يتحدثون إن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال : ( كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم ) الغيبة للنعماني ص 303.
وأخرج نعيم بن حماد عن محمد بن الحنفية أنه قال : ( تخرج رايات سود لبني العباس ثم تخرج من خراسان (رايات) أخرى سود قلانسهم سود وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح من تميم يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل بيت المقدس يوطئ للمهدي سلطانه ويمد إليه ثلاثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين أن يسلّم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً ) المهدي المنتظر الموعود باب27 ص139-140 / الملاحم والفتن باب 92 .
وعن أبي جعفر (ع) : ( يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال ويأتي من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني ويهزمهم ) الملاحم والفتن باب 77 .
وعن رسول الله (ص) قال : ( تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما شاء الله ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق ويؤدون الطاعة للمهدي) الملاحم والفتن باب 102 .
إذن فالذي يتولى قتال السفياني في العراق وهزيمته هي الرايات السود المشرقية الخراسانية العراقية وذلك قبل قيام الإمام المهدي (ع) بمكة لأن الرايات السود تصل إلى العراق قبل قيام الإمام المهدي (ع) بمكة فإذا بلغها قيام الإمام المهدي (ع) تبعث إليه بالبيعة كما بيّنت ذلك الروايات الآتية :-
عن أبي جعفر (ع) قال : ( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي (ع) بمكة بعثت إليه بالبيعة ) غيبة الطوسي 298/ الملاحم والفتن باب 104.
وعن الرسول (ع): ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيليا (أي بيت المقدس) ) المهدي الموعود المنتظر باب 24 ص72 .
وعلى ضوء هذه الأخبار تكون الرايات السود هي التي تقاتل جيش السفياني في العراق وتهزمه حتى تصل إلى بيت المقدس وفي حينها يكون الإمام المهدي (ع) قد خرج من مكة متوجهاً إلى الشام للقضاء على السفياني الأصل فتلتقي الرايات السود هناك مع الإمام المهدي (ع) ويسلّمون الراية إليه ويقاتلون معه .
وعن الباقر (ع) في خبر طويل : (... فأول أرض تخرب أرض الشام ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه ثم يقتل الاصهب ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسياء فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة فيبلغ أمير جيش السفياني إن المهدي قد خرج إلى مكة فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام ... ) الغيبة للنعماني ص 280.
ونستنتج من الرواية السابقة ان السفياني لا يأتي الى العراق وانما يبعث جيشاً بقيادة أحد قادته والذي عبرت عنه الروايات بـ ( أمير جيش السفياني ) أو ( صاحب السفياني ) وذلك عند ملاحظة بعض فقرات الرواية السابقة .
قوله (ع) : ( ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ) ، أي إن الذي يمر بقرقيسياء هو جيش السفياني وليس السفياني نفسه . وقوله (ع) : ( ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل ) والكلام صريح في ان السفياني يبعث جيشاً الى الكوفة ( العراق ) وليس هو يذهب الى الكوفة . وقوله (ع) : (وخرج رجل من موالى أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ) وهذا يدل على ان جيش السفياني بقيادة أمير وليس بقيادة السفياني نفسه .
وقوله (ع) : ( ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة فبلغ أمير جيش السفياني ان المهدي قد خرج من المدينة فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام ) أي إن سفياني الشام ( الأصل ) عندما يسمع بوجود المهدي (ع) بالمدينة يبعث اليه جيشاً أيضاً بقيادة أحد قادته ويبقى هو في الشام فيخسف بالجيش في البيداء ويرجع النذير الى السفياني بهلاك جيشه .
وقوله (ع) : ( فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ) وهذه الرايات هي نفسها التي يقودها المهدي الأول ( اليماني ) والتي وصفت في بعض الأخبار بـ ( وتقبل رايات من شرقي الأرض... يسوقها رجل من آل محمد (ص) ) ( فيها خليفة الله المهدي ) ( فعليكم بالفتى اليمني يقبل من المشرق وهو صاحب راية المهدي ) ( وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قتل صاحب الشام فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي (ع)) ( يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو أستقبلته الجبال لهدها وأتخذها طرقاً ) الى غيرها من الروايات .
وعن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا خرج السفياني يبعث جيشا إلينا وجيشا إليكم فإذا كان كذلك فأتونا على [ كل ] صعب وذلول ) الغيبة للنعماني ص 306.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( كأني بالسفياني أو لصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه : من جاء برأس [ رجل من ] شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره... ) الغيبة للطوسي ص 450.
وهنا يشير الإمام الصادق (ع) وينبه على امكان مجيء صاحب السفياني الى الكوفة وليس السفياني نفسه .
وعن أبي عبد الله (ع) في خبر طويل نذكر منه ما يخص اللذين نجيا من الخسف بجيش السفياني : ( ... ويلك يا نذير ! أمض إلى الملعون السفياني بدمشق فأنذره بظهور المهدي من آل محمد عليهم السلام وعرفه إن الله قد أهلك جيشه بالبيداء وقال لي : يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين وتب على يده فإنه يقبل توبتك فيمر القائم عليه السلام يده على وجهه فيرده سويا كما كان ويبايعه ويكون معه ... ) بحار الأنوار 53 / 10.
وهذا يدل على أن السفياني ما زال بدمشق ( الشام ) عندما يخسف بجيشه في البيداء ( أمض إلى الملعون السفياني بدمشق ) ثم بعد الخسف يتوجه الإمام المهدي (ع) من مكة الى الشام للقضاء على السفياني بينما سفياني العراق يومئذٍ قد هزمه اليماني الى بيت المقدس ( ايليا ) . كما سنسمع ذلك في النقطة الثانية .
النقطة الثانية :-
الأمر الذي يؤكد لنا إن الذي يهزم جيش السفياني من العراق هم الرايات السود وليس الإمام المهدي (ع) نفسه هو إن الإمام المهدي (ع) وكما تنص الروايات عندما يقوم بمكة يطهّر مكة والمدينة ويتوجه إلى الشام
للقضاء على السفياني في مقر داره وبهذا يكون أمر السفياني قد قضي عليه من الأصل في الشام وعندما يتوجه الإمام المهدي (ع) بعدها الى العراق لا يكون هناك سفياني ولا جيش للسفياني لأن الرايات السود قد هزمته إلى بيت المقدس وقضي عليه هناك ويبقى على الإمام المهدي (ع) تصفية الرايات الداخلية المضطربة في الكوفة والقضاء نهائياً على بذور الفساد والإنحراف في العراق ، وهاك اسمع الروايات التي تؤكد على توجه القائم (ع) بعد الخسف نحو الشام للقضاء على سفياني الشام :
ففي حديث عن النبي (ص) قال : ( فتخرج (إليه) الأبدال من الشام وأشياعهم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل المشرق حتى يأتوا مكة فيبايعونه بين زمزم والمقام ثم يخرج متوجهاً إلى الشام وجبرائيل على مقدمته وميكائيل على ساقته ... ) المهدي الموعود المنتظر باب 27 ص140 .
وعن محمد بن علي (ع) قال : ( إذا سمع العائذ (المهدي) الخسف خرج مع اثني عشر ألفاً فيهم الأبدال حتى ينزلوا إيليا...) المهدي الموعود المنتظر باب27 ص160.
وعن أبي عبد الله (ع) في حديثه مع المفضل بن عمر : ( ... قال المفضل : يا مولاي ثم ماذا يصنع المهدي قال : يثور سرايا على السفياني إلى دمشق فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ... ) بحار الأنوار 35 / 16.
وغير ذلك الكثير من الروايات والأمر المهم بغض النظرعن كل التفاصيل هو ان الإمام المهدي (ع) عندما
يتوجه إلى العراق لا يواجه أحداً من جيش السفياني ويكون جيش السفياني قد انهزم أمام الرايات السود إلى بيت المقدس وهنا نواجه مشكلة بسيطة وهي أن هناك روايات تصف إلتقاء المهدي (ع) مع السفياني في معركة إصطخر وفي الكوفة أي في المشرق (إيران والعراق) فكيف يمكن الجمع بين هذه الروايات وبين القول بأن الإمام المهدي (ع) يأتي الى العـراق بعد هزيمـة السفياني إلى بيـت المقـدس !!!
أقول :ـ
بعد أن ثبت أن الإمام (ع) يقضي على السفياني وجيشه في بلاد الشام قبل توجهه للعراق وبعد أن ثبت أيضاً أن الرايات السود هي التي تهزم السفياني من العراق إلى بيت المقدس يكون لزاماً علينا أن نجد مصداقاً آخر للمهدي في تلك الروايات غير الإمام المهدي محمد ابن الحسن (ع) .
وبعد أن ثبت فيما سبق من البحث إن وصي الإمام المهدي (ع) يخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) ممهداً له (ع) فلا تنطبق تلك الروايات على غيره وخصوصاً بعد أن سمعنا الروايات المتعددة التي تصف وصي الإمام المهدي (ع) بـ ( المهدي ) لأنه أول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) ولأنه يهدي إلى الإمام المهدي (ع) ولأنه يهدي إلى أمر قد خفي بأمر أبيه الإمام المهدي (ع) .
عن أمير المؤمنين (ع) قال : ( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح فيلتقي هو والسفياني بباب أصطخر فتكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه ) المهدي المنتظر الموعود باب 28 ص192 .
والمهدي في هذه الرواية قطعاً غير الإمام المهدي (ع) لأنه في هذا الوقت لم يبدأ قيامه العلني بعد بل إن الرايات السود عندما تصل الى الكوفة وتهزم جيش السفياني بعد ذلك يصلها خبر قيام الإمام المهدي (ع) بمكة فتبعث إليه بالبيعة كما سبق ذكر الروايات الدالة على ذلك فلا نعيد .
فأهل خراسان إنما يطلبون المهدي لكونه ظاهراً وإلا كيف يمكن الوفود على شخص غائب لا يعلم مكانه في شرق الارض أم في غربها !!!
ويتبيّن هذا الأمر أكثر ، عند سماع الروايات التي تذكر خروج المهدي قبل السفياني أو مع السفياني فلا يمكن أن يكون المقصود منه الإمام المهدي (ع) لأنه يقوم بعد السفياني بعدة أشهر كما هو ثابت بالروايات المتـــواترة 0
فعن الرسول (ص) قال : ( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي ) المهدي المنتظر باب24 ص58.
وعن السجاد (ع): ( ... فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك) غيبةالطوسي ص194
ونقل نعيم بن حماد عن أبي هريرة أنه قال : ( يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان فيغلب السفياني على مايليه والمهدي على مايليه ثم تكون الغلبة للمهدي (ع) فيقتل السفياني وأصحابه ولايبقى على وجه الأرض عدو لآل محمد ... ) المهدي الموعود المنتظر باب30 ص331 .
والمهدي المذكور في هذه الرواية قطعاً غير الإمام المهدي (ع) لأنه يقوم بعد السفياني بعدة أشهر والذي يقوم ويتسابق مع السفياني نحو الكوفة هو اليماني (المهدي الأول) كما نصت الكثير من الروايات على ذلك راجع كتاب الغيبة للشيخ الطوسي وكذلك الغيبة للشيخ النعماني وغيرهما وهذا المعنى مشهور ولا يحتاج إلى دليل . وأذكر رواية واحدة قط :
عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : ( اليماني والسفياني كفرسي رهان ) الغيبة للطوسي ص305.
وهذا الممهد الأول (اليماني) الذي يهزم السفياني هو نفسه رجل المشرق وطالع المشرق كما قدمت مراراً وكما ذكر في الروايات وأكرر هنا فقط ما ذكرته عن كعب الأحبار : ( ... وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قتل صاحب الشام فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي عليه السلام ) .
وعن ابن رزين قال : ( إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح ) المهدي الموعود المنتظر باب30 ص 318 .
وهذا المهدي الذي على لوائه شعيب بن صالح هو المهدي الأول وهو الفتى اليمني وهو رجل المشرق كما تقدم بيانه .
والروايات دالة بوضوح ، على أن المهدي الذي يخرج قبل السفياني ، ومع الرايات السود هو غير الإمام المهدي الحجة ابن الحسن (ع) ولاتنطبق إلا على إبنه المهدي الأول من ذريته واليماني الموعود وقد أطنبت الكلام في هذا الموضوع فيما سبق من هذا الكتاب فلا أعيد .
وهناك روايتان تنص على مقاتلة المهدي (ع) للسفياني في الكوفة :
عن علي بن الحسين (ع) قال : ( ثم يسير (أي المهدي ) حتى يأتي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني ) بشارة الأسلام ص250 .
وعن أبي عبد الله (ع) : ( يقدم القائم حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه ويخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول : من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ... إلى أن قال : فيقولون : إرجع من حيث شئت لاحاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم ...) بحار الانوار 52/387 .
وكما قدمت مراراً لا يمكن أن يكون القائم في هذه الرواية هو الإمام المهدي (ع) لأن الإمام المهدي (ع) لا يلتقي بالسفياني في العراق قط بل القائم في هذه الرواية هو وصي الإمام المهدي (ع) اليماني الموعود والمهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) .
وبعد كل ما قدمت يثبت إن السفياني يهزمه الوصي اليماني من العراق إلى بيت المقدس سواء كان ذلك بقيادته مباشرةً أو عن طريق توجيهه لقادته اليمانية كشعيب بن صالح وغيره
وصلى الله على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
سيد ساوضح لك قضية السفياني فتفكر بها ومن الله التوفيق
الروايات التي تناولت قضية السفياني تشابهت إلى حد كبير بحيث خفيت على الناس كثير من الحقائق بسبب غموض أو فقدان بعض حلقات السلسلة وهذه حكمة الله تعالى لكي يعرف صاحب الحق عندما يأتي بهذه الحلقات المفقودة أو يوضح ويُحكم ما تشابه في هذه القضية والحقائق المخفية في هذه القضية كثيرة ومهمة جداً جداً وسوف أغض النظر عن أكثرها وأرجئها إلى وقتها فإن لكل شيء وقت وأهل فإذا حان وقته وحظر أهله يأذن أهله ببيانه وتوضيحه . وسأُبين الآن مسألة واحدة مهمة جداً وهي :
إنه قد بيّنت بعض الروايات أن جيش السفياني الذي يأتي إلى العراق لا يأتي بصحبة السفياني نفسه، وإنما بصحبة أحد قادة جيش السفياني وسُمي هذا القائد بـ (السفياني) نسبة إلى قائده الأصل (سفياني الشام) وإن الذي يتولى محاربة جيش السفياني في العراق هو المهدي الأول سواء بنفسه أو عن طريق قادة جيشه (اليمانية) ويطلق اسم اليماني على كل واحد من هولاء نسبة إلى قائدهم اليماني الأول وصي الإمام المهدي (ع) كما تقدم تفصيل هذا الموضوع . ومتوهم من يزعم ان الإمام المهدي (ع) هو الذي يحارب سفياني العراق ويهزمه بنفسه لأن الإمام المهدي (ع) في هذا الوقت لم يعلن ظهوره في مكة المكرمة وبعد ظهوره وقيامه في مكة يتوجه إلى الشام لمحاربة السفياني الأصل والإنتصار عليه كما ذكرت ذلك عدة روايات سنأتي على ذكر بعضها ولتوضيح هذا الأمر أكثر لابد من بيان نقطتين مهمتين:-
النقطة الاولى :-
عند وصول جيش السفياني إلى العراق تكون يومئذ دولة بني العباس قائمة ولكنها ضعيفة قد نخرتها الفرقة والفتن ويصاحب وصول السفياني للعراق خروج وقيام الخراساني واليماني وقدومهما أيضاً للعراق ويسبقهم السفياني إلى الكوفة فيسبيها ويقتل أهلها ثم يدركه جيش اليماني بقيادة شعيب بن صالح - كما تقدم بيانه - فيستنقذ السبايا منه ويهزمه حتى يوصله إلى بيت المقدس ومعنى ذلك أن جيش السفياني ينهزم من العراق قبل قيام الإمام المهدي (ع) .
عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : أصلحك الله إنهم يتحدثون إن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال : ( كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم ) الغيبة للنعماني ص 303.
وأخرج نعيم بن حماد عن محمد بن الحنفية أنه قال : ( تخرج رايات سود لبني العباس ثم تخرج من خراسان (رايات) أخرى سود قلانسهم سود وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح من تميم يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل بيت المقدس يوطئ للمهدي سلطانه ويمد إليه ثلاثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين أن يسلّم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً ) المهدي المنتظر الموعود باب27 ص139-140 / الملاحم والفتن باب 92 .
وعن أبي جعفر (ع) : ( يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال ويأتي من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني ويهزمهم ) الملاحم والفتن باب 77 .
وعن رسول الله (ص) قال : ( تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما شاء الله ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق ويؤدون الطاعة للمهدي) الملاحم والفتن باب 102 .
إذن فالذي يتولى قتال السفياني في العراق وهزيمته هي الرايات السود المشرقية الخراسانية العراقية وذلك قبل قيام الإمام المهدي (ع) بمكة لأن الرايات السود تصل إلى العراق قبل قيام الإمام المهدي (ع) بمكة فإذا بلغها قيام الإمام المهدي (ع) تبعث إليه بالبيعة كما بيّنت ذلك الروايات الآتية :-
عن أبي جعفر (ع) قال : ( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي (ع) بمكة بعثت إليه بالبيعة ) غيبة الطوسي 298/ الملاحم والفتن باب 104.
وعن الرسول (ع): ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيليا (أي بيت المقدس) ) المهدي الموعود المنتظر باب 24 ص72 .
وعلى ضوء هذه الأخبار تكون الرايات السود هي التي تقاتل جيش السفياني في العراق وتهزمه حتى تصل إلى بيت المقدس وفي حينها يكون الإمام المهدي (ع) قد خرج من مكة متوجهاً إلى الشام للقضاء على السفياني الأصل فتلتقي الرايات السود هناك مع الإمام المهدي (ع) ويسلّمون الراية إليه ويقاتلون معه .
وعن الباقر (ع) في خبر طويل : (... فأول أرض تخرب أرض الشام ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب وراية الابقع وراية السفياني فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه ثم يقتل الاصهب ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسياء فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة فيبلغ أمير جيش السفياني إن المهدي قد خرج إلى مكة فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام ... ) الغيبة للنعماني ص 280.
ونستنتج من الرواية السابقة ان السفياني لا يأتي الى العراق وانما يبعث جيشاً بقيادة أحد قادته والذي عبرت عنه الروايات بـ ( أمير جيش السفياني ) أو ( صاحب السفياني ) وذلك عند ملاحظة بعض فقرات الرواية السابقة .
قوله (ع) : ( ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ) ، أي إن الذي يمر بقرقيسياء هو جيش السفياني وليس السفياني نفسه . وقوله (ع) : ( ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل ) والكلام صريح في ان السفياني يبعث جيشاً الى الكوفة ( العراق ) وليس هو يذهب الى الكوفة . وقوله (ع) : (وخرج رجل من موالى أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ) وهذا يدل على ان جيش السفياني بقيادة أمير وليس بقيادة السفياني نفسه .
وقوله (ع) : ( ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة فبلغ أمير جيش السفياني ان المهدي قد خرج من المدينة فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام ) أي إن سفياني الشام ( الأصل ) عندما يسمع بوجود المهدي (ع) بالمدينة يبعث اليه جيشاً أيضاً بقيادة أحد قادته ويبقى هو في الشام فيخسف بالجيش في البيداء ويرجع النذير الى السفياني بهلاك جيشه .
وقوله (ع) : ( فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ) وهذه الرايات هي نفسها التي يقودها المهدي الأول ( اليماني ) والتي وصفت في بعض الأخبار بـ ( وتقبل رايات من شرقي الأرض... يسوقها رجل من آل محمد (ص) ) ( فيها خليفة الله المهدي ) ( فعليكم بالفتى اليمني يقبل من المشرق وهو صاحب راية المهدي ) ( وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قتل صاحب الشام فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي (ع)) ( يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو أستقبلته الجبال لهدها وأتخذها طرقاً ) الى غيرها من الروايات .
وعن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا خرج السفياني يبعث جيشا إلينا وجيشا إليكم فإذا كان كذلك فأتونا على [ كل ] صعب وذلول ) الغيبة للنعماني ص 306.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( كأني بالسفياني أو لصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه : من جاء برأس [ رجل من ] شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره... ) الغيبة للطوسي ص 450.
وهنا يشير الإمام الصادق (ع) وينبه على امكان مجيء صاحب السفياني الى الكوفة وليس السفياني نفسه .
وعن أبي عبد الله (ع) في خبر طويل نذكر منه ما يخص اللذين نجيا من الخسف بجيش السفياني : ( ... ويلك يا نذير ! أمض إلى الملعون السفياني بدمشق فأنذره بظهور المهدي من آل محمد عليهم السلام وعرفه إن الله قد أهلك جيشه بالبيداء وقال لي : يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين وتب على يده فإنه يقبل توبتك فيمر القائم عليه السلام يده على وجهه فيرده سويا كما كان ويبايعه ويكون معه ... ) بحار الأنوار 53 / 10.
وهذا يدل على أن السفياني ما زال بدمشق ( الشام ) عندما يخسف بجيشه في البيداء ( أمض إلى الملعون السفياني بدمشق ) ثم بعد الخسف يتوجه الإمام المهدي (ع) من مكة الى الشام للقضاء على السفياني بينما سفياني العراق يومئذٍ قد هزمه اليماني الى بيت المقدس ( ايليا ) . كما سنسمع ذلك في النقطة الثانية .
النقطة الثانية :-
الأمر الذي يؤكد لنا إن الذي يهزم جيش السفياني من العراق هم الرايات السود وليس الإمام المهدي (ع) نفسه هو إن الإمام المهدي (ع) وكما تنص الروايات عندما يقوم بمكة يطهّر مكة والمدينة ويتوجه إلى الشام
للقضاء على السفياني في مقر داره وبهذا يكون أمر السفياني قد قضي عليه من الأصل في الشام وعندما يتوجه الإمام المهدي (ع) بعدها الى العراق لا يكون هناك سفياني ولا جيش للسفياني لأن الرايات السود قد هزمته إلى بيت المقدس وقضي عليه هناك ويبقى على الإمام المهدي (ع) تصفية الرايات الداخلية المضطربة في الكوفة والقضاء نهائياً على بذور الفساد والإنحراف في العراق ، وهاك اسمع الروايات التي تؤكد على توجه القائم (ع) بعد الخسف نحو الشام للقضاء على سفياني الشام :
ففي حديث عن النبي (ص) قال : ( فتخرج (إليه) الأبدال من الشام وأشياعهم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل المشرق حتى يأتوا مكة فيبايعونه بين زمزم والمقام ثم يخرج متوجهاً إلى الشام وجبرائيل على مقدمته وميكائيل على ساقته ... ) المهدي الموعود المنتظر باب 27 ص140 .
وعن محمد بن علي (ع) قال : ( إذا سمع العائذ (المهدي) الخسف خرج مع اثني عشر ألفاً فيهم الأبدال حتى ينزلوا إيليا...) المهدي الموعود المنتظر باب27 ص160.
وعن أبي عبد الله (ع) في حديثه مع المفضل بن عمر : ( ... قال المفضل : يا مولاي ثم ماذا يصنع المهدي قال : يثور سرايا على السفياني إلى دمشق فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ... ) بحار الأنوار 35 / 16.
وغير ذلك الكثير من الروايات والأمر المهم بغض النظرعن كل التفاصيل هو ان الإمام المهدي (ع) عندما
يتوجه إلى العراق لا يواجه أحداً من جيش السفياني ويكون جيش السفياني قد انهزم أمام الرايات السود إلى بيت المقدس وهنا نواجه مشكلة بسيطة وهي أن هناك روايات تصف إلتقاء المهدي (ع) مع السفياني في معركة إصطخر وفي الكوفة أي في المشرق (إيران والعراق) فكيف يمكن الجمع بين هذه الروايات وبين القول بأن الإمام المهدي (ع) يأتي الى العـراق بعد هزيمـة السفياني إلى بيـت المقـدس !!!
أقول :ـ
بعد أن ثبت أن الإمام (ع) يقضي على السفياني وجيشه في بلاد الشام قبل توجهه للعراق وبعد أن ثبت أيضاً أن الرايات السود هي التي تهزم السفياني من العراق إلى بيت المقدس يكون لزاماً علينا أن نجد مصداقاً آخر للمهدي في تلك الروايات غير الإمام المهدي محمد ابن الحسن (ع) .
وبعد أن ثبت فيما سبق من البحث إن وصي الإمام المهدي (ع) يخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) ممهداً له (ع) فلا تنطبق تلك الروايات على غيره وخصوصاً بعد أن سمعنا الروايات المتعددة التي تصف وصي الإمام المهدي (ع) بـ ( المهدي ) لأنه أول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) ولأنه يهدي إلى الإمام المهدي (ع) ولأنه يهدي إلى أمر قد خفي بأمر أبيه الإمام المهدي (ع) .
عن أمير المؤمنين (ع) قال : ( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح فيلتقي هو والسفياني بباب أصطخر فتكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه ) المهدي المنتظر الموعود باب 28 ص192 .
والمهدي في هذه الرواية قطعاً غير الإمام المهدي (ع) لأنه في هذا الوقت لم يبدأ قيامه العلني بعد بل إن الرايات السود عندما تصل الى الكوفة وتهزم جيش السفياني بعد ذلك يصلها خبر قيام الإمام المهدي (ع) بمكة فتبعث إليه بالبيعة كما سبق ذكر الروايات الدالة على ذلك فلا نعيد .
فأهل خراسان إنما يطلبون المهدي لكونه ظاهراً وإلا كيف يمكن الوفود على شخص غائب لا يعلم مكانه في شرق الارض أم في غربها !!!
ويتبيّن هذا الأمر أكثر ، عند سماع الروايات التي تذكر خروج المهدي قبل السفياني أو مع السفياني فلا يمكن أن يكون المقصود منه الإمام المهدي (ع) لأنه يقوم بعد السفياني بعدة أشهر كما هو ثابت بالروايات المتـــواترة 0
فعن الرسول (ص) قال : ( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي ) المهدي المنتظر باب24 ص58.
وعن السجاد (ع): ( ... فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك) غيبةالطوسي ص194
ونقل نعيم بن حماد عن أبي هريرة أنه قال : ( يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان فيغلب السفياني على مايليه والمهدي على مايليه ثم تكون الغلبة للمهدي (ع) فيقتل السفياني وأصحابه ولايبقى على وجه الأرض عدو لآل محمد ... ) المهدي الموعود المنتظر باب30 ص331 .
والمهدي المذكور في هذه الرواية قطعاً غير الإمام المهدي (ع) لأنه يقوم بعد السفياني بعدة أشهر والذي يقوم ويتسابق مع السفياني نحو الكوفة هو اليماني (المهدي الأول) كما نصت الكثير من الروايات على ذلك راجع كتاب الغيبة للشيخ الطوسي وكذلك الغيبة للشيخ النعماني وغيرهما وهذا المعنى مشهور ولا يحتاج إلى دليل . وأذكر رواية واحدة قط :
عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : ( اليماني والسفياني كفرسي رهان ) الغيبة للطوسي ص305.
وهذا الممهد الأول (اليماني) الذي يهزم السفياني هو نفسه رجل المشرق وطالع المشرق كما قدمت مراراً وكما ذكر في الروايات وأكرر هنا فقط ما ذكرته عن كعب الأحبار : ( ... وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قتل صاحب الشام فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي عليه السلام ) .
وعن ابن رزين قال : ( إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح ) المهدي الموعود المنتظر باب30 ص 318 .
وهذا المهدي الذي على لوائه شعيب بن صالح هو المهدي الأول وهو الفتى اليمني وهو رجل المشرق كما تقدم بيانه .
والروايات دالة بوضوح ، على أن المهدي الذي يخرج قبل السفياني ، ومع الرايات السود هو غير الإمام المهدي الحجة ابن الحسن (ع) ولاتنطبق إلا على إبنه المهدي الأول من ذريته واليماني الموعود وقد أطنبت الكلام في هذا الموضوع فيما سبق من هذا الكتاب فلا أعيد .
وهناك روايتان تنص على مقاتلة المهدي (ع) للسفياني في الكوفة :
عن علي بن الحسين (ع) قال : ( ثم يسير (أي المهدي ) حتى يأتي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني ) بشارة الأسلام ص250 .
وعن أبي عبد الله (ع) : ( يقدم القائم حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه ويخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول : من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ... إلى أن قال : فيقولون : إرجع من حيث شئت لاحاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم ...) بحار الانوار 52/387 .
وكما قدمت مراراً لا يمكن أن يكون القائم في هذه الرواية هو الإمام المهدي (ع) لأن الإمام المهدي (ع) لا يلتقي بالسفياني في العراق قط بل القائم في هذه الرواية هو وصي الإمام المهدي (ع) اليماني الموعود والمهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) .
وبعد كل ما قدمت يثبت إن السفياني يهزمه الوصي اليماني من العراق إلى بيت المقدس سواء كان ذلك بقيادته مباشرةً أو عن طريق توجيهه لقادته اليمانية كشعيب بن صالح وغيره
Comment