بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
من المضامين الواردة في بيان النداء السماوي ما رواه زرارة بن أعين، قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ينادي مناد من السماء: إن فلاناً هو الأمير ..) غيبة النعماني: ص272.
وقد تقدم أن لو كان المقصود بالأمير (المنادى باسمه) هو أمير المؤمنين (ع) أو الإمام المهدي (ع) لكان ذلك داعياً لثبات من يدعي ولايتهم على الهدى، ولا يبقى مبرر للتبري من المنادى باسمه والنيل منه واتهامه بالسحر بعد نداء إبليس (لعنه الله)،
المستلزم للتبري من آل محمد (ع) بنص قول الإمام الصادق (ع): (.. ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا، فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت) غيبة النعماني: ص260.
إنما المقصود بالأمير هنا أمير جيش الغضب الإلهي الممهد للإمام المهدي (ع) في عصر الظهور وهو اليماني أحمد: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص77.
ذلك الجيش الذي تحدث عنه أمير المؤمنين (ع) وبين أن أميره (باقر للعلم) من أبناء أمير المؤمنين (ع): (أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً) غيبة النعماني: 325.
وصفة (بقر الحديث أو السنة) تعيد بنا الذاكرة إلى قول الإمام الباقر (ع) وهو يذكر احتجاج القائم على الناس: (.. ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ..) غيبة النعماني: ص291. وقد تقدم بيان أنّ القائم الذي يحتج على الناس هو القائم المخفي الاسم (العلامة الحتمية) وليس الإمام المهدي (ع).
ثم إنّ وصف الجيش واجتماعه كقزع الخريف، هو ذاته الوصف الذي حدده الإمام الباقر (ع) وصفاً لجيش القائم (ع)، إذ يقول (ع) بعد بيان احتجاج القائم (ع) ومناشدته القوم حقه: (.. ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف، يتبع بعضهم بعضاً ..) بحار الأنوار: ج52 ص233.
هذا من جانب، ومن جانب آخر ورد في روايات أهل البيت (ع) أنّ هناك رايات سود مشرقية تمهد للإمام المهدي (ع) سلطانه، عن رسول الله (ص): (إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتطريداً وتشريداً، حتى يجئ قوم من هاهنا – وأشار بيده إلى المشرق – أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه – حتى أعادها ثلاثاً – فيقاتلون فينصرون، ولا يزالون كذلك حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، فمن أدركه منكم فليأته ولو حبواً على الثلج) دلائل الإمامة للطبري: ص442.
وواضح أنّ هذه الرايات السود الممدوحة عند الله سبحانه تقوم بقتال السفياني، قال رسول الله (ص): (.. ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق، ويؤدون الطاعة للمهدي) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص123.
أما قائد هذه الرايات المنطلقة من الشرق والمأمورين بإتيانه ولو حبواً على الثلج، فهو خليفة الإمام المهدي (ع)، قال رسول الله (ص): (.. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم، ثم ذكر شاباً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي) بشارة الإسلام: 30. وورد أيضاً: (..ثم يخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي فيستخلص من السفياني ما أخذ ..) معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج1 ص295.
ومَنْ هو خليفة المهدي (ع) ووزيره ؟ إنه ابنه (أحمد) أول مؤمن به ومقرب إليه، وهذا واضح من وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته. ومنه نعرف السر في اختيار الجيش الزاحف من الشرق شعار: (أحمد أحمد) وأيضاً امرنا أهل البيت (ع) بإتيانه ولو حبواً على الثلج، عن الباقر (ع) قال: (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: “أحمد أحمد” يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الأنوار المضيئة: ص343.
وبهذا ظهر أنّ من يُنادى باسمه هو (أحمد) أمير جيش الغضب الإلهي وقائد الرايات السود المشرقية، الذي تقدم بعض ما يرتبط بنسبه ومقامه وصفاته الجسمانية.
على أنّ أهل البيت (ع) لم يكتفوا بكل ذلك، بل حددوا حتى مسكنه، قال أمير المؤمنين (ع) وهو يحدد رجال المهدي (ع) ألـ 313 ومساكنهم، فذكر أولهم – أي أول المقربين للإمام المهدي (ع) – فيقول: (.. أولهم من البصرة، وآخرهم من اليمامة) الملاحم والفتن: ص288.
……………………………………………………………………………………………………………….
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 7 – السنة الثالثة – بتاريخ 30-8-2011 م – 30 رمضان 1432 هـ.ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
من المضامين الواردة في بيان النداء السماوي ما رواه زرارة بن أعين، قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ينادي مناد من السماء: إن فلاناً هو الأمير ..) غيبة النعماني: ص272.
وقد تقدم أن لو كان المقصود بالأمير (المنادى باسمه) هو أمير المؤمنين (ع) أو الإمام المهدي (ع) لكان ذلك داعياً لثبات من يدعي ولايتهم على الهدى، ولا يبقى مبرر للتبري من المنادى باسمه والنيل منه واتهامه بالسحر بعد نداء إبليس (لعنه الله)،
المستلزم للتبري من آل محمد (ع) بنص قول الإمام الصادق (ع): (.. ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا، فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت) غيبة النعماني: ص260.
إنما المقصود بالأمير هنا أمير جيش الغضب الإلهي الممهد للإمام المهدي (ع) في عصر الظهور وهو اليماني أحمد: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص77.
ذلك الجيش الذي تحدث عنه أمير المؤمنين (ع) وبين أن أميره (باقر للعلم) من أبناء أمير المؤمنين (ع): (أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً) غيبة النعماني: 325.
وصفة (بقر الحديث أو السنة) تعيد بنا الذاكرة إلى قول الإمام الباقر (ع) وهو يذكر احتجاج القائم على الناس: (.. ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ..) غيبة النعماني: ص291. وقد تقدم بيان أنّ القائم الذي يحتج على الناس هو القائم المخفي الاسم (العلامة الحتمية) وليس الإمام المهدي (ع).
ثم إنّ وصف الجيش واجتماعه كقزع الخريف، هو ذاته الوصف الذي حدده الإمام الباقر (ع) وصفاً لجيش القائم (ع)، إذ يقول (ع) بعد بيان احتجاج القائم (ع) ومناشدته القوم حقه: (.. ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف، يتبع بعضهم بعضاً ..) بحار الأنوار: ج52 ص233.
هذا من جانب، ومن جانب آخر ورد في روايات أهل البيت (ع) أنّ هناك رايات سود مشرقية تمهد للإمام المهدي (ع) سلطانه، عن رسول الله (ص): (إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتطريداً وتشريداً، حتى يجئ قوم من هاهنا – وأشار بيده إلى المشرق – أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه – حتى أعادها ثلاثاً – فيقاتلون فينصرون، ولا يزالون كذلك حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، فمن أدركه منكم فليأته ولو حبواً على الثلج) دلائل الإمامة للطبري: ص442.
وواضح أنّ هذه الرايات السود الممدوحة عند الله سبحانه تقوم بقتال السفياني، قال رسول الله (ص): (.. ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق، ويؤدون الطاعة للمهدي) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص123.
أما قائد هذه الرايات المنطلقة من الشرق والمأمورين بإتيانه ولو حبواً على الثلج، فهو خليفة الإمام المهدي (ع)، قال رسول الله (ص): (.. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم، ثم ذكر شاباً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي) بشارة الإسلام: 30. وورد أيضاً: (..ثم يخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي فيستخلص من السفياني ما أخذ ..) معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج1 ص295.
ومَنْ هو خليفة المهدي (ع) ووزيره ؟ إنه ابنه (أحمد) أول مؤمن به ومقرب إليه، وهذا واضح من وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته. ومنه نعرف السر في اختيار الجيش الزاحف من الشرق شعار: (أحمد أحمد) وأيضاً امرنا أهل البيت (ع) بإتيانه ولو حبواً على الثلج، عن الباقر (ع) قال: (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: “أحمد أحمد” يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الأنوار المضيئة: ص343.
وبهذا ظهر أنّ من يُنادى باسمه هو (أحمد) أمير جيش الغضب الإلهي وقائد الرايات السود المشرقية، الذي تقدم بعض ما يرتبط بنسبه ومقامه وصفاته الجسمانية.
على أنّ أهل البيت (ع) لم يكتفوا بكل ذلك، بل حددوا حتى مسكنه، قال أمير المؤمنين (ع) وهو يحدد رجال المهدي (ع) ألـ 313 ومساكنهم، فذكر أولهم – أي أول المقربين للإمام المهدي (ع) – فيقول: (.. أولهم من البصرة، وآخرهم من اليمامة) الملاحم والفتن: ص288.
……………………………………………………………………………………………………………….
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 7 – السنة الثالثة – بتاريخ 30-8-2011 م – 30 رمضان 1432 هـ.ق)