بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
انقل هذا المقطع من كتاب ((من هو المصلوب)) للدكتور ابو محمد الانصاري حول النصوص التي يستدل بها النصارى على عقيدة الاقانيم او الالوهية المطلقة ليسوع ع
2- النصوص التي ورد فيها لفظ الابن أو ابن الله، وهي كثيرة أذكر بعضاً منها:
(لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب)([1])، ومثله: (20 لأنالآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعلمه . وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم . 21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء . 22 لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن . 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب . من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله) ([2]).
ومثله: (فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين)([3])، وكذلك: ( 16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. 17 وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)([4]). وكذلك: (1 تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال أيها الآب قد أتت الساعة مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً * 2 إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته * 3 وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته * 4 أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته * 5 والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم) ([5]).
للرد على الاستدلال بهذه النصوص لابد من التذكير أولاً أن محل النزاع بيننا وبين المسيحيين - كما سلف القول - يتحدد برفضنا القاطع لقول المسيحيين بإلوهية عيسى (ع) ألوهية مطلقة، ومن الواضح أن هذه النصوص لا تسعف زعم المسيحيين بالألوهية المطلقة.
والآن يمكننا أن ندفع بنصوص كثيرة وردت في العهدين القديم والجديد على حد سواء تنسب أبوة الله جل وعلا لغير عيسى (ع)، فعلى سبيل المثال جاء في سفر الأيام الأول الإصحاح السابع عشر: (11 ويكون متى كملت أيامك لتذهب مع آبائك إني أقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك واثبت مملكته * 12 هو يبني لي بيتاً وأنا اثبت كرسيه إلى الأبد * 13 أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابناً ولا انزع رحمتي عنه كما نزعتها عن الذي كان قبلك)([6]).
وفي متى ولوقا: (طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون)([7]).
وكذلك: ( فصلوا انتم هكذا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك * 10 ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض * 11 خبزنا كفافنا أعطنا اليوم * 12 واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا * 13 ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين * 14 فانه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي) ([8]).
وجاء في سفر التكوين: (وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا) ([9]).
وفي سفر الخروج: (22 فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23 فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ) ([10]).
وفي المزامير: (هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً) ([11]).
ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل: (وبنو العلي كلكم) ([12]). وتلاميذ عيسى(ع) أيضاً هم بنو العلي، ففي لوقا: (أحبوا أعداءكم ... فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) ([13]).
بل كل من يؤمن يكون مولوداً من الله: (كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فقد ولد من الله)([14]). وكل من يصنع البر يكون مولود من الله: (من يصنع البر مولود منه) ([15]).
وورد أيضاً: (آدم ابن الله)([16])، ومثله داود الذي قيل له: (أنت ابني، أنا اليوم ولدتك)([17])، وسليمان أيضاً ابن الله: (هو يبني لي بيتاً … أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً)([18])، والملائكةَ (أبناء الله) (مثلَ الملائكةِ وهم أبناء الله)([19])، والحواريون أيضاً: (قولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم)([20])، (فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل)([21])، بل كل الناس، أو المسيحيين على الأقل: (فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك..)([22]). وتوجد نصوص كثيرة أخرى لسنا بصدد استقصائها.
إذن ما الذي يجعل ورود تعبير البنوة مقترناً بعيسى(ع) دالاً على ألوهيته، وما الذي يمنع من القول بإلوهية غيره إذا ما اقترن به التعبير بالبنوة ذاته ؟
إن أي شيء يمكن أن يتقدم به المسيحيون على أنه مائز يرشح عيسى لنيل مرتبة الألوهية ويمنعها عن غيره كفيل بإسقاط استدلالهم بهذه النصوص؛ لأنه في هذه الحالة لن يكون نفس النصوص هذه، ونفس التعبير بالبنوة المقترن فيها بعيسى (ع) هو الدال على ألوهيته وإنما ذلك المائز المفترض، إذن ليتقدموا بذلك المائز المفترض لننظر فيه.
والحق أن عبارة (ابن الله) يمكن أن نجد لها دلالات كثيرة غير ما يزعمه المسيحيون، فمن الممكن أن نقول إنها لا تعني شيئاً سوى المديح والإشادة، أي إنها تعبير مجازي، فكما إننا نسمي الشرير أو الرجل غير الصالح بأنه ابن إبليس، أو ابن الأفعى كما ورد في إنجيل متى: (يا أولاد الأفاعي، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار)([23])، وكذلك في يوحنا: (أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب) ([24]). أقول كذلك يمكن أن نسمي الصالح ابن الله.
[1]- يوحنا 5: 23.
[2]- يوحنا: 5.
[3]- متى28: 18 – 20.
[4]- متى: 3.
[5]- يوحنا: 17.
[6]- سفر الأيام الأول: 17.
[7]- متى: 5 / 9, لوقا:20 / 36.
[8]- متى: 6 /9 – 14.
[9]- التكوين:6/ 1 – 2.
[10]- الخروج: 4.
[11]- المزمور: 89 / 26 – 27.
[12]- المزمور: 82 / 6.
[13]- لوقا: 6 / 35.
[14]- يوحنا: 1 – 5 / 1.
[15]- يوحنا: 1 – 2 / 29.
[16]- لوقا: 3 / 38.
[17]- المزمور:2 / 7.
[18]- الأيام: 1 – 17 / 12 – 13.
[19]- لوقا: 20 / 36.
[20]- يوحنا: 20 / 17.
[21]- متى: 5 / 48.
[22]- متى: 6 / 9.
[23]- متى: 12 / 34.
[24]- يوحنا: 8 / 44.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
انقل هذا المقطع من كتاب ((من هو المصلوب)) للدكتور ابو محمد الانصاري حول النصوص التي يستدل بها النصارى على عقيدة الاقانيم او الالوهية المطلقة ليسوع ع
2- النصوص التي ورد فيها لفظ الابن أو ابن الله، وهي كثيرة أذكر بعضاً منها:
(لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب)([1])، ومثله: (20 لأنالآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعلمه . وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم . 21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء . 22 لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن . 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب . من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله) ([2]).
ومثله: (فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين)([3])، وكذلك: ( 16 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. 17 وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)([4]). وكذلك: (1 تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال أيها الآب قد أتت الساعة مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً * 2 إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته * 3 وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته * 4 أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته * 5 والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم) ([5]).
للرد على الاستدلال بهذه النصوص لابد من التذكير أولاً أن محل النزاع بيننا وبين المسيحيين - كما سلف القول - يتحدد برفضنا القاطع لقول المسيحيين بإلوهية عيسى (ع) ألوهية مطلقة، ومن الواضح أن هذه النصوص لا تسعف زعم المسيحيين بالألوهية المطلقة.
والآن يمكننا أن ندفع بنصوص كثيرة وردت في العهدين القديم والجديد على حد سواء تنسب أبوة الله جل وعلا لغير عيسى (ع)، فعلى سبيل المثال جاء في سفر الأيام الأول الإصحاح السابع عشر: (11 ويكون متى كملت أيامك لتذهب مع آبائك إني أقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك واثبت مملكته * 12 هو يبني لي بيتاً وأنا اثبت كرسيه إلى الأبد * 13 أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابناً ولا انزع رحمتي عنه كما نزعتها عن الذي كان قبلك)([6]).
وفي متى ولوقا: (طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون)([7]).
وكذلك: ( فصلوا انتم هكذا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك * 10 ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض * 11 خبزنا كفافنا أعطنا اليوم * 12 واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا * 13 ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين * 14 فانه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي) ([8]).
وجاء في سفر التكوين: (وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا) ([9]).
وفي سفر الخروج: (22 فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23 فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ) ([10]).
وفي المزامير: (هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً) ([11]).
ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل: (وبنو العلي كلكم) ([12]). وتلاميذ عيسى(ع) أيضاً هم بنو العلي، ففي لوقا: (أحبوا أعداءكم ... فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) ([13]).
بل كل من يؤمن يكون مولوداً من الله: (كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فقد ولد من الله)([14]). وكل من يصنع البر يكون مولود من الله: (من يصنع البر مولود منه) ([15]).
وورد أيضاً: (آدم ابن الله)([16])، ومثله داود الذي قيل له: (أنت ابني، أنا اليوم ولدتك)([17])، وسليمان أيضاً ابن الله: (هو يبني لي بيتاً … أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً)([18])، والملائكةَ (أبناء الله) (مثلَ الملائكةِ وهم أبناء الله)([19])، والحواريون أيضاً: (قولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم)([20])، (فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل)([21])، بل كل الناس، أو المسيحيين على الأقل: (فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك..)([22]). وتوجد نصوص كثيرة أخرى لسنا بصدد استقصائها.
إذن ما الذي يجعل ورود تعبير البنوة مقترناً بعيسى(ع) دالاً على ألوهيته، وما الذي يمنع من القول بإلوهية غيره إذا ما اقترن به التعبير بالبنوة ذاته ؟
إن أي شيء يمكن أن يتقدم به المسيحيون على أنه مائز يرشح عيسى لنيل مرتبة الألوهية ويمنعها عن غيره كفيل بإسقاط استدلالهم بهذه النصوص؛ لأنه في هذه الحالة لن يكون نفس النصوص هذه، ونفس التعبير بالبنوة المقترن فيها بعيسى (ع) هو الدال على ألوهيته وإنما ذلك المائز المفترض، إذن ليتقدموا بذلك المائز المفترض لننظر فيه.
والحق أن عبارة (ابن الله) يمكن أن نجد لها دلالات كثيرة غير ما يزعمه المسيحيون، فمن الممكن أن نقول إنها لا تعني شيئاً سوى المديح والإشادة، أي إنها تعبير مجازي، فكما إننا نسمي الشرير أو الرجل غير الصالح بأنه ابن إبليس، أو ابن الأفعى كما ورد في إنجيل متى: (يا أولاد الأفاعي، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار)([23])، وكذلك في يوحنا: (أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب) ([24]). أقول كذلك يمكن أن نسمي الصالح ابن الله.
[1]- يوحنا 5: 23.
[2]- يوحنا: 5.
[3]- متى28: 18 – 20.
[4]- متى: 3.
[5]- يوحنا: 17.
[6]- سفر الأيام الأول: 17.
[7]- متى: 5 / 9, لوقا:20 / 36.
[8]- متى: 6 /9 – 14.
[9]- التكوين:6/ 1 – 2.
[10]- الخروج: 4.
[11]- المزمور: 89 / 26 – 27.
[12]- المزمور: 82 / 6.
[13]- لوقا: 6 / 35.
[14]- يوحنا: 1 – 5 / 1.
[15]- يوحنا: 1 – 2 / 29.
[16]- لوقا: 3 / 38.
[17]- المزمور:2 / 7.
[18]- الأيام: 1 – 17 / 12 – 13.
[19]- لوقا: 20 / 36.
[20]- يوحنا: 20 / 17.
[21]- متى: 5 / 48.
[22]- متى: 6 / 9.
[23]- متى: 12 / 34.
[24]- يوحنا: 8 / 44.
Comment