بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
صلى الله على محمد وآل محمد الائمة المهديين سلم تسليما كثيرا
المهدي : الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية
هذه المقالة هي محاولة لتلخيص اهم النقاط التي ذكرها الدكتور ابو محمد الانصاري في كتابه (من هو المصلوب). هذه الحلقة هي حول الحجر او حجر الزاوية المذكور في العهدين القديم الجديد.
ورد في تاويل رؤيا ملك العراق في عهد نبي الله دانيال ذكر الحجر الذي يسحق مملكة الظلم :
(لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب. الله العظيم قد عرف الملك ما سيأتي بعد هذا. الحلم حق وتعبيره يقين)(1 ).
والحديث عن هذا الحجر ورد في المزامير :
(19 اِفْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ. أَدْخُلْ فِيهَا وَأَحْمَدِ الرَّبَّ. 20 هذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ. 21 أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصاً. 22 الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. 23 مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا)(2 ).
وتحدث عنه عيسى في مثل بستان الكرم الشهير كما يلي:
(قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا! 43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44 وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!)(3 ).
• يسوع ربط بحكمة بين الحجر وبين الامة التي تعطى الملكوت في النهاية فمن كلامه نتبين أن المسيا أو المسيح المنتظر أو ابن الإنسان المعبر عنه هنا بحجر الزاوية من أمة أخرى (امة الحجر) غير الأمة اليهودية.
• لا يمكن ان يكن يسوع (ع) هو نفسه الحجر لان الحجر هو من امة اخرى غير بني اسرائيل ((يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ)) اما يسوع فهو من بني اسرائيل وارسل الى بني اسرائيل : (لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ ؟ أليس قد أوصى تلامذته قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 ...بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ).
• ثم هل ألقى يسوع (ع) رجسة الخراب إلى وقيد النار ؟ هل أقام مملكة الله التي ستبقى إلى الأبد، أي إلى نهاية الدنيا ؟ يعني دولة العدل الالهي ؟ فلا يمكن فهم ان الامر غير مرتبط بتاتا بالعالم الارضي لان تسليم الكرم إلى كرامين آخرين يتناسب مع عالم الأرض (في قصة الكرم المشهورة التي يقل بعدها بما معناه ان الملكوت يعطى لامة الحجر)؛ لأنه يشير إلى قيام دولة على الارض، ولكنها عادلة هذه المرة.
إذن كيف يكون المقصود هو عيسى ، وعيسى نفسه قال:
• تحذير يسوع (ع) من المسحاء الكذبة النبياء الكذبة اشارة الى انهم يقومون في الارض (23 حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24 لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً. 25 هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26 فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا) ؟ (4).
• فيكون السؤال من هو الذي عرف او يمكن ان يعرف بانه حجر الزاوية ؟! هل ان داود او يسوع عرفوا بانهم حجر الزاوية في بيت الرب ؟! او ذكروا في موضع اخر على انهم حجر الزاوية في بيت الرب ؟! وهل هناك حجر موضوع في زاوية بيت الرب او الهيكل عند اليهود والنصارى يدل على داود او يسوع ؟! الحقيقة ان هذا غير موجود ! ولكنه موجود في الامة الاخرى من ولد ابراهيم (ع) وفي بيت الرب الذي بناه ابراهيم (ع) واسماعيل (ع) ابنه وموجود في الزاوية وبالذات الزاوية التي اسمها الركن العراقي وكل هذه الامور تشير الى امر واحد هو المخلص الذي يأتي في اخر الزمان او الذي اشار اليه داود في المزامير انه حجر الزاوية والاتي باسم الرب.
اما لمعرفة ما هو الحجر بالضبط وانه الحجر الاسود اسود من الذنب الخطايا لانه هو حامل الخطيئة وان الحجر الاسود في زاوية الكعبة يشير الى (الميسيا القادم) او المهدي الذي يولد آخر الزمان : ارشدكم الى الكلام الرائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع للامام احمد الحسن (ع) الموجود في كتاب الجواب المنير عبر الاثير الجزء الرابع فيه جواب حول سؤال ساله له احد الانصار... ويبين كيف ان محمد (ص) وآل محمد (ع) بينوا حقيقة الحجر من هو.
وها قد حان وقته اليوم !
الحمد لله وحده.
******************
1 - دانيال: 2 / 45.
2 - مزمور: 118.
3 - متى: 21، وانظر مرقس: 12 / 1 – 12، ولوقا:20 / 9 – 19.
4 - متى: 24.
Comment