موقف اهل الكتاب من الثقلين
منذ بزوغ فجر الاسلام ، وصدوع الرسول محمد (ص ) بالدعوة الجديدة، تنادت قوى الكفر والشرك والضلال ، واجمعت امرها على التصدي لها بكل ما تملك من وسائل ، وحاولت جاهدة القضاء عليها في مهدها مستهدفة ثقليها الكريمين القران المجيد و الرسول الكريم ( ص ) و اهل بيته الاطهار عليهم السلام.....
و قد بينوا الاخوان من هم اهل البيت في الاعداد السابقة .
و كان لاهل الكتاب ، ممن نكثوا العهد و نقضوا المواثيق المأخوذة عليهم من قبل انبيائهم بالألتحام مع الرسالة المحمدية ،الدور الاكبر والجهد الفاعل في التصدي والتآمرعلى شخص الرسول ( ص ) وعلى الرسالة التي جاء بها .
و لعل ما يؤكد ذلك هو ان من اكثر ما تناوله القران الكريم و نزلت به ايات كريمة بهذا الصدد يتعلق بأهل الكتاب ، من بيان لطبيعة سلوكهم و موقفهم من الثقلين و ارشاد الرسول (ص ) الى ما يجب ان يتخذه من موقف رسالي تجاههم . فقد بلغت الايات القرانية الكريمة النازلة بهم (267آية تقريبا ) ، و هذا يدل دلالة واضحة على اهمية دورهم وخطرهم على حركة الرسول ( ص ) في تثبيت دعائم الرسالة الاسلامية وضمان مستقبلها على صعيد حفظها من التحريف والتزوير ، وتبليغها لكافة الناس ، وامتداد لوائها الى اقصى امصار الارض .
و من الواضح ان الايات الكريمة في هذا المجال تنقسم الى قسمين رئيسيين ،وقد يتداخل القسمان في الاية الواحدة و قد ينفصلان ، و قد تتداخل مفردتان تفصيليتان فيها او اكثر و قد تستقل بواحدة . ونستعرض كلا منها كالاتي :
القسم الاول :
الايات الناظرة الى موقف اهل الكتاب من الثقلين ، ويمكن عرضها على شكل عناوين تفصيلية تظهر لنا ابرز مواقفهم تلك :
1- كتمان الحق وتحريفه: وهم يعلمون....ففي الايات المبينة التالية نرى ان كل اية منها تجري مع الخط الاساسي العريض في مجموعها وهو خط الماجهة بين اهل الكتاب
والثقلين وبها يتجلى ما بذله هؤلاء الاعداء من جهد وحيلة ومن مكيدة وخداع ومن كذب ولبس للحق بالباطل ، وبث الريب والشكوك وتبيين الشر والضر لهما بلا تواني ولا انقطاع كما في قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 71 ) آل عمران . و قوله تعالى (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ 187 ) آل عمران . و قوله تعالى ( مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) النساء 47 . و قوله تعالى ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 75 ) البقرة .
و من المثير في موقفهم هذا انهم كانوا ينتظرون بزوغ فجر الدين الجديد , و كانوا يبشرون به و يفتخرون على غيرهم من الامم و الاديان بأن النبي المتوقع سيكون منهم , ولكن ما ان جاءهم حتى كفروا به .
قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ 89 ) البقرة .
ثم انهم كانوا يعرفون النبي محمد ( ص) باسمه و بصفته و لكن بعد ان بعثه الله سبحانه لم يؤمنوا به , كما جاء ذلك في قوله تعالى ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 146 ) البقرة , و قوله تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ 20 ) الانعام .
2- نقض العهد و المواثيق : و هم لا يتقون .. رغم كل ما أخذه عليهم انبيائهم من مواثيق و عهود بضرورة الايمان بالرسول محمد (ص) المبشر به في كتبه و بما يأتي به من كتاب الله . و من صريح الآيات في ذلك قوله تعالى ( الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ 56) الانفال , و قوله تعالى ( أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ 100 ) البقرة . و قوله تعالى ( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ 187 ) آل عمران .
3- النفاق و التضليل : و ما يضلون الا انفسهم وما يشعرون ....
قال تعالى ( وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 69 ) آل عمران . و قال تعالى ايضاً ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 41 ) المائدة , و قوله تعالى ( وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ 88 ) البقرة , و قوله تعالى ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 44 ) البقرة , و بهذا الاسلوب حاول بعضهم جاهدين التوغل في صفوف المسلمين عن طريق مؤامرة خسيسة كشفها الله سبحانه تعالى , و اوضح خطتهم الرامية لزعزعة الايمان و اخراج المسلمين من عقيدتهم و هي تقوم على اساس التظاهر بالايمان بالرسالة ثم الانسحاب منها بحجة التوصل الى قناعة تامة ببطلانها و بطلان دعوى النبي محمد (ص) بالنبوة , قال تعالى ( وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 72 ) آل عمران , و على نفس المنهج يكشف الله تعالى مؤامراتهم الواحدة تلو الاخرى كالتي يشير اليها قوله تعالى ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 78 ) آل عمران .
4- الحسد و التعصب : كأنهم لا يعلمون ... فقد استولت على فريق من اهل الكتاب هذه الحالة الطاغية من الحسد و الحقد و التعصب عندما حصحص الحق و بان لهم حده , فراحوا يكيدون للثقلين ما وسعتهم المكائد و احتوته نفوسهم المريضة من خداع و تزييف .. و من الآيات الواضحة التي تسوق لنا هذه الحقيقة قوله تعالى ( وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ 101 ) البقرة , و قوله تعالى ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) البقرة 109 , و قوله تعالى ( مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 105 ) البقرة , و قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ 89 ) البقرة . و قوله تعالى ( وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 135 ) البقرة , و قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً 51 ) النساء .
5- التعالي و الاستهزاء : لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون ..... و هذا اسلوب آخر تميز به المكابرون من اهل الكتاب , فهو لغة من اعيته السبل فراح يتخبط في وهم اغمض فيه عينيه عن الحقائق هارباً من الحق الى الباطل ترة بمسلك العتو و الاستعلاء و اخرى بمنطق السخرية السخرية و الاسنهزاء كما تشير اليه آيات كريمة و منها قوله تعالى في الذين هادوا ( وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً 46 ) النساء , و قوله تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ 18 ) المائدة .
6- الحقد و العدوان : لبئس ما كانوا يعملون ... من صدوا عن سبيل الله و سارعوا الى الاثم و العدوان بعد أن رأوا دين الله يعلوا و ينتشر و أمر نبيه محمد (ص) يذيع بين القبائل و الامم .. فاعدوا العدة للحرب و العدوان . بدءاً بمعركة النصارى مع المسلمين في مؤتة التي استشهد فيها جعفر بن ابي طالب و عبد الله بن رواحة و زيد بن حارثة , فمعركة اليرموك و ما بعدها .. و منه ما كان من اليهود الذين عُرفوا بالخيانة و نقض العهود , كالذي حدث في معركة الاحزاب عندما نقضوا العهد مع النبي محمد (ص) و تحالفوا مع المشركين ضده (ص) . و كذا واقعة خيبر التي كانت فيها هزيمتهم الساحقة على يد الامام علي بن ابي طالب (ع) . و قد عرضت آيات من القرآن الكريم هذه النزعة فيهم . و يظهر هذا الموقف من خلال جملة من آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى ( وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 62 ) المائدة , وقوله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ 59 ) المائدة , و قوله تعالى ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ) التوبة 34 . و قوله تعالى ( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا 160 ) النساء .
و ها هم أهل الكتاب اليوم يواصلون ما بدأوا به من كتمان الحق و تحريفه و نقض العهود و المواثيق و النفاق و التضليل و الحسد و التعصب و التعالي و الاستهزاء و الحقد و العدوان ضد الانبياء السابقين و في زمن رسول الله محمد (ص) و حتى الائمة الاطهار ( عليهم السلام ) و صولاً الى يماني آل محمد ( عليهم السلام ) و كما رأينا في العناوين و الآيات الدالة عليها انها تنطبق فعلاً و قولاً على أهل الكتاب في زماننا هذا و لم ارد التعليق كثيراً على هذه الآيات لانها واضحة وضوح الشمس و اخيراً اختم بقوله تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا 24 ) محمد .
و الحمد لله رب العالمين , و صلى الله على محمد و ال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً
خادمة الزهراء
منذ بزوغ فجر الاسلام ، وصدوع الرسول محمد (ص ) بالدعوة الجديدة، تنادت قوى الكفر والشرك والضلال ، واجمعت امرها على التصدي لها بكل ما تملك من وسائل ، وحاولت جاهدة القضاء عليها في مهدها مستهدفة ثقليها الكريمين القران المجيد و الرسول الكريم ( ص ) و اهل بيته الاطهار عليهم السلام.....
و قد بينوا الاخوان من هم اهل البيت في الاعداد السابقة .
و كان لاهل الكتاب ، ممن نكثوا العهد و نقضوا المواثيق المأخوذة عليهم من قبل انبيائهم بالألتحام مع الرسالة المحمدية ،الدور الاكبر والجهد الفاعل في التصدي والتآمرعلى شخص الرسول ( ص ) وعلى الرسالة التي جاء بها .
و لعل ما يؤكد ذلك هو ان من اكثر ما تناوله القران الكريم و نزلت به ايات كريمة بهذا الصدد يتعلق بأهل الكتاب ، من بيان لطبيعة سلوكهم و موقفهم من الثقلين و ارشاد الرسول (ص ) الى ما يجب ان يتخذه من موقف رسالي تجاههم . فقد بلغت الايات القرانية الكريمة النازلة بهم (267آية تقريبا ) ، و هذا يدل دلالة واضحة على اهمية دورهم وخطرهم على حركة الرسول ( ص ) في تثبيت دعائم الرسالة الاسلامية وضمان مستقبلها على صعيد حفظها من التحريف والتزوير ، وتبليغها لكافة الناس ، وامتداد لوائها الى اقصى امصار الارض .
و من الواضح ان الايات الكريمة في هذا المجال تنقسم الى قسمين رئيسيين ،وقد يتداخل القسمان في الاية الواحدة و قد ينفصلان ، و قد تتداخل مفردتان تفصيليتان فيها او اكثر و قد تستقل بواحدة . ونستعرض كلا منها كالاتي :
القسم الاول :
الايات الناظرة الى موقف اهل الكتاب من الثقلين ، ويمكن عرضها على شكل عناوين تفصيلية تظهر لنا ابرز مواقفهم تلك :
1- كتمان الحق وتحريفه: وهم يعلمون....ففي الايات المبينة التالية نرى ان كل اية منها تجري مع الخط الاساسي العريض في مجموعها وهو خط الماجهة بين اهل الكتاب
والثقلين وبها يتجلى ما بذله هؤلاء الاعداء من جهد وحيلة ومن مكيدة وخداع ومن كذب ولبس للحق بالباطل ، وبث الريب والشكوك وتبيين الشر والضر لهما بلا تواني ولا انقطاع كما في قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 71 ) آل عمران . و قوله تعالى (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ 187 ) آل عمران . و قوله تعالى ( مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) النساء 47 . و قوله تعالى ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 75 ) البقرة .
و من المثير في موقفهم هذا انهم كانوا ينتظرون بزوغ فجر الدين الجديد , و كانوا يبشرون به و يفتخرون على غيرهم من الامم و الاديان بأن النبي المتوقع سيكون منهم , ولكن ما ان جاءهم حتى كفروا به .
قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ 89 ) البقرة .
ثم انهم كانوا يعرفون النبي محمد ( ص) باسمه و بصفته و لكن بعد ان بعثه الله سبحانه لم يؤمنوا به , كما جاء ذلك في قوله تعالى ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 146 ) البقرة , و قوله تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ 20 ) الانعام .
2- نقض العهد و المواثيق : و هم لا يتقون .. رغم كل ما أخذه عليهم انبيائهم من مواثيق و عهود بضرورة الايمان بالرسول محمد (ص) المبشر به في كتبه و بما يأتي به من كتاب الله . و من صريح الآيات في ذلك قوله تعالى ( الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ 56) الانفال , و قوله تعالى ( أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ 100 ) البقرة . و قوله تعالى ( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ 187 ) آل عمران .
3- النفاق و التضليل : و ما يضلون الا انفسهم وما يشعرون ....
قال تعالى ( وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 69 ) آل عمران . و قال تعالى ايضاً ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 41 ) المائدة , و قوله تعالى ( وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ 88 ) البقرة , و قوله تعالى ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 44 ) البقرة , و بهذا الاسلوب حاول بعضهم جاهدين التوغل في صفوف المسلمين عن طريق مؤامرة خسيسة كشفها الله سبحانه تعالى , و اوضح خطتهم الرامية لزعزعة الايمان و اخراج المسلمين من عقيدتهم و هي تقوم على اساس التظاهر بالايمان بالرسالة ثم الانسحاب منها بحجة التوصل الى قناعة تامة ببطلانها و بطلان دعوى النبي محمد (ص) بالنبوة , قال تعالى ( وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 72 ) آل عمران , و على نفس المنهج يكشف الله تعالى مؤامراتهم الواحدة تلو الاخرى كالتي يشير اليها قوله تعالى ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 78 ) آل عمران .
4- الحسد و التعصب : كأنهم لا يعلمون ... فقد استولت على فريق من اهل الكتاب هذه الحالة الطاغية من الحسد و الحقد و التعصب عندما حصحص الحق و بان لهم حده , فراحوا يكيدون للثقلين ما وسعتهم المكائد و احتوته نفوسهم المريضة من خداع و تزييف .. و من الآيات الواضحة التي تسوق لنا هذه الحقيقة قوله تعالى ( وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ 101 ) البقرة , و قوله تعالى ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) البقرة 109 , و قوله تعالى ( مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 105 ) البقرة , و قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ 89 ) البقرة . و قوله تعالى ( وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 135 ) البقرة , و قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً 51 ) النساء .
5- التعالي و الاستهزاء : لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون ..... و هذا اسلوب آخر تميز به المكابرون من اهل الكتاب , فهو لغة من اعيته السبل فراح يتخبط في وهم اغمض فيه عينيه عن الحقائق هارباً من الحق الى الباطل ترة بمسلك العتو و الاستعلاء و اخرى بمنطق السخرية السخرية و الاسنهزاء كما تشير اليه آيات كريمة و منها قوله تعالى في الذين هادوا ( وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً 46 ) النساء , و قوله تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ 18 ) المائدة .
6- الحقد و العدوان : لبئس ما كانوا يعملون ... من صدوا عن سبيل الله و سارعوا الى الاثم و العدوان بعد أن رأوا دين الله يعلوا و ينتشر و أمر نبيه محمد (ص) يذيع بين القبائل و الامم .. فاعدوا العدة للحرب و العدوان . بدءاً بمعركة النصارى مع المسلمين في مؤتة التي استشهد فيها جعفر بن ابي طالب و عبد الله بن رواحة و زيد بن حارثة , فمعركة اليرموك و ما بعدها .. و منه ما كان من اليهود الذين عُرفوا بالخيانة و نقض العهود , كالذي حدث في معركة الاحزاب عندما نقضوا العهد مع النبي محمد (ص) و تحالفوا مع المشركين ضده (ص) . و كذا واقعة خيبر التي كانت فيها هزيمتهم الساحقة على يد الامام علي بن ابي طالب (ع) . و قد عرضت آيات من القرآن الكريم هذه النزعة فيهم . و يظهر هذا الموقف من خلال جملة من آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى ( وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 62 ) المائدة , وقوله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ 59 ) المائدة , و قوله تعالى ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ) التوبة 34 . و قوله تعالى ( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا 160 ) النساء .
و ها هم أهل الكتاب اليوم يواصلون ما بدأوا به من كتمان الحق و تحريفه و نقض العهود و المواثيق و النفاق و التضليل و الحسد و التعصب و التعالي و الاستهزاء و الحقد و العدوان ضد الانبياء السابقين و في زمن رسول الله محمد (ص) و حتى الائمة الاطهار ( عليهم السلام ) و صولاً الى يماني آل محمد ( عليهم السلام ) و كما رأينا في العناوين و الآيات الدالة عليها انها تنطبق فعلاً و قولاً على أهل الكتاب في زماننا هذا و لم ارد التعليق كثيراً على هذه الآيات لانها واضحة وضوح الشمس و اخيراً اختم بقوله تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا 24 ) محمد .
و الحمد لله رب العالمين , و صلى الله على محمد و ال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً
خادمة الزهراء
Comment