بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
1-هل يسوع المسيح هو فقط ابن الله
2-أقول كذلك يمكن أن نسمي الصالح ابن الله.
والآن يمكننا أن ندفع بنصوص كثيرة وردت في العهدين القديم والجديد على حد سواء تنسب أبوة الله جل وعلا لغير عيسى(ع)، فعلى سبيل المثال جاء في سفر الأيام الأول الإصحاح السابع عشر: (11 و يكون متى كملت أيامك لتذهب مع آبائك إني أقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك و اثبت مملكته* 12 هو يبني لي بيتاً و أنا اثبت كرسيه إلى الأبد* 13 أنا أكون له أبا و هو يكون لي ابنا و لا انزع رحمتي عنه كما نزعتها عن الذي كان قبلك )([1]).
وفي متى ولوقا: ( طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون )([2]).
وكذلك: ( فصلوا انتم هكذا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك* 10 ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض* 11 خبزنا كفافنا أعطنا اليوم* 12 و اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا* 13 و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد إلى الأبد آمين* 14 فانه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي* )([3]).
وجاء في سفر التكوين: ( وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض ، وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا )([4]).
وفي سفر الخروج:" 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»"([5]).
وفي المزامير: "هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً"([6]).
ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل: "وبنو العلي كلكم"([7]). وتلاميذ عيسى(ع) أيضاً هم بنو العلي، ففي لوقا: " أحبوا أعداءكم ... فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي"([8]).
بل كل من يؤمن يكون مولوداً من الله: "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فقد ولد من الله"([9]). وكل من يصنع البر يكون مولود من الله: "من يصنع البر مولود منه"([10]).
وورد أيضاً: "آدم ابن الله"([11])، ومثله داود الذي قيل له: " أنت ابني، أنا اليوم ولدتك "([12])، وسليمان أيضاً ابن الله: "هو يبني لي بيتاً … أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً"([13])، والملائكةَ (أبناء الله) "مثلَ الملائكةِ وهم أبناء الله "([14])، والحواريون أيضاً: " قولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "([15])، " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"([16])، بل كل الناس، أو المسيحيين على الأقل: "فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك.."([17]). وتوجد نصوص كثيرة أخرى لسنا بصدد استقصائها.
إذن ما الذي يجعل ورود تعبير البنوة مقترناً بعيسى(ع) دالاً على إلوهيته، وما الذي يمنع من القول بإلوهية غيره إذا ما اقترن به التعبير بالبنوة ذاته ؟
والحق إن عبارة ( ابن الله ) يمكن أن نجد لها دلالات كثيرة غير ما يزعمه المسيحيون، فمن الممكن أن نقول إنها لا تعني شيئاً سوى المديح والإشادة، أي إنها تعبير مجازي، فكما إننا نسمي الشرير أو الرجل غير الصالح بأنه ابن إبليس، أو ابن الأفعى كما ورد في إنجيل متى: ( يا أولاد الأفاعي ، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار )([18])، وكذلك في يوحنا: (أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا . ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق . متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب
)([19]). أقول كذلك يمكن أن نسمي الصالح ابن الله.
ورد في متى: (44 وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم* 45 لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الأشرار و الصالحين و يمطر على الأبرار و الظالمين* 46 لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك* 47 وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا* 48 فكونوا انتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل* )([20]).
من هذا النص يتبين أن ابن الله يراد منه الإنسان البار الصالح. ويؤكده ما ورد في إنجيل مرقس: ( ولما رأى قائد المائة الواقف مقابلة أنه صرخ هكذا وأسلم الروح ، قال : حقاً كان هذا الإنسان ابن الله )([21]). هنا نقل مرقس كلمة قائد المائة بتعبير ( ابن الله ) بينما نقلها لوقا بكلمة ( بار )، الأمر الذي يفيد تساوي الكلمتين أو التعبيرين: ( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً )([22]). أم إن المسيحيين يقولون إن خطأ ما قد وقع فيه لوقا؟ وعندها عليهم أن يعذرونا إذا ما قلنا لهم: إذن ابحثوا لكم عن أدلة أخرى فنصوصكم لا يسعنا الوثوق بها على الإطلاق.
بل إن عيسى(ع) يقول إن معنى البنوة هو طاعة الله وعمل أعماله: " إن قال: آلهةً لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله .. فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟ إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي.."([23]).
فقوله: (إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي) تفسير لمعنى قوله ( ابن الله )، فهو ابن الله لأنه يعمل أعمال الله، أي يطيع أوامره وينتهي عن نواهيه. أي إنه يقول لهم: كما وصفكم كتابكم بأنكم آلهة مجازاً ؛ فأنا كذلك ابن الله مجازاً، سواء بسواء.
ومثله: (31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجًا وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ:«هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً:«مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي، 35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي» )([24]).
ويمكن أيضاً أن نحمل تعبير البنوة والأبوة على دلالة أخرى هي إن الناس جميعاً هم عيال الله أو ابناؤه، بمعنى إنه تعالى يرعاهم ويرزقهم، ويربيهم وينعم عليهم كما يفعل الوالد لولده.
وهذا تدل عليه نصوص كثيرة من قبيل ما ورد في متى: " أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه"([25])، وفي رسالة يوحنا الأولى: " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله"([26]).
ورد في سفر التثنيه: "أليس هو أباك ومقتنيك. هو عملك وأنشأك"([27])، أو كما قال النبي أشعياء: "يا رب أنت أبونا"([28]).
وفي سفر هوشع: ( «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي. 2كُلَّ مَا دَعَوْهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ، وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ. 3وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكًا إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ. 4كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِمًا إِيَّاهُ )([29]).
وفي إشعياء: (15«هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ)([30]).
واستعمال كلمة الابن بهذا المعنى يبدو معروفاً لليهود فقد قالوا لعيسى(ع): ( ... إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله )([31]).
3-اقوال البابوات
أخيراً يقول شارل جنيبير:أما بالنسبة للابن فإنه على أي وضع تصورته، يكون إمّا مولوداً وإمّا مخلوقاً، فهو لا مناص قد سبقه عدم وأنه وجد بعد عدم، إذاً فلا يكون إلهاَ لأنه حادث([32]).أقول أي لا يكون إلهاً مطلقاً.
يقول البابا شنودا الثالث:
( الابن في المسيحية ليس نتيجة تناسل جسداني. حاشا أن تنادي المسيحية بهذا ، فالله روح ( يو4 : 24 ).
[6] - المزمور 89/26-27.
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
1-هل يسوع المسيح هو فقط ابن الله
2-أقول كذلك يمكن أن نسمي الصالح ابن الله.
والآن يمكننا أن ندفع بنصوص كثيرة وردت في العهدين القديم والجديد على حد سواء تنسب أبوة الله جل وعلا لغير عيسى(ع)، فعلى سبيل المثال جاء في سفر الأيام الأول الإصحاح السابع عشر: (11 و يكون متى كملت أيامك لتذهب مع آبائك إني أقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك و اثبت مملكته* 12 هو يبني لي بيتاً و أنا اثبت كرسيه إلى الأبد* 13 أنا أكون له أبا و هو يكون لي ابنا و لا انزع رحمتي عنه كما نزعتها عن الذي كان قبلك )([1]).
وفي متى ولوقا: ( طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون )([2]).
وكذلك: ( فصلوا انتم هكذا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك* 10 ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض* 11 خبزنا كفافنا أعطنا اليوم* 12 و اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا* 13 و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد إلى الأبد آمين* 14 فانه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي* )([3]).
وجاء في سفر التكوين: ( وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض ، وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا )([4]).
وفي سفر الخروج:" 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»"([5]).
وفي المزامير: "هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً"([6]).
ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل: "وبنو العلي كلكم"([7]). وتلاميذ عيسى(ع) أيضاً هم بنو العلي، ففي لوقا: " أحبوا أعداءكم ... فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي"([8]).
بل كل من يؤمن يكون مولوداً من الله: "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فقد ولد من الله"([9]). وكل من يصنع البر يكون مولود من الله: "من يصنع البر مولود منه"([10]).
وورد أيضاً: "آدم ابن الله"([11])، ومثله داود الذي قيل له: " أنت ابني، أنا اليوم ولدتك "([12])، وسليمان أيضاً ابن الله: "هو يبني لي بيتاً … أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً"([13])، والملائكةَ (أبناء الله) "مثلَ الملائكةِ وهم أبناء الله "([14])، والحواريون أيضاً: " قولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "([15])، " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"([16])، بل كل الناس، أو المسيحيين على الأقل: "فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك.."([17]). وتوجد نصوص كثيرة أخرى لسنا بصدد استقصائها.
إذن ما الذي يجعل ورود تعبير البنوة مقترناً بعيسى(ع) دالاً على إلوهيته، وما الذي يمنع من القول بإلوهية غيره إذا ما اقترن به التعبير بالبنوة ذاته ؟
والحق إن عبارة ( ابن الله ) يمكن أن نجد لها دلالات كثيرة غير ما يزعمه المسيحيون، فمن الممكن أن نقول إنها لا تعني شيئاً سوى المديح والإشادة، أي إنها تعبير مجازي، فكما إننا نسمي الشرير أو الرجل غير الصالح بأنه ابن إبليس، أو ابن الأفعى كما ورد في إنجيل متى: ( يا أولاد الأفاعي ، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار )([18])، وكذلك في يوحنا: (أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا . ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق . متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب
)([19]). أقول كذلك يمكن أن نسمي الصالح ابن الله.
ورد في متى: (44 وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم* 45 لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الأشرار و الصالحين و يمطر على الأبرار و الظالمين* 46 لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك* 47 وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا* 48 فكونوا انتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل* )([20]).
من هذا النص يتبين أن ابن الله يراد منه الإنسان البار الصالح. ويؤكده ما ورد في إنجيل مرقس: ( ولما رأى قائد المائة الواقف مقابلة أنه صرخ هكذا وأسلم الروح ، قال : حقاً كان هذا الإنسان ابن الله )([21]). هنا نقل مرقس كلمة قائد المائة بتعبير ( ابن الله ) بينما نقلها لوقا بكلمة ( بار )، الأمر الذي يفيد تساوي الكلمتين أو التعبيرين: ( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً )([22]). أم إن المسيحيين يقولون إن خطأ ما قد وقع فيه لوقا؟ وعندها عليهم أن يعذرونا إذا ما قلنا لهم: إذن ابحثوا لكم عن أدلة أخرى فنصوصكم لا يسعنا الوثوق بها على الإطلاق.
بل إن عيسى(ع) يقول إن معنى البنوة هو طاعة الله وعمل أعماله: " إن قال: آلهةً لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله .. فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟ إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي.."([23]).
فقوله: (إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي) تفسير لمعنى قوله ( ابن الله )، فهو ابن الله لأنه يعمل أعمال الله، أي يطيع أوامره وينتهي عن نواهيه. أي إنه يقول لهم: كما وصفكم كتابكم بأنكم آلهة مجازاً ؛ فأنا كذلك ابن الله مجازاً، سواء بسواء.
ومثله: (31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجًا وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ:«هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً:«مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي، 35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي» )([24]).
ويمكن أيضاً أن نحمل تعبير البنوة والأبوة على دلالة أخرى هي إن الناس جميعاً هم عيال الله أو ابناؤه، بمعنى إنه تعالى يرعاهم ويرزقهم، ويربيهم وينعم عليهم كما يفعل الوالد لولده.
وهذا تدل عليه نصوص كثيرة من قبيل ما ورد في متى: " أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه"([25])، وفي رسالة يوحنا الأولى: " انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله"([26]).
ورد في سفر التثنيه: "أليس هو أباك ومقتنيك. هو عملك وأنشأك"([27])، أو كما قال النبي أشعياء: "يا رب أنت أبونا"([28]).
وفي سفر هوشع: ( «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي. 2كُلَّ مَا دَعَوْهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ، وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ. 3وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكًا إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ. 4كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِمًا إِيَّاهُ )([29]).
وفي إشعياء: (15«هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ)([30]).
واستعمال كلمة الابن بهذا المعنى يبدو معروفاً لليهود فقد قالوا لعيسى(ع): ( ... إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله )([31]).
3-اقوال البابوات
أخيراً يقول شارل جنيبير:أما بالنسبة للابن فإنه على أي وضع تصورته، يكون إمّا مولوداً وإمّا مخلوقاً، فهو لا مناص قد سبقه عدم وأنه وجد بعد عدم، إذاً فلا يكون إلهاَ لأنه حادث([32]).أقول أي لا يكون إلهاً مطلقاً.
يقول البابا شنودا الثالث:
( الابن في المسيحية ليس نتيجة تناسل جسداني. حاشا أن تنادي المسيحية بهذا ، فالله روح ( يو4 : 24 ).
[1] - سفر الأيام الأول:17.
[2] - متى5: 9. لوقا20: 36
[3] - متى6 :9 – 14
[4] - التكوين6: 1- 2
[5] - الخروج:4
[2] - متى5: 9. لوقا20: 36
[3] - متى6 :9 – 14
[4] - التكوين6: 1- 2
[5] - الخروج:4
[6] - المزمور 89/26-27.
[7] - المزمور 82/6.
[8] - لوقا 6/35
[9] - يوحنا (1) 5/1
[10] - يوحنا (1) 2/29
[11] - لوقا3: 38
[12] - المزمور2/7
[13] - الأيام(1) 17/12-13
[14] - لوقا20/36
[15] - يوحنا 20/17
[16] - متى5/48
[17] - متى 6/9
[18] - متى12: 34
[19] - يوحنا8: 44
[20] - متى:5
[21] - مرقس15: 39
[22] - لوقا 23: 27.
[23] - يوحنا10/37
[24] - مرقس3 .
[25] - متى 6/11.
[26] - يوحنا (1) 3/1.
[27] - التثنيه32: 6
[28] - أشعيا64: 8
[29] - هوشع: 11.
[30] - أشعياء49: 15.
[31] - يوحنا 8/41
[32] - انظر المسيحية نشأتها وتطورها ص8.
[8] - لوقا 6/35
[9] - يوحنا (1) 5/1
[10] - يوحنا (1) 2/29
[11] - لوقا3: 38
[12] - المزمور2/7
[13] - الأيام(1) 17/12-13
[14] - لوقا20/36
[15] - يوحنا 20/17
[16] - متى5/48
[17] - متى 6/9
[18] - متى12: 34
[19] - يوحنا8: 44
[20] - متى:5
[21] - مرقس15: 39
[22] - لوقا 23: 27.
[23] - يوحنا10/37
[24] - مرقس3 .
[25] - متى 6/11.
[26] - يوحنا (1) 3/1.
[27] - التثنيه32: 6
[28] - أشعيا64: 8
[29] - هوشع: 11.
[30] - أشعياء49: 15.
[31] - يوحنا 8/41
[32] - انظر المسيحية نشأتها وتطورها ص8.
والحمد لله رب العالمين