بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صل علی محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما
(قال لتلميذه سيأتي زمان تتشوقون فيه أن تروا ولو يوماً واحداً من أيام ابن الإنسان ولن تروا وسوف يقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا ، فلا تذهبوا وتتبعوهم فكما إن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يضن في جهة أخرى فهكذا يكون ابن الإنسان يوم يعود ولكن لا بد له أولا من ان يعاني آلاما ًكثيرة وأن يرفضه هذا الجيل وكما حدث في زمن نوح هكذا سوف يحدث في زمان ابن الانسان ) لوقا 17 ،( وسيقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا فلا تذهبوا وتتبعوهم ) هنا يكشف النص الإنجيلي حقيقة واقعية حدثت وستحدث في المستقبل فالذي ينهي عنه المسيح عدم التقليد في العقائد واتباع الآراء والظنون التي لا تغني عن الحق شيئاً وإنما طالب السيد المسيح (ع) عدم التقليد في مسألة المصلح الغيبي ، فقوله وسوف يقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا ، فلا تذهبوا وتتبعوهم ... نهي واضح لمعرفته المسبقة بما سيؤول له الحال وما ستجري من أحداث بخصوص القضية الإلهية الكبرى ، وهنا أخبار غيبي مستقبلي يوصي فيه سيدنا المسيح (ع) ويوضح بقوله على إن هناك رموز يقلدها الناس سوف تقول على إن صاحب الأمر هنا ويسمى ويكنى بإسم وكنية كذا فاتبعوه وتنكر هذه الرموز حقيقة الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله (ص) في صفة المهدي (ع) قال : ( وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهرا قبل قيامه إلا كافر به ) مستدرك الوسائل ، وهناك رموز آخر يقول هنا وهو الفلاني فاتبعوه فنهى السيد المسيح مسبقاً من اتباع هؤلاء الذين لم يدرسوا الحقيقة المهدوية وإنما حملوا كلام أهل البيت (ع) على ظاهر القول فلم يتفحصوا ولم يجهدوا أنفسهم بالبحث عن الحقيقة الكاملة التي زيفها الأولون وكما قالت سيدة النساء (ع) ( هناك يعرف الآخرون غب ما أسس الأولون ) فلو خرج الإمام لأنكروه وقالوا ما هذا بصاحبنا وكما جاء في الحديث عن أبي عبد الله (ع) : يقول عندي سلاح رسول الله لا أُنازع فيه ثم قال : إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله لكان خيرهم ثم قال : إن هذا الأمر يصير إلى من يلوي إليه الحنك فإذا كانت من الله فيه مشيئة خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان ويضع الله له يداً على رأس رعيته ) الكافي ، وعن أبي عبد الله (ع) : ( إنه سؤل عن القائم فقال : كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان ) الكافي ، ولنستعرض أحد الأحاديث التي تدلل على تخبط الخلص من صحابة الأئمة وليس العوام في القضية المهدوية فقد أثار قسم من أصحاب الأئمة عدة أسئلة أرادوا أن يتعرفوا من خلالها على الشخصية الإلهية المنتظرة ولم يحصلوا على الجواب الكافي سوى إشارة رمزية تدلل على وجود المهدي (ع) ولكن ما يثير الإستغراب سؤال هؤلاء الخلص عن الرجل المنقذ وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن أهل البيت (ع) مأمورين بأن يبقوا حقيقة الشخصية طي الكتمان وإنها سر من سر الله تعالى وإليك هذا الحديث عن يزيد بن حازم قال خرجت من الكوفة فلما قدمت المدينة دخلت على أبي عبد الله (ع) فسلمت عليه فسألني هل صاحبك احد ؟ فقلت : نعم صحبني رجل من المعتزلة . قال : فما كان يقول ؟ قلت : كان يزعم محمد بن عبد الله بن الحسن يرجى هو القائم والدليل على ذلك إن إسمه إسم نبي واسم أبيه اسم أبي النبي . فقلت له الجواب : إن كنت تأخذ بالأسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي . فقال لي : إن هذا ابن أمة يعني محمد بن عبد الله بن علي وهذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبد الله بن الحسن . فقال لي أبو عبد الله (ع) : فما رددت عليه . قلت : ما كان عندي شيء أرد عليه . فقال : لو تعلمون إنه أبن سبية يعني القائم (ع) . بحار الأنوار وإلى هنا تبقى حقيقة الرمز اللاهي مخفية ومستورة عن خلقه كما هو عهد رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) بعد البوح باسم الإمام ليبقى سراً من سر الله تعالى . عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول سَئل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (ع) فقال أخبرني عن المهدي ما إسمه فقال ما إسمه فإن حبيبي عهد إلي أن لا احدث بإسمه حتى يبعثه الله قال فأخبرني عن صفته قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه بابي ابن خير الإماء . غيبة النعماني ، البحار . مع العلم إن نهي السيد المسيح (ع) لم يكن منفرداً في التاريخ أو كما يقولون إنه حديث منفرد وإنما زخر تاريخنا الإسلامي بكثير من الأحاديث التي تتفق وحدتها الموضوعية مع ما قال السيد المسيح في مسألة الرمز الإلهي وإنه سر من أسرار الله تعالى والمسألة الأخرى مسألة التقليد الأعمى في العقيدة واتباع تلك الرموز التي لم تنقي نفسها من الشوائب والتي كان همها تقديس الناس لهم والتبجيل لفخامتهم كما ذكر ذلك السيد المسيح بقوله ( فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس . وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم وتلك أعمال يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأول في المجامع والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي ) ونهى الله تعالى عن اتخاذ الرموز البشرية قدوة والتي لم تكن تلك الرموز تتصف بالصفات الإلهية التي تؤهلهم لقيادة الأمة فقال الله عز وجل {إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله }وإذا عرض عليهم دليل قالوا ( بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) البقرة 170 . كما إن هؤلاء لو إستجابوا لنداء الفطرة وتركوا الكبرياء لحظة لهداهم الله تعالى على مكنون علمه ولو تدارسوا حديثاً واحداً من الأحاديث التي تشير إلى مكنون القضية المهدوية دون التعصب الأعمى الذي لم يمنح صاحبه إلا الإعتراض على مقدرات الله تعالى في رعاية خلقه لقرب هؤلاء من خط القضية الإلهية لمنحتهم السماء فرصة الإنابة والرجوع لكن هيهات فلقد طبع الله على قلوبهم أن يفقهوه ووضعوا أنفسهم أمام الخط المعارض للممثل الإلهي وهذا ما يثبته التاريخ لنا فقد روى أبا الجارود في حديث طويل إلى أن قال إذا قام قائمنا سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف نفس يدعون البترية عليهم السلام فيقولون له أرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى ياتي على آخرهم ثم ياتي الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضى الله عز وجل . أعلام الورى للطبرسي ، وكثير من الأحاديث التي تركها لنا الإرث الشيعي مليئة بتساؤلات أصحابها عن حقيقة الهوية المهدوية ، فالغموض والضبابية التي اكتنفت القضية المهدوية وغيب الهوية حدى بالكثيرين إلى ادعاء تلك المنزلة ، فالهوية المهدوية لم تكن ثابتة على شخصية محددة ولو كانت كذلك لما تخبط الكثير من أصحاب الأئمة في استفسارات واسئلة حول صاحب الأمر او المهدي او القائم . فهذا أيوب بن نوح من خلص أصحاب الإمام الرضا (ع) يوجه له استفساراً حول صاحب الأمر ، عن أيوب بن نوح قال قلت لأبي الحسن الرضا (ع) إنا نرجوا أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسوقه الله إليك عفواً بغير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم بإسمك فقال ما منا أحد أختلف الكتب إليه واشير إليه بالأصابع وسئل عن المسائل وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نفسه . بحار الأنوار ج51 ، وعن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر (ع) : إنا نصف صاحب هذا الأمر بصفة التي ليس بها أحد من الناس فقال : لا والله لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه . غيبة النعماني - بحار الأنوارج 52.
((فكما إن الذي يلمع تحت السماء من أحدى الجهات يضن في جهة أخرى هكذا يكون إبن الإنسان يوم يعود )) وهنا ينوه السيد المسيح (ع) بهذا المثل إلى حقيقة بعث الإمام المهدي (ع) ووصف بُعد الناس عن الحقيقة الكاملة للقضية الإلهية الكبرى المتمثلة بشخص المهدي (ع) فقوله (ع) إن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يظن في جهة أخرى لبعد السماء عن عين الناظر فإذا لمع تحتها شيء ظن الناظر إليه إنه في الواقع أخطأ في تقدير مصدر الشيء وهذا ما يراه سيحدث عند ظهور المصلح الغيبي حيث سيأتي بخلاف ما ذهب الناس إليه بظنهم إنه هذا هو ذاك ، وكما يذكر لنا الحديث الشريف عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : لا تزالون تمدون أعناقكم إلى الرجل منا تقولون هو هذا فيذهب الله به حتى يبعث الله لهذا الأمر من لا ترون ولد أم لم يولد خلق أم لم يخلق . غيبة النعماني ص184 - وعن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) : يقول لا يزال ولا تزالون تمدون أعينكم إلى رجل تقولون هو هذا إلا ذهب حتى يبعث الله من لا ترون خلق بعد أم لم يخلق . غيبة النعماني . والحل الأمثل في هذا الحال هو اتباع ما أمر به المعصوم لأجل عدم الوقوع في الخط المعارض للمصلح الغيبي ، فعن أبي عبد الله (ع) قال : قلت له إنّا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زماناً فكيف نصنع عند ذلك ؟ قال : تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم . غيبة النعماني - وعن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) إنه قال : يا أبان يصيب العالم سبطة يازر العلم بين المسجدين كما تازر الحية في جحرها قلت وما السبطة ؟ قال : دون الفترة فبينما هم كذلك إذ طلع لهم نجمهم فقلت جعلت فداك فكيف نصنع وكيف يكون ما بين ذلك فقال لي : كونوا ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها . غيبة النعماني160. ((لا بد له أولاً من أن يعاني آلاماً )) يصف السيد المسيح (ع) ما ستلقاه دعوة الإمام (ع) من المعانات والأذى والسخرية والإستهزاء من قبل المعارضين لدعوته ويؤيد هذا القول ما جاء عن الصادق (ع) قال : يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (ص) إن رسول الله أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة وخشباً منحوتة وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلون عليه . غيبة النعماني 298 . وعن ابي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس مثلما لقي رسول الله (ص) وأكثر . غيبة النعماني289. ((وأن يرفضه هذا الجيل )) في هذا القول يختم السيد المسيح (ع) المسألة الخاصة بالقضية الإلهية بأن هذا الجيل سيرفضها وسيقف منها موقف المعاند والراد على السماء في اختيارها لتلك الشخصية الإلهية وان هذا المعاند يفرض على السماء أن تأتي بما يتناسب مع ما يريد ويعتقد لا مع ما تريده السماء لأن الذي ياتي يهدد نظام المصالح الفردية الدنيوية ويحطم الكثير من العروش التي بنيت على أجساد الفقراء والمساكين من أبناء هذه الأرض وقد حكى لنا الله تعالى في القرآن حقيقة هؤلاء فقد قال تعالى { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون } البقرة 87 - وكما رفض أكابر قريش دعوة رسول الله (ص) لأنها ساوت بين الأسود والأبيض والغني والفقير كذلك ستقابل قضية القائم (ع) بالرفض والدليل على ذلك إنهم يقولون له بعد الإعتراف بحقيقة شخصه والتأكد من إنتسابه لفاطمة الزهراء (ع) : يا أبن فاطمة أرجع لا حاجة لنا بك . فحقاً كان قول الزهراء حينما قالت لوفد من نساء أهل الحجاز في مرضها { أنلزمكموها وأنتم لها كارهون } ، عن ابي جعفر (ع) قال : ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألف من البترية شاكين السلاح قراء القرآن فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم وشمروا ثيابهم وعمهم النفاق وكلهم يقول يا ابن فاطمة أرجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر على العشاء ) بيان الأئمة ج3.
{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب } عن الباقر (ع) في الآية قال : اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره الناس فيقدمهم فيضرب أعناقهم . الكافي ج8.
والحمدلله رب العالمین
اللهم صل علی محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما
(قال لتلميذه سيأتي زمان تتشوقون فيه أن تروا ولو يوماً واحداً من أيام ابن الإنسان ولن تروا وسوف يقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا ، فلا تذهبوا وتتبعوهم فكما إن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يضن في جهة أخرى فهكذا يكون ابن الإنسان يوم يعود ولكن لا بد له أولا من ان يعاني آلاما ًكثيرة وأن يرفضه هذا الجيل وكما حدث في زمن نوح هكذا سوف يحدث في زمان ابن الانسان ) لوقا 17 ،( وسيقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا فلا تذهبوا وتتبعوهم ) هنا يكشف النص الإنجيلي حقيقة واقعية حدثت وستحدث في المستقبل فالذي ينهي عنه المسيح عدم التقليد في العقائد واتباع الآراء والظنون التي لا تغني عن الحق شيئاً وإنما طالب السيد المسيح (ع) عدم التقليد في مسألة المصلح الغيبي ، فقوله وسوف يقول بعضهم لكم ها هو هناك أو ها هو هنا ، فلا تذهبوا وتتبعوهم ... نهي واضح لمعرفته المسبقة بما سيؤول له الحال وما ستجري من أحداث بخصوص القضية الإلهية الكبرى ، وهنا أخبار غيبي مستقبلي يوصي فيه سيدنا المسيح (ع) ويوضح بقوله على إن هناك رموز يقلدها الناس سوف تقول على إن صاحب الأمر هنا ويسمى ويكنى بإسم وكنية كذا فاتبعوه وتنكر هذه الرموز حقيقة الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله (ص) في صفة المهدي (ع) قال : ( وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهرا قبل قيامه إلا كافر به ) مستدرك الوسائل ، وهناك رموز آخر يقول هنا وهو الفلاني فاتبعوه فنهى السيد المسيح مسبقاً من اتباع هؤلاء الذين لم يدرسوا الحقيقة المهدوية وإنما حملوا كلام أهل البيت (ع) على ظاهر القول فلم يتفحصوا ولم يجهدوا أنفسهم بالبحث عن الحقيقة الكاملة التي زيفها الأولون وكما قالت سيدة النساء (ع) ( هناك يعرف الآخرون غب ما أسس الأولون ) فلو خرج الإمام لأنكروه وقالوا ما هذا بصاحبنا وكما جاء في الحديث عن أبي عبد الله (ع) : يقول عندي سلاح رسول الله لا أُنازع فيه ثم قال : إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله لكان خيرهم ثم قال : إن هذا الأمر يصير إلى من يلوي إليه الحنك فإذا كانت من الله فيه مشيئة خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان ويضع الله له يداً على رأس رعيته ) الكافي ، وعن أبي عبد الله (ع) : ( إنه سؤل عن القائم فقال : كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان ) الكافي ، ولنستعرض أحد الأحاديث التي تدلل على تخبط الخلص من صحابة الأئمة وليس العوام في القضية المهدوية فقد أثار قسم من أصحاب الأئمة عدة أسئلة أرادوا أن يتعرفوا من خلالها على الشخصية الإلهية المنتظرة ولم يحصلوا على الجواب الكافي سوى إشارة رمزية تدلل على وجود المهدي (ع) ولكن ما يثير الإستغراب سؤال هؤلاء الخلص عن الرجل المنقذ وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن أهل البيت (ع) مأمورين بأن يبقوا حقيقة الشخصية طي الكتمان وإنها سر من سر الله تعالى وإليك هذا الحديث عن يزيد بن حازم قال خرجت من الكوفة فلما قدمت المدينة دخلت على أبي عبد الله (ع) فسلمت عليه فسألني هل صاحبك احد ؟ فقلت : نعم صحبني رجل من المعتزلة . قال : فما كان يقول ؟ قلت : كان يزعم محمد بن عبد الله بن الحسن يرجى هو القائم والدليل على ذلك إن إسمه إسم نبي واسم أبيه اسم أبي النبي . فقلت له الجواب : إن كنت تأخذ بالأسماء فهو ذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي . فقال لي : إن هذا ابن أمة يعني محمد بن عبد الله بن علي وهذا ابن مهيرة يعني محمد بن عبد الله بن الحسن . فقال لي أبو عبد الله (ع) : فما رددت عليه . قلت : ما كان عندي شيء أرد عليه . فقال : لو تعلمون إنه أبن سبية يعني القائم (ع) . بحار الأنوار وإلى هنا تبقى حقيقة الرمز اللاهي مخفية ومستورة عن خلقه كما هو عهد رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) بعد البوح باسم الإمام ليبقى سراً من سر الله تعالى . عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول سَئل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (ع) فقال أخبرني عن المهدي ما إسمه فقال ما إسمه فإن حبيبي عهد إلي أن لا احدث بإسمه حتى يبعثه الله قال فأخبرني عن صفته قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه بابي ابن خير الإماء . غيبة النعماني ، البحار . مع العلم إن نهي السيد المسيح (ع) لم يكن منفرداً في التاريخ أو كما يقولون إنه حديث منفرد وإنما زخر تاريخنا الإسلامي بكثير من الأحاديث التي تتفق وحدتها الموضوعية مع ما قال السيد المسيح في مسألة الرمز الإلهي وإنه سر من أسرار الله تعالى والمسألة الأخرى مسألة التقليد الأعمى في العقيدة واتباع تلك الرموز التي لم تنقي نفسها من الشوائب والتي كان همها تقديس الناس لهم والتبجيل لفخامتهم كما ذكر ذلك السيد المسيح بقوله ( فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس . وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم وتلك أعمال يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأول في المجامع والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي ) ونهى الله تعالى عن اتخاذ الرموز البشرية قدوة والتي لم تكن تلك الرموز تتصف بالصفات الإلهية التي تؤهلهم لقيادة الأمة فقال الله عز وجل {إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله }وإذا عرض عليهم دليل قالوا ( بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) البقرة 170 . كما إن هؤلاء لو إستجابوا لنداء الفطرة وتركوا الكبرياء لحظة لهداهم الله تعالى على مكنون علمه ولو تدارسوا حديثاً واحداً من الأحاديث التي تشير إلى مكنون القضية المهدوية دون التعصب الأعمى الذي لم يمنح صاحبه إلا الإعتراض على مقدرات الله تعالى في رعاية خلقه لقرب هؤلاء من خط القضية الإلهية لمنحتهم السماء فرصة الإنابة والرجوع لكن هيهات فلقد طبع الله على قلوبهم أن يفقهوه ووضعوا أنفسهم أمام الخط المعارض للممثل الإلهي وهذا ما يثبته التاريخ لنا فقد روى أبا الجارود في حديث طويل إلى أن قال إذا قام قائمنا سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف نفس يدعون البترية عليهم السلام فيقولون له أرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى ياتي على آخرهم ثم ياتي الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضى الله عز وجل . أعلام الورى للطبرسي ، وكثير من الأحاديث التي تركها لنا الإرث الشيعي مليئة بتساؤلات أصحابها عن حقيقة الهوية المهدوية ، فالغموض والضبابية التي اكتنفت القضية المهدوية وغيب الهوية حدى بالكثيرين إلى ادعاء تلك المنزلة ، فالهوية المهدوية لم تكن ثابتة على شخصية محددة ولو كانت كذلك لما تخبط الكثير من أصحاب الأئمة في استفسارات واسئلة حول صاحب الأمر او المهدي او القائم . فهذا أيوب بن نوح من خلص أصحاب الإمام الرضا (ع) يوجه له استفساراً حول صاحب الأمر ، عن أيوب بن نوح قال قلت لأبي الحسن الرضا (ع) إنا نرجوا أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسوقه الله إليك عفواً بغير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم بإسمك فقال ما منا أحد أختلف الكتب إليه واشير إليه بالأصابع وسئل عن المسائل وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نفسه . بحار الأنوار ج51 ، وعن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر (ع) : إنا نصف صاحب هذا الأمر بصفة التي ليس بها أحد من الناس فقال : لا والله لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه . غيبة النعماني - بحار الأنوارج 52.
((فكما إن الذي يلمع تحت السماء من أحدى الجهات يضن في جهة أخرى هكذا يكون إبن الإنسان يوم يعود )) وهنا ينوه السيد المسيح (ع) بهذا المثل إلى حقيقة بعث الإمام المهدي (ع) ووصف بُعد الناس عن الحقيقة الكاملة للقضية الإلهية الكبرى المتمثلة بشخص المهدي (ع) فقوله (ع) إن الذي يلمع تحت السماء من إحدى الجهات يظن في جهة أخرى لبعد السماء عن عين الناظر فإذا لمع تحتها شيء ظن الناظر إليه إنه في الواقع أخطأ في تقدير مصدر الشيء وهذا ما يراه سيحدث عند ظهور المصلح الغيبي حيث سيأتي بخلاف ما ذهب الناس إليه بظنهم إنه هذا هو ذاك ، وكما يذكر لنا الحديث الشريف عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : لا تزالون تمدون أعناقكم إلى الرجل منا تقولون هو هذا فيذهب الله به حتى يبعث الله لهذا الأمر من لا ترون ولد أم لم يولد خلق أم لم يخلق . غيبة النعماني ص184 - وعن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) : يقول لا يزال ولا تزالون تمدون أعينكم إلى رجل تقولون هو هذا إلا ذهب حتى يبعث الله من لا ترون خلق بعد أم لم يخلق . غيبة النعماني . والحل الأمثل في هذا الحال هو اتباع ما أمر به المعصوم لأجل عدم الوقوع في الخط المعارض للمصلح الغيبي ، فعن أبي عبد الله (ع) قال : قلت له إنّا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زماناً فكيف نصنع عند ذلك ؟ قال : تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم . غيبة النعماني - وعن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) إنه قال : يا أبان يصيب العالم سبطة يازر العلم بين المسجدين كما تازر الحية في جحرها قلت وما السبطة ؟ قال : دون الفترة فبينما هم كذلك إذ طلع لهم نجمهم فقلت جعلت فداك فكيف نصنع وكيف يكون ما بين ذلك فقال لي : كونوا ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها . غيبة النعماني160. ((لا بد له أولاً من أن يعاني آلاماً )) يصف السيد المسيح (ع) ما ستلقاه دعوة الإمام (ع) من المعانات والأذى والسخرية والإستهزاء من قبل المعارضين لدعوته ويؤيد هذا القول ما جاء عن الصادق (ع) قال : يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (ص) إن رسول الله أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة وخشباً منحوتة وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلون عليه . غيبة النعماني 298 . وعن ابي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر لقي من الناس مثلما لقي رسول الله (ص) وأكثر . غيبة النعماني289. ((وأن يرفضه هذا الجيل )) في هذا القول يختم السيد المسيح (ع) المسألة الخاصة بالقضية الإلهية بأن هذا الجيل سيرفضها وسيقف منها موقف المعاند والراد على السماء في اختيارها لتلك الشخصية الإلهية وان هذا المعاند يفرض على السماء أن تأتي بما يتناسب مع ما يريد ويعتقد لا مع ما تريده السماء لأن الذي ياتي يهدد نظام المصالح الفردية الدنيوية ويحطم الكثير من العروش التي بنيت على أجساد الفقراء والمساكين من أبناء هذه الأرض وقد حكى لنا الله تعالى في القرآن حقيقة هؤلاء فقد قال تعالى { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون } البقرة 87 - وكما رفض أكابر قريش دعوة رسول الله (ص) لأنها ساوت بين الأسود والأبيض والغني والفقير كذلك ستقابل قضية القائم (ع) بالرفض والدليل على ذلك إنهم يقولون له بعد الإعتراف بحقيقة شخصه والتأكد من إنتسابه لفاطمة الزهراء (ع) : يا أبن فاطمة أرجع لا حاجة لنا بك . فحقاً كان قول الزهراء حينما قالت لوفد من نساء أهل الحجاز في مرضها { أنلزمكموها وأنتم لها كارهون } ، عن ابي جعفر (ع) قال : ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألف من البترية شاكين السلاح قراء القرآن فقهاء في الدين قد قرعوا جباههم وشمروا ثيابهم وعمهم النفاق وكلهم يقول يا ابن فاطمة أرجع لا حاجة لنا فيك فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر على العشاء ) بيان الأئمة ج3.
{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب } عن الباقر (ع) في الآية قال : اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره الناس فيقدمهم فيضرب أعناقهم . الكافي ج8.
والحمدلله رب العالمین
Comment