بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
حقيقة إن التقليد الكنسي المخالف للكتاب المقدس هو عين التحريف والتغيير وقلب الحقائق بل وهو ما يسبب مشاكل كثيرة في الفهم الصحيح وهذا ما أكده الكتاب المقدس وعلماء الكتاب أن التقليد المخالف للكتاب هو قمة الجهل والتحريف والتغيير ويسبب مشاكل كثيرة فنبدأ بنظرة سريعة داخل نصوص الكتاب التي تمنع التقليد وإتباع الآباء وترك الكتاب كما نرى في هذه الأيام ..
قال المسيح ع : لماذا تتعدون على وصية الله بسبب تقليدكم ؟
هذه القصة عندما جاء الفريسيون للمسيح وقالوا له :
(لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ.فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزا (3) فأجاب وقال لهم وانتم أيضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم (4) فان الله أوصى قائلا أكرم أباك وأمك.ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا (5) وأما انتم فتقولون من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذي تنتفع به مني.فلا يكرم أباه أو أمه (6) فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم ) إنجيل متى 15 / 2-6 .
إن يسوع هنا انتقد فكر هؤلاء الذين يمارسون التقليد وهو مخالف للكتاب بل وقاموا واخترعوا تقليد لكي لا يكرموا آباءهم فقد أبطلوا وصية إلههم بسبب هذا التقليد وتركوا وصية تكريم الآب والآم بسبب هذا التقليد الباطل , وهنا يكون التقليد ليس له أهمية بل ويكون إجراماً وإبطال لوصية الإله وهذا ليس كلامنا بل هو ما أكده الدكتور وليم ماكدونالد في تفسيره لهذا النص فقد قال (1):
بل والأكثر من ذلك فإن بولس نفسه يؤكد الإبتعاد عن التقليد وترك كلمة الله عندما قال : (انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب اركان العالم، وليس حسب المسيح. ) الرسالة إلى كولوسي 2 / 8 .
وهنا يؤكد بولس ترك أي فلسفات أو تقاليد تبعدهم عن الله أو عن وصية الإله بل يجب التمسك بالكتاب وما يقوله فقط بحسب الفكر المسيحي .
وأيضاً فقد قال يسوع على هؤلاء الذين يتبعون التقليد ويتركوا وصية الإله وكلمة الله :
(وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس. لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس ) إنجيل مرقس (7/7-8 ) .
إن رفض التقليد ليست بجديدة وليست من فكر خاطيء بل إن هناك الكثير من القساوسة والآباء والعلماء قد رفضوا هذا التقليد وسنأخذ أمثلة لكي توضح لنا هذا الأمر فقد قال الدكتور بنيامين بنكرتن (2):
(إن التقليد هو أعظم مانع عند الناس لقبولهم الحق فإنهم بحسب أفكارهم البشرية أن القدماء في تقوي غير اعتيادية ويحسبون أن من علامات التقوى أن يحافظوا على تقليداهم ولا يوجد رآي خاطئ إلا ويستند على أقوال بعض القدماء وقد صارت حالة المسيحيين بالاسم على وجه العموم نظير حالة اليهود في زمان المسيح ولكن ماذا يجب على رجل الله أن يفعل والحالة هذه؟ يجب أن يثبت على ما تعلم وأيقن عارفًا ممن تَعلم (تيموثاوس الثانية 14:3). كان تيموثاوس قد تعلم من بولس إناء الوحي. فكان عارفًا ممن تَعلم. وأما الأقوال التقليدية فليس لها مصدر مُوحىَ به من الله ) أ . هــ .
وأيضاً فقد قال القس جيمس أنس (3):
(لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها . . . فقد دخل في الأزمنة الغابرة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها فإذا سلمنا بسلطان التقليد جعلنا الكنيسة عُرضةً لما لا نهاية له من الأخطاء)
وإليكم صورة من هذا الكتاب :
ومن بعض هذه الآراء يتضح لنا أن المسيحي لابد أن يتمسك بكتابه ولو خالف التقليد الكتاب المقدس فعلي المسيحي أن يتمسك بالكتاب لكي لا يكون ممكن اتبعوا تقليد الناس وتركوا وصية الله ..
بل إن الأعجب من ذلك أن هناك نصوص كتابية كثيرة تدعوا إلى إتباع الكتاب وحده فقط وترك التقاليد هذه ونأخذ من ضمن هذه النصوص :
1- فقد شهد الكتاب بأن أبلوس (لأنه كان باشتداد يفحم اليهود جهرا مبينا بالكتب أن يسوع هو المسيح ) أعمال الرسل 18 / 28 .
لقد تكلم مبيناً أن يسوع هو المسيح من خلال الكتب فقط وليس من خلال ما تسلمه شفهياً او كتابياً من تقليد .
2 – (وكان هؤلاء أشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم: هل هذه الأمور هكذا؟ ) أعمال الرسل 17 /11 . أي أنه عليكم فحص الكتب فقط وليس التقليد كما يدعي البعض.
3 – وقد قال يسوع مؤكداً ذلك : (فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي ) يوحنا 5 / 39 .
لم يأمر يسوع بتفتيش التقليد ولم يأمر المسيحيين أن يبحثوا في التقليد ودراسات الآباء بل قال فتشوا الكتب فقط ..
(1) نفسير الكتاب المقدس للمؤمن – الدكتور وليم ماكدونالد – الجزء الأول – صفحة 110 .- رقم إيداع 18716/2005 .
(2) تفسير إنجيل متى –بنيامين بنكرتن – صفحة 256 .
(3) كتاب اللاهوت النظامي – القس جيمس أنس – تقديم الدكتور منيس عبد النور –صفحة 51 .
Comment