بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو شبيه عيسى (ع)
بقلم : الاستاذ الدكتور أبو محمد الأنصاري
اختلف المسلمون والنصارى أيما اختلاف في تحديد هوية الشخص الذي تعرض للصلب من قبل الرومان ؛ هل هو النبي عيسى (ع) نفسه كما ذهب إليه النصارى ، أم إنه شخص آخر هو يهوذا الإسخريوطي أو غيره بحسب ما ذهب إليه أكثر المفسرين المسلمين ؟
وحيث إن المفسرين المسلمين لم يعتمدوا على ما ورد عن أهل البيت (ع) فقد ابتعدوا كثيراً عن القول الحق ، ومن جهة النصارى الذين أسسوا على قضية الصلب عقيدتهم في الفداء ، فهم بدورهم لم يصيبوا الحقيقة فيما ذهبوا إليه ، فالروايات الواردة عن أهل البيت (ع) تؤكد بأن المصلوب ليس هو عيسى ولا هو رجل منحرف كما يشير مفسرو المسلمين ، فالشبيه بحسب الروايات المشار إليها تنص على أن شبيه عيسى المصلوب هو رجل من آل محمد (ص) ، ففي تفسيرالقمي 6 / 366 ورد عنهم (ع) في تفسير قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }الصف14 : وَ أُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ يعني في الدنيا بفتح القائم و أيضا قال فتح مكة قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ إلى قوله فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ قال التي كفرت هي التي قتلت شبيه عيسى (ع) و صلبته و التي آمنت هي التي قبلت شبيه عيسى حتى لا يقتل فقتلت الطائفة التي قتلته و صلبته و هو قوله فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهرين .
وفي هذه الرواية سر عجيب ، فهي تقول إن الطائفة التي آمنت هي التي قبلت شبيه عيسى (ع) حتى لا يقتل فقتلت الطائفة التي قتلته و صلبته ، ومن الواضح الجلي إن أحداً لم ينصر أو يقبل المصلوب بدل عيسى (ع) ، وأيضاً لم يحدث أن قتلت هذه الطائفة التي قبلت شبيه عيسى تلك الطائفة التي قتلته وصلبته ! إذن المقصود بالتأكيد طائفة غير تلك التي شهدت حادثة الصلب ، وفي زمن غير ذلك الزمن ، وهذا ما سيتضح بعد قليل إن شاء الله تعالى .
ورد في الغيبة للنعماني - باب ما روي في غيبة الإمام المنتظر ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان يا حذيفة لا تحدث الناس بما لا يعلمون فيطغوا و يكفروا إن من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله إن علمنا أهل البيت سينكر و يبطل و تقتل رواته و يساء إلى من يتلوه بغيا و حسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي ص يا ابن اليمان إن النبي ص تفل في فمي و أمر يده على صدري و قال اللهم أعط خليفتي و وصيي و قاضي ديني و منجز وعدي و أمانتي و وليي و ناصري على عدوك و عدوي و مفرج الكرب عن وجهي ما أعطيت آدم من العلم و ما أعطيت نوحا من الحلم و إبراهيم من العترة الطيبة و السماحة و ما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء و ما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الأقران و ما أعطيت سليمان من الفهم اللهم لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتى تجعلها كلها بين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه اللهم أعطه جلادة موسى و اجعل في نسله شبيه عيسى ع اللهم إنك خليفتي عليه و على عترته و ذريته الطيبة المطهرة التي أذهبت عنها الرجس و النجس و صرفت عنها ملامسة الشياطين اللهم إن بغت قريش عليه و قدمت غيره عليه فاجعله بمنزلة هارون من موسى إذ غاب عنه موسى ثم قال لي يا علي كم في ولدك من ولد فاضل يقتل و الناس قيام ينظرون لا يغيرون ... فوالذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال و ظلم و عسف و جور و اختلاف في الدين و تغيير و تبديل لما أنزل الله في كتابه و إظهار البدع و إبطال السنن و اختلال و قياس مشتبهات و ترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام و تدخل في العمى و التلدد و التكسع ما لك يا بني أمية لا هديت يا بني أمية)) .
قد يتصور البعض إن المقصود من قوله (ع) : (و اجعل في نسله شبيه عيسى ع ) هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) ، ولكن في الرواية نفسها ما يدل على غير هذا ، ففي قوله (ع) : (فاجعله بمنزلة هارون من موسى إذ غاب عنه موسى ) إشارة الى أن شبيه عيسى هو وصي الإمام المهدي (ع) فالرواية تشير بموسى الذي غاب للإمام المهدي (ع) ومن هو بمنزلة وصيه هارون هو ولده أحمد الذي ذكرته وصية رسول الله (ص) ، فعن أبي عبد الله (ع)عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) : ((في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع)يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) بحار الأنوار ج 53 ص 147 و الغيبة للطوسي ص150 .
وتتضح جلية الأمر من هذا الجواب الذي أجاب به السيد أحمد الحسن ع عن السؤال الآتي :-
يتبع إن شاء الله .....
,
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو شبيه عيسى (ع)
بقلم : الاستاذ الدكتور أبو محمد الأنصاري
اختلف المسلمون والنصارى أيما اختلاف في تحديد هوية الشخص الذي تعرض للصلب من قبل الرومان ؛ هل هو النبي عيسى (ع) نفسه كما ذهب إليه النصارى ، أم إنه شخص آخر هو يهوذا الإسخريوطي أو غيره بحسب ما ذهب إليه أكثر المفسرين المسلمين ؟
وحيث إن المفسرين المسلمين لم يعتمدوا على ما ورد عن أهل البيت (ع) فقد ابتعدوا كثيراً عن القول الحق ، ومن جهة النصارى الذين أسسوا على قضية الصلب عقيدتهم في الفداء ، فهم بدورهم لم يصيبوا الحقيقة فيما ذهبوا إليه ، فالروايات الواردة عن أهل البيت (ع) تؤكد بأن المصلوب ليس هو عيسى ولا هو رجل منحرف كما يشير مفسرو المسلمين ، فالشبيه بحسب الروايات المشار إليها تنص على أن شبيه عيسى المصلوب هو رجل من آل محمد (ص) ، ففي تفسيرالقمي 6 / 366 ورد عنهم (ع) في تفسير قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }الصف14 : وَ أُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ يعني في الدنيا بفتح القائم و أيضا قال فتح مكة قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ إلى قوله فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ قال التي كفرت هي التي قتلت شبيه عيسى (ع) و صلبته و التي آمنت هي التي قبلت شبيه عيسى حتى لا يقتل فقتلت الطائفة التي قتلته و صلبته و هو قوله فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهرين .
وفي هذه الرواية سر عجيب ، فهي تقول إن الطائفة التي آمنت هي التي قبلت شبيه عيسى (ع) حتى لا يقتل فقتلت الطائفة التي قتلته و صلبته ، ومن الواضح الجلي إن أحداً لم ينصر أو يقبل المصلوب بدل عيسى (ع) ، وأيضاً لم يحدث أن قتلت هذه الطائفة التي قبلت شبيه عيسى تلك الطائفة التي قتلته وصلبته ! إذن المقصود بالتأكيد طائفة غير تلك التي شهدت حادثة الصلب ، وفي زمن غير ذلك الزمن ، وهذا ما سيتضح بعد قليل إن شاء الله تعالى .
ورد في الغيبة للنعماني - باب ما روي في غيبة الإمام المنتظر ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان يا حذيفة لا تحدث الناس بما لا يعلمون فيطغوا و يكفروا إن من العلم صعبا شديدا محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله إن علمنا أهل البيت سينكر و يبطل و تقتل رواته و يساء إلى من يتلوه بغيا و حسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي ص يا ابن اليمان إن النبي ص تفل في فمي و أمر يده على صدري و قال اللهم أعط خليفتي و وصيي و قاضي ديني و منجز وعدي و أمانتي و وليي و ناصري على عدوك و عدوي و مفرج الكرب عن وجهي ما أعطيت آدم من العلم و ما أعطيت نوحا من الحلم و إبراهيم من العترة الطيبة و السماحة و ما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء و ما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الأقران و ما أعطيت سليمان من الفهم اللهم لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتى تجعلها كلها بين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه اللهم أعطه جلادة موسى و اجعل في نسله شبيه عيسى ع اللهم إنك خليفتي عليه و على عترته و ذريته الطيبة المطهرة التي أذهبت عنها الرجس و النجس و صرفت عنها ملامسة الشياطين اللهم إن بغت قريش عليه و قدمت غيره عليه فاجعله بمنزلة هارون من موسى إذ غاب عنه موسى ثم قال لي يا علي كم في ولدك من ولد فاضل يقتل و الناس قيام ينظرون لا يغيرون ... فوالذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال و ظلم و عسف و جور و اختلاف في الدين و تغيير و تبديل لما أنزل الله في كتابه و إظهار البدع و إبطال السنن و اختلال و قياس مشتبهات و ترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام و تدخل في العمى و التلدد و التكسع ما لك يا بني أمية لا هديت يا بني أمية)) .
قد يتصور البعض إن المقصود من قوله (ع) : (و اجعل في نسله شبيه عيسى ع ) هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) ، ولكن في الرواية نفسها ما يدل على غير هذا ، ففي قوله (ع) : (فاجعله بمنزلة هارون من موسى إذ غاب عنه موسى ) إشارة الى أن شبيه عيسى هو وصي الإمام المهدي (ع) فالرواية تشير بموسى الذي غاب للإمام المهدي (ع) ومن هو بمنزلة وصيه هارون هو ولده أحمد الذي ذكرته وصية رسول الله (ص) ، فعن أبي عبد الله (ع)عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) : ((في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع)يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) بحار الأنوار ج 53 ص 147 و الغيبة للطوسي ص150 .
وتتضح جلية الأمر من هذا الجواب الذي أجاب به السيد أحمد الحسن ع عن السؤال الآتي :-
يتبع إن شاء الله .....
,
Comment