عندما القي القبض على المصلوب وسأله علماء اليهود والحاكم الروماني : هل أنت مَلِك اليهود ؟ كان يجيب أنت قلت ، أو هم يقولون ، أو انتم تقولون ، ولم يقل نعم ، جواب غريب على من يجهل الحقيقة ؟
( فأجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح . قال له يسوع : أنت قلت …) ، ( … فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً أ أنت مَلِك اليهود . فقال له يسوع : أنت تقول … ) ، ( … فسأله بيلاطس أنت ملك اليهود فأجاب وقال له أنت تقول …) ، (… فقال الجميع أ فأنت المسيح فقال لهم انتم تقولون أني أنا هو … ) ، (…33 ثم دخل بيلاطس أيضا إلى دار الولاية ودعا يسوع ، وقال له أنت ملك اليهود . 34 أجابه يسوع أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني . 35 أجابه بيلاطس أ لعلي أنا يهودي . اُمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إلي . ماذا فعلت . 36 أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم . لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسَلَّم إلى اليهود . ولكن الآن ليست مملكتي من هنا . 37 فقال له بيلاطس أ فأنت إذا مَلِك . أجاب يسوع أنت تقول إني ملك . لهذا قد ولدت أنا ، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق …) .
وفي هذا النص الأخير بيَّنَ المصلوب انه ليس من أهل الأرض في ذلك الزمان ، بل نزل إليها لإنجاز مهمة وهي فداء يسوع (ع) ، حيث ترى أن هذا المصلوب يقول : ( مملكتي ليست من هذا العالم ) ، (ولكن الآن ليست مملكتي من هنا ) ، ( ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق )
فلم يقل : نعم ، لأنه ليس هو مَلِك اليهود ، بل يسوع (ع) الذي رفعه الله هو ملك اليهود ، وهو (المصلوب) الشبيه الذي نزل ليُصلب ويُقتل بدلاً عن يسوع (ع) .
والتـَفـْتْ إلى :-
إن عيسى نبي مرسل وقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يُعفى ويُصرف عنه الصلب والعذاب والقتل ، والله سبحانه وتعالى لا يرد دعاء نبي مرسل ، فالله استجاب له ورفعه وأُنزل المصلوب الذي صُلب وقـُتل بدلاً عنه ، وفي الإنجيل عدة نصوص فيها دعاء يسوع (ع) بأن يُصرف عنه الصلب والقتل .
وهي :
(… ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس …) .
( …ثم تقدم قليلا وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن * وقال يا أبا الآب كل شئ مستطاع لك فاجز عني هذه الكأس … ).
( … وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى * قائلا يا أبتاه إن شئت أن تـُجز عني هذه الكأس …) .
وفي التوراة سفر إشعيا وفي الإنجيل أعمال الرسل الإصحاح الثامن هذا النص: ( … مثل شاة سيق إلى الذبح ، ومثل خروف صامت أمام الذي يجزره هكذا لم يفتح فاه …)
وكل الأنبياء والأوصياء المرسلين تكلموا ، لم يذهب احد منهم صامت إلى الذبح ، بل هم أُرسلوا ليتكلموا ويُبكتوا ويعضوا الناس ، ويسوع (ع) بالخصوص كم بَـكـَّتَ العلماء والناس . وكم وعظهم فلا يَصدِقُ عليه انه ذهب إلى الذبح صامت .
بل هذا الذي ذهب إلى الذبح صامت هو المصلوب الوصي : (شبيه عيسى) الذي صُلب وقـُتل دون أن يتكلم ، أو يطلب من الله أن يُصرف عنه العذاب والصلب والقتل ، ودون أن يتكلم مع الناس . بل إذا الحوا عليه وسألوه بإلحاح من أنت ، هل أنت المسيح ، لم يكن يجيبهم إلا بكلمة ، أنت قلت .
وهكذا ذهب إلى العذاب والصلب والقتل صامتاً راضياً بأمر الله ، منفذاً لما أُنزل له ، وهو أن يُصلب ويُقتل بدلاً من يسوع (ع) .
ولأنه أصلاً لم يكن وقته قد حان ليُرسل ويُبلغ الناس ويتكلم معهم ، ذهب هكذا : مثل شاة سيق إلى الذبح ، مثل خروف صامت أمام الذي يجزره هكذا لم يفتح فاه.
والآن حان وقته وارسله يسوع (ع) اليوم لان مملكته حان وقتها وحان وقته كي يبكت الناس على خطاياهم وهو الوصي المندوب عن المنقذ احمد الحسن (ع).
Comment