قالت اليهود: محمد (ص) نجده في كتبنا
أخبرنا أبو المليح عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال أراد أبو طالب المسير إلى الشام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أي عم إلى من تخلفني ههنا فما لي أم تكفلني ولا أحد يؤويني قال فرق له ثم أردفه خلفه فخرج به فنزلوا على صاحب دير فقال صاحب الدير ما هذا الغلام منك قال ابني قال ما هو بابنك ولا ينبغي أن يكون له أب حي قال ولم قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي قال وما النبي قال الذي يوحى إليه من السماء فينبيء به أهل الأرض قال الله أجل مما تقول قال فإتق عليه اليهود قال ثم خرج حتى نزل براهب أيضا صاحب دير فقال ما هذا الغلام منك قال ابني قال ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون له أب حي قال ولم ذلك قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي قال سبحان الله الله أجل مما تقول وقال يا بن أخي ألا تسمع ما يقولون قال أي عم لا تنكر لله قدرة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن صالح بن دينار وعبد الله بن جعفر الزهري قال وحدثنا بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا لما خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى وهو بن أثنتي عشرة سنة فلما نزل الركب بصرى من الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه فلما نزلوا بحيرا وكان كثيرا ما يمرون به لا يكلمهم حتى إذا كان ذلك العام ونزلوا منزلا قريبا من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا فصنع لهم طعاما ثم دعاهم وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول الله صلى الله عليه وسلم منبين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر إلى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة واخضلت أغصان الشجرة على النبي صلى الله عليه وسلم حين أستظل تحتها فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وأمر بذلك الطعام فأتي به وأرسل إليهم فقال إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش وأنا أحب أن تحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيرا ولا كبيرا حرا ولا عبدا فإن هذا شيء تكرموني به فقال رجل إن لك لشأنا يا بحيرا ما كنت تصنع بنا هذا فما شأنك اليوم قال فإني أحببت أن أكرمكم ولكم حق فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة فلما نظر بحيرا إلى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده وجعل ينظر ولا يرى الغمامة علىأحد من القوم ويراها متخلفة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحيرا يا معشر قريش لا يتخلفن منكم أحد عن طعامي قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا في رحالهم فقال أدعوه فليحضر طعامي فما أقبح أن تحضروا ويتخلف رجل واحد مع أني أراه من أنفسكم فقال القوم هو والله أوسطنا نسبا وهو بن أخي هذا الرجل يعنون أبا طالب وهو من ولد عبد المطلب فقال الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف والله ان كان بنا للؤم أن يتخلف بن عبد المطلب من بيننا ثم قام إليه فاحتضنه وأقبل به حتى أجلسه على الطعام والغمامة تسير على رأسه وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته فلما تفرقوا عن طعامهم قام إليه الراهب فقال يا غلام أسألك بحق اللات والعزى الا أخبرتني عما أسألك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألني باللات والعزى فو الله ما أبغضت شيئا بغضهما قال فبالله الا أخبرتني عما أسألك عنه قال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ثم جعل ينظر بين عينيه ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضع الصفة التي عنده قال فقبل موضع الخاتم وقالت قريش ان لمحمد عند هذا الراهب لقدرا وجعل أبو طالب لما يرى من الراهب يخاف على بن أخيه فقال الراهب لأبي طالب ما هذا الغلام منك قال أبو طالب ابني قال ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال فابن أخي قال فما فعل أبوه قال هلك وأمه حبلى به قال فما فعلت أمه قال توفيت قريبا قال صدقت ارجع بابن أخيك إلى بلده وأحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ماأعرف ليبغنه عنتا فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا وأعلم أني قد أديت إليك النصيحة فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعا وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا صفته فأرادوا أن يغتالوه فذهبوا إلى بحيرا فذاكروه أمره فنهاهم أشد النهي وقال لهم أتجدون صفته قالوا نعم قال فما لكم إليه سبيل فصدقوه وتركوه ورجع به أبو طالب فما خرج به سفرا بعد ذلك خوفا عليه
أخبرنا محمد بن عمر حدثني يعقوب بن عبد الله الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال الراهب لأبي طالب لا تخرجن بابن أخيك إلى ما ههنا فإن اليهود أهل عداوة وهذا نبي هذه الأمة وهو من العرب واليهود تحسده تريد أن يكون من بني إسرائيل فأحذر على بن أخيك
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد عن نفيسة بنت منية أخت يعلى بن منية قالت لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة وليس له بمكة اسم إلا الأمين لما تكامل فيه من خصال الخير فقال له أبو طالب يا بن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة وليست لنا مادة ولا تجارة وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة ابنة خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها فلو تعرضت لها وبلغ خديجة ذلك فأرسلت إليه وأضعفت له ما كانت تعطي غيره فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدما بصرى من الشام فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له نسطور فاطلع الراهب إلى ميسرة وكان يعرفه قبل ذلك فقال يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة فقال ميسرة رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال في عينته حمرة قال ميسرة نعم لا تفارقه قال الراهب هو هو آخر الأنبياء يا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج ثم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق بصرى فباع سلعته التي خرج بها واشترى غيرها فكان بينه وبين رجل اختلاف في شيء فقال له الرجل أحلف باللات والعزى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حلفت بهما قط واني لأمر فأعرض عنهما قال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة وخلا به يا ميسرة هذا والله نبي والذي نفسي بيده انه لهو تجده أحبارنا في كتبهم منعوتا فوعى ذلك ميسرة ثم أنصرف أهل العير جميعا وكان ميسرة يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الهاجرة وأشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره قالوا كأن الله قد ألقى على رسوله المحبة من ميسرة فكان كأنه عبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال يا محمد انطلق إلى خديجة فاسبقني فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك فانها تعرف ذلك لك فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها معها نساء فيهن نفيسة بنت منية فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل وهو راكب على بعيره وملكان يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبرها بما ربحوا في وجههم فسرت بذلك فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت فقال ميسرة قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بقول الراهب نسطور وما قال الآخر الذي خالفه في البيع وربحت في تلك المرة ضعف ما كانت تربح وأضعفت له ضعف ما سمت له
كانَ بِمَرِّ الظَّهرانِ راهبٌ يُسَمَّى عيصا مِن أهلِ الشَّامِ وكانَ يقولُ يوشِكُ أن يولَدَ فيكُم يا أهلَ مكَّةَ مَولودٌ تَدينُ له العَرَبُ ويملِكُ العجَمَ هذا زَمانُهُ فكان لا يولَدُ بمكَّةَ مولودٌ إلا سألَ عنهُ فلمَّا كان صبيحَةَ اليومِ الَّذي فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ خرجَ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ المطَّلَبِ حتَّى أَتى عيصا فَوقَفَ في أصلِ صَومَعَتِهِ ثُمَّ نادَى : يا عِيصاهُ فنادَى مَن هذا ؟ فَقال ُمُحمَّدٌ رسولُ اللهِ فأشرَف عليهِ، فقالَ لهُ عيصُ : كُن أباهُ، فَقد وُلِدَ ذلِكَ المولودُ الَّذي كنتُ أحدِّثُكُم عنهُ يومَ الاثنَينِ، ويُبعَثُ يومَ الاثنَينِ، ويَموتُ يومَ الاثنَينِ قالَ : إنه وُلِدَ لي يَومَ الصُّبحِ مَولودٌ، قال سَمَّيتَهُ ؟ قال محمَّدًا، قال : واللَّهِ لقَدْ كُنتُ أشتَهي أن يكونَ هذا المولودُ فيكُم أهلَ البَيتِ، لِثلاثِ خِصالٍ بِها نَعرِفُهُ فقَد أَتى علَيهِنَّ، مِنها أنَّهُ طلَعَ نَجمُهُ البارِحَةَ، وأنَّهُ وُلِدَ اليَومَ، وأنَّ اسمَهُ مُحمَّدٌ انطلِقْ إليهِ، فإنَّهُ الذي كنتُ أحدِّثُكمْ عنهُ .
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن رجب |المصدر : لطائف المعارفالصفحة أو الرقم: 182
خرج أبو طالبٍ إلى الشامِ وخرَجَ مَعُهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أشياخٍ مِنْ قُرَيْشٍ فلما أشرَفُوا علَى الراهِبِ هبَطُوا فحَلُّوا رحالَهم فَخَرَجَ إليهم الرَّاهِبُ وكانوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلَا يَخْرجُ إليهم وَلَا يلْتَفِتُ قال فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحالَهم فجعلَ يَتَخَلَّلُهمُ الرَّاهِبُ حتى جاء فأخذَ بِيَدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ هذا سَيِّدُ العالمينَ هذا رسولُ ربِّ العالمينَ يبعَثُهُ اللهُ رحمةً للعالَمِينَ فقالَ لَهُ أشياخٌ مِنْ قريشٍ ما عِلْمُكَ فقال إِنَّكم حينَ أشرفْتُمْ مِنَ العقَبَةِ لم يبقَ حجرٌ وَلَا شجرٌ إلَّا خَرَّ ساجدًا ولا يسجدانِ إلَّا لِنَبِيٍّ وإِنَّي أعْرِفُهُ بخاتَمِ النبوةِأسفَلَ مِنْ غُضْروفِ كَتِفِهِ مَثْلَ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رجع فصنع لهم طعامًا فلما أتاهم بِهِ فكان هو في رِعْيَةِ الإبِلِ فقال أرْسِلُوا إليه فأقبل وعليه غَمامَةٌ تُظِلُّهُ فلما دنا مِنَ القومِ وجدَهم قَدْ سبقُوهُ إلى فَيْءِ الشَّجرَةِ فلما جلَسَ مَالَ فَيْءُ الشجرَةِ عليْهِ فقالَ انظُروا إِلَى فَيْءِ الشجَرَةِ مال عليْهِ قال فبينما هُوَ قائِمٌ عليهم وَهُوَ يناشِدُهُمْ أنْ لَّا يَذْهَبُوا بِهِ إلى الرُّومِ فإِنَّ الرُّومَإِنْرأَوْهُ عرفوهُ بالصِّفَةِ فيَقتُلُونَهُ فالتَفَتَ فإِذا بِسَبْعَةٍ قدْ أقبَلُوا مِنَ الرُّومِ فاستقبَلَهمْ فقال ما جاءَ بِكُمْ قالوا جِئْنا إِنَّ هذا النبيَّ خارِجٌ في هذا الشهرِ فلَمْ يَبْقَ طريقٌ إلَّا بَعَثَ إليْهِ بأُناسٍ وإِنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بَطَرِيقِكَ هَذَا قال أفرأيتم أَمْرًا أرادَ اللهُ أنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أحدٌ مِنْ الناسِ ردَّهُ قالوا لا قال فبايَعُوهُ وأقامُوا مَعَهُ قال أنشُدُكُم باللهِ أيُّكُمْ ولِيُّهُ قالوا أبو طالبٍ فلَمْ يَزَلْ يناشِدُهُ حتى رَدَّهُ أبوطالِبٍ وبعثَ معَهُ أبو بكْرٍ بلالًا وزوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنْ الكَعْكِ والزَّيْتِ
الراوي : ابو موسى الأشعري عبدالله بن قيس |المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 3620
أخبرنا أبو المليح عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال أراد أبو طالب المسير إلى الشام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أي عم إلى من تخلفني ههنا فما لي أم تكفلني ولا أحد يؤويني قال فرق له ثم أردفه خلفه فخرج به فنزلوا على صاحب دير فقال صاحب الدير ما هذا الغلام منك قال ابني قال ما هو بابنك ولا ينبغي أن يكون له أب حي قال ولم قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي قال وما النبي قال الذي يوحى إليه من السماء فينبيء به أهل الأرض قال الله أجل مما تقول قال فإتق عليه اليهود قال ثم خرج حتى نزل براهب أيضا صاحب دير فقال ما هذا الغلام منك قال ابني قال ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون له أب حي قال ولم ذلك قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي قال سبحان الله الله أجل مما تقول وقال يا بن أخي ألا تسمع ما يقولون قال أي عم لا تنكر لله قدرة
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن صالح بن دينار وعبد الله بن جعفر الزهري قال وحدثنا بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا لما خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى وهو بن أثنتي عشرة سنة فلما نزل الركب بصرى من الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه فلما نزلوا بحيرا وكان كثيرا ما يمرون به لا يكلمهم حتى إذا كان ذلك العام ونزلوا منزلا قريبا من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا فصنع لهم طعاما ثم دعاهم وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول الله صلى الله عليه وسلم منبين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر إلى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة واخضلت أغصان الشجرة على النبي صلى الله عليه وسلم حين أستظل تحتها فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وأمر بذلك الطعام فأتي به وأرسل إليهم فقال إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش وأنا أحب أن تحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيرا ولا كبيرا حرا ولا عبدا فإن هذا شيء تكرموني به فقال رجل إن لك لشأنا يا بحيرا ما كنت تصنع بنا هذا فما شأنك اليوم قال فإني أحببت أن أكرمكم ولكم حق فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة فلما نظر بحيرا إلى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده وجعل ينظر ولا يرى الغمامة علىأحد من القوم ويراها متخلفة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحيرا يا معشر قريش لا يتخلفن منكم أحد عن طعامي قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا في رحالهم فقال أدعوه فليحضر طعامي فما أقبح أن تحضروا ويتخلف رجل واحد مع أني أراه من أنفسكم فقال القوم هو والله أوسطنا نسبا وهو بن أخي هذا الرجل يعنون أبا طالب وهو من ولد عبد المطلب فقال الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف والله ان كان بنا للؤم أن يتخلف بن عبد المطلب من بيننا ثم قام إليه فاحتضنه وأقبل به حتى أجلسه على الطعام والغمامة تسير على رأسه وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته فلما تفرقوا عن طعامهم قام إليه الراهب فقال يا غلام أسألك بحق اللات والعزى الا أخبرتني عما أسألك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألني باللات والعزى فو الله ما أبغضت شيئا بغضهما قال فبالله الا أخبرتني عما أسألك عنه قال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ثم جعل ينظر بين عينيه ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضع الصفة التي عنده قال فقبل موضع الخاتم وقالت قريش ان لمحمد عند هذا الراهب لقدرا وجعل أبو طالب لما يرى من الراهب يخاف على بن أخيه فقال الراهب لأبي طالب ما هذا الغلام منك قال أبو طالب ابني قال ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال فابن أخي قال فما فعل أبوه قال هلك وأمه حبلى به قال فما فعلت أمه قال توفيت قريبا قال صدقت ارجع بابن أخيك إلى بلده وأحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ماأعرف ليبغنه عنتا فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا وأعلم أني قد أديت إليك النصيحة فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعا وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا صفته فأرادوا أن يغتالوه فذهبوا إلى بحيرا فذاكروه أمره فنهاهم أشد النهي وقال لهم أتجدون صفته قالوا نعم قال فما لكم إليه سبيل فصدقوه وتركوه ورجع به أبو طالب فما خرج به سفرا بعد ذلك خوفا عليه
أخبرنا محمد بن عمر حدثني يعقوب بن عبد الله الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال الراهب لأبي طالب لا تخرجن بابن أخيك إلى ما ههنا فإن اليهود أهل عداوة وهذا نبي هذه الأمة وهو من العرب واليهود تحسده تريد أن يكون من بني إسرائيل فأحذر على بن أخيك
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد عن نفيسة بنت منية أخت يعلى بن منية قالت لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة وليس له بمكة اسم إلا الأمين لما تكامل فيه من خصال الخير فقال له أبو طالب يا بن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة وليست لنا مادة ولا تجارة وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة ابنة خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها فلو تعرضت لها وبلغ خديجة ذلك فأرسلت إليه وأضعفت له ما كانت تعطي غيره فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدما بصرى من الشام فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له نسطور فاطلع الراهب إلى ميسرة وكان يعرفه قبل ذلك فقال يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة فقال ميسرة رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال في عينته حمرة قال ميسرة نعم لا تفارقه قال الراهب هو هو آخر الأنبياء يا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج ثم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق بصرى فباع سلعته التي خرج بها واشترى غيرها فكان بينه وبين رجل اختلاف في شيء فقال له الرجل أحلف باللات والعزى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حلفت بهما قط واني لأمر فأعرض عنهما قال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة وخلا به يا ميسرة هذا والله نبي والذي نفسي بيده انه لهو تجده أحبارنا في كتبهم منعوتا فوعى ذلك ميسرة ثم أنصرف أهل العير جميعا وكان ميسرة يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الهاجرة وأشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره قالوا كأن الله قد ألقى على رسوله المحبة من ميسرة فكان كأنه عبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال يا محمد انطلق إلى خديجة فاسبقني فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك فانها تعرف ذلك لك فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها معها نساء فيهن نفيسة بنت منية فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل وهو راكب على بعيره وملكان يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبرها بما ربحوا في وجههم فسرت بذلك فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت فقال ميسرة قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بقول الراهب نسطور وما قال الآخر الذي خالفه في البيع وربحت في تلك المرة ضعف ما كانت تربح وأضعفت له ضعف ما سمت له
كانَ بِمَرِّ الظَّهرانِ راهبٌ يُسَمَّى عيصا مِن أهلِ الشَّامِ وكانَ يقولُ يوشِكُ أن يولَدَ فيكُم يا أهلَ مكَّةَ مَولودٌ تَدينُ له العَرَبُ ويملِكُ العجَمَ هذا زَمانُهُ فكان لا يولَدُ بمكَّةَ مولودٌ إلا سألَ عنهُ فلمَّا كان صبيحَةَ اليومِ الَّذي فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ خرجَ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ المطَّلَبِ حتَّى أَتى عيصا فَوقَفَ في أصلِ صَومَعَتِهِ ثُمَّ نادَى : يا عِيصاهُ فنادَى مَن هذا ؟ فَقال ُمُحمَّدٌ رسولُ اللهِ فأشرَف عليهِ، فقالَ لهُ عيصُ : كُن أباهُ، فَقد وُلِدَ ذلِكَ المولودُ الَّذي كنتُ أحدِّثُكُم عنهُ يومَ الاثنَينِ، ويُبعَثُ يومَ الاثنَينِ، ويَموتُ يومَ الاثنَينِ قالَ : إنه وُلِدَ لي يَومَ الصُّبحِ مَولودٌ، قال سَمَّيتَهُ ؟ قال محمَّدًا، قال : واللَّهِ لقَدْ كُنتُ أشتَهي أن يكونَ هذا المولودُ فيكُم أهلَ البَيتِ، لِثلاثِ خِصالٍ بِها نَعرِفُهُ فقَد أَتى علَيهِنَّ، مِنها أنَّهُ طلَعَ نَجمُهُ البارِحَةَ، وأنَّهُ وُلِدَ اليَومَ، وأنَّ اسمَهُ مُحمَّدٌ انطلِقْ إليهِ، فإنَّهُ الذي كنتُ أحدِّثُكمْ عنهُ .
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن رجب |المصدر : لطائف المعارفالصفحة أو الرقم: 182
خرج أبو طالبٍ إلى الشامِ وخرَجَ مَعُهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أشياخٍ مِنْ قُرَيْشٍ فلما أشرَفُوا علَى الراهِبِ هبَطُوا فحَلُّوا رحالَهم فَخَرَجَ إليهم الرَّاهِبُ وكانوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلَا يَخْرجُ إليهم وَلَا يلْتَفِتُ قال فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحالَهم فجعلَ يَتَخَلَّلُهمُ الرَّاهِبُ حتى جاء فأخذَ بِيَدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ هذا سَيِّدُ العالمينَ هذا رسولُ ربِّ العالمينَ يبعَثُهُ اللهُ رحمةً للعالَمِينَ فقالَ لَهُ أشياخٌ مِنْ قريشٍ ما عِلْمُكَ فقال إِنَّكم حينَ أشرفْتُمْ مِنَ العقَبَةِ لم يبقَ حجرٌ وَلَا شجرٌ إلَّا خَرَّ ساجدًا ولا يسجدانِ إلَّا لِنَبِيٍّ وإِنَّي أعْرِفُهُ بخاتَمِ النبوةِأسفَلَ مِنْ غُضْروفِ كَتِفِهِ مَثْلَ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رجع فصنع لهم طعامًا فلما أتاهم بِهِ فكان هو في رِعْيَةِ الإبِلِ فقال أرْسِلُوا إليه فأقبل وعليه غَمامَةٌ تُظِلُّهُ فلما دنا مِنَ القومِ وجدَهم قَدْ سبقُوهُ إلى فَيْءِ الشَّجرَةِ فلما جلَسَ مَالَ فَيْءُ الشجرَةِ عليْهِ فقالَ انظُروا إِلَى فَيْءِ الشجَرَةِ مال عليْهِ قال فبينما هُوَ قائِمٌ عليهم وَهُوَ يناشِدُهُمْ أنْ لَّا يَذْهَبُوا بِهِ إلى الرُّومِ فإِنَّ الرُّومَإِنْرأَوْهُ عرفوهُ بالصِّفَةِ فيَقتُلُونَهُ فالتَفَتَ فإِذا بِسَبْعَةٍ قدْ أقبَلُوا مِنَ الرُّومِ فاستقبَلَهمْ فقال ما جاءَ بِكُمْ قالوا جِئْنا إِنَّ هذا النبيَّ خارِجٌ في هذا الشهرِ فلَمْ يَبْقَ طريقٌ إلَّا بَعَثَ إليْهِ بأُناسٍ وإِنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بَطَرِيقِكَ هَذَا قال أفرأيتم أَمْرًا أرادَ اللهُ أنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أحدٌ مِنْ الناسِ ردَّهُ قالوا لا قال فبايَعُوهُ وأقامُوا مَعَهُ قال أنشُدُكُم باللهِ أيُّكُمْ ولِيُّهُ قالوا أبو طالبٍ فلَمْ يَزَلْ يناشِدُهُ حتى رَدَّهُ أبوطالِبٍ وبعثَ معَهُ أبو بكْرٍ بلالًا وزوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنْ الكَعْكِ والزَّيْتِ
الراوي : ابو موسى الأشعري عبدالله بن قيس |المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 3620
Comment