إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

المسيح سر الله

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • norallaah
    مشرف
    • 15-03-2012
    • 719

    المسيح سر الله



    المسيحُ سِرُّ اللهِ
    دراسة في علاقة الإمام المهدي بالمسيح عليهم السلام
    الحلقة الاولى- المقدمــــــــــــــة
    بقلم الشيخ صادق المحمدي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

    كل دعوة من دعوات الأنبياء فيها خصوصية ويريد الله سبحانه وتعالى منها شيئاً يوصله إلى عباده، ولهذا أتى المسيح عيسى (ع) برسالته التي هي أهم رسالة قبل بعثة النبي الخاتم صلوات الله عليه وهي آخر مرحلة تمهيدية من طريق الأنبياء الذين أتوا من سلالة نبي الله إسحاق بن نبي الله إبراهيم ع.

    وأراد نبي الله عيسى (ع) أن يطرح المعاني الروحية ويسن الأساس لها ويقرب الفهم بالأمثال للناس من خلال رحلة تعليمه ونشر رسالته التي كلف بها، وهذا له دور مهم في حياة القائم المهدي صلوات الله عليه؛ لأن القائم المهدي يمثل أول رحلة العودة إلى الله سبحانه وتعالى، وهو منعطف الرجوع المتمثل بقوس الصعود أي القيامة الصغرى.والعودة تعتمد على السير على كل ما هو متمثل بالمعنى الروحي وهو التخلص من كل ما هو متنافي، وهي علقة الإنسان بالماديات والأجسام، ومن هذه العلاقات التي تحدد فيها هي: الصلات النسبية هذا أب وهذا ابن، وهذا أخ وغيرها، وهذه عادة يحددها واقع الإنسان، وكانت تفرض على الإنسان من أنها نتيجة حتمية حيث ينسب إلى أب وأم وهي من خصوصيات عالم الأجسام؛ لأن الإنسان عادة يولد من أبوين وهناك ترابط أسري مفروض عليه من خلال هذا الواقع، لكن هناك نسبة روحية وإن كانت غير منظور إليها من عموم البشر إلا من خصهم الله وأوقفهم على تلك المعاني الروحية، ومنهم الأنبياء كنوح (ع) عندما طلب من الله أن ينجي ابنه؛ لأنه عصاه، فكان نداء الله أنه ليس من أهلك وأنه عمل غير صالح.

    وهذه كما قلت كانت عند من خصهم الله بلطافة الروح؛ لأن فيها ينسب المرء أيضاً نسباً ولكن نسبتها نسبة حقيقية، أي تصبح لنا علاقتان يحدد العلاقات بين البشر، منها العلاقة الطبيعية التي هي من لوازم عالم الأجسام والمادة؛ لأن الإنسان كما قلت يولد من أبوين، وكذلك توجد علاقة أخرى وهي الحقيقية (العلاقة الروحية) أيضاً يتحصل منها نسبة الإنسان إلى آخر وتحدد علاقته به، وهذه العلاقة ظهرت بوضوح في دعوة نبي الله عيسى (ع) ووضح ذلك بصورة جليه من أنه وجد من غير أب وكان ينادي بتلك المعاني الروحية من أنه ابن وأن هناك أب له وأن الأب هو الذي أرسله وكثير من الأمور، وحتى هذه المعاني كانت في عهد نبي الله محمد ص من أنه أوجد المؤاخاة وجعل لكل مسلم من المهاجرين أخاً له من الأنصار وكان يقول: المؤمن أخ المؤمن لكي تترسخ هذه المعاني عند المسلمين، وهذه أيضاً كما قلت مرحلة تمهيدية لما سيقوم به القائم صلوات الله عليه.

    روي ان القائم (ع) يؤآخي بين الاخوة في الاظلة اي في عالم الذر او المجردات، كما روي عن الائمة ص: عن الصادق (ع): (
    إن الله عز وجل آخى بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الأجساد بألفي عام، فإذا قام قائمنا - أهل البيت - ورث الأخ الذي آخى بينهما في الأظلة، ولم يورث الأخ من الولادة) . (الهداية – الشيخ الصدوق: ص343).

    وعن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، قالا: (
    لو قد قام القائم لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله: يقتل الشيخ الزاني، ويقتل مانع الزكاة، ويورث الأخ أخاه في الأظلة). ( الخصال – الشيخ الصدوق: ص169).

    لأن العلاقات تكون بحسب تلك المعاني الروحية وهي أول انطلاقات التوحيد في رحلة العودة إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن فيها دفع المتنافيات، حيث تحل المعاني الروحية محل المعاني المادية التي هي سبب هلاك الناس والظلم للعباد؛ لأن الإنسان يكون أسير هذه القيود التي هي من لوازم المادة، وهي السجن كما عبر عنه الإمام أمير المؤمنين أن الدنيا سجن المؤمن.
    ------------------------





    " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "
  • norallaah
    مشرف
    • 15-03-2012
    • 719

    #2
    رد: المسيح سر الله




    المسيحُ سِرُّ اللهِ

    دراسة في علاقة الإمام المهدي بالمسيح عليهم السلام
    الحلقة الثانية - اعتقاد اليهود بالمسيح
    بقلم الشيخ صادق المحمدي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

    لماذا لم يقبل بنو إسرائيل ما جاء به عيسى (ع) أليس هم كانوا ينتظرونه على أنه هو المخلص وهو المسيح الموعود؟
    اعتقاد اليهود بالمسيح

    إن اليهود عندهم أصل عقائدي ثابت بالمسيح الموعود وهم كانوا ينتظرونه وكانوا يعملون على أنهم يمهدون لظهوره، وأن هناك علامات ودلائل كانوا يعتقدون فيها وكانوا يستخدمونها كدليل عليه إذا أعلن ظهوره:
    1- أنه من ذرية نبي الله داود (ع).
    2- مكان ظهوره وبعثته بيت لحم مدينة داود.
    3- إنه يأتي بطريق غيبي أو إعجازي.
    4- إذا بعث يبقى معهم إلى الأبد.
    5- وإنهم يظنون إنه يرسخ ما موجود عندهم من اعتقادات ولا ينقض عليهم ما هم عليه.
    6- إنه طرح بعض المفاهيم الروحية والقيم المقامية الملكوتية والتي كان يصعب على علماء بني إسرائيل تقبلها.
    7- إنه ملك اليهود والمسيح الموعود.
    8- الخوف من أن يظهروا إيمانهم خوفاً على دنياهم.

    هذه الأمور التي كانوا يعتقدونها فيما إذا أعلن المسيح الموعود عن ظهوره ويجب أن تتطابق مع ما سوف يدعيه وإلا سوف يحارب؛ لأن هذه الأمور ورثوها من شريعة نبي الله موسى (ع)، وهو جعل ذلك الأمر هو الحاكم على ما سيأتهم به المخلص، أي أنهم كما وصف الإنجيل أنهم يتبررون في الشريعة وجعلوها هي غاية اعتقادهم، لا أن يكون المسيح إذا ظهر هو غاية الاعتقاد؛ لأن هو الذي سوف يحكم.
    ويدل على ما تعني مداليل تلك النصوص التي وصلت إليهم؛ لأن كثيراً من العلامات لا يمكن القطع بمداليلها أو كيفية وقوعها أو أنها ربما واقعة تحت أمر البداء، هذه الأمور كلها بيده إذا ظهر المعني ومصداقها الحقيقي هو يدل عليها، أي أنهم يحاكمون الحجة بتلك النصوص، والحقيقة أن الحجة هو الذي يدل على العلامة أو الدليل عليه؛ لأنه هو يحكمها ويبرهن على أنها هي دالة عليه بالكيفية التي هو يقرها لا بحسب ما فهم منها من قبل العلماء أو ربما تعني المعنى الباطني وليس الظاهري.
    لكي نفهم شيئاً من المعاني الروحيه ودورها في تحقق الهداية ومعرفة الحق.

    ------------------------------------------------------


    " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

    Comment

    • norallaah
      مشرف
      • 15-03-2012
      • 719

      #3
      رد: المسيح سر الله




      المسيحُ سِرُّ اللهِ

      دراسة في علاقة الإمام المهدي بالمسيح عليهم السلام
      الحلقة الثالثة- الروح وأثرها في تحديد العلاقات
      بقلم الشيخ صادق المحمدي


      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
      الروح وأثرها في تحديد العلاقات:
      ورد ذكر الروح في القران الكريم:
      قال تعالى: ﴿
      وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً( الاسراء: 85.).
      وقال تعالى: ﴿
      ... فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً( مريم: 17.).
      قال تعالى: ﴿
      وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ( الشورى: 52.).
      قال تعالى: ﴿
      تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا...( القدر: 4.).

      إن الروح لها دور مهم في تحديد العلاقات وتحديد المقامات، بل حتى الحجة الذي يحتج الله به على الخلق لا يكون إلا بعد أن يخصه الله بتلك الروح؛ لأن بها العلم والفهم والعصمة، حيث جميع الأنبياء ومن استخلفهم الله خصهم الله بروح القدس.

      وعند آل البيت روح القدس الأعظم وإن كل علاقة حقيقية هي مدارها الروح حتى معاني الأبوة والبنوة والأخوة الحقيقية يكون مدارها الروح؛ لأن بها تندفع المتنافيات عن صفحة وجود الإنسان وبها يحصل التقارب. قال تعالى: ﴿
      ... إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ( الحجر: 47.).

      وإنّ كمال العبد وتقصيره إنما يحدد في معرفة الفرائض التي فرضها الله عليهم من أمره وروحه، ولهذا ورد عن الإمام زين العابدين (ع) وهو يخاطب جابر الجعفي قال: (قلت: يابن رسول الله، ومن المقصر ؟ قال: [الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من أمره وروحه]. قلت: ياسيدي، وما معرفة روحه ؟ قال: [
      أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح، فقد فوض إليه أمره، يخلق بإذنه ويحي بإذنه ويعلم ما في الضمائر ويعلم ما كان ويكون إلى يوم القيامة، ذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهو كامل غير ناقص، يفعل ما يشاء بإذن الله، يسير من المشرق إلى المغرب بإذن الله في لحظة واحدة، يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض يفعل ما يشاء وأراد]. قلت: يا سيدي، أوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وإنه من أمر خصه الله تعالى بمحمد وأوصياءه ع، قال: [ نعم، اقرأ هذه الاية: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا( الشورى: 52.).

      وقوله تعالى: ﴿
      أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ( المجادلة: 22.) (إلزام الناصب: ص64.).

      وعرّف السيد أحمد الحسن (ع) تلك الروح:
      [
      روح القدس هو: روح الطهارة أو العصمة. فإذا اخلص العبد بنيته لله سبحانه وتعالى وأراد وجه الله أحبه الله ووكل الله به ملكاً يدخله في كل خير ويخرجه من كل شر ويسلك به إلى مكارم الأخلاق، ويكون الروح القدس واسطة لنقل العلم للإنسان الموكل به.
      وأرواح القدس كثيرة وليست واحداً والذي مع عيسى (ع) ومع الأنبياء دون الذي مع محمد (ص) وعلي (ع) وفاطمة (ع) والأئمة (ع)، وهذا هو الروح القدس الأعظم لم ينـزل إلا مع محمد (ص) وانتقل بعد وفاته إلى علي (ع) ثم إلى الأئمة (ع) ثم بعدهم إلى المهديين الأثني عشر
      ].
      عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿
      وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ(الشورى: 52.).
      قال (ع): (
      خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده) (الكافي: ج1 ص273 ح1.).

      عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قوله عز وجل: ﴿
      وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي( الإسراء: 85.).
      قال (ع): [
      خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل (عليهما السلام)، كان مع رسول الله (ص) وهو مع الأئمة وهو من الملكوت] (الكافي: ج1 ص273).

      وعن أبي حمزة، قال: (سألت أبا عبد الله (ع) عن العلم أهو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه ؟ قال (ع): [
      الأمر أعظم من ذلك وأوجب، أما سمعت قول الله عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ( الشورى: 52.)، ثم قال: [أي شيء يقول أصحابكم في هذه الآية، أيقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الأيمان ؟] فقلت: لا أدري جعلت فداك ما يقولون، فقال لي (ع):[ بلى، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الأيمان حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطها الله تعالى من شاء فإذا أعطاها عبداً علمه الفهم] (الكافي: ج1 ص274).

      فرسول الله محمد (ص) لما نزل إلى هذا العالم الجسماني ليخوض الامتحان الثاني بعد الامتحان الأول في عالم الذر حجب بالجسم المادي، فلما اخلص لله سبحانه وتعالى إخلاصاً ما عرفت الأرض مثله أحبه الله ووكل به الروح القدس الأعظم فكان الفائز بالسباق في هذا العالم كما كان الفائز بالسباق في الامتحان الأول في عالم الذر) انتهى كلام السيد (المتشابهات – للسيد أحمد الحسن (ع): ج3 السؤال 118.).
      -------------------


      " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎