من كتاب الحواري الثالث عشر للامام احمد الحسن (ع)
((س1/ في محاورة مع مسيحية متدينة أشكلت على الاسلام بالعنف لا اليوم فقط بل من عهد النبي وأنه انتشر بالسيف ؟ وهل المهدي دموي ؟
• (الجهاد في الدين الالهي...)
جواب الامام احمد الحسن (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
ج س 1/ مسألة الجهاد في الدين الالهي عموما وليس في الاسلام فقط بينتها في كتاب الجهاد باب الجنة واما الايات التي في القرآن ويعتبرونها تحريض على العنف او تهميش الاخرين فهذا سؤال وجه قبل فترة عن طريق الدكتور عبد الرزاق حفظه الله واجبته وربما ينفعك في هذا المقام (( س / كيف تفسر هذه النصوص القرأنية التي تحث على القتل والاقصاء والتهميش (سورة ال عمران 19،85 ،83، سورة التوبة 29، النساء 91، سورة محمد 4، كيف تتعامل الحركة اليمانية مع هذه النصوص القرأنية واحكامها؟
وكيف تفسر ايات الارث والشهادة والتي تنتهك الحقوق المدنية للمرأه وحقوقها؟
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
اولا: ال عمران، إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)،
أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)،
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
المعنى: ال عمران، أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
الاية 84 من سورة ال عمران تبين بوضوح معنى الاسلام في الايات بأنه التسليم لله ولخليفة الله في ارضه في كل زمان المنصب وفق قانون خلافة الله في ارضه الذي كان منذ اليوم الاول للأنسان الاول على هذه الارض وهو نبي الله آدم (ع) الذي نصبه الله خليفته في ارضه
فهذه الايات ليست بصدد تهميش احد او الحكم على احد انما هي بصدد بيان قانون الايمان المقبول عند الله وهو التسليم له ولخليفته في ارضه
اما ان كنت تعتبر ان وضع قانون للأيمان هو تهميش للاخرين الذين لايقبلونه فمعنى كلامك ان كل اصحاب دين – باعتبار ان عندهم قانون ايمان – يهمشون غيرهم بل يتعدى الامر الى كل مجموعة يؤمنون بفكر معين .
ثانيا: التوبة، قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة : 29]
المعنى : القرآن وحدة متكاملة ومايفعله الوهابيون لتمرير عقائدهم الباطلة وفتاواهم في قتل الناس ومايفعله المسيحيون وغيرهم هذه الايام للطعن في القرآن هو عملية اقتطاع ايات من كتاب هو عبارة عن وحدة متكاملة لايمكن ان يؤخذ منها جزء بمعزل عن الكل او بقية الاجزاء ، وقد بين الله في القرآن انه وحدة متكاملة لايصح تجزئتها وأن من يجزئها هو شخص مغرض اما انه يريد الطعن بصورة عبثية عشوائية كمن يقول لمن قال لااله الا الله انت كافر وتنكر وجود الله لانك قلت لااله وأما انه شخص يريد ان يمرر عقيدة او فتوى فاسدة لغرض في نفسه كما فعل الوهابيون (او المتسمين بالسلفية) وهذه ايات قرآنية تنهى عن هذا السلوك المنحرف المغرض في تجزئة القرآن ((........أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة : 85]
الحجر، الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93).
اما الاية 29 من سورة التوبة فنحتاج ان نقرا الايات بعدها لنتبين لماذا حث الله المؤمنين على القتال هنا؟
التوبة، قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)
اذن الله يحث على قتالهم لانهم هم من بدأ بالحرب (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ولااعتقد ان التحريض على قتل الاخر او ان التهيء لقتل الاخر او ان اعداد العدة لقتل الاخر ليس حربا واعتقد ان ارادة اطفاء نور الله بافواههم تحتمل هذه الامور واكثر
وان كانت الايات المتقدمة تحتمل الاخذ والرد وانها متشابهة فهناك اية واضحة ومحكمة تبين ان الله يحث المؤمنين على قتال من يقاتلونهم وينهى الله المؤمنين عن الاعتداء على الاخرين، والمتشابه يرجع الى المحكم
قال تعالى (( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ )) [البقرة : 190]
ثم ان فعل الرسول محمد (ص) واضح فاليهود – وهم اهل كتاب - كانوا يعيشون معه في المدينة بامان ولم يمسهم بسوء حتى بدأوا هم بمحاربته وأعانة من يقاتلونه صلى الله عليه واله
وايضا يجب الانتباه ان الاسلام والدين الالهي لايعتبر ان الدين مفصول عن السياسة بل ان الحكم والسياسة جزء من الدين وبالتالي فكثير من الايات في القرآن هي عبارة عن قوانين عسكرية تبين حقوق الجندي في المعركة ومايجوز له ان يفعله تجاه من يقاتله فالمؤمن لايقتل - حتى من يقاتله - الا بامر الله ليؤجر ولهذا شرع الله للمؤمنين في ساحة المعركة قتل من يقاتلهم وبين هذا الامرفي آيات قرآنية، كما تسن - الان وقبل الان- الدول القوانين لجيوشها وتبين فيها حقوق جنودها في ساحة المعركة ومايجوز ومالايجوز الخ
ثالثا: سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً [النساء : 91]
اين الاشكال في هذه الاية؟
هي تحث على مقاتلة الكافر المحارب الذي لايكف يده عن اذى المؤمنين
اضافة الى ان الاية التي قبلها من نفس السورة فيها بيان ايضا لجواز مهادنة من يطلب السلام ولايحارب المؤمنين ولايطلب اذاهم
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً [النساء : 90]
رابعا: فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد : 4]
المعنى : هذه الاية تبين بعض حقوق الجنود المؤمنين – في الجيش الاسلامي - اثناء الحرب وفي ساحة المعركة وهو ان من حقهم ان يقتلوا الكافر الذي يقاتلهم وتبين ان من حقهم ايضا اخذ الاسرى وتعطيهم الحرية في التعامل مع الاسرى فاما ان يطلقونهم بدون مقابل او يبادلونهم او يفدونهم الخ
فأين الاشكال في هذه الاية وقد قلنا ان القرآن عبارة عن قانون الهي ليس للعبادة فقط بل يبين ايضا السياسة والحكم الالهي وحقوق المؤمنين ومايجب عليهم الخ.))
يتــــــــــــــــبع
((س1/ في محاورة مع مسيحية متدينة أشكلت على الاسلام بالعنف لا اليوم فقط بل من عهد النبي وأنه انتشر بالسيف ؟ وهل المهدي دموي ؟
• (الجهاد في الدين الالهي...)
جواب الامام احمد الحسن (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
ج س 1/ مسألة الجهاد في الدين الالهي عموما وليس في الاسلام فقط بينتها في كتاب الجهاد باب الجنة واما الايات التي في القرآن ويعتبرونها تحريض على العنف او تهميش الاخرين فهذا سؤال وجه قبل فترة عن طريق الدكتور عبد الرزاق حفظه الله واجبته وربما ينفعك في هذا المقام (( س / كيف تفسر هذه النصوص القرأنية التي تحث على القتل والاقصاء والتهميش (سورة ال عمران 19،85 ،83، سورة التوبة 29، النساء 91، سورة محمد 4، كيف تتعامل الحركة اليمانية مع هذه النصوص القرأنية واحكامها؟
وكيف تفسر ايات الارث والشهادة والتي تنتهك الحقوق المدنية للمرأه وحقوقها؟
ج/ بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
اولا: ال عمران، إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)،
أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)،
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
المعنى: ال عمران، أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
الاية 84 من سورة ال عمران تبين بوضوح معنى الاسلام في الايات بأنه التسليم لله ولخليفة الله في ارضه في كل زمان المنصب وفق قانون خلافة الله في ارضه الذي كان منذ اليوم الاول للأنسان الاول على هذه الارض وهو نبي الله آدم (ع) الذي نصبه الله خليفته في ارضه
فهذه الايات ليست بصدد تهميش احد او الحكم على احد انما هي بصدد بيان قانون الايمان المقبول عند الله وهو التسليم له ولخليفته في ارضه
اما ان كنت تعتبر ان وضع قانون للأيمان هو تهميش للاخرين الذين لايقبلونه فمعنى كلامك ان كل اصحاب دين – باعتبار ان عندهم قانون ايمان – يهمشون غيرهم بل يتعدى الامر الى كل مجموعة يؤمنون بفكر معين .
ثانيا: التوبة، قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة : 29]
المعنى : القرآن وحدة متكاملة ومايفعله الوهابيون لتمرير عقائدهم الباطلة وفتاواهم في قتل الناس ومايفعله المسيحيون وغيرهم هذه الايام للطعن في القرآن هو عملية اقتطاع ايات من كتاب هو عبارة عن وحدة متكاملة لايمكن ان يؤخذ منها جزء بمعزل عن الكل او بقية الاجزاء ، وقد بين الله في القرآن انه وحدة متكاملة لايصح تجزئتها وأن من يجزئها هو شخص مغرض اما انه يريد الطعن بصورة عبثية عشوائية كمن يقول لمن قال لااله الا الله انت كافر وتنكر وجود الله لانك قلت لااله وأما انه شخص يريد ان يمرر عقيدة او فتوى فاسدة لغرض في نفسه كما فعل الوهابيون (او المتسمين بالسلفية) وهذه ايات قرآنية تنهى عن هذا السلوك المنحرف المغرض في تجزئة القرآن ((........أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة : 85]
الحجر، الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93).
اما الاية 29 من سورة التوبة فنحتاج ان نقرا الايات بعدها لنتبين لماذا حث الله المؤمنين على القتال هنا؟
التوبة، قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)
اذن الله يحث على قتالهم لانهم هم من بدأ بالحرب (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ولااعتقد ان التحريض على قتل الاخر او ان التهيء لقتل الاخر او ان اعداد العدة لقتل الاخر ليس حربا واعتقد ان ارادة اطفاء نور الله بافواههم تحتمل هذه الامور واكثر
وان كانت الايات المتقدمة تحتمل الاخذ والرد وانها متشابهة فهناك اية واضحة ومحكمة تبين ان الله يحث المؤمنين على قتال من يقاتلونهم وينهى الله المؤمنين عن الاعتداء على الاخرين، والمتشابه يرجع الى المحكم
قال تعالى (( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ )) [البقرة : 190]
ثم ان فعل الرسول محمد (ص) واضح فاليهود – وهم اهل كتاب - كانوا يعيشون معه في المدينة بامان ولم يمسهم بسوء حتى بدأوا هم بمحاربته وأعانة من يقاتلونه صلى الله عليه واله
وايضا يجب الانتباه ان الاسلام والدين الالهي لايعتبر ان الدين مفصول عن السياسة بل ان الحكم والسياسة جزء من الدين وبالتالي فكثير من الايات في القرآن هي عبارة عن قوانين عسكرية تبين حقوق الجندي في المعركة ومايجوز له ان يفعله تجاه من يقاتله فالمؤمن لايقتل - حتى من يقاتله - الا بامر الله ليؤجر ولهذا شرع الله للمؤمنين في ساحة المعركة قتل من يقاتلهم وبين هذا الامرفي آيات قرآنية، كما تسن - الان وقبل الان- الدول القوانين لجيوشها وتبين فيها حقوق جنودها في ساحة المعركة ومايجوز ومالايجوز الخ
ثالثا: سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً [النساء : 91]
اين الاشكال في هذه الاية؟
هي تحث على مقاتلة الكافر المحارب الذي لايكف يده عن اذى المؤمنين
اضافة الى ان الاية التي قبلها من نفس السورة فيها بيان ايضا لجواز مهادنة من يطلب السلام ولايحارب المؤمنين ولايطلب اذاهم
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً [النساء : 90]
رابعا: فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد : 4]
المعنى : هذه الاية تبين بعض حقوق الجنود المؤمنين – في الجيش الاسلامي - اثناء الحرب وفي ساحة المعركة وهو ان من حقهم ان يقتلوا الكافر الذي يقاتلهم وتبين ان من حقهم ايضا اخذ الاسرى وتعطيهم الحرية في التعامل مع الاسرى فاما ان يطلقونهم بدون مقابل او يبادلونهم او يفدونهم الخ
فأين الاشكال في هذه الاية وقد قلنا ان القرآن عبارة عن قانون الهي ليس للعبادة فقط بل يبين ايضا السياسة والحكم الالهي وحقوق المؤمنين ومايجب عليهم الخ.))
يتــــــــــــــــبع
Comment