بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
الاحتجاج الثالث:
الخوف على الأمة من الارتداد لأنها ما زالت في بداية اسلامها، فلو لم يكن بعد رسول الله (ص) خليفة لحصل الارتداد والاختلاف، وهذا الكلام جاء على لسان أبي بكر نفسه، في اعتذاره لرافع بن أبي رافع عندا عاتبه على القبول بالخلافة وتولي أمور المسلمين .
عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع قال: (لما استخلف الناس أبا بكر، قلت: صاحبي الذي أمرني أن لا أتأمر على رجلين، فارتحلت فانتهيت إلى المدينة فتعرضت لأبي بكر، فقلت له يا أبا بكر أتعرفني؟ قال: نعم؟ قلت: أتذكر شيئاً قلته لي أن لا أتأمر على رجلين، وقد وليت أمر الامة؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والناس حديث عهد بكفر فخفت عليهم أن يرتدوا وأن يختلفوا فدخلت فيها وأنا كاره…) كنز العمال ج 5 ح 14043ص 586.
فلو كان أبا بكر قد نص عليه الرسول (ص) بالخلافة، لما احتاج الى هذا العذر الضعيف، ولقال لرافع: بأن الرسول هو الذي نص عليَّ ونصبني للخلافة، فلا يجوز لي مخالفة رسول الله (ص)، وعندها لا يمكن لرافع أن يفتح فمه مع أبي بكر أصلاً.
وليت شعري هل أن أبا بكر أرأف بالأمة من رسول الله (ص)، حيث يخاف على الأمة من الارتداد أن بقيت من غير خليفة، ورسول الله (ص) يموت ويترك الامة بلا راع رهينة الاختلاف والضياع؟!!! أم ان هذه الحكمة اكتشفها أبو بكر وغابت عن رسول الله (ص)؟!!!
الاحتجاج الرابع:
الاحتجاج بقوله تعالى: (ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)، فما دام أن أبا بكر كان مع رسول الله (ص) في الغار فهو أولى من غير بالخلافة !! وهذا القول احتج به عمر على المسلمين في أولوية أبي بكر بالخلافة:
عن سالم بن عبيد، قال: (… ثم خرج (أبو بكر) واجتمع المهاجرون يتشاورون فقالوا انطلقوا إلى إخواننا من الانصار فان لهم في هذا الامر نصيباً فانطلقوا فقال رجل من الانصار منا أمير ومنكم أمير فأخذ عمر رضى الله عنه بيد أبى بكر فقال أخبروني من له هذه الثلاث ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن من صاحبه إن الله معنا فأخذ بيد أبى بكر فضرب عليها وقال للناس بايعوه فبايعوه بيعة حسنة جميلة) مجمع الزوائد للهيثمى ج 5 ص 182.
وغير ذلك من الحجج التي لا رائحة للتنصيب فيها، والتي هي مردودة ولا يمكن ان يستدل بها على أمر عظيم مثل استحقاق خلافة الرسول محمد (ص).
ومما يؤكد عدم تنصيب الرسول (ص) لابي بكر تردد ابو بكر وخوفه واعلان ذلك للناس، مع التاكيد بأن له شيطان يعتريه مما يفقده توازنه وقد يؤدي إلى اذية من حوله:
جاء في مجمع الزوائد للهيثمى ج 5 ص 183:
وعن عيسى بن عطية قال قام أبو بكر الصديق الغد حين بويع فخطب الناس فقال أيها الناس إنى قد أقلتكم رأيكم إنى لست بخيركم فبايعوا خيركم فقاموا إليه فقالوا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت والله خيرنا فقال يا أيها الناس إن الناس دخلوا في الاسلام طوعا وكرها فهم عواد الله وجيران الله فان استطعتم أن لا يطلبنكم الله بشئ من ذمته فافعلوا إن لى شيطانا يحضرني فإذا رأيتموني فأجيبوني لا أمثل بأشعاركم وانشادكم يا أيها الناس تفقدوا ضرائب علمائكم إنه لا ينبغى للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة الا وراعوني بأنصاركم فان استقمت فاتبعوني وان زغت فقوموني وإن أطعت الله فأطيعوني وإن عصيت الله فاعصوني.
وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 5 ص 589:
عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال: أما والله ما أنا بخيركم ولقد كنت لمقامي هذا كارها، ولوددت أن فيكم من يكفيني أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لا أقوم بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني أن لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ألا فراعوني، فان استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني قال الحسن: خطبة والله ما خطب بها بعده.
وايضا مما يؤكد عدم تنصيب الرسول محمد (ص) لابي بكر، هو ترشيح ابي بكر لعمر وابي عبيدة بن الجراح للخلافة ودعوته الناس لاختيار احدها للخلافة، حسب ما نقله البخاري في صحيحة:
صحيح البخارى ج 8 ص 27:
عن عمر قال:… فتكلم أبو بكر فكان هو احلم مني واوقر والله ما ترك من كلمة اعجبتني في تزويري الا قال في بديهته مثلها أو افضل حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فانتم له اهل ولم يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم احد هذين الرجلين فبايعوا ايهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم اكره مما قال غيرها كان والله ان اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من اثم احب الي من ان اتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم الا ان تسول الي نفسي عند الموت شيئاً لا اجده الآن فقال قائل الانصار انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا امير ومنكم امير يا معشر قريش.
فلو كان الرسول (ص) قد نصب وعين ابا بكر للخلافة لما ترك ذلك ابو بكر ولجأ إلى تعيين أو ترشيح عمر وابي عبيدة بن الجراح، ولانتفت كل تلك الحيرة والتردد، ولكان كلام الرسول (ص) هو الفيصل الذي لا يمكن تجاوزه لمن آمن بالاسلام.
وبعد ذلك يتبين بما لايقبل الشك ان تنصيب ابي بكر للخلافة غير مستمد من الرسول محمد (ص)، وانما هو اجتهاد وترشيح من عمر بن الخطاب بتبريرات واهية لا يحسن الالتفات اليها بالمرة،، اذن لابد ان نبحث عمن نصبه الرسول محمد (ص) للخلافة، لانه قد دل الدليل الشرعي والعقلي على ضرورة تنصيب خليفة معين بعد الرسول محمد (ص) وان ترك ذلك مجانب للحكمة ومجانب للرحمة التي بعث فيها الرسول (ص)، فكيف يترك امته للاهواء والاراء والاختلاف الذي جر الويلات على مر العصور؟!
( صحيفة الصراط المستقيم -العدد 49 – السنة الثانية – بتاريخ 28 -6-2011 م – 25 رجب 1432 هـ.ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
الاحتجاج الثالث:
الخوف على الأمة من الارتداد لأنها ما زالت في بداية اسلامها، فلو لم يكن بعد رسول الله (ص) خليفة لحصل الارتداد والاختلاف، وهذا الكلام جاء على لسان أبي بكر نفسه، في اعتذاره لرافع بن أبي رافع عندا عاتبه على القبول بالخلافة وتولي أمور المسلمين .
عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع قال: (لما استخلف الناس أبا بكر، قلت: صاحبي الذي أمرني أن لا أتأمر على رجلين، فارتحلت فانتهيت إلى المدينة فتعرضت لأبي بكر، فقلت له يا أبا بكر أتعرفني؟ قال: نعم؟ قلت: أتذكر شيئاً قلته لي أن لا أتأمر على رجلين، وقد وليت أمر الامة؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والناس حديث عهد بكفر فخفت عليهم أن يرتدوا وأن يختلفوا فدخلت فيها وأنا كاره…) كنز العمال ج 5 ح 14043ص 586.
فلو كان أبا بكر قد نص عليه الرسول (ص) بالخلافة، لما احتاج الى هذا العذر الضعيف، ولقال لرافع: بأن الرسول هو الذي نص عليَّ ونصبني للخلافة، فلا يجوز لي مخالفة رسول الله (ص)، وعندها لا يمكن لرافع أن يفتح فمه مع أبي بكر أصلاً.
وليت شعري هل أن أبا بكر أرأف بالأمة من رسول الله (ص)، حيث يخاف على الأمة من الارتداد أن بقيت من غير خليفة، ورسول الله (ص) يموت ويترك الامة بلا راع رهينة الاختلاف والضياع؟!!! أم ان هذه الحكمة اكتشفها أبو بكر وغابت عن رسول الله (ص)؟!!!
الاحتجاج الرابع:
الاحتجاج بقوله تعالى: (ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)، فما دام أن أبا بكر كان مع رسول الله (ص) في الغار فهو أولى من غير بالخلافة !! وهذا القول احتج به عمر على المسلمين في أولوية أبي بكر بالخلافة:
عن سالم بن عبيد، قال: (… ثم خرج (أبو بكر) واجتمع المهاجرون يتشاورون فقالوا انطلقوا إلى إخواننا من الانصار فان لهم في هذا الامر نصيباً فانطلقوا فقال رجل من الانصار منا أمير ومنكم أمير فأخذ عمر رضى الله عنه بيد أبى بكر فقال أخبروني من له هذه الثلاث ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن من صاحبه إن الله معنا فأخذ بيد أبى بكر فضرب عليها وقال للناس بايعوه فبايعوه بيعة حسنة جميلة) مجمع الزوائد للهيثمى ج 5 ص 182.
وغير ذلك من الحجج التي لا رائحة للتنصيب فيها، والتي هي مردودة ولا يمكن ان يستدل بها على أمر عظيم مثل استحقاق خلافة الرسول محمد (ص).
ومما يؤكد عدم تنصيب الرسول (ص) لابي بكر تردد ابو بكر وخوفه واعلان ذلك للناس، مع التاكيد بأن له شيطان يعتريه مما يفقده توازنه وقد يؤدي إلى اذية من حوله:
جاء في مجمع الزوائد للهيثمى ج 5 ص 183:
وعن عيسى بن عطية قال قام أبو بكر الصديق الغد حين بويع فخطب الناس فقال أيها الناس إنى قد أقلتكم رأيكم إنى لست بخيركم فبايعوا خيركم فقاموا إليه فقالوا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت والله خيرنا فقال يا أيها الناس إن الناس دخلوا في الاسلام طوعا وكرها فهم عواد الله وجيران الله فان استطعتم أن لا يطلبنكم الله بشئ من ذمته فافعلوا إن لى شيطانا يحضرني فإذا رأيتموني فأجيبوني لا أمثل بأشعاركم وانشادكم يا أيها الناس تفقدوا ضرائب علمائكم إنه لا ينبغى للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة الا وراعوني بأنصاركم فان استقمت فاتبعوني وان زغت فقوموني وإن أطعت الله فأطيعوني وإن عصيت الله فاعصوني.
وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 5 ص 589:
عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال: أما والله ما أنا بخيركم ولقد كنت لمقامي هذا كارها، ولوددت أن فيكم من يكفيني أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لا أقوم بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني أن لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ألا فراعوني، فان استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني قال الحسن: خطبة والله ما خطب بها بعده.
وايضا مما يؤكد عدم تنصيب الرسول محمد (ص) لابي بكر، هو ترشيح ابي بكر لعمر وابي عبيدة بن الجراح للخلافة ودعوته الناس لاختيار احدها للخلافة، حسب ما نقله البخاري في صحيحة:
صحيح البخارى ج 8 ص 27:
عن عمر قال:… فتكلم أبو بكر فكان هو احلم مني واوقر والله ما ترك من كلمة اعجبتني في تزويري الا قال في بديهته مثلها أو افضل حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فانتم له اهل ولم يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم احد هذين الرجلين فبايعوا ايهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم اكره مما قال غيرها كان والله ان اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من اثم احب الي من ان اتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم الا ان تسول الي نفسي عند الموت شيئاً لا اجده الآن فقال قائل الانصار انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا امير ومنكم امير يا معشر قريش.
فلو كان الرسول (ص) قد نصب وعين ابا بكر للخلافة لما ترك ذلك ابو بكر ولجأ إلى تعيين أو ترشيح عمر وابي عبيدة بن الجراح، ولانتفت كل تلك الحيرة والتردد، ولكان كلام الرسول (ص) هو الفيصل الذي لا يمكن تجاوزه لمن آمن بالاسلام.
وبعد ذلك يتبين بما لايقبل الشك ان تنصيب ابي بكر للخلافة غير مستمد من الرسول محمد (ص)، وانما هو اجتهاد وترشيح من عمر بن الخطاب بتبريرات واهية لا يحسن الالتفات اليها بالمرة،، اذن لابد ان نبحث عمن نصبه الرسول محمد (ص) للخلافة، لانه قد دل الدليل الشرعي والعقلي على ضرورة تنصيب خليفة معين بعد الرسول محمد (ص) وان ترك ذلك مجانب للحكمة ومجانب للرحمة التي بعث فيها الرسول (ص)، فكيف يترك امته للاهواء والاراء والاختلاف الذي جر الويلات على مر العصور؟!
( صحيفة الصراط المستقيم -العدد 49 – السنة الثانية – بتاريخ 28 -6-2011 م – 25 رجب 1432 هـ.ق)
Comment