بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم في منتديات انصار الله انصار الامام المهدي ع اتباع الامام احمد الحسن اليماني ع وصي ورسول الامام المهدي محمد ابن الحسن (ع) والمهدي الذي يولد آخر الزمان المذكور في وصية جده رسول الله ص باسمه وصفته والموجود الآن .. ونسال الله لك التوفيق لمعرفة الحق ونصرته
أحاديث الحوض والارتداد
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران:144.
نحن نكن كل الاحترام والتقديس لمن ثبت من الصحابة واتبع ما أمر الله ورسوله به، ولم يبدل ولم ينقلب على عقبيه، ولكن هذا شيء والقول بعصمة وعدالة كل الصحابة شيء آخر.
صحيح البخاري ص142 – 143:
( ... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تعفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ).
فهذا نص صريح من الرسول محمد (ص) على أن بعض اصحابه سيرتدون على أعقابهم .. ومتى؟! .. "منذ فارقتهم" أي مباشرة بعد وفاة الرسول محمد (ص)، لأن " منذ " ظرف زمان، يبين أن الارتداد حصل في الأصحاب ومباشرة بعد وفاة الرسول محمد (ص) .. وهذا تصديق قوله تعالى: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران:144.
وليس هذا فقط .. بل يخرج لنا البخاري في صحيحه رواية أخرى تبين لنا أن الذين ينجون من أصحاب محمد (ص) قليل جداً، والباقي يرتدون على أعقابهم، وهذه نتيجة مؤسفة جداً:
صحيح البخاري ج 7 – كتاب الرقاق - ص208 – 209:
( ... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا انا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم. فقلت: أين ؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم ؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم. قلت: أين قال إلى النار والله. قلت: ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ).
قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج11 ص 414:
( ... " قوله فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم " يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه والهمل بفتحتين الإبل بلا راع وقال الخطابي الهمل ما لا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال والمعنى انه لا يرده منهم الا القليل لان الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره ... ).
وقال العيني في عمدة القاري ج23 ص142:
( ... " يخلص منهم إلا مثل همل النعم " بفتح الهاء والميم وهو ما يترك مهملا لا يتعهد ولا يرعى حتى يضيع ويهلك ، أي : لا يخلص منهم من النار إلا قليل ... ).
فأي خطب فظيع هذا الذي تسبب في ارتداد أكثر اصحاب رسول الله (ص) ومباشرة بعد وفاة رسول الله (ص)، ولا يمكن لأحد تأويل الفاظ هذه الأحاديث على غير معانيها الواضحة، لأن الرسول يقول ( أصحابي )، ويرفد هذا المعنى أحمد بن حنبل في مسنده برواية شهد ابن حجر العسقلاني بحسنها، تنص على أن الرسول (ص) بين أن هؤلاء الذين يؤخذون الى النار هم ممن صحب الرسول (ص) ورآه:
مسند احمد ج5 ص48:
( ... عن الحسن عن أبي بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليردن على الحوض رجال ممن صحبني ورآني حتى إذا رفعوا إلى ورأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن رب أصحابي أصحابي فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ).
وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ج11 ص333:
( ... ولأحمد والطبراني من حديث أبي بكرة رفعه ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ورآني، وسنده حسن ... ).
ثم إن تصريح الرسول (ص) عنهم انهم من أصحابه يبدد كل التأويلات الفاشلة في صرف هذه الاحاديث عن معانيها التي لا يشوبها غموض ... ولكن قاتل الله الهوى والتعصب الأعمى !
إذن ما دام أن الرسول محمد (ص) قد أخبر عن هذه الفتنة التي هي كالنار في الهشيم، والتي لا تبقي من الصحابة إلا كهمل النعم .. فكيف يترك الأمة بلا راع وبلا تعيين خليفة لهم لتقوم به الحجة على المرتدين والمنتحلين ؟!
أ ليس حرياً بكل عاقل حريص على آخرته أن يتحرر من قيود التعصب والتقليد ويبحث بموضوعية وانصاف عن أجوبة مقنعة لهذه المعضلات الخطيرة، لكي ينجو من نار وقودها الناس والحجارة، وأن يتبع نبياً حكيماً رحيماً لا يسبقه أحد بالعمل بالحكمة والرحمة للرعية، لا أن يعتقد بنبيه أنه قد غاب عنه معرفة الحكمة والرحمة التي تنبه لها غيره من بعده !!!
وعلامات الاستفهام لا تنقضي .. وتطول القائمة بسردها .. ولكن لنقف على واحدة منها، ألا وهي ما قاله عمر بن الخطاب في آخر أيامه، من أنه تمنى لو أنه سأل رسول الله (ص) عن الخلافة أو عن خليفته من بعده !!!
المستدرك للحاكم النيسابوري ج2 ص304:
( ... عن عمرو بن مرة عن مرة عن عمر رضي الله عنه قال ثلاث لان يكون النبي صلى الله عليه وآله بينهم لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها الخلافة والكلالة والربا . ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى كلام صاحب المستدرك.
أقول: وصححه الذهبي على شرط الشيخين ايضاً في تلخيص المستدرك.
المستدرك للحاكم النيسابوري ج2 ص303:
( ... عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لان أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ثلاث أحب إلى من حمر النعم من الخليفة بعده وعن قوم قالوا أنقر بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك أيحل قتالهم وعن الكلالة. ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى.
ومن هذين الحديثين يتبين لنا أن عمر بن الخطاب كان يظن أن هناك خليفة بعد رسول الله (ص)، يعرفه الرسول (ص) بشخصه واسمه، ولكن عمر بن الخطاب فاته أن يسأل رسول الله (ص) !!
حسناً .. أ ليس من حقنا أن نسأل عمر بن الخطاب: إن كنت تظن أو تعتقد بأن هناك خليفة يعرفه الرسول (ص) باسمه وصفته .. فلماذا لم تسأل عنه رسول الله (ص) يوم الخميس عندما اعترضت على كتابة وصية رسول الله (ص) ؟!
ولماذا بادرت أنت وأبو بكر الى سقيفة بني ساعدة في ضربة استباقية ونصبت خليفة لرسول الله وهو ابو بكر ؟!
فهل من يجد مالاً مطروحاً على الأرض يحق له أخذه إن كان يظن أن له صاحباً ولكنه يجهله .. أ ليس عليه أولاً أن يبذل جهده في البحث عن صاحبه لكي يسلمه له .. حتى لا يكون غاصباً ومتعدياً ؟
ثم كيف يمكن لأحد يحب الرسول (ص) فعلاً .. ويتركه مسجى ولا يحضر تغسيله وتكفينه ودفنه .. ويذهب الى عقد المؤتمرات، وخوض معركة انتخابية لتنتج بيعة سماها عمر نفسه بـ ( الفلتة )، كما نقل ذلك البخاري في صحيحه ؟!
فقد نقل ابن أبي شيبة الكوفي في كتابه المصنف ج8 ب 43 ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة، ح5 ص572:
( حدثنا ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه: أن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي ( ص ) ، كانا في الأنصار فدفن قبل أن يرجعا ).
وكذلك نجد أحمد بن حنبل يخبرنا بأن عائشة بنت أبي بكر لم تحضر دفن زوجها رسول الله (ص) وانها لم تعلم بدفنه إلا عندما سمعت وقع المساحي ليلة الدفن –الاربعاء - !!!
مسند أحمد ج6 ص62:
( ... عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء ).
لا أدري لعلها كانت مشغولة بأمر أهم من متابعة تجهيز رسول الله (ص) ووداعه !! ولعل الأظهر انها ايضاً انشغلت بمشروع سقيفة بني ساعدة وتمهيد الأمر لأبيها ما أمكنها .. لا أدري بالضبط !
وعلي أي حال .. يبقى التساؤل عن أمر مهم وهو: هل فعلاً كان عمر بن الخطاب لا يعلم من هو الخليفة الشرعي بعد وفاة رسول الله (ص) أم ان تصريحة هذا له غايات سياسية دفنت مع عمر بن الخطاب .. أو يمكن للبيب ان يقتنصها من مجريات الأحداث قبل وبعد وفاة رسول الله (ص) ؟
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم في منتديات انصار الله انصار الامام المهدي ع اتباع الامام احمد الحسن اليماني ع وصي ورسول الامام المهدي محمد ابن الحسن (ع) والمهدي الذي يولد آخر الزمان المذكور في وصية جده رسول الله ص باسمه وصفته والموجود الآن .. ونسال الله لك التوفيق لمعرفة الحق ونصرته
أحاديث الحوض والارتداد
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران:144.
نحن نكن كل الاحترام والتقديس لمن ثبت من الصحابة واتبع ما أمر الله ورسوله به، ولم يبدل ولم ينقلب على عقبيه، ولكن هذا شيء والقول بعصمة وعدالة كل الصحابة شيء آخر.
صحيح البخاري ص142 – 143:
( ... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تعفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ).
فهذا نص صريح من الرسول محمد (ص) على أن بعض اصحابه سيرتدون على أعقابهم .. ومتى؟! .. "منذ فارقتهم" أي مباشرة بعد وفاة الرسول محمد (ص)، لأن " منذ " ظرف زمان، يبين أن الارتداد حصل في الأصحاب ومباشرة بعد وفاة الرسول محمد (ص) .. وهذا تصديق قوله تعالى: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران:144.
وليس هذا فقط .. بل يخرج لنا البخاري في صحيحه رواية أخرى تبين لنا أن الذين ينجون من أصحاب محمد (ص) قليل جداً، والباقي يرتدون على أعقابهم، وهذه نتيجة مؤسفة جداً:
صحيح البخاري ج 7 – كتاب الرقاق - ص208 – 209:
( ... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا انا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم. فقلت: أين ؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم ؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم. قلت: أين قال إلى النار والله. قلت: ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ).
قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج11 ص 414:
( ... " قوله فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم " يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه والهمل بفتحتين الإبل بلا راع وقال الخطابي الهمل ما لا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال والمعنى انه لا يرده منهم الا القليل لان الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره ... ).
وقال العيني في عمدة القاري ج23 ص142:
( ... " يخلص منهم إلا مثل همل النعم " بفتح الهاء والميم وهو ما يترك مهملا لا يتعهد ولا يرعى حتى يضيع ويهلك ، أي : لا يخلص منهم من النار إلا قليل ... ).
فأي خطب فظيع هذا الذي تسبب في ارتداد أكثر اصحاب رسول الله (ص) ومباشرة بعد وفاة رسول الله (ص)، ولا يمكن لأحد تأويل الفاظ هذه الأحاديث على غير معانيها الواضحة، لأن الرسول يقول ( أصحابي )، ويرفد هذا المعنى أحمد بن حنبل في مسنده برواية شهد ابن حجر العسقلاني بحسنها، تنص على أن الرسول (ص) بين أن هؤلاء الذين يؤخذون الى النار هم ممن صحب الرسول (ص) ورآه:
مسند احمد ج5 ص48:
( ... عن الحسن عن أبي بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليردن على الحوض رجال ممن صحبني ورآني حتى إذا رفعوا إلى ورأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن رب أصحابي أصحابي فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ).
وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ج11 ص333:
( ... ولأحمد والطبراني من حديث أبي بكرة رفعه ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ورآني، وسنده حسن ... ).
ثم إن تصريح الرسول (ص) عنهم انهم من أصحابه يبدد كل التأويلات الفاشلة في صرف هذه الاحاديث عن معانيها التي لا يشوبها غموض ... ولكن قاتل الله الهوى والتعصب الأعمى !
إذن ما دام أن الرسول محمد (ص) قد أخبر عن هذه الفتنة التي هي كالنار في الهشيم، والتي لا تبقي من الصحابة إلا كهمل النعم .. فكيف يترك الأمة بلا راع وبلا تعيين خليفة لهم لتقوم به الحجة على المرتدين والمنتحلين ؟!
أ ليس حرياً بكل عاقل حريص على آخرته أن يتحرر من قيود التعصب والتقليد ويبحث بموضوعية وانصاف عن أجوبة مقنعة لهذه المعضلات الخطيرة، لكي ينجو من نار وقودها الناس والحجارة، وأن يتبع نبياً حكيماً رحيماً لا يسبقه أحد بالعمل بالحكمة والرحمة للرعية، لا أن يعتقد بنبيه أنه قد غاب عنه معرفة الحكمة والرحمة التي تنبه لها غيره من بعده !!!
وعلامات الاستفهام لا تنقضي .. وتطول القائمة بسردها .. ولكن لنقف على واحدة منها، ألا وهي ما قاله عمر بن الخطاب في آخر أيامه، من أنه تمنى لو أنه سأل رسول الله (ص) عن الخلافة أو عن خليفته من بعده !!!
المستدرك للحاكم النيسابوري ج2 ص304:
( ... عن عمرو بن مرة عن مرة عن عمر رضي الله عنه قال ثلاث لان يكون النبي صلى الله عليه وآله بينهم لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها الخلافة والكلالة والربا . ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى كلام صاحب المستدرك.
أقول: وصححه الذهبي على شرط الشيخين ايضاً في تلخيص المستدرك.
المستدرك للحاكم النيسابوري ج2 ص303:
( ... عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لان أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ثلاث أحب إلى من حمر النعم من الخليفة بعده وعن قوم قالوا أنقر بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك أيحل قتالهم وعن الكلالة. ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى.
ومن هذين الحديثين يتبين لنا أن عمر بن الخطاب كان يظن أن هناك خليفة بعد رسول الله (ص)، يعرفه الرسول (ص) بشخصه واسمه، ولكن عمر بن الخطاب فاته أن يسأل رسول الله (ص) !!
حسناً .. أ ليس من حقنا أن نسأل عمر بن الخطاب: إن كنت تظن أو تعتقد بأن هناك خليفة يعرفه الرسول (ص) باسمه وصفته .. فلماذا لم تسأل عنه رسول الله (ص) يوم الخميس عندما اعترضت على كتابة وصية رسول الله (ص) ؟!
ولماذا بادرت أنت وأبو بكر الى سقيفة بني ساعدة في ضربة استباقية ونصبت خليفة لرسول الله وهو ابو بكر ؟!
فهل من يجد مالاً مطروحاً على الأرض يحق له أخذه إن كان يظن أن له صاحباً ولكنه يجهله .. أ ليس عليه أولاً أن يبذل جهده في البحث عن صاحبه لكي يسلمه له .. حتى لا يكون غاصباً ومتعدياً ؟
ثم كيف يمكن لأحد يحب الرسول (ص) فعلاً .. ويتركه مسجى ولا يحضر تغسيله وتكفينه ودفنه .. ويذهب الى عقد المؤتمرات، وخوض معركة انتخابية لتنتج بيعة سماها عمر نفسه بـ ( الفلتة )، كما نقل ذلك البخاري في صحيحه ؟!
فقد نقل ابن أبي شيبة الكوفي في كتابه المصنف ج8 ب 43 ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة، ح5 ص572:
( حدثنا ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه: أن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي ( ص ) ، كانا في الأنصار فدفن قبل أن يرجعا ).
وكذلك نجد أحمد بن حنبل يخبرنا بأن عائشة بنت أبي بكر لم تحضر دفن زوجها رسول الله (ص) وانها لم تعلم بدفنه إلا عندما سمعت وقع المساحي ليلة الدفن –الاربعاء - !!!
مسند أحمد ج6 ص62:
( ... عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء ).
لا أدري لعلها كانت مشغولة بأمر أهم من متابعة تجهيز رسول الله (ص) ووداعه !! ولعل الأظهر انها ايضاً انشغلت بمشروع سقيفة بني ساعدة وتمهيد الأمر لأبيها ما أمكنها .. لا أدري بالضبط !
وعلي أي حال .. يبقى التساؤل عن أمر مهم وهو: هل فعلاً كان عمر بن الخطاب لا يعلم من هو الخليفة الشرعي بعد وفاة رسول الله (ص) أم ان تصريحة هذا له غايات سياسية دفنت مع عمر بن الخطاب .. أو يمكن للبيب ان يقتنصها من مجريات الأحداث قبل وبعد وفاة رسول الله (ص) ؟
Comment