بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
المهدي عليه السلام حقيقة إسلامية أصيلة لا مجال لإنكارها أبداً، ورغم الاختلاف الحاصل بين المسلمين في تشخيص مصداق تلك الحقيقة، إلا أنّ ذلك لا يعني – بأيّ حال من الأحوال – الرفض أو التمرد عليها ما دام لم يختر غير الإسلام ديناً.
والحقيقة التي أضحت جلية اليوم بعد مجيء اليماني أحمد (عليه السلام) أنّ طرفي النزاع (السنة والشيعة) كل منهم يؤمن ببعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله ويترك البعض الآخر، فما تؤمن به الشيعة هو مهدي ولد في عام 255 هـ في سامراء / العراق، وهو ما يرفضه الرأي الرسمي السني. وما تؤمن به السنة هو مهدي يولد في آخر الزمان. في حين أنّ كلتا الشخصيتين حقيقتين ويجب الإيمان بهما وتصديق النبي – جدهما – فيهما.
وعلى الرغم من أنّ لكل طرف دليله الذي بنى اعتقاده عليه، إلا أنّ كلا الطرفين – أيضاً – غفل أو تغافل عن النصوص الواردة عنده والتي تثبت الشخصيتين معاً.
فأحاديث (الاثني عشر خليفة من قريش) الذائعة الصيت والانتشار عند كل المسلمين لم يجد من يدعي العلم فيهم مصداقاً إلا (آل محمد) عترة النبي وذريته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. كما أنّ الاعتراف بولادة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مذهب الكثير من علماء أهل السنة، وهذه بعض أسماء الذاكرين له:
1. الذهبي – سير أعلام النبلاء: ج13 ص119 ترجمة 60.
2. السبط إبن الجوزي – تذكرة الخواص: ص204.
3. القندوزي الحنفي – ينابيع المودة: ج3 ص306.
4. الحافظ جلال الدين السيوطي – إحياء الميت.
5. إبن صباغ المالكي – الفصول المهمة: ص274.
6. إبن حجر الهيثمي – الصواعق المحرقة: ص124، طبعة مصر.
7. إبن الأثير – الكامل في التاريخ: ج7 ص174 في حوادث سنة 260.
8. إبن خلكان – وفيات الأعيان: ج4 ص176، طبعة بولاق بمصر.
9. العلامة كمال الدين الشامي الشافعي – مطالب السؤول: ص89.
10. العلامة الشبلنجي – نور الأبصار: ص168، طبعة الشعبية.
11. خير الدين الزركلي – الأعلام: ج6 ص80 ترجمة الإمام المهدي.
12. عبد الوهاب الشعراني – اليواقيت والجواهر: ج2 ص143.
13. علي بن محمد العلوي – المجدي في أنساب الطالبيين: ص130. وغيرهم الكثير.
ولما لم يكن الغرض بحث هذه الجزئية وكان الهدف مناقشة من يعتقد بولادة المهدي في آخر الزمان أنحو بالكلام إذن على المعتقد به، لأقول:
1. إن منكر هذا المهدي (عليه السلام) كافر.
فعن سؤال وجه إلى ابن باز مفاده: يوجد لدينا رجل ينكر المسيح الدجال والمهدي ونزول عيسى عليه السلام ويأجوج ومأجوج ولا يعتقد في شيء منها.. فما حكمه؟
أجاب: مثل هذا الرجل يكون كافراً والعياذ بالله؛ لأنه أنكر شيئاً ثابتاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
2. والمهدي (عليه السلام) خليفة الله في أرضه، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم. ثم ذكر شيئاً لا أحفظه. فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي) سنن ابن ماجة: ج2 ص1367 ح4084. وممن حكم بصحة الحديث: ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم ج1 ص31، وأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري المتوفي سنة 840 هـ، في كتابه (مصباح الزجاجة)، والحاكم في المستدرك بسند آخر إلى سفيان الثوري، والذهبي في (تلخيص المستدرك) وقد وافق الحاكم على أن الحديث صحيح على شرط الشيخين، وغيرهم.
3. وإمام بل يصلي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، إذ أخرج البخاري ومسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم. صحيح البخاري: ج4 ص143 كتاب بدء الخلق، صحيح مسلم: ج1 ص94 باب نزول عيسى بن مريم.
4. ومن ولد فاطمة (عليها السلام)، وهو أمر واضح للجميع.
5. ومبدأ حركته (عليه السلام) الشرق، وفي ذلك أحاديث كثيرة.
قال السيوطي في الحاوي عن المهدي: أنه خليفة يقوم في آخر الزمان, وأنه من ولد فاطمة, وقد ثبت في أحاديث أنه يخرج من قبل المشرق, وأنه يبايع له بمكة بين الركن والمقام, وأنه يدخل بيت المقدس, وأنه يملأ الأرض عدلاً. الحاوي للفتاوي: ج2 ص6.
وقال ابن كثير: والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره ناحية المشرق ويبايع له عند البيت,كما دل على ذلك نص الحديث.
6. ومؤيداً من الله (يصلح الله أمره في ليلة)كما لا يخفى أيضاً.
7. وعشرات الروايات الأخرى التي بينت اسمه، وصفته الجسدية، وعلامات خروجه، والزمان الذي يبعث فيه، وتعداد أصحابه، وكل ما يسهم في الاهتداء إليه ونصرته.
والسؤال الخطير:
كيف يعرف السنة – وتحديداً الوهابية – هذا المهدي إذا ظهر وباشر دعوة الناس إليه خصوصاً وأن بعضهم يرى اقتراب أيام المهدي؟؟
يقول ابن عثيمين: إن الفتن بدأت تشرئب أعناقها، وبدأت تظهر، ولعل هذا – والله أعلم – توطئة لخروج المهدي فإنه يخرج إذا ملئت الأرض ظلماً وجوراً، وكون الفتن تتكاثر بهذه الكثرة العظيمة من حروب وسخافات وغيرها، لعله ينذر بذلك والله أعلم.
للبحث تتمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 44/سنة 2 في 24/05/2011 – 21جمادى الثاني1432هـ ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
المهدي عليه السلام حقيقة إسلامية أصيلة لا مجال لإنكارها أبداً، ورغم الاختلاف الحاصل بين المسلمين في تشخيص مصداق تلك الحقيقة، إلا أنّ ذلك لا يعني – بأيّ حال من الأحوال – الرفض أو التمرد عليها ما دام لم يختر غير الإسلام ديناً.
والحقيقة التي أضحت جلية اليوم بعد مجيء اليماني أحمد (عليه السلام) أنّ طرفي النزاع (السنة والشيعة) كل منهم يؤمن ببعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله ويترك البعض الآخر، فما تؤمن به الشيعة هو مهدي ولد في عام 255 هـ في سامراء / العراق، وهو ما يرفضه الرأي الرسمي السني. وما تؤمن به السنة هو مهدي يولد في آخر الزمان. في حين أنّ كلتا الشخصيتين حقيقتين ويجب الإيمان بهما وتصديق النبي – جدهما – فيهما.
وعلى الرغم من أنّ لكل طرف دليله الذي بنى اعتقاده عليه، إلا أنّ كلا الطرفين – أيضاً – غفل أو تغافل عن النصوص الواردة عنده والتي تثبت الشخصيتين معاً.
فأحاديث (الاثني عشر خليفة من قريش) الذائعة الصيت والانتشار عند كل المسلمين لم يجد من يدعي العلم فيهم مصداقاً إلا (آل محمد) عترة النبي وذريته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. كما أنّ الاعتراف بولادة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مذهب الكثير من علماء أهل السنة، وهذه بعض أسماء الذاكرين له:
1. الذهبي – سير أعلام النبلاء: ج13 ص119 ترجمة 60.
2. السبط إبن الجوزي – تذكرة الخواص: ص204.
3. القندوزي الحنفي – ينابيع المودة: ج3 ص306.
4. الحافظ جلال الدين السيوطي – إحياء الميت.
5. إبن صباغ المالكي – الفصول المهمة: ص274.
6. إبن حجر الهيثمي – الصواعق المحرقة: ص124، طبعة مصر.
7. إبن الأثير – الكامل في التاريخ: ج7 ص174 في حوادث سنة 260.
8. إبن خلكان – وفيات الأعيان: ج4 ص176، طبعة بولاق بمصر.
9. العلامة كمال الدين الشامي الشافعي – مطالب السؤول: ص89.
10. العلامة الشبلنجي – نور الأبصار: ص168، طبعة الشعبية.
11. خير الدين الزركلي – الأعلام: ج6 ص80 ترجمة الإمام المهدي.
12. عبد الوهاب الشعراني – اليواقيت والجواهر: ج2 ص143.
13. علي بن محمد العلوي – المجدي في أنساب الطالبيين: ص130. وغيرهم الكثير.
ولما لم يكن الغرض بحث هذه الجزئية وكان الهدف مناقشة من يعتقد بولادة المهدي في آخر الزمان أنحو بالكلام إذن على المعتقد به، لأقول:
1. إن منكر هذا المهدي (عليه السلام) كافر.
فعن سؤال وجه إلى ابن باز مفاده: يوجد لدينا رجل ينكر المسيح الدجال والمهدي ونزول عيسى عليه السلام ويأجوج ومأجوج ولا يعتقد في شيء منها.. فما حكمه؟
أجاب: مثل هذا الرجل يكون كافراً والعياذ بالله؛ لأنه أنكر شيئاً ثابتاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
2. والمهدي (عليه السلام) خليفة الله في أرضه، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم. ثم ذكر شيئاً لا أحفظه. فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي) سنن ابن ماجة: ج2 ص1367 ح4084. وممن حكم بصحة الحديث: ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم ج1 ص31، وأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري المتوفي سنة 840 هـ، في كتابه (مصباح الزجاجة)، والحاكم في المستدرك بسند آخر إلى سفيان الثوري، والذهبي في (تلخيص المستدرك) وقد وافق الحاكم على أن الحديث صحيح على شرط الشيخين، وغيرهم.
3. وإمام بل يصلي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، إذ أخرج البخاري ومسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم. صحيح البخاري: ج4 ص143 كتاب بدء الخلق، صحيح مسلم: ج1 ص94 باب نزول عيسى بن مريم.
4. ومن ولد فاطمة (عليها السلام)، وهو أمر واضح للجميع.
5. ومبدأ حركته (عليه السلام) الشرق، وفي ذلك أحاديث كثيرة.
قال السيوطي في الحاوي عن المهدي: أنه خليفة يقوم في آخر الزمان, وأنه من ولد فاطمة, وقد ثبت في أحاديث أنه يخرج من قبل المشرق, وأنه يبايع له بمكة بين الركن والمقام, وأنه يدخل بيت المقدس, وأنه يملأ الأرض عدلاً. الحاوي للفتاوي: ج2 ص6.
وقال ابن كثير: والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره ناحية المشرق ويبايع له عند البيت,كما دل على ذلك نص الحديث.
6. ومؤيداً من الله (يصلح الله أمره في ليلة)كما لا يخفى أيضاً.
7. وعشرات الروايات الأخرى التي بينت اسمه، وصفته الجسدية، وعلامات خروجه، والزمان الذي يبعث فيه، وتعداد أصحابه، وكل ما يسهم في الاهتداء إليه ونصرته.
والسؤال الخطير:
كيف يعرف السنة – وتحديداً الوهابية – هذا المهدي إذا ظهر وباشر دعوة الناس إليه خصوصاً وأن بعضهم يرى اقتراب أيام المهدي؟؟
يقول ابن عثيمين: إن الفتن بدأت تشرئب أعناقها، وبدأت تظهر، ولعل هذا – والله أعلم – توطئة لخروج المهدي فإنه يخرج إذا ملئت الأرض ظلماً وجوراً، وكون الفتن تتكاثر بهذه الكثرة العظيمة من حروب وسخافات وغيرها، لعله ينذر بذلك والله أعلم.
للبحث تتمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 44/سنة 2 في 24/05/2011 – 21جمادى الثاني1432هـ ق)
Comment