من هم الراسخون في العلم ؟ وهل يعلمون ويله ام فقط يؤمنون به ؟
قال الله تعالى : ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ))
يشكل ان الوقف عند ((والراسخون في العلم)) منكر وانه كيف صار علم المحكم والمتشابه عند الامام احمد الحسن ع
الجواب :
1. هل معقول ان ينزل الله شئ لا يعلمه هو فقط ؟ ما الحكمة من هذا الامر ؟
2. حديث الثقلين بين ان العترة اهل البيت ع هم عدل القرآن ولا يفترقان وقطعا واحمد الحسن (ع) منهم....والعترة عليهم السلام الذين لا يفارقهم القرآن ولا يفارقونه فسروا هذه الآيات وبينوا انهم هم الراسخون في العلم .....واذا كان لا احد ينكر على بن عباس او مجاهد ان يقول انه من الراسخين في العلم مع جهله تاويل القرآن كله فكيف ينكر المنكرون على من وصفهم رسول الله ص انهم مع القرآن العاصم من الضلال والزيغ وانهم لا يفارقونه ولا يفارقهم
3. قال تعالى : ((وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ*وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ *بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ)) فالقرآن ((هو)) آيات بينات اين ؟ ((في صدور الذي اوتوا العلم)) اي ان الذين اوتوا العلم القرآن عندهم القرآن بَيِّنن والبَيِّنن محكم لا متشابه وهؤلاء هم الراسخون في العلم لانهم اوتوا العلم منه سبحانه وليس اكتسابا من غيره ....وهم الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن : العترة اهل البيت (ع) كما بينه صلى الله عليه وآله
4. هذه امثلة من اقوال اكبر المفسرين السنة في عدم الوقف في الآية واعترافهم بوجود القائلين بان الراسخين في العلم يعلمون تاويله بدون نكير منهم الرازي والقرطبي وابن كثير
.........................................................
الرازي ـ التفسير الكبير
قال
((...والقول الثاني: أن الكلام إنما يتم عند قوله { وَٱلرسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } وعلى هذا القول يكون العلم بالمتشابه حاصلاً عند الله تعالى وعند الراسخين في العلم وهذا القول أيضاً مروي عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وأكثر المتكلمين.....))
ثم رجح القول بالوقف ولكنه اعترف بوجود هذا التفسير والفهم عند اكثر المتكلمين وانه مروي عن الصحابة
.......................................................
القرطبي ـ تفسير الجامع لاحكام القرآن
قال ردا على من استنكر القول بان الراسخين في العلم يعلمون التاويل قال
((...قلت: ما حكاه الخطابيّ من أنه لم يقل بقول مجاهد غيره فقد روي عن ٱبن عباس أن الراسخين معطوف على ٱسم الله عز وجل، وأنهم داخلون في علم المتشابه، وأنهم مع علمهم به يقولون آمنا به؛ وقاله الربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير والقاسم بن محمد وغيرهم. و { يقولون } على هذا التأويل نصب على الحال من الراسخين؛ ..... وٱحتجّ قائلو هذه المقالة أيضاً بأن الله سبحانه مدحهم بالرسوخ في العلم؛ فكيف يمدحهم وهم جهّال! وقد قال ٱبن عباس: أنا ممن يعلم تأويله. وقرأ مجاهد هذه الآية وقال: أنا ممن يعلم تأويله؛ حكاه عنه إمام الحرمين أبو المعالي....................ورجّح ٱبن فورك أنّ الراسخين يعلمون التأويل وأطنب في ذلك؛ وفي قوله عليه السلام لابن عباس: " اللَّهمّ فقهه في الدين وعلمه التأويل " ما يبين لك ذلك، أي علمه معاني كتابك. والوقف على هذا يكون عند قوله { والرّاسِخُونَ في الْعِلْم }. قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر: وهو الصحيح؛ فإن تسميتهم راسخين يقتضي أنهم يعلمون أكثر من المُحْكَم الذي يستوي في علمه جميع من يفهم كلام العرب. وفي أيّ شيء هو رسوخهم إذا لم يعلموا إلا ما يعلم الجميع!. .......))
.......................................................
تفسير ابن كثير
((...ومنهم من يقف على قوله: { وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } ، وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول، وقالوا: الخطاب بما لا يفهم بعيد، وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال: أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله. وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: والراسخون في العلم يعلمون تأويله، ويقولون: آمنا به، وكذا قال الربيع بن أنس، وقال محمد بن إسحاق: عن محمد بن جعفر بن الزبير: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ } الذي أراد ما أراد { إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ } ، ثم ردوا تأويل المتشابهات على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد، فاتسق بقولهم الكتاب، وصدق بعضه بعضاً، فنفذت الحجة، وظهر به العذر، وزاح به الباطل، ودفع به الكفر. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس، فقال: " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل " ومن العلماء من فصل في هذا المقام وقال: التأويل يطلق، ويراد به في القرآن معنيان: أحدهما التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه، ومنه قوله تعالى: { وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَـٰىۤ مِن قَبْلُ } [يوسف: 100] وقوله:{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ } [الأعراف: 53] أي: حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد، فإن أريد بالتأويل هذا، فالوقف على الجلالة؛ لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا الله عز وجل، ويكون قوله: { وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } مبتدأ و { يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ } خبره، وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر، وهو التفسير والبيان، والتعبير عن الشيء؛ كقوله:{ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ }[يوسف: 36] أي: بتفسيره، فإن أريد به هذا المعنى، فالوقف على: { وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ }؛ لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار، وإن لم يحيطوا علماً بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه......))
.................................................
قال الله تعالى : ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ))
يشكل ان الوقف عند ((والراسخون في العلم)) منكر وانه كيف صار علم المحكم والمتشابه عند الامام احمد الحسن ع
الجواب :
1. هل معقول ان ينزل الله شئ لا يعلمه هو فقط ؟ ما الحكمة من هذا الامر ؟
2. حديث الثقلين بين ان العترة اهل البيت ع هم عدل القرآن ولا يفترقان وقطعا واحمد الحسن (ع) منهم....والعترة عليهم السلام الذين لا يفارقهم القرآن ولا يفارقونه فسروا هذه الآيات وبينوا انهم هم الراسخون في العلم .....واذا كان لا احد ينكر على بن عباس او مجاهد ان يقول انه من الراسخين في العلم مع جهله تاويل القرآن كله فكيف ينكر المنكرون على من وصفهم رسول الله ص انهم مع القرآن العاصم من الضلال والزيغ وانهم لا يفارقونه ولا يفارقهم
3. قال تعالى : ((وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ*وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ *بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ)) فالقرآن ((هو)) آيات بينات اين ؟ ((في صدور الذي اوتوا العلم)) اي ان الذين اوتوا العلم القرآن عندهم القرآن بَيِّنن والبَيِّنن محكم لا متشابه وهؤلاء هم الراسخون في العلم لانهم اوتوا العلم منه سبحانه وليس اكتسابا من غيره ....وهم الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن : العترة اهل البيت (ع) كما بينه صلى الله عليه وآله
4. هذه امثلة من اقوال اكبر المفسرين السنة في عدم الوقف في الآية واعترافهم بوجود القائلين بان الراسخين في العلم يعلمون تاويله بدون نكير منهم الرازي والقرطبي وابن كثير
.........................................................
الرازي ـ التفسير الكبير
قال
((...والقول الثاني: أن الكلام إنما يتم عند قوله { وَٱلرسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } وعلى هذا القول يكون العلم بالمتشابه حاصلاً عند الله تعالى وعند الراسخين في العلم وهذا القول أيضاً مروي عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وأكثر المتكلمين.....))
ثم رجح القول بالوقف ولكنه اعترف بوجود هذا التفسير والفهم عند اكثر المتكلمين وانه مروي عن الصحابة
.......................................................
القرطبي ـ تفسير الجامع لاحكام القرآن
قال ردا على من استنكر القول بان الراسخين في العلم يعلمون التاويل قال
((...قلت: ما حكاه الخطابيّ من أنه لم يقل بقول مجاهد غيره فقد روي عن ٱبن عباس أن الراسخين معطوف على ٱسم الله عز وجل، وأنهم داخلون في علم المتشابه، وأنهم مع علمهم به يقولون آمنا به؛ وقاله الربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير والقاسم بن محمد وغيرهم. و { يقولون } على هذا التأويل نصب على الحال من الراسخين؛ ..... وٱحتجّ قائلو هذه المقالة أيضاً بأن الله سبحانه مدحهم بالرسوخ في العلم؛ فكيف يمدحهم وهم جهّال! وقد قال ٱبن عباس: أنا ممن يعلم تأويله. وقرأ مجاهد هذه الآية وقال: أنا ممن يعلم تأويله؛ حكاه عنه إمام الحرمين أبو المعالي....................ورجّح ٱبن فورك أنّ الراسخين يعلمون التأويل وأطنب في ذلك؛ وفي قوله عليه السلام لابن عباس: " اللَّهمّ فقهه في الدين وعلمه التأويل " ما يبين لك ذلك، أي علمه معاني كتابك. والوقف على هذا يكون عند قوله { والرّاسِخُونَ في الْعِلْم }. قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر: وهو الصحيح؛ فإن تسميتهم راسخين يقتضي أنهم يعلمون أكثر من المُحْكَم الذي يستوي في علمه جميع من يفهم كلام العرب. وفي أيّ شيء هو رسوخهم إذا لم يعلموا إلا ما يعلم الجميع!. .......))
.......................................................
تفسير ابن كثير
((...ومنهم من يقف على قوله: { وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } ، وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول، وقالوا: الخطاب بما لا يفهم بعيد، وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال: أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله. وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: والراسخون في العلم يعلمون تأويله، ويقولون: آمنا به، وكذا قال الربيع بن أنس، وقال محمد بن إسحاق: عن محمد بن جعفر بن الزبير: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ } الذي أراد ما أراد { إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ } ، ثم ردوا تأويل المتشابهات على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد، فاتسق بقولهم الكتاب، وصدق بعضه بعضاً، فنفذت الحجة، وظهر به العذر، وزاح به الباطل، ودفع به الكفر. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس، فقال: " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل " ومن العلماء من فصل في هذا المقام وقال: التأويل يطلق، ويراد به في القرآن معنيان: أحدهما التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه، ومنه قوله تعالى: { وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَـٰىۤ مِن قَبْلُ } [يوسف: 100] وقوله:{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُ } [الأعراف: 53] أي: حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد، فإن أريد بالتأويل هذا، فالوقف على الجلالة؛ لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا الله عز وجل، ويكون قوله: { وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } مبتدأ و { يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ } خبره، وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر، وهو التفسير والبيان، والتعبير عن الشيء؛ كقوله:{ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ }[يوسف: 36] أي: بتفسيره، فإن أريد به هذا المعنى، فالوقف على: { وَٱلرَٰسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ }؛ لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار، وإن لم يحيطوا علماً بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه......))
.................................................
Comment