بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
خليفة الله هو صورة الله
يشكل الكثيرون على القول ان خليفة الله هو صورة الله سبحانه وتعالى وهذا للفهم الخاطئ للمعنى او للخلفيات التي تمنع الناس من النظر الى ابعد مما هو مادي.
اولا علينا ان نعرف ان خليفة الله الحقيقي هو محمد (ص) افضل الخلق و كونه صورة الله يعني صورة مخلوقة اي ان آدم خلق على صورة الله وهو النبي محمد (ص) ومحمد هو صورة الله اي ان الله جعله يتصف بصفات الله في الخلق.
وهذا معناه ان محمد رحيم بأعلى رحمة ممكنة للبشروان محمد كريم بأعلى كرم ممكن للبشر المخلوق....وهكذا
في سورة التوبة يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 128 : ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)).
فآدم باعتباره خليفة من خلفاء الله فقط خلق على صورة الخليفة الحقيقي وهو محمد (ص) ومحمد (ص) هو صورة اللهوكل انسان مودع به الفطرة وهي انعكاس صورة الله في وجوده فكل انسان مهيء ليكون خليفة الله في ارضه ومن المقربين ولكنه يكون كذلك بعمله واخلاصه وتقربه الى الله او انه لايكون ويضيع حظه ويبتعد عن الفطرة التي خلق عليها
ولكي نوضح اكثر هذا المعنى نعطي هذا المثال :
الان سفارة مصر في الاردن هي مصر وهي وجه مصر في الاردن وهي خليفة مصر في الاردن صورة ليست صورة جسمانية. الوهابية مجسمة لذلك لما كان العرعور في مناظرة انصار الامام المهدي (ع) على الفضائيات يشكل فلانه يتصور كل شيء بالاجسام.
فلااشكال ان محمد (ص) هو صورة الله وآدم على صورة محمد الذي هو صورة الله سبحانه وتعالى. وممكن الاطلاع على كتاب التوحيد للامام احمد الحسن (ع) ليتبين للقارئ الكريم المعنى اكثر واوضح.
الآن السؤال المطروح : ما الفرق بين اتصاف محمد بصفات الهية وبين صفات الله سبحانه وتعالى ؟
فالآيات القرآنية تصف ان الله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم ((هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) وتصف ايضا ان محمد (ص) خليفة الله الحقيقي رؤوف رحيم ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)) .. والآيات تصف ان الله سبحانه الخالق ((قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) وتصف ان عيسى (ع) خالق ((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ))... فما الفرق بين اتصاف الله سبحانه وتعالى بهذه الصفات وبين اتصاف خلفاء الله سبحانه بهذه الصفات ؟
الجواب أن اتصاف محمد بصفة الألوهية مقيد بالنقص والاحتياج إليه سبحانه وتعالى ، وألوهيته سبحانه وتعالى ألوهية مطلقة ليس فيها أي نقص او احتياج.
فعيسى (ع) مثلا خالق ... والله خالق... يقول بعض من لا يفهمون الحقيقة كالعرعور نفسه في مناظراته مع انصار الامام المهدي (ع) ان الله سبحانه يخلق من لا شئ وان عيسى (ع) خلق من شئ ... اليس الله سبحانه خلق جسم آدم من طين وليس من عدم ؟ هل كان خلق الله سبحانه وتعالى هنا نفس خلق عيسى (ع) للطير ؟ طبعا ليس هذا هو الفرق ..
لكن الفرق بين خلق خليفة الله وخلق الله .. ان خليفة الله يخلق بحول وقوة غيره ... والله يخلق بحوله وقوته.
والحمد لله وحده
Comment