بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
هذا مقطع من بحث عن الامام المهدي ع بتصرف.
هذا الحديث فهم منه السنة أن المهدي شخص عادي لا يعلم بحقيقة كونه هو المهدي، بل لعلهم يقولون فيه إنه كان في مرحلة من حياته بعيداً عن التدين الحقيقي (وهذا فهم بعض السلفية)، ويتفرع عن فهمهم هذا أنهم يقولون أن المهدي يظهر وينتصر وبعد ذلك نعرفه، وبالتالي فهم لا يرون ضرورة لترقب حضوره ولا يرون أنفسهم ملزمين بنصرته، على الرغم مما تنطوي عليه كتبهم من معنى مغاير كما سيتضح.
وترد على تصورهم هذا عدة إشكالات:
1- إذا كان المهدي لا يعرف إنه هو المهدي، والناس أيضاً لا تعرف إنه المهدي، فمن المتوقع تماماً – ولاسيما في ظل وجود الحكومات الطاغوتية – أن يصادف خروج رجل – هو المهدي – ولكن الناس تراه طالب دنيا، فتتورط بحربه وعدائه، وبالنتيجة تعادي وتحارب رجلاً مؤمناً وهذا أمر لا يرتضيه الله ويترتب عليه وقوع الناس في الإثم.
2- إن عدم معرفته بحقيقة كونه المهدي ستبقى ملازمة له حتى النهاية، ولا يمكنه هو أو غيره أن يتيقن أن هذا الشخص هو المهدي، ومن الممكن جداً أن ترى الناس في رجل ما يخرج ويحقق انتصارات معينة وقد يصادف أن اسمه محمد بن عبدالله أو يُدعى له ذلك، أن ترى الناس فيه أنه هو المهدي، ولكنه في الحقيقة ليس المهدي، وبالنتيجة حين يظهر المهدي الحقيقي ستراه الناس أحد المدعين الكاذبين فيعادونه.
3 - لو أن معرفة المهدي تتحقق بمطابقة اسمه لاسم رسول الله (ص) وخروجه في مكة، فلعله قد خرج في نهاية سبعينيات القرن المنصرم ( حركة الجيهيمان، وصاحبه محمد بن عبدالله الذي زعموا أنه المهدي وقد ظهر في مكة – والحادثة معروفة )، ولعلهم قد قتلوه وهم لا يشعرون، وإلا من أين لهم التأكد من خلاف هذا، إذا كان المناط هو ما ذكروا فقط ؟ وإذا قالوا أن قتله دليل على أنه ليس هو المهدي، لأن المهدي منصور، يقال لهم: ولكنكم قبل قتله لا تعلمون أنه ليس هو المهدي فبأي حجة أقدمتم على قتاله ؟ ويقال لهم أيضاً إنكم إذن ستقاتلون المهدي الحقيقي وستراق منكم ومن أنصاره دماء من المسؤول عنها أمام الله تعالى، ومن يتحمل وزرها ؟
4- إن عدم معرفة المهدي لحقيقة كونه المهدي وعدم وجود ما يثبت به هذا الأمر بصورة قاطعة، وعدم معرفة الناس به بهذه الصورة القاطعة، يترتب عليه أن يبقى بعض من يشك في المهدي الحقيقي حين يظهر، على شكه وانتظاره المهدي الذي يرى أنه لم يظهر بعد، ويبقى معلقاً بآمال لا تتحقق، بل من المتوقع بقوة أن يعمل هذا على تثقيف الناس على فكرة أن المهدي لم يظهر بعد، وأن من يدعي أنه المهدي ليس سوى كاذب مدعٍ، وسيشكل هؤلاء طابوراً خامساً يفت في عضد دولة الإسلام. بل إن بعض المستكبرين الذي لا تروقهم سياسات المهدي المناقضة لمصالحهم وأهوائهم قد يستغلون مساحة الشك وعدم اليقين لدى الناس بأن مهديهم هو المهدي الموعود، ليبثوا من خلال هذه المساحة الإشاعات والشبهات.
يتبع
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
هذا مقطع من بحث عن الامام المهدي ع بتصرف.
المهدي يصلحه الله في ليلة.. هل المهدي يعلم انه المهدي ؟
عن علي (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة ) .هذا الحديث فهم منه السنة أن المهدي شخص عادي لا يعلم بحقيقة كونه هو المهدي، بل لعلهم يقولون فيه إنه كان في مرحلة من حياته بعيداً عن التدين الحقيقي (وهذا فهم بعض السلفية)، ويتفرع عن فهمهم هذا أنهم يقولون أن المهدي يظهر وينتصر وبعد ذلك نعرفه، وبالتالي فهم لا يرون ضرورة لترقب حضوره ولا يرون أنفسهم ملزمين بنصرته، على الرغم مما تنطوي عليه كتبهم من معنى مغاير كما سيتضح.
وترد على تصورهم هذا عدة إشكالات:
1- إذا كان المهدي لا يعرف إنه هو المهدي، والناس أيضاً لا تعرف إنه المهدي، فمن المتوقع تماماً – ولاسيما في ظل وجود الحكومات الطاغوتية – أن يصادف خروج رجل – هو المهدي – ولكن الناس تراه طالب دنيا، فتتورط بحربه وعدائه، وبالنتيجة تعادي وتحارب رجلاً مؤمناً وهذا أمر لا يرتضيه الله ويترتب عليه وقوع الناس في الإثم.
2- إن عدم معرفته بحقيقة كونه المهدي ستبقى ملازمة له حتى النهاية، ولا يمكنه هو أو غيره أن يتيقن أن هذا الشخص هو المهدي، ومن الممكن جداً أن ترى الناس في رجل ما يخرج ويحقق انتصارات معينة وقد يصادف أن اسمه محمد بن عبدالله أو يُدعى له ذلك، أن ترى الناس فيه أنه هو المهدي، ولكنه في الحقيقة ليس المهدي، وبالنتيجة حين يظهر المهدي الحقيقي ستراه الناس أحد المدعين الكاذبين فيعادونه.
3 - لو أن معرفة المهدي تتحقق بمطابقة اسمه لاسم رسول الله (ص) وخروجه في مكة، فلعله قد خرج في نهاية سبعينيات القرن المنصرم ( حركة الجيهيمان، وصاحبه محمد بن عبدالله الذي زعموا أنه المهدي وقد ظهر في مكة – والحادثة معروفة )، ولعلهم قد قتلوه وهم لا يشعرون، وإلا من أين لهم التأكد من خلاف هذا، إذا كان المناط هو ما ذكروا فقط ؟ وإذا قالوا أن قتله دليل على أنه ليس هو المهدي، لأن المهدي منصور، يقال لهم: ولكنكم قبل قتله لا تعلمون أنه ليس هو المهدي فبأي حجة أقدمتم على قتاله ؟ ويقال لهم أيضاً إنكم إذن ستقاتلون المهدي الحقيقي وستراق منكم ومن أنصاره دماء من المسؤول عنها أمام الله تعالى، ومن يتحمل وزرها ؟
4- إن عدم معرفة المهدي لحقيقة كونه المهدي وعدم وجود ما يثبت به هذا الأمر بصورة قاطعة، وعدم معرفة الناس به بهذه الصورة القاطعة، يترتب عليه أن يبقى بعض من يشك في المهدي الحقيقي حين يظهر، على شكه وانتظاره المهدي الذي يرى أنه لم يظهر بعد، ويبقى معلقاً بآمال لا تتحقق، بل من المتوقع بقوة أن يعمل هذا على تثقيف الناس على فكرة أن المهدي لم يظهر بعد، وأن من يدعي أنه المهدي ليس سوى كاذب مدعٍ، وسيشكل هؤلاء طابوراً خامساً يفت في عضد دولة الإسلام. بل إن بعض المستكبرين الذي لا تروقهم سياسات المهدي المناقضة لمصالحهم وأهوائهم قد يستغلون مساحة الشك وعدم اليقين لدى الناس بأن مهديهم هو المهدي الموعود، ليبثوا من خلال هذه المساحة الإشاعات والشبهات.
يتبع
Comment