بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
قول الرسول صلوات الله عليه واله ما اتاكم عني فعرضوه على كتاب الله
من الأحاديث الشريفة الواردة عن الرسول (ص) في ضرورة عرض الأحاديث على القرآن، ما نقله أبو بكر السرخسي: ( وقال عليه السلام : تكثر الأحاديث لكم بعدي فإذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى فما وافقه فاقبلوه واعلموا أنه مني ، وما خالفه فردوه واعلموا أني منه برئ [1] - أصول السرخسي - أبو بكر السرخسي - ج 1 - ص 365
وقوله (ص): ( إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فاقبلوه ، وما خالف كتاب الله فردوه )[1] - أصول السرخسي - أبو بكر السرخسي - ج 2 - ص 67 - 68
ونقل الرازي: ( روي أنه ص قال إذا روي عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فاقبلوه وإن خالفه فردوه ) - المحصول - الرازي - ج 3 - ص 91
ونقل الآمدي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا روي عني حديث ، فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فردوه )الاحكام - الآمدي - ج 2 - ص 323
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله )[1].
[1] - تاريخ ابن معين ، الدوري - يحيى بن معين - ج 1 - ص 326
فكرة العرض على القرآن التي تنص عليها هذه الأحاديث وغيرها الكثير تقدم لنا في الحقيقة حلاً من أروع ما يكون لمشكلة عدم ثقة كل طرف بمرويات الطرف الآخر، فإذا كان المناط موافقة أو عدم موافقة القرآن يمكننا والحال هذه أن نقبل أي رواية من أي طرف كانت طالما وافقت القرآن ووجدت منه شاهد صدق على مضمونها، ويسعنا كذلك رفض أي رواية من أي مصدر جاءت إذا كانت تخالف القرآن.
أيها المسلمون إذا لم تقبلوا هذه الطريقة التي تجعل من كتاب الله إماماً وحكماً، فأنتم تصرون على أخذ خلافاتكم معكم إلى يوم حسابكم، ففريق في الجنة وفريق في السعير، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[2].
ولن يدخل الجنة إلا من كانت عقيدته موافقة للقرآن، قال تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }[3].[1] - تاريخ ابن معين ، الدوري - يحيى بن معين - ج 1 - ص 326
الحمد لله رب العالمين
Comment