#شيعة
التيه في الأمة الإسلامية
ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله ص، حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله ص، وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله ص المعيّن من الله علي بن أبي طالب (ع)، حيث نصبه رسول الله ص بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين ص من بعده في غدير خم في حجة الوداع، ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي (ع) وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ص، بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء ع(علما تجد في هذا التقرير مناقشة لأمر احراق الدار ومحاولة بائسة لتبرير هذا الفعل ورد السيد المرتضى بالتفصيل..واليكم فقرة مما ذكره أحد كبار علماء العامة" وقال أيضاً: (... فأمّا ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق، فلو صح لم يكن طعناً على عمر، لأنّ له أن يهدّد من امتنع عن المبايعة.")*وهي بنت رسول الله ص الوحيدة من صلبه، وهي والحسن والحسين وعلي ع من فرض الله مودتهم في القرآن، قال تعالى:﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمـام (ع) لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء ع وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها، وهي التي قال فيها رسول الله ص: (أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين)(1).فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، قال رسول الله ص: (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل)(2)وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها، فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء، فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى...إلى.... رحلة رهيبة مرّت بها هذه الأمة، فكم من مدينة هتكت حرمتها وقُتل خيارها واعتدي على أعراض نسائها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله ص والكعبة المكرمة ( أرسل يزيد لعنه الله مسلم بن عقبة - والأولى أن يسمى مجرماً - فقتل في المدينة أكثر من عشرة آلاف مسلم فيهم سبعمائة صحابي، واعتدي على أكثر من ألف بكر، ولم يكتفِ بهذا حتى قصد الكعبة المشرفة ولكن الله أهلكه كما أهلك أصحاب الفيل ) (3) وكم عُذّب الأحرار وقُتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يُعرف فيها الليل من النهار، ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعباً، ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجباً.يقول المسعودي في أحدهم، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مروج الذهب: (غناه ابن عائشة صوتاً فطرب فقال له الوليد أحسنت والله يا امرئ أعد بحق عبد شمس فأعاد فقال: أعد بحق أمية فأعاد .. فقال الوليد إلى المغني فأكب ولم يبق عضو من أعضائه إلاّ قبله، وأهوى إلى إحليله ليقبله فضمه المغني بين فخذيه فقال له الوليد لا والله حتى أقبله, وما زال به حتى قبله, وأعطاه ألف دينار وأركبه بغلة وقال: مر بها على بساطي ففعل ووضع حوضا في بستان وملأه خمراً, فكان يسبح فيه مع الفواحش ويشرب منه حتى يبين فيه النقص ونزل يوماً على ابنته وقال من راقب الناس مات غماً) (4).
#كتاب الطريق الى الله
-----------------------------------------------
1- راجع: أسد الغابة لابن الأثير: ج5 ص520،مسند أحمد: ج4 ص5، صحيح البخاري: ج4 ص210، صحيح مسلم: ج7 ص141، سنن الترمذي: ج5 ص360، فضائل الصحابة للنسائي: ص87، السنن الكبرى للبيهقي: ج10 ص210، الاستيعاب لابن عبد البر: ج4 ص1895، ذخائر العقبى: ص43، تاريخ دمشق: ج42 ص134، الإصابة: ج8 ص102، وغيرها من المصادر عند الفريقين التي جاءت فيها ذكر فضائل الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام.2- تفسير العياشي: ج1 ص303. ورواه أحمد في المسند: ج5 ص340، والترمذي في سننه: ج3 ص322، والهيثمي في مجمع الزوائد: ج7 ص216 باختلاف في الالفاظ مع وحدة المضمون.3- يشير (ع) إلى واقعة الحرّة الدامية التي حصلت في 28 ذي الحجة من سنة 64 هجرية، حيث أباح يزيد مدينة رسول الله ثلاثة أيام وحصل فيها من القتل والاعتداء على الأعراض مما يعجز اللسان عن ذكر تفاصيله، ومن أحب الاطلاع فعليه بالكتب التي فصلت الواقعة. كما ويشير (ع) أيضاً إلى ما حصل في 3 ربيع الأول من نفس العام ، حيث حاصر جيش يزيد بيت الله الحرام واحرقوا البيت والمسجد.4- انظر الكنى والألقاب: ج1 ص346.*الشافي في الإمامة: ج4 ص112.
التيه في الأمة الإسلامية
ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله ص، حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله ص، وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله ص المعيّن من الله علي بن أبي طالب (ع)، حيث نصبه رسول الله ص بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين ص من بعده في غدير خم في حجة الوداع، ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي (ع) وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ص، بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء ع(علما تجد في هذا التقرير مناقشة لأمر احراق الدار ومحاولة بائسة لتبرير هذا الفعل ورد السيد المرتضى بالتفصيل..واليكم فقرة مما ذكره أحد كبار علماء العامة" وقال أيضاً: (... فأمّا ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق، فلو صح لم يكن طعناً على عمر، لأنّ له أن يهدّد من امتنع عن المبايعة.")*وهي بنت رسول الله ص الوحيدة من صلبه، وهي والحسن والحسين وعلي ع من فرض الله مودتهم في القرآن، قال تعالى:﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمـام (ع) لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء ع وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها، وهي التي قال فيها رسول الله ص: (أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين)(1).فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، قال رسول الله ص: (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل)(2)وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها، فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء، فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى...إلى.... رحلة رهيبة مرّت بها هذه الأمة، فكم من مدينة هتكت حرمتها وقُتل خيارها واعتدي على أعراض نسائها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله ص والكعبة المكرمة ( أرسل يزيد لعنه الله مسلم بن عقبة - والأولى أن يسمى مجرماً - فقتل في المدينة أكثر من عشرة آلاف مسلم فيهم سبعمائة صحابي، واعتدي على أكثر من ألف بكر، ولم يكتفِ بهذا حتى قصد الكعبة المشرفة ولكن الله أهلكه كما أهلك أصحاب الفيل ) (3) وكم عُذّب الأحرار وقُتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يُعرف فيها الليل من النهار، ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعباً، ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجباً.يقول المسعودي في أحدهم، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مروج الذهب: (غناه ابن عائشة صوتاً فطرب فقال له الوليد أحسنت والله يا امرئ أعد بحق عبد شمس فأعاد فقال: أعد بحق أمية فأعاد .. فقال الوليد إلى المغني فأكب ولم يبق عضو من أعضائه إلاّ قبله، وأهوى إلى إحليله ليقبله فضمه المغني بين فخذيه فقال له الوليد لا والله حتى أقبله, وما زال به حتى قبله, وأعطاه ألف دينار وأركبه بغلة وقال: مر بها على بساطي ففعل ووضع حوضا في بستان وملأه خمراً, فكان يسبح فيه مع الفواحش ويشرب منه حتى يبين فيه النقص ونزل يوماً على ابنته وقال من راقب الناس مات غماً) (4).
#كتاب الطريق الى الله
-----------------------------------------------
1- راجع: أسد الغابة لابن الأثير: ج5 ص520،مسند أحمد: ج4 ص5، صحيح البخاري: ج4 ص210، صحيح مسلم: ج7 ص141، سنن الترمذي: ج5 ص360، فضائل الصحابة للنسائي: ص87، السنن الكبرى للبيهقي: ج10 ص210، الاستيعاب لابن عبد البر: ج4 ص1895، ذخائر العقبى: ص43، تاريخ دمشق: ج42 ص134، الإصابة: ج8 ص102، وغيرها من المصادر عند الفريقين التي جاءت فيها ذكر فضائل الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام.2- تفسير العياشي: ج1 ص303. ورواه أحمد في المسند: ج5 ص340، والترمذي في سننه: ج3 ص322، والهيثمي في مجمع الزوائد: ج7 ص216 باختلاف في الالفاظ مع وحدة المضمون.3- يشير (ع) إلى واقعة الحرّة الدامية التي حصلت في 28 ذي الحجة من سنة 64 هجرية، حيث أباح يزيد مدينة رسول الله ثلاثة أيام وحصل فيها من القتل والاعتداء على الأعراض مما يعجز اللسان عن ذكر تفاصيله، ومن أحب الاطلاع فعليه بالكتب التي فصلت الواقعة. كما ويشير (ع) أيضاً إلى ما حصل في 3 ربيع الأول من نفس العام ، حيث حاصر جيش يزيد بيت الله الحرام واحرقوا البيت والمسجد.4- انظر الكنى والألقاب: ج1 ص346.*الشافي في الإمامة: ج4 ص112.