Tweet
#السنة
ليس اتفاقاً عشوائياً أن يكون الفارق بين أربعينية الإمام الحسين(ع)، وبين شهادة جده المصطفى محمد(ص) ثمانية أيام ، ورزية يوم الخميس توافق الرابع والعشرين من شهر صفر الخير، هذه الأرقام والأيام والمواقيت آيات لقوم يتفكرون، آيات تكشف عن قراءة سماوية واعية للأحداث، يقابلها فكر أرضي يتثاءب على وشل الدنية وحطامها ....
في الموقفين لم تغتنم الأمة الفرصة الإلهية المارة عليها، فأربعينية الإمام الحسين(ع) هي آية إلهية كشفت زيف مدعى الأمة للإسلام بوصفه دين الرحمة والإنسانية، فبقتل الأمة لريحانة رسول الله(ص) وخليفته تكون قد ترجمت فعل عمر وأتباعه عندما قتل الوصية المقدسة في نفوس عامة المسلمين، فحرمهم فرصة إلهية كانت ستجعلهم يأكلون من بين أقدامهم ومن فوق رؤوسهم ـ والأكل كناية ـ وتدور رحى الأيام ليترجم عمل عمر على يد شمر ـ وهذا الجناس في الأسماء ليس على سبيل الصدفة!! ـ ويصير واقعاً دموياً مفجعاً على ثرى كربلاء ، والرزية هي الرزية!!
فلولا اللغط الذي اثاره عمر في حضرة النبي(ص) وهو يدعوهم لإحضار صحيفة ودواة ليكتب الوصية العاصمة من الضلال، لما عادت الأمة إلى حيرة الضلالة ووقعت فريسة لبراثن الجهالة. لقد ارتفع صوت عمر وجماعته في حضرة النبي(ص) ليمنعهم من إمضاء أمر النبي(ص)، ويُحدث الفرقة ويكثر اللغط في حضرة القدس، فما كان من النبي(ص) إلا أن أمر بطردهم، والنبي(ص) لا يطرد المؤمنين، وهذا ما جاء في نص الكتاب المجيد، قال تعالى{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}(الشعراء/114)، وهذا الطرد علامة واضحة على أن المطرودين ليسوا بمؤمنين، وهذه الحقيقة كشفتها ملحمة كربلاء بجلاء ووضوح، فلولا موقف عمر من كتابة الوصية، لما كان لشمر ويزيد لعنهما الله أن يقتلا الحسين(ع) وأنصاره الطاهرين.
ولذا على الزائرين الذين يأسفون أنهم ممن أخرتهم عن أبي عبد الله(ع) الدهور، ومنعهم عن نصره المقدور، فلم يتاح لهم أن يدفعوا عنه بأنفسهم وما يملكون، عليهم أن يستذكروا أن هذه الزيارة هي لبيان حقيقة رزية كربلاء التي هي امتداد للرزية الأولى؛ رزية الخميس التي بكاها ابن عباس حتى بلَّ دمعه الحصى، وكانت سبباً في خلق البلبلة، بل أريقت بسببها الدماء الحرام تحت يافطة الردة المزعومة من خلال استعمال نهج خلط الأوراق، ليلتبس الحق بالباطل، ويؤخذ الأخضر بسعر اليابس، ويكفي التذكير بالمجزرة التي ارتكبها ابو بكر بحق مالك بن نويرة وأخيه وعشيرتهما لأنهما رفضا دفع الزكاة إلى أبي بكر لأنه لا يمثل الوريث الشرعي لقيادة الأمة بعد النبي(ص)، فما كان من أبي بكر إلا أن بعث خالد بن الوليد على رأس كتيبة، ولما سمع القوم بذلك استعدوا لمواجهته، ولما رأى منهم ما رأى قام خالد بخداعهم وذلك من خلال اعطائهم الأمان ثم قام بغدرهم وقتلهم غيلة، ولم يكتف بذلك بل مثل بهم شر مثلة، وذهب بعيداً عندما دخل بامرأة مالك بن نويرة في ليلة قتله!!!
فهذا النهج الإرهابي القبيح كان قد أرسى قواعده تلك الزمرة التي منعت الناس من أن تشهد كتابة الوصية العاصمة من الضلال، وحسبوا أن بمكرهم يستطيعون تعفية الحق، ولكن كما قال الحق سبحانه{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(الأنفال/30)، في كربلاء لم يألُ الإمام الحسين(ع) جهداً في الاحتجاج بوصية جده رسول الله(ص)، ولكن ماذا فعل القوم؟! قالوا له: لا نفقه ما تقول!!! مرة أخرى أعادوا نكأ جرح الرزية الأليم.
فإذا رفض الوصية المقدسة أولئك، فالأمل معقود بأمة تأتي في آخر الزمان لتعيد الحياة لنفوسها من خلال رفع راية تلك الوصية الإلهية المنقذة لهم من التخبط في ظلام الجهل، فنصرة الحسين(ع) اليوم هي برفع وصية جده رسول الله(ص) وجعلها سبيلا للهداية والمعرفة للحق الإلهي المضيع، وعلينا أن نعتبر مما فعله السابقون عندما اضاعوا فرصة نصرة الحسين(ع)، ونصرة جده المصطفى(ص)، ونغتنم تلك الفرصة الإلهية، ولتكن وصية رسول الله(ص) هي شعار الخلاص والإنقاذ من حالة الضياع التي يعيشها الناس اليوم.
والحمد لله وحده وحده وحده.
- الاستاذ زكي الصبيحاوي
fb.com/Alsabehaoy10313
#الحل_أحمد_الحسن
------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... مع اقتراب موعد أربعينية ابي الأحرار الحسين(ع)، ومناسبة شهادة الرسول الأعظم(ص) في الثامن والعشرين من صفر الخير تقف وصية رسول الله(ص) المقدسة طوداً شامخاً فاضحاً لمكر الماكرين، وكيد الكائدين وبغي الحاسدين، وخداع المتربصين، لتتلقفها ايدٍ وسواعد ادخرها الله سبحانه لقائم آل محمد(ع) وترفعها راية خلاص وإنقاذ من حالة الضياع والاستلاب ... عظم الله أجوركم
▌ ▐ الوصية المقدسة بين رزيتين ▌ ▐
ليس اتفاقاً عشوائياً أن يكون الفارق بين أربعينية الإمام الحسين(ع)، وبين شهادة جده المصطفى محمد(ص) ثمانية أيام ، ورزية يوم الخميس توافق الرابع والعشرين من شهر صفر الخير، هذه الأرقام والأيام والمواقيت آيات لقوم يتفكرون، آيات تكشف عن قراءة سماوية واعية للأحداث، يقابلها فكر أرضي يتثاءب على وشل الدنية وحطامها ....
في الموقفين لم تغتنم الأمة الفرصة الإلهية المارة عليها، فأربعينية الإمام الحسين(ع) هي آية إلهية كشفت زيف مدعى الأمة للإسلام بوصفه دين الرحمة والإنسانية، فبقتل الأمة لريحانة رسول الله(ص) وخليفته تكون قد ترجمت فعل عمر وأتباعه عندما قتل الوصية المقدسة في نفوس عامة المسلمين، فحرمهم فرصة إلهية كانت ستجعلهم يأكلون من بين أقدامهم ومن فوق رؤوسهم ـ والأكل كناية ـ وتدور رحى الأيام ليترجم عمل عمر على يد شمر ـ وهذا الجناس في الأسماء ليس على سبيل الصدفة!! ـ ويصير واقعاً دموياً مفجعاً على ثرى كربلاء ، والرزية هي الرزية!!
فلولا اللغط الذي اثاره عمر في حضرة النبي(ص) وهو يدعوهم لإحضار صحيفة ودواة ليكتب الوصية العاصمة من الضلال، لما عادت الأمة إلى حيرة الضلالة ووقعت فريسة لبراثن الجهالة. لقد ارتفع صوت عمر وجماعته في حضرة النبي(ص) ليمنعهم من إمضاء أمر النبي(ص)، ويُحدث الفرقة ويكثر اللغط في حضرة القدس، فما كان من النبي(ص) إلا أن أمر بطردهم، والنبي(ص) لا يطرد المؤمنين، وهذا ما جاء في نص الكتاب المجيد، قال تعالى{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}(الشعراء/114)، وهذا الطرد علامة واضحة على أن المطرودين ليسوا بمؤمنين، وهذه الحقيقة كشفتها ملحمة كربلاء بجلاء ووضوح، فلولا موقف عمر من كتابة الوصية، لما كان لشمر ويزيد لعنهما الله أن يقتلا الحسين(ع) وأنصاره الطاهرين.
ولذا على الزائرين الذين يأسفون أنهم ممن أخرتهم عن أبي عبد الله(ع) الدهور، ومنعهم عن نصره المقدور، فلم يتاح لهم أن يدفعوا عنه بأنفسهم وما يملكون، عليهم أن يستذكروا أن هذه الزيارة هي لبيان حقيقة رزية كربلاء التي هي امتداد للرزية الأولى؛ رزية الخميس التي بكاها ابن عباس حتى بلَّ دمعه الحصى، وكانت سبباً في خلق البلبلة، بل أريقت بسببها الدماء الحرام تحت يافطة الردة المزعومة من خلال استعمال نهج خلط الأوراق، ليلتبس الحق بالباطل، ويؤخذ الأخضر بسعر اليابس، ويكفي التذكير بالمجزرة التي ارتكبها ابو بكر بحق مالك بن نويرة وأخيه وعشيرتهما لأنهما رفضا دفع الزكاة إلى أبي بكر لأنه لا يمثل الوريث الشرعي لقيادة الأمة بعد النبي(ص)، فما كان من أبي بكر إلا أن بعث خالد بن الوليد على رأس كتيبة، ولما سمع القوم بذلك استعدوا لمواجهته، ولما رأى منهم ما رأى قام خالد بخداعهم وذلك من خلال اعطائهم الأمان ثم قام بغدرهم وقتلهم غيلة، ولم يكتف بذلك بل مثل بهم شر مثلة، وذهب بعيداً عندما دخل بامرأة مالك بن نويرة في ليلة قتله!!!
فهذا النهج الإرهابي القبيح كان قد أرسى قواعده تلك الزمرة التي منعت الناس من أن تشهد كتابة الوصية العاصمة من الضلال، وحسبوا أن بمكرهم يستطيعون تعفية الحق، ولكن كما قال الحق سبحانه{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(الأنفال/30)، في كربلاء لم يألُ الإمام الحسين(ع) جهداً في الاحتجاج بوصية جده رسول الله(ص)، ولكن ماذا فعل القوم؟! قالوا له: لا نفقه ما تقول!!! مرة أخرى أعادوا نكأ جرح الرزية الأليم.
فإذا رفض الوصية المقدسة أولئك، فالأمل معقود بأمة تأتي في آخر الزمان لتعيد الحياة لنفوسها من خلال رفع راية تلك الوصية الإلهية المنقذة لهم من التخبط في ظلام الجهل، فنصرة الحسين(ع) اليوم هي برفع وصية جده رسول الله(ص) وجعلها سبيلا للهداية والمعرفة للحق الإلهي المضيع، وعلينا أن نعتبر مما فعله السابقون عندما اضاعوا فرصة نصرة الحسين(ع)، ونصرة جده المصطفى(ص)، ونغتنم تلك الفرصة الإلهية، ولتكن وصية رسول الله(ص) هي شعار الخلاص والإنقاذ من حالة الضياع التي يعيشها الناس اليوم.
والحمد لله وحده وحده وحده.
- الاستاذ زكي الصبيحاوي
fb.com/Alsabehaoy10313
#الحل_أحمد_الحسن
------------------