هل مظلومية الزهراء حقيقية، ومن قتلها ؟و أين دفنت (عليها السلام) ؟و لماذا سمى الأئمة أولادهم باسم الخلفاء ؟و لماذا زوّج علي (ع) ابنته لعمر ؟
فجاء جواب الشيخ ناظم العقيلي لهذا السائل::
( بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد آله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
مظلومية الزهراء (عليها السلام) حقيقية، وكان من أسباب وفاتها ما جرى عليها من أذى في بيتها عندما أُحرق بابها وكُسر ضلعها وأُسقط جنينها، وأخرجوا الإمام علياً (ع) مكتوفاً لكي يبايع أبا بكر بن أبي قحافة بالقوة والإجبار.
وقد بقيت الزهراء (عليها السلام) غاضبة ومهاجرة لأبي بكر وعمر حتى وفاتها سلام الله عليها، وهذا ما رواه البخاري في صحيحه:
صحيح البخاري ج8 ص3: (عن عائشة: إنّ فاطمة والعباس (عليهما السلام) أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال، قال أبو بكر: والله لا ادع أمراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته. قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت).
وقد صح عن الرسول ص أنه قال بحق فاطمة (عليها السلام): (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني) ([1]).
(فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها) (2).
(إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)(3).
وقد دفنت الزهراء (عليها السلام) في البقيع مع ألمها وغيضها ومظلوميتها.
وأما سبب تسمية أبنائها بـ (الخلفاء)، فلأنهم أوصياء الرسول محمد ص وخلفاؤه بعد أبيهم علي بن أبي طالب (ع)، وهذا ثابت في أحاديث صحيحة كثيرة رواها علماء أبناء العامة، منها حديث الثقلين:
عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي; أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(4). والعترة هنا هم علي وفاطمة وذريتهما، كما هو مبين في حديث الكساء الصحيح المشهور.
وما يؤكد ذلك هو قول النبي ص عن الثقلين: (ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)، أي إنهما باقيان مترافقان إلى يوم القيامة ويجب التمسك بكليهما لا بأحدهما فقط، فالذي فسّر العترة بنساء النبي ص يجب عليه الآن أن يحضر لنا أحد نساء النبي في هذا الزمان لكي نتمسك بها، وهذا واضح البطلان، بل لم يقل أحد بوجوب التمسك بنساء النبي ص، بل أنّ الذين اقتدوا بعائشة في حرب الجمل ضلوا وحاربوا إمام زمانهم وخسروا الدنيا والآخرة، والحديث طويل لا يسع ذكره هنا.
وأما مسألة تزويج علي (ع) ابنته لعمر فهي قضية لم تثبت، وعلى فرض ثبوتها فهي لا علاقة لها بمسألة الخلافة ومن هو الأحق بها بعد رسول الله ص.
هداك الله لنصرة نبيك المصطفى وعترته أهل بيته الطيبين الطاهرين.
والحمد لله وحده.)
(من كتاب الجواب المنير عبر الاثير)
*******************************************
المصادر:
(1): رواه البخاري في صحيحه: ج4 باب مناقب قرابة رسول الله ص210.
(2): رواه مسلم في صحيحه: ج7 باب فضائل فاطمة ص141.
(3): رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك وصححه: ج3 ص153 – 154، والطبراني في المعجم الكبير: ج1 ص108 ح182، والهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 ص203، وقال عنه: رواه الطبراني وإسناده حسن، والمتقي الهندي في كنز العمال: ج12 ص111 ح34238.
(4): رواه الترمذي في صحيحه: ج5 ص328 – 329 ح 3876، وقال عنه: (هذا حديث حسن غريب)، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال: ج1 ص173 برقم 873، ورواه عبد بن حميد بن نصر الكسّي في منتخب مسنده: ص107 – 108 برقم 240 باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي: ج3 ص543 – 544 برقم 3788.
فجاء جواب الشيخ ناظم العقيلي لهذا السائل::
( بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد آله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
مظلومية الزهراء (عليها السلام) حقيقية، وكان من أسباب وفاتها ما جرى عليها من أذى في بيتها عندما أُحرق بابها وكُسر ضلعها وأُسقط جنينها، وأخرجوا الإمام علياً (ع) مكتوفاً لكي يبايع أبا بكر بن أبي قحافة بالقوة والإجبار.
وقد بقيت الزهراء (عليها السلام) غاضبة ومهاجرة لأبي بكر وعمر حتى وفاتها سلام الله عليها، وهذا ما رواه البخاري في صحيحه:
صحيح البخاري ج8 ص3: (عن عائشة: إنّ فاطمة والعباس (عليهما السلام) أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال، قال أبو بكر: والله لا ادع أمراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته. قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت).
وقد صح عن الرسول ص أنه قال بحق فاطمة (عليها السلام): (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني) ([1]).
(فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها) (2).
(إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)(3).
وقد دفنت الزهراء (عليها السلام) في البقيع مع ألمها وغيضها ومظلوميتها.
وأما سبب تسمية أبنائها بـ (الخلفاء)، فلأنهم أوصياء الرسول محمد ص وخلفاؤه بعد أبيهم علي بن أبي طالب (ع)، وهذا ثابت في أحاديث صحيحة كثيرة رواها علماء أبناء العامة، منها حديث الثقلين:
عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي; أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(4). والعترة هنا هم علي وفاطمة وذريتهما، كما هو مبين في حديث الكساء الصحيح المشهور.
وما يؤكد ذلك هو قول النبي ص عن الثقلين: (ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)، أي إنهما باقيان مترافقان إلى يوم القيامة ويجب التمسك بكليهما لا بأحدهما فقط، فالذي فسّر العترة بنساء النبي ص يجب عليه الآن أن يحضر لنا أحد نساء النبي في هذا الزمان لكي نتمسك بها، وهذا واضح البطلان، بل لم يقل أحد بوجوب التمسك بنساء النبي ص، بل أنّ الذين اقتدوا بعائشة في حرب الجمل ضلوا وحاربوا إمام زمانهم وخسروا الدنيا والآخرة، والحديث طويل لا يسع ذكره هنا.
وأما مسألة تزويج علي (ع) ابنته لعمر فهي قضية لم تثبت، وعلى فرض ثبوتها فهي لا علاقة لها بمسألة الخلافة ومن هو الأحق بها بعد رسول الله ص.
هداك الله لنصرة نبيك المصطفى وعترته أهل بيته الطيبين الطاهرين.
والحمد لله وحده.)
(من كتاب الجواب المنير عبر الاثير)
*******************************************
المصادر:
(1): رواه البخاري في صحيحه: ج4 باب مناقب قرابة رسول الله ص210.
(2): رواه مسلم في صحيحه: ج7 باب فضائل فاطمة ص141.
(3): رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك وصححه: ج3 ص153 – 154، والطبراني في المعجم الكبير: ج1 ص108 ح182، والهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 ص203، وقال عنه: رواه الطبراني وإسناده حسن، والمتقي الهندي في كنز العمال: ج12 ص111 ح34238.
(4): رواه الترمذي في صحيحه: ج5 ص328 – 329 ح 3876، وقال عنه: (هذا حديث حسن غريب)، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال: ج1 ص173 برقم 873، ورواه عبد بن حميد بن نصر الكسّي في منتخب مسنده: ص107 – 108 برقم 240 باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي: ج3 ص543 – 544 برقم 3788.