اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة
هل يجب الإيمان بالمهدي (ع) ؟؟
https://www.facebook.com/alhml.almdbooh.313
------------------
لا شكَّ أنّ عامة - عوام - المسلمين مختلفون في جواب هذا السؤال، فالبعض يرى عدم وجوب الإيمان بالمهدي ، بينما البعض الآخر يماطل في الجواب بقوله عدم ضرورة إجابة السؤال لكون المهدي لم يوجد بعد، بينما آخرون يرون وجوب الإيمان به كعقيدة، والرأي الأخير هو المختار من علماء المسلمين على العكس من الآراء التي تقدمت.
ومع الأسف فإنّ الغالب على عوام المسلمين عدم الاطلاع على كتب علمائهم وآرائهم والاكتفاء بقول من يَرْتَدُون زيَّ طلبة العلم، فترى السني عادةً يقنع بقول أي شخص يرتدي الزيّ الديني تمامًا كما هو حال أغلب الشيعة مع أنّ الطرفين لو راجعوا كتب علمائهم لتغيّرت عندهم كثيرٌ من المفاهيم تمامًا، ومن هذه المفاهيم مفهوم الاعتقاد بالمهدي الحق (مهدي المسلمين بغض النظر عن المصداق) ووجوبه كما أقرَّهُ علماءُ السنة.
فالإيمان بالمهدي الحق من عقائد المسلمين الثابتة، ومحاولة إنكار هذه العقيدة إنما هي محاولة استحمار يمارسها بعض مُدَّعي العلم بشُبُهاتٍ وتوهُّماتٍ سنقف مع توهُّمٍ شائعٍ منها قبل أن ننتقل إلى إيراد بعض كلمات علماء السنة في وجوب الإيمان بالمهدي.
توهُّمٌ شائع :
ما يدّعيه البعض من عدم وجود حديث صحيح في المهدي:
ويَرُدُّ على هذا الاتجاهِ الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة قائلاً: (... "لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً")
أخرجه أحمد: ج3 ص36، وابن حبان: ص1880، والحاكم: ج4 ص557، وأبو نعيم في الحلية: ج3 ص101.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي وهو كما قالا، وأشار إلى تصحيحه أبو نعيم بقوله عقبه: "مشهور من حديث أبي الصديق عن أبي سعيد". فإنه بقوله: "مشهور" يشير إلى كثرة الطرق عن أبي الصديق، كما تقدم، وأبو الصديق اسمه بكر بن عمرو، وهو ثقة اتفاقاً محتج به عند الشيخين وجميع المحدثين، فمن ضعف حديثه هذا من المتأخرين، فقد خالف سبيل المؤمنين، ولذلك لم يتمكن ابن خلدون من تضعيفه، مع شططه في تضعيف أكثر أحاديث المهدي بل أقرّ الحاكم على تصحيحه لهذه الطريق والطريق الآتية، فمن نسب إليه أنه ضعف كل أحاديث المهدي فقد كذب عليه سهواً أو عمداً) (السلسلة الصحيحة: برقم 1529 ج4 ص103.http://islamport.com/d/1/alb/1/19/136.html).
وقال أيضًا بعد مناقشة طويلة مما قاله في مناقشته: (فقال - ابن تيمية - في منهاج السنة ج4 ص211): (إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره).
وكذا في المنتقى من منهاج الاعتدال - للذهبي: ص534. قلت: فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث قد صححوا أحاديث خروج المهدي، ومعهم أضعافهم من المتقدمين والمتأخرين أذكر أسماء من تيسر لي منهم ........ الخ).
أثبت فيها أحاديث المهدي : (بعد هذا كله أليس من العجيب حقاً قول الشيخ الغزالي في "مشكلاته" التي صدرت عنه حديثاً (ص139): "(من محفوظاتي وأنا طالب أنه لم يرد في المهدي حديث صريح، وما ورد صريحاً فليس بصحيح)" !!
فمن هم الذين لقنوك هذا النفي وحفظوك إياه وأنت طالب ؟ أليسوا هم علماء الكلام الذين لا علم عندهم بالحديث، ورجاله، وإلا فكيف يتفق ذلك مع شهادة علماء الحديث بإثبات ما نفوه ؟! أليس في ذلك ما يحملك على أن تعيد النظر فيما حفظته طالباً، لاسيما فيما يتعلق بالسنة والحديث تصحيحاً وتضعيفاً، وما بني على ذلك من الأحكام والآراء، ذلك خير من أن تشكك المسلمين في الأحاديث التي صححها العلماء لمجرد كونك لقنته طالباً، ومن غير أهل الاختصاص والعلم !؟) (المصدر السابق).
ومن هذه الشبهة وأمثالها امتدَّ الوهْمُ عند كثير من المسلمين بعدم صحة الاعتقاد بظهور المهدي آخر الزمان، مع أنّ هذه العقيدة لا غبار عليها بل لا يوجد شك في وجوب الاعتقاد بها على المسلم.
قال الألباني: (ومنهم - وفيهم بعض الخاصة - من علم أنّ ما حكيناه عن العامة أنه خرافة ولكنه توهم أنها لازمة لعقيدة خروج المهدي، فبادر إلى إنكارها، على حد قول من قال: "وداوني بالتي كانت هي دواء" ! وما مثلهم إلا كمثل المعتزلة الذين أنكروا القدر لما رأوا أن طائفة من المسلمين استلزموا منه الجبر !! فهم بذلك أبطلوا ما يجب اعتقاده، وما استطاعوا أن يقضوا على الجبر ! وطائفة منهم رأوا أنّ عقيدة المهدي قد استغلت عبر التاريخ الإسلامي استغلالاً سيئاً، فادعاها كثير من المغرضين، أو المهبولين، وجرت من جراء ذلك فتن مظلمة، كان من آخرها فتنة مهدي (جهيمان) السعودي في الحرم المكي، فرأوا أنّ قطع دابر هذه الفتن إنما يكون بإنكار هذه العقيدة الصحيحة !
وإلى ذلك يشير الشيخ الغزالي عقب كلامه السابق وما مثل هؤلاء إلا كمثل من ينكر عقيدة نزول عيسى في آخر الزمان التي تواتر ذكرها في الأحاديث الصحيحة؛ لأنّ بعض الدجاجلة ادعاها، مثل ميرزا غلام أحمد القادياني، وقد أنكرها بعضهم فعلاً صراحة، كالشيخ شلتوت، وأكاد أقطع أنّ كل من أنكر عقيدة المهدي ينكرها أيضاً، وبعضهم يظهر ذلك من فلتات لسانه، وإن كان لا يبين. وما مثل هؤلاء المنكرين جميعاً عندي إلا كما لو أنكر رجل إلوهية الله بدعوى أنه ادعاها بعض الفراعنة ! "فهل من مدكر") (المصدر السابق).
Comment