إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

من مأرب إلى طشقند

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ذيب الغداري
    عضو جديد
    • 02-11-2014
    • 2

    من مأرب إلى طشقند

    (من مأرب الى طشقند)

    هذه ليست رواية بالمعنى المتعارف عليه في كتب الأدب،وليست حكاية لمجرد التسليه،وليست قصه من نسج الخيال،هي مزيج من الرواية والحكاية،وهي قصه واقعية وحقيقية،حدثت بجميع فصولها وتفاصيلها في واقع الحياة. بدايتهامفاجأة،ورحلتها معقده،ونهايتها معجزه، اجتمعت فيها معايير الخير والشر،وتقابلت فيها موازين الحق والباطل،وظهر فيها جليآ السباق بين الأمل واليأس،وصراع الإنسان مع الطبيعه. مسرحها يتجاوز الجغرافيا،ويعبر الحدود والمسافات بين القرى،والمدن والدول،ينتقل بين الرمال والبحر ، ويطير من وهج الصحراء إلى صقيع الثلوج. يتخطى اللغه الواحدة،والقومية الواحدة. . .وعبر البحار والمحيطات يعود ليستقر في نهايتها حيث بدأت في مأرب. وأبطالها. مجموعة كبيرة من الناس. . عركتهم الحياة. . ، وعلمتهم التجارب. . ،وخبرتهم الأحداث. . . فصنعوا الحياة قبل أن تصنعهم. . ،وصرعوا المستحيل قبل أن يصرعهم.يجمعهم الإيمان العميق بعدالة السماء،وأهمية دور كل واحد منهم مهما كان بسيطا. سمعتها من أبطالها كلمة . . كلمة،ورأيتها في حياتهم وعيونهم صورة. . صورة ،وأحاول هنا أن أجمع أجزاءها،وألملم صورها كماهي. وبجانب هذه الصوره،بل وفي إطارها سوف احاول_بعد أن أمضيت حتى الآن أكثر من عشر سنوات في مأرب_أن أضع أمام القارئ صورآ مماثلة لتقاطيع الأرض والإنسان في هذا الجزء من الوطن. في هذه القصة تظهر قدرة الإنسان على مواجهة الصعاب وقهر المستحيل وعدم الاستسلام لليأس،وفيها أيضا تظهر تلك السمات والمميزات التي يشتهر بها سكان المناطق الشرقية في اليمن (البدو). من الفراسة والذكاء وسرعة التكيف مع المتغيرات. في هذه القصة تظهر البيئة بتنوعها الجغرافي والمناخي، وتظهر القبيلة باعتبارها كيان اجتماعي،والعلاقة بين أفرادها. . ، وقواعد الالتزام التي تحكم نظامها،وعلاقتها بغيرها من القبائل، وعلاقتها بالسلطة انطلاقا من أن الانتماء ينمو ويتعمق تبعا لتجربته في الحياة، ويتدرج من الفرد إلى الأسرة إلى القبيلة إلى الوطن. . ، ثم في النظام المسؤول عن حماية هذا الوطن وتسيير شؤونه. يصاب الإنسان بالآلام، ويظل قويا بقدر ماتظل الآمال ترسم طريق حياته،فإذا ماقضت آلا مه على أماله فليس هناك مايستدعي الحديث عنه. لقد كنت وأنا أكتب هذه القصة متأثرآ بعدة عوامل، منهاأنني أعجبت بهؤلاء الناس. ،ومنها أن أبي_ الذي علمني الكتابة___عندما كان عندي في مأرب،وأنا في منتصف القصة تقريبا. أعجب بها وواصل قراءتها في ليلة كاملة حتى بدا عليه الإرهاق والتعب لأنه أخر موعد نومة الذي لا يؤخره إلا نادرآ. . ، ومنها أيضا أنني تأثرت بعدد من الروايات الكلاسيكية الشهيرة لبعض الكتاب العالميين التي كنت قد قرأتها في مامضى من عمري . . ، والتي سيجد القارئ ملامح منها__ __ وفي سياق هذه القصة . ومع أن هذه هي أول محاولة لي للكتابة بهذا ال(كم)فإني أرجو أن يكون ذلك عذرا لي للتجاوز عن ال(كيف)التي قدتجعل من هو أكثر مني قدرة ودراية يكشف بعض الأخطاء والنواقص . . . . وإليكم الحكاية:
  • ذيب الغداري
    عضو جديد
    • 02-11-2014
    • 2

    #2
    رد: من مأرب إلى طشقند

    ( 1 )
    عندما كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء (وهو وقت متأخر بالنسبة لسكان وادي سبأ__الأشراف وعبيده__الذين ينامون في العادة مبكرين) وحيث كان الجومعتدلا ويميل إلى البرودة في اليوم الثاني من شهر ديسمبر عام1997م . . .رن جرس الهاتف في منزل أحد الأشراف، وبدا من كلام الطرف الآخر أنه كان مستعجلآ_حيث بادره بالسؤال: _هل وصل إليكم صالح ومحسن؟ ركز الذي استقبل المكالمة فكره، وحاول أن يميز صوت الرجل ،ومن ثم يحدد هويته . .فلم يتمكن. ،وعملآ بأهمية الجانب الأمني وسرعة البديهية،وعدم التحدث مع أي شخص مجهول الذي تحتمه الضرورات والظروف الاجتماعية وقضايا الثأر التي تنتشر في المنطقة،فقد رد عليه قائلا: _من أنت؟ _أنا رفيقهم. ، هل وصلوا إلى مأرب؟ _من هم؟ _صالح،ومحسن. _من تقصدبصالح ومحسن. . ؟ _صالح بن عبدالله ومحسن بن عبود. _لا . لم يصلوا إلينا حتى الآن_أين هم؟ _أنا تركتهم صباح أمس في ثمود،وقدسلمتهم البضاعة التي من المقرر أن يحملوها لي إلى مأرب وتحركو ا إليكم مباشرة. ،_وأضاف المتحدث: _سوف أعاود الاتصال بكم مرة ثانية . . ،_وأغلاق الهاتف. لم تحدث هذه المكالمة أي ردة فعل، ولم تثر أي تساؤل أو استغراب فربما قررا التأخر في سيئون للراحه والاستعداد لرحله صحراوية شاقه تزيد مسافتها عن ثلاثمائة وخمسين كيلو مترآ. في اليوم التالي(وبعد مرور الفترة الزمنية المتوقعة للسفر والراحة من سيئون إلى مأرب)بدأت بعض الاتصالات بين الاشراف حول عدم وصول أصحابهم صالح ومحسن حتى الآن. ،وبدأت الاحتمالات والشكوك تتوارد هنا وهناك. هل تعرضوا لحادث مروري؟ هل اعترضتهم الرياح اللافحة،وسط جبال الرمال المتحركة ففقدو طريقهم الصحيح؟! وقد جاء هذا الاحتمال من ذكرى أليمة يعرفها جميع الاشراف،حيث فقدوا أحد أصحابهم الأشداء في ثنايا الرمال المتحركه قبل عدة سنوات ولم يجدوه إلا جثة هامدة. هل ياترى تعرض لهم قطاع الطرق طمعآ في حملة البضائع التي معهم؟ هل لكون الثاني وهو محسن بن عبود مطلوبأ في قضية ثأر علاقه باختفائهم؟ وهل كان غرماء محسن يعلمون.بموعد سفرهم ويرصدون تحركاتهم؟ ازدادت التساؤلات والشكوك،واستقر الرأي أخيرآ بعد التواصل بينهم جميعآ أن يتم إرسال مجموعتين:المجموعة الاولى تحركت في اليوم الرابع من ديسمبر باتجاه سيئون والمكلا. ، والمجموعة الثانية تتحرك في اليوم الخامس من ديسمبر باتجاه الطريق الصحراوي مرورآ بخشم الجبل إلى رماه،ثم إلى ثمود.>>

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎