الخليفة الثاني عشر عند السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً
الشيخ ناظم العقيلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً
تعد الخلافة بعد الرسول محمد (ص) أهم ما في الدين، باعتبار أن محمداً (ص) خاتم الأنبياء وشريعته خاتمة الشرائع، ودين الناس لا يستقيم بدون قيِّم مؤيد ومسدد من السماء، لكي يُوقِف الناس على الصراط المستقيم ويردهم عن النقص أو الزيادة في الدين.
فعندما نجد الله جل جلاله لم يترك الناس قبل الرسول محمد (ص) بلا نبي أو وصي نبي، بالرغم من عدم انقطاع النبوة، كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما:
(كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فان الله سائلهم عما استرعاهم) صحيح البخاري ج4 ص 144 / صحيح مسلم ج6 ص17.
فكيف يترك الله سبحانه الناس بدون إمام وحجة معصوم ومؤيد، مع ختم النبوة بمحمد (ص)، وخصوصاً إذا علمنا أن الرسول محمداً (ص) قد أخبر عن تفرق أمته إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة، وهذا يُنبئ عن انفلاق الفتن والضلال والأهواء والزيغ في الأمة على قدم وساق، وهذا ما يستدعي وجود خلفاء مسددين أمناء يتمسك بهم الناس في بحر الفتن الهائج.
والرسول محمد (ص) لم تغب عنه هذه الحقيقة التي لا تغيب حتى عن راعي الإبل عندما يترك إبله في الصحراء، وحاشا رسول الله أن يخالف الحكمة وهو معدنها وسيدها، فقد نص في أحاديث كثيرة على وجود خلفاء من بعده، وشدد على وجوب مبايعتهم والتمسك بهم والوفاء لهم.
وبما أني الآن بصدد تسليط الضوء قليلاً على الخلافة عند السنة، فلا أريد التطرق إلى تعيين آل محمد للخلافة؛ علي (ع) وذريته المطهرين، بحديث الثقلين وغيره من الأحاديث الصحيحة عند السنة، بل أريد أن أهمس في آذان من يطلب الحق بصدق، عن ما آل إليه حال من عدل عن آل محمد في أي مستنقعٍ وقع وأي فُسَّاقٍ تبع !
فهم عندما وجودوا الرسول محمداً (ص) قد حدد الخلفاء باثني عشر خليفة وبعدهم يكون التيه والهرج – وهو طبعاً غيبة الثاني عشر -، اضطربت أفكارهم في تحديد مصاديق هؤلاء الاثني عشر، وأقحطوا قحطاً اضطرهم الى ترقيع ثوبهم بما يشينه ولا يزينه، رقعوه بمعاوية الباغي الطاغي الطليق ابن الطليق ابن آكلة الأكباد، وبعده بيزيد الفاجر الفاسق الزنديق قاتل الحسين (ع) ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة، ثم ازداد الحال سوءاً وانتكاساً في مستنقع الضلال حتى نصبوا بني الحكم بن أبي العاص خلفاء على الناس، نعم نصبوا القردة خلفاء للرسول محمد (ص) واقروا بشرعيتهم ووجوب طاعتهم، وعندما أقول قردة ليس اجتهاداً واعتباطاً، بل هذا ما بيَّنه الله تعالى لرسوله (ص) في منامه، كما في الحديث الصحيح الآتي:
عن رسول الله (ص) انه قال: (قال إني أريت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة. قال فما رؤى النبي صلى الله عليه وآله مستجمعاً ضاحكاً حتى توفي) المستدرك للحاكم النيسابوري ج4 ص480.
بنو الحكم الذين لعنهم رسول الله (ص) قبل أن يولدوا، كما في الحديث الصحيح الآتي:
عن الشعبي قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول: (ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاناً ـ يعني الحكم ـ وما ولد من صلبه) مسند أحمد ج4 ص5 / مجمع الزوائد للهيثمي ج5 ص241.
فهل يُصِّدق أو يقنع عاقل بأن خلفاء الرسول (ص) ملعونون مشبهون بالقردة ؟!
والمصيبة لم تقتصر على ذلك؛ فعندما كثر خلفاء بني أمية من بني الحكم بن أبي العاص الملعون الخبيث، وتعدوا الاثني عشر، احتار علماء السنة في تطبيق حديث الاثني عشر خليفة أو أميراً الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وصرح بعضهم أن الثاني عشر منهم هو (الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان) كما صرح بذلك ابن حجر العسقلاني في فتح الباري وهذا نص كلامه:
( ... والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق ان يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك ...) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني ج 13 ص184 – 185.
الواليد وما أدراك ما الوليد ؟! إن كنت لا تدري مَنْ الوليد بن يزيد فاستمع لبعض ما يتلوه عليك الذهبي في كتابه المسمى (تاريخ الإسلام):
(الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. الخليفة الفاسق أبو العباس الأموي).
(وقال أحمد بن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أبي شيخ ثنا صالح بن سليمان قال: أراد الوليد بن يزيد الحج وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة فهم قوم أن يفتكوا به).
(فقال له يزيد بن عنبسة: ....: ما ننقم عليك في أنفسنا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله).
(وقيل: قطعت كفه وبعث بها إلى يزيد فسبقت الرأس بليلة وأتي بالرأس ليلة الجمعة فنصبه يزيد على رمح بعد الصلاة فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال بعداً له أشهد أنه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا ولقد راودني على نفسي) تاريخ الاسلام للذهبي ج8 ص 287 – 294.
وبعد أن ساق الذهبي هذه الأقوال التي يندى لها الجبين، قال كأنه معتذراً على استحياء مخجل:
(ولم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة نعم اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك) نفس المصدر السابق.
إن عشت أراك الدهر عجباً ! خليفة يشتهر بشرب الخمر والتلوط، ويزني بنساء أبيه، ويراود أخيه عن نفسه ليلوط به، ويهم بالشرب فوق الكعبة، وغير ذلك مما تأباه حتى القردة المسوخ !
فبربكم كيف يمكن لمن يمتلك مسكة عقل أن يعتبر هذا الفاجر في عداد خلفاء الرسول محمد (ص)، ويعتبره من الأئمة والولاة ولو لدقيقة واحدة، ما هذا المنهج السخيف الذي يفتح الباب أمام هؤلاء القردة ليجلسوا على منبر رسول الله (ص)، ويزوي عترة المصطفى (ع) عن منبر جدهم (ص)، ويقضون بين قتيل ومسموم ومسجون ومشرَّد ؟!
في حين أن من اتخذوا هذا المنهج المتهاوي أنفسهم يروون حديث رؤيا النبي (ص) بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، ولعن الرسول (ص) للحكم بن أبي العاص وذريته !
أ ليس من حقنا أن نتمثل بقول الشاعر:
تصدَّر للتدريس كل مهــــوس * بليــــد تسمــى بالفقيــه المــدرس
فحق لأهل العلــم أن يتمثلـــوا * ببيت قديم شاع في كل مجلــــس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها ، وحتى استامها كل مفلس
هذا هو الخليفة الثاني عشر عند السنة، وأما الخليفة الثاني عشر عند آل محمد فهو الإمام محمد المهدي (ع)، سليل العترة الطاهرة، الذي قال عنه الرسول محمد (ص) في الحديث الصحيح:
(المهدي من عترتي من ولد فاطمة) سنن أبي داود ج2 ص310 ح4284.
نعم من عترة النبي (ص) لا من عترة أبي سفيان، ولا من عترة الحكم بن أبي العاص، ومن ولد فاطمة (ع) لا من ولد هند آكلة الأكباد.
وأخيراً اسأل الله أن تكون هذه الأسطر سبباً للتفكر والرجوع الى الماء المعين محمد وآل محمد (ع) .. والحمد لله وحده.
فعندما نجد الله جل جلاله لم يترك الناس قبل الرسول محمد (ص) بلا نبي أو وصي نبي، بالرغم من عدم انقطاع النبوة، كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما:
(كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فان الله سائلهم عما استرعاهم) صحيح البخاري ج4 ص 144 / صحيح مسلم ج6 ص17.
فكيف يترك الله سبحانه الناس بدون إمام وحجة معصوم ومؤيد، مع ختم النبوة بمحمد (ص)، وخصوصاً إذا علمنا أن الرسول محمداً (ص) قد أخبر عن تفرق أمته إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة، وهذا يُنبئ عن انفلاق الفتن والضلال والأهواء والزيغ في الأمة على قدم وساق، وهذا ما يستدعي وجود خلفاء مسددين أمناء يتمسك بهم الناس في بحر الفتن الهائج.
والرسول محمد (ص) لم تغب عنه هذه الحقيقة التي لا تغيب حتى عن راعي الإبل عندما يترك إبله في الصحراء، وحاشا رسول الله أن يخالف الحكمة وهو معدنها وسيدها، فقد نص في أحاديث كثيرة على وجود خلفاء من بعده، وشدد على وجوب مبايعتهم والتمسك بهم والوفاء لهم.
وبما أني الآن بصدد تسليط الضوء قليلاً على الخلافة عند السنة، فلا أريد التطرق إلى تعيين آل محمد للخلافة؛ علي (ع) وذريته المطهرين، بحديث الثقلين وغيره من الأحاديث الصحيحة عند السنة، بل أريد أن أهمس في آذان من يطلب الحق بصدق، عن ما آل إليه حال من عدل عن آل محمد في أي مستنقعٍ وقع وأي فُسَّاقٍ تبع !
فهم عندما وجودوا الرسول محمداً (ص) قد حدد الخلفاء باثني عشر خليفة وبعدهم يكون التيه والهرج – وهو طبعاً غيبة الثاني عشر -، اضطربت أفكارهم في تحديد مصاديق هؤلاء الاثني عشر، وأقحطوا قحطاً اضطرهم الى ترقيع ثوبهم بما يشينه ولا يزينه، رقعوه بمعاوية الباغي الطاغي الطليق ابن الطليق ابن آكلة الأكباد، وبعده بيزيد الفاجر الفاسق الزنديق قاتل الحسين (ع) ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة، ثم ازداد الحال سوءاً وانتكاساً في مستنقع الضلال حتى نصبوا بني الحكم بن أبي العاص خلفاء على الناس، نعم نصبوا القردة خلفاء للرسول محمد (ص) واقروا بشرعيتهم ووجوب طاعتهم، وعندما أقول قردة ليس اجتهاداً واعتباطاً، بل هذا ما بيَّنه الله تعالى لرسوله (ص) في منامه، كما في الحديث الصحيح الآتي:
عن رسول الله (ص) انه قال: (قال إني أريت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة. قال فما رؤى النبي صلى الله عليه وآله مستجمعاً ضاحكاً حتى توفي) المستدرك للحاكم النيسابوري ج4 ص480.
بنو الحكم الذين لعنهم رسول الله (ص) قبل أن يولدوا، كما في الحديث الصحيح الآتي:
عن الشعبي قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول: (ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاناً ـ يعني الحكم ـ وما ولد من صلبه) مسند أحمد ج4 ص5 / مجمع الزوائد للهيثمي ج5 ص241.
فهل يُصِّدق أو يقنع عاقل بأن خلفاء الرسول (ص) ملعونون مشبهون بالقردة ؟!
والمصيبة لم تقتصر على ذلك؛ فعندما كثر خلفاء بني أمية من بني الحكم بن أبي العاص الملعون الخبيث، وتعدوا الاثني عشر، احتار علماء السنة في تطبيق حديث الاثني عشر خليفة أو أميراً الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وصرح بعضهم أن الثاني عشر منهم هو (الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان) كما صرح بذلك ابن حجر العسقلاني في فتح الباري وهذا نص كلامه:
( ... والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق ان يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك ...) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني ج 13 ص184 – 185.
الواليد وما أدراك ما الوليد ؟! إن كنت لا تدري مَنْ الوليد بن يزيد فاستمع لبعض ما يتلوه عليك الذهبي في كتابه المسمى (تاريخ الإسلام):
(الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم. الخليفة الفاسق أبو العباس الأموي).
(وقال أحمد بن أبي خيثمة: ثنا سليمان بن أبي شيخ ثنا صالح بن سليمان قال: أراد الوليد بن يزيد الحج وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة فهم قوم أن يفتكوا به).
(فقال له يزيد بن عنبسة: ....: ما ننقم عليك في أنفسنا لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله).
(وقيل: قطعت كفه وبعث بها إلى يزيد فسبقت الرأس بليلة وأتي بالرأس ليلة الجمعة فنصبه يزيد على رمح بعد الصلاة فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد فقال بعداً له أشهد أنه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا ولقد راودني على نفسي) تاريخ الاسلام للذهبي ج8 ص 287 – 294.
وبعد أن ساق الذهبي هذه الأقوال التي يندى لها الجبين، قال كأنه معتذراً على استحياء مخجل:
(ولم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة نعم اشتهر بالخمر والتلوط فخرجوا عليه لذلك) نفس المصدر السابق.
إن عشت أراك الدهر عجباً ! خليفة يشتهر بشرب الخمر والتلوط، ويزني بنساء أبيه، ويراود أخيه عن نفسه ليلوط به، ويهم بالشرب فوق الكعبة، وغير ذلك مما تأباه حتى القردة المسوخ !
فبربكم كيف يمكن لمن يمتلك مسكة عقل أن يعتبر هذا الفاجر في عداد خلفاء الرسول محمد (ص)، ويعتبره من الأئمة والولاة ولو لدقيقة واحدة، ما هذا المنهج السخيف الذي يفتح الباب أمام هؤلاء القردة ليجلسوا على منبر رسول الله (ص)، ويزوي عترة المصطفى (ع) عن منبر جدهم (ص)، ويقضون بين قتيل ومسموم ومسجون ومشرَّد ؟!
في حين أن من اتخذوا هذا المنهج المتهاوي أنفسهم يروون حديث رؤيا النبي (ص) بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، ولعن الرسول (ص) للحكم بن أبي العاص وذريته !
أ ليس من حقنا أن نتمثل بقول الشاعر:
تصدَّر للتدريس كل مهــــوس * بليــــد تسمــى بالفقيــه المــدرس
فحق لأهل العلــم أن يتمثلـــوا * ببيت قديم شاع في كل مجلــــس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها ، وحتى استامها كل مفلس
هذا هو الخليفة الثاني عشر عند السنة، وأما الخليفة الثاني عشر عند آل محمد فهو الإمام محمد المهدي (ع)، سليل العترة الطاهرة، الذي قال عنه الرسول محمد (ص) في الحديث الصحيح:
(المهدي من عترتي من ولد فاطمة) سنن أبي داود ج2 ص310 ح4284.
نعم من عترة النبي (ص) لا من عترة أبي سفيان، ولا من عترة الحكم بن أبي العاص، ومن ولد فاطمة (ع) لا من ولد هند آكلة الأكباد.
وأخيراً اسأل الله أن تكون هذه الأسطر سبباً للتفكر والرجوع الى الماء المعين محمد وآل محمد (ع) .. والحمد لله وحده.
الشيخ ناظم العقيلي