أعلمية الاول والثاني
إعداد: أبو ابراهيم
لا يوجد حديث واحد عن النبي محمد (ص) ينص على علمية أبي بكر فضلاً عن اعلميته وهذا التاريخ أمامكم واستقرؤوه، فلا تكاد تذكر منقبة لابي بكر في باب العلم أصلاً ، بل ثبت ان أبا بكر عجز عن مسائل كثيرة وهرع بها إلى عامة الناس والصحابة عسى ان ينجدوه بكلام سمعوه من رسول الله (ص) !
وهذا الكلام ليس من كنانتي بل هو ما سُطر في مصادر أبناء العامة بل اوثق المصادر لديهم كصحيح البخاري وأمثاله.
وسأذكر بعض تلك اخبار الواردة في مصادر أبناء العامة:
1 – جاء في سنن الدارمي: ( ... عن ميمون بن مهران قال : كان أبو بكر إذا ورد عليه خصم نظر في كتاب الله ، فان وجد فيه ما يقضى به قضى به بينهم ، وإن لم يجد في كتاب الله نظر هل كانت من النبي صلى الله عليه وسلم فيه سنة فان علمها قضى بها ، فان لم يعلم خرج فسأل المسلمين ، فقال : أتاني كذا وكذا فنظرت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجد في ذلك شيئا فهل تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بقضاء ؟ فربما قام إليه الرهط ، فقالوا : نعم : قضى فيه بكذا وكذا ، فيأخذ بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند ذلك : الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ عن نبينا ، وإن أعياه ذلك دعا رؤوس المسلمين وعلماءهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على الامر قضى به وإن عمر بن الخطاب كان يفعل ذلك فان أعياه أن يجد في القرآن أو السنة نظر هل كان لابي بكر فيه قضاء فان وجد أبا بكر قد قضى فيه بقضاء قضى به وإلا دعا رؤوس المسلمين وعلماءهم واستشارهم فإذا اجتمعوا على الامر قضى بينهم ) سنن الدارمي ج1 ص58 باب الفتيا وما فيه من الشدة / السنن الكبرى للبيهقي ج10 ص114 / كنز العمال ج 5 ص600 ح14063.
وهذا الخبر صريح أشد الصراحة بأن أبا بكر لم يكن اعلم الأمة قطعاً ، بحيث انه يضطر إلى سؤال الناس عندما يعييه الجواب، وليت شعري هل سمعتم أو قرئتم ان خليفة أو وصي نبي من الأنبياء يعجز عن اجابة السؤال ويستنجد بالرعية في ذلك ؟! هذه سيرة الأنبياء أمامكم فقلبوها ظهرا على بطن، أم ان الرسول محمد (ص) يختلف عن من سبقه من الأنبياء ؟! قال الله تعالى: { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } الأحقاف: 9.
2 – مقولة عمر بن الخطاب المشهورة وهي : ( لولا علي لهلك عمر )، فقد كان عمر يفزع إلى علي بن أبي طالب (ع) في الملمات وعندما يعييه الجواب، أو عندما يتورط في حكم خاطئ فلا ينقذه إلا علي بن أبي طالب (ع)، وهذا قطعاً يدل على ان عمر بن الخطاب ليس اعلم الأمة.
وذكر هذه الحادثة ابن حجر في فتح الباري فقال: ( وفي كتاب النوادر للحميدي والطبقات لمحمد بن سعد من رواية سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن يعني علي بن أبي طالب ) فتح الباري ج 31 ص 286.
وذكر ذلك أيضاً ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث قائلاً: ( وعمر مع هذا يقول في قضية نبهه علي رضي الله عنه عليها لولا قول علي لهلك عمر ويقول أعوبالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن ) تأويل مختلف الحديث ص 152.
وقال عبد الرحمن أحمد البكري في كتاب ( من حياة الخليفة عمر بن الخطاب ): ( قال القندوزي الحنفي : كانت الصحابة ( رض ) يرجعون إليه - أي للإمام علي - في أحكام الله ويأخذون عنه الفتاوى كما قال مر بن الخطاب ( رض ) في عدة مواطن : لولا علي لهلك عمر ) من حياة الخليفة عمر بن الخطاب ص 316.
3 - وقال عبد الرحمن أحمد البكري في كتاب ( من حياة الخليفة عمر بن الخطاب ): ( أخرج المحب الطبري، عن عبد الله بن الحسن أنه قال: دخل علي على عمر; وإذا امرأة حبلى تقاد لترجم قال: ما شأن هذه المرأة ؟ قالت: يذهبون بي يرجموني. فقال أمير المؤمنين: لأي شيء ترجم، لأن كان لك سلطان عليها، فمالك سلطان على ما في بطنها.
فقال عمر ( رض ): كل أحد أفقه مني ثلاث مرات. فضمنها علي حتى ولدت غلاما ثم ذهب بها إليه فرجمها ) من حياة الخليفة عمر بن الخطاب ص 315 – 316 / ذخائر العقبى لاحمد بن عبد الله الطبري ص81.
وهنا عمر يعترف بنفسه على ان الجميع اعلم منه، ويبالغ في ذلك فيكرره ثلاث مرات، وهذا الاقرار من عمر ابلغ حجة على انه لا يتحلى بالاعلمية على الأمة، فكما يقال: ( اقرار العقلاء على انفسهم حجة ) فيتحصل ان عمر ليس اعلم الأمة بل سيتبين مما ياتي بانه يعترف حتى ربات الحجال اعلم منه !
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع
Comment